العميد دهمس لـ “26 سبتمبر”: نعمل انطلاقا من واجبنا الوطني والعسكري وتجاوزنا كل المعوقات

img

 

26 سبتمبر/ حوار – عارف الشمساني

 

تعد القيادة الناجحة والوطنية أحد أهم عناصر التطوير لأي مؤسسة، سواء كانت عسكرية أو مدنية، صغيرة أو كبيرة، خدمية أو انتاجية، فهي تمثل العمود الفقري الذي يحمل ويوجه جميع العمليات والجهود نحو تحقيق الأهداف المرجوة..

المستشفى العسكري في مأرب أحد النماذج المبهرة التي برزت بصمات قيادتها على مجمل الخدمات التي تقدمها للجرحى والمرضى من منتسبي القوات المسلحة والمقاومة وذويهم، حيث شهدت المستشفى نقلات نوعية في توافر البنية التحتية من أقسام وعيادات وأجهزة طبية حديثة وكوادر طبية تخصصية عالية الكفاءة، وهو ما جعل من المستشفى قبلة لمئات الزوار والمرضى الذين يترددون عليها يوميا طليا للخدمات الطبية والعلاجية المتطورة.

“26سبتمبر” زارت المستشفى العسكري بمارب وكانت الدهشة حاضرة لمستوى التطور والخدمات المنظمة التي وصلت اليها وتقدمها للزوار الذين يملؤون عياداتها وأقسامها، فيما كانت الصورة الأجمل مستوى النظافة ورقي التعامل من قبل كادر المستشفى مع القاصدين لخدماتها الطبية والعلاجية والتشخيصية.

هناك في مكتبه المتواضع كان مدير المستشفى العسكري بمأرب العميد أحمد دهمس  يوزع ابتسامته لكل من قصده من زوار المستشفى، الذين يحيطونه من كل جانب، مقدما لهم ما يمكن تقديمه من توجيهات تذلل لهم الصعوبات الاجرائية او المالية ليحصلوا على كامل خدمات المستشفى.. إليكم هذا الحوار:

العميد احمد دهمس أكد ان المستشفى العسكري في محافظة مارب تنطلق في تقديم خدماتها من المسؤولية الوطنية والانسانية، الملقاة على عاتقها تجاه أبطال منتسبي القوات المسلحة والمقاومة، واسرهم، والذين يبذلون ارواحهم رخيصة في ميادين وجبهات الشرف والبطولة دفاعا عن الوطن والعرض والكرامة واستعادة الدولة من تنظيم الحوثي الارهابي الايراني.

وقال العميد دهمس: “لا يمكن لنا إلا ان نولي جل اهتمامنا ورعايتنا وتسخير كل طاقاتنا لخدمة هؤلاء الأبطال وذويهم وكذلك المدنيون، الذين يزورون المستشفى لطلب العلاج خاصة من ابناء مارب، وبتوفيق من الله ثم بدعم من القيادة السياسية والعسكرية استطعنا ان نتجاوز كثير من المعوقات والصعوبات- والتي لازالت قائمة- ووصلنا بتعاون كوادر وطواقم المستشفى الى ما تشاهدونه اليوم من خدمات جيدة نتمنى ان تشهد نموا اكثر ونصل بالمستشفى الى مستوى عال في الخدمات من خلال توفير بعض الاجهزة الطبية والتشخيصية التي لا زلنا نتطلع الى توفيرها خدمة لأبطال القوات المسلحة والمقاومة وذويهم”.

