كيف أنارت ثورة 26 سبتمبر المجيدة حياة اليمنيين..؟ مثقفون يجيبون

img

سبتمبر نت/ كمال حسن

يجمع كل اليمنيين أن ثورة 26 سبتمبر المجيدة، كانت الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر، والتي غيرت حياتهم بمختلف جوانبها وجعلتهم ينفتحون على العالم، بعد سنوات طويلة من حكم الأئمة الكهنوتي المستبد، الذي جثم على صدور اليمنيين، مستندا على خرافة الحق الإلهي في الحكم.

قضت ثورة 26 سبتمبر المجيدة على خرافات الأئمة المختلفة، ونشرت قيم الحرية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، وأعادت للإنسان اليمني كرامته التي حاول الأئمة سلبها ..  إلا أن أحفاد الأئمة الجدد المتمثلين بمليشيا الحوثي، يحاولون إعادة العجلة إلى الوراء بإحياء خرافات أجدادهم البائدة، وتدمير كل ما أنجزته الثورة السبتمبرية المباركة.. الاستطلاع الآتي يرصد أراء مثقفين يمنيين حول خرافة الحق الإلهي للحكم الإمامي وكيف تحاول المليشيا الحوثية إحياءها.

قضت على أفكار الإمامة

سفير بلادنا والمندوب الدائم لدى منظمة (اليونسكو) محمد جميح يؤكد أن ثورة الـ 26 من سبتمبر غيّرت الحياة اليمنية بشكل جذري وبمختلف مناحيها السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادي، وقضت على الأفكار الكهنوتية في حصر الإمامة في سلالة معينة، لافتا إلى أن أهم أهداف ثورة 26 سبتمبر هي العدالة، والمساواة، والتخلص من الإمامة والاستعمار.

ويبين جميح في تصريح لصحيفة “26 سبتمبر”، أن المليشيا الحوثية تحاول إحياء هذه الأفكار الكهنوتية التي كانت سائدة قبل ثورة 26 سبتمبر، لكنها تجد صعوبات كبيرة، في نشرها حتى مع محاولتهم إخفاءها، لأنها تواجه جيلاً سبتمبرياً، تربى في مدارس الجمهورية.

مؤكدا أنه “حتى من يقف يقاتل في صفوفها، لا يؤمن بهذه الأفكار التي تحصر الإمامة في سلالة معينة، فالكثير منهم يقاتل معها من أجل الحصول على المال، ولا يؤمن بالفكرة سوى أبناء السلالة نفسها”.

بوابة انعتاق اليمنيين

مديرة المركز الثقافي اليمني في القاهرة عائشة العولقي تؤكد أن ثورة 26 سبتمبر المجيدة أتت لتقضي على نظام حكم الأئمة الكهنوتي الذي امتد لعقود طويلة، وأسسوا حكمهم بناء على حكم طبقي مستبد تم تغليفه بحق إلهي في الحكم، مسيئين في الوقت ذاته للدين وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وتؤكد في تصريح لصحيفة “26 سبتمبر” أن ثورة سبتمبر المجيدة مثلت بوابة الانطلاق والانعتاق لليمنيين من مثلث الموت (الجهل والفقر والمرض)، وفتحت آفاقا للتطور في اليمن بعد انفتاحه على العالم.

وتضيف ” وها هي المليشيات الحوثية تعاود الرجوع باليمن إلى ذلك المثلث، الذي لا يمكن أن يستقر لها الحكم إلا بوجوده”، مؤكدة أن اليمنيين باتوا على دراية كاملة بخطر هذا الكهنوت، ولن يسمحوا بعودته مهما كانت التضحيات.

قضت على الطبقيات

من جانبه الدكتور يحيى الأحمدي يقول: “برغم كل العراقيل التي واجهت الجمهورية فإنه ما من أحد يستطيع أن ينكر أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م قد غيرت خارطة المجتمع اليمني”.

ويؤكد الأحمدي في حديث لصحيفة “26 سبتمبر”، أن ثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة، أوجدت قيم المساواة، وهيأت للمواطنة ودمرت كل متاريس التمايزات والطبقيات، وأعادت للمواطن اليمني اعتزازه بوطنه بعد أن كان يفر من ظلم الأئمة وقهرهم إلى المنافي وبلدان الاغتراب.

ولفت إلى أن المليشيا الحوثية حاولت منذ سيطرتها على صنعاء طمس معالم ثورة سبتمبر من خلالها رفعها شعارات طائفية ونعرات عنصرية، بغرض الشحن الطائفي وتفتيت المجتمع وتمزيق نسيجه المتوائم منذ قرون.. مؤكدا أن الشعب اليمني أصبح واعيا لما تمثله ثورة 26 سبتمبر من قيم “ويذود عنها كل المؤامرات التي تحاول نخر الجمهورية من الداخل، لتبقى الجمهورية اليمنية حرةً قوية تدافع عن قيم المواطنة ومكتسبات الثورة المجيدة”.

أنبل ثورة

الكاتب والباحث عادل الأحمدي يؤكد أن ثورة 26 سبتمبر أنبل ثورة على وجه الأرض، قامت ضد أجرم نظام حكم.. مؤكدا أنها قضت على خرافة الحق الإلهي في الحكم، وأعادت الحكم للشعب، وجعلته شورى كما أمر بذلك الإسلام.

وأضاف الأحمدي في حديث لصحيفة “26 سبتمبر” ” إن كل الأنظمة الجمهورية التي توالت عقب الثورة كرست فكرة حكم الشعب لنفسه، وأعادت للإنسان اليمني كرامته، ومجده .. مؤكدا أن مناداة المليشيا الحوثية بإعادة الحكم الإمامي تعد رِدة عن ثورة 26 سبتمبر وأهدافها، وكانت نتيجة لاستغلال المليشيا لغفلة أجيال الثورة السبتمبرية وانهماكهما في الصراع الحزبي والديمقراطي.

وقال “ومع عودة السلطة الكهنوتية المتمثلة بمليشيا الحوثي عادت الخرافات الإمامية البائدة، التي سنتعافى منها قريباً”.

وتابع “ومع عودة السلطة الكهنوتية المتمثلة بمليشيا الحوثي، عادت الخرافات الإمامية البائدة، التي سنتعافى منها قريبا جدا”.

مواضيع متعلقة

اترك رداً