خدمات نوعية

المستشفى العسكري خلال العام المنصرم 2023م حقق كثيرا من الانجازات وفقا لمدير المستشفى، والذي اكد انها نفذت الخطط والبرامج تنفيذا لتعليمات وتوجيهات القيادة العسكرية والخطط المنزلة من وزارة الدفاع ورئاسة الأركان، الهادفة الى تطوير وتعزيز الرعاية الصحية والطبية لمنتسبي القوات المسلحة والمقاومة وجرحاهم وأسرهم حيث بلغ عدد الحاصلين على الخدمات الطبية (الوقائية والتشخيصية والعلاجية) خلال العام المنصرم ٢٠٢٣م (238349)، فيما بلغ عدد المترددين (94119) منهم ( 60313) عسكريا و( 33806) مدنيين، كما حصل على الخدمات العلاجية (88392) وعدد (2479) خضعوا للعمليات الجراحية المتعددة، كما حصل (770) مريضا على تقارير طبية.

أما في جانب صرف الأدوية المجانية فقد حصل (7500) مستفيد من الأدوية الطبية ولأكثر من (150) صنفا من هذه الأدوية، وفي السياق حصل عدد (5727) مستفيدا من الخدمات الوقائية.

إعادة للجاهزية

واشار مدير المستشفى الى انه تم اصلاح وصيانة (37) جهازا طبيا بشكل دوري واعيد منها للجاهزية أكثر من (12) جهازا، كما تم الاستفادة من خدمات سيارة الاسعاف في تحركاتها الطبية لأكثر من (350) تحركا خدمة للجرحى من منتسبي القوات المسلحة والمقاومة البطلة وذويهم.

تخصصات جديدة

واضاف العميد أحمد دهمس: لم تقف المستشفى العسكري بمارب عند تلك الخدمات النوعية والجهود الكبيرة لخدمة المجتمع ونصرة للمعركة المقدسة ضد جماعة تنظيم الحوثي الارهابي، فقد اجرت خلال العام الماضي (49) فحصا طبيا للطلبة المتقدمين لكلية الطيران والقادمين من المناطق العسكرية البعيدة، ناهيك من استقبال (50) مجندا في جميع الوحدات بشكل يوم وعلى مدار العام.

كما اجرى المستشفى العديد من العمليات الجراحية الكبرى والنوعية بجهاز المنظار الجراحي والأوعية الدموية والجراحة العامة والمسالك البولية والعظام، الى جانب ذلك عمل المستشفى العديد من (السمنارات) الطبية للأطباء وللاختصاصيين ومناقشتها لضمان الاستفادة والتعلم المستمر من كل جديد.

والسمنارات هي فعاليات تدريبية أو تعليمية تهدف إلى تبادل المعرفة والخبرات حول موضوع معين بين مجموعة من الأشخاص، وغالبًا ما تكون تفاعلية وتشمل مناقشات وعروض تقديمية.

جهود ونجاحات

وردا على سؤال الصحيفة حول الجهود المبذولة من قيادة المستشفى في تطوير الخدمات الطبية والتشخيصية قال مدير المستشفى: “لاشك اننا نولي هذا الجانب كثير من الاهتمام ويأتي في صدارة اولوياتنا، ومن ذلك شهد العام المنصرم 2023م عدد من الانجازات المهمة حيث تم فيه افتتاح مبنى التوسعة الجديد وبحضور نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة ومعه رئيس هيئة الاسناد اللوجستي اللواء عبدالعزيز الفقيه ومدير دائرة التوجيه المعنوي العميد الركن أحمد الاشول ومدير الخدمات الطبية العسكرية العميد الركن داود يحيى داود وعدد من القيادات العسكرية، كما شهد العام الماضي نقلة جيدة في مجال توافر التخصصات الجديدة للمستشفى ومنها: استشاري اوعية دموية، استشاري تخدير، استشاري مخ واعصاب، عدد (2) استشاري عظام, واستشاري أطفال، أخصائي أول أشعة، أخصائي أول أنف وأذن وحنجرة، وكذلك أخصائي أول باطنية، أيضا تم إضافة عدد 32 من الكادر الفني والتخصصي من حملة البكالوريوس والدبلوم الى جميع اقسام المستشفى”.

أرقام من الواقع

* الصحيفة: هل لديكم خلاصة إحصائية بمختلف الخدمات المقدمة للعام الماضي؟

** مدير المستشفى: نعم.. هنا امامنا تقرير لمجمل الخدمات التي احتفى بها العام المنصرم والذي يبين- كما اسلفت في بداية حديثي- ان إجمالي الوافدين لتلقي الخدمات اكثر من 94119 مستفيدا منهم 60313 عسكريا و33806 مدنيين، فيما بلغت اجمالي الخدمات المقدمة لهم 23834، حيث استقبلت وحدة الطوارئ العامة وحدها اكثر من 36079 زائرا عسكريين ومدنيين، كما استقبلت وحدة العيادات الخارجية 52313 شخصا بين عسكري ومدني، واستقبلت وحدة العمليات خلال العام الماضي حوالي 2479 عسكريا ومدنيا، وبالنسبة للوحدة التشخيصية فقد استقبلت 40600 ووحدة العناية المركزة 65، والرقود 2658، ووحدة الطوارئ التوليدية 1700 امرأة”.

مشاركة مجتمعية

ويواصل مدير المستشفى العسكري بمارب شرحه لإنجازات العام الماضي: “أصدرت المستشفى اكثر من 770 تقريرا طبيا تشخيصيا، كما شاركت المستشفى في حملات التوعية والتثقيف الصحي بعدد 7 حملات، وحملات تستهدف تغذية الأطفال لعدد 2300، وايضا خدمة الحوامل ورعايتهن ولعدد 1390 امرأة”.

ولم تقف جهود المستشفى العسكري عند إمكانياتها بل تجاوزتها وذهبت الى المشاركة الفاعلة في جانب التحصين، حيث شهد العام الماضي تلقيح اكثر من 2060 تحصينا لكل من لقاح كورونا وشلل الاطفال والسل واللقاح الخماسي.

صعوبات وتحديات

* وردا على سؤالنا حول ما اذا كانت هناك صعوبات ومعوقات تحول دون تحقيق المزيد من النجاحات خاصة في ظل كثافة الزوار على المستشفى.. أجاب مدير المستشفى وهو يعود قليلا الى الوراء بكرسيه المتواضع آخذا نفسا عميقا ليقول: لا نخفيكم أن الصعوبات كثيرة ومهمة رغم إدراكنا للأوضاع الاقتصادية التي تعيشها بلادنا وبالذات مؤسستنا الدفاعية، ولكن نحن هنا نتحدث عن خدمة لأبطال القوات المسلحة والمقاومة وذويهم، وكل ما نطلبه من خدمات ضرورية جدا تحقيقا ورعاية لحياة هؤلاء.. واختصارا: ينقص المستشفى المحاليل الطبية والمخبرية الكافية، وكذلك الأدوية وارتفاع كلفتها، والمستلزمات الطبية، أيضا نقص في المحروقات والغذاء والمهمات ونقص في أسماء كادر المصرف المالي للمستشفى، كما نعاني من عدم صرف مستحقات العاملين من حوافز ورواتب بصورة منتظمة، وقد شهد العام الماضي خروج بعض الاجهزة عن الجاهزية بسبب تجاوز عمرها الافتراضي وهي على سبيل المثال لا الحصر، جهاز التخدير وجهاز الاشعة.

هذا إلى جانب معاناتنا من ارتفاع ايجارات سكن الأطباء، وعدم وجود سكن للكادر الطبي.

أجهزة لابد منها

* سيادة العميد احمد دهمس.. يشكو الكثير من زوار المستشفى من عدم  توافر عدد من الأجهزة التشخيصية المهمة التي يحتاجها المرضى خاصة الجرحى من القوات المسلحة والمقاومة؟

** حقيقة نحن طالبنا ولا نزال نطالب ونوجه طلبنا الى داعم المستشفى الأول نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ المحافظة اللواء الشيخ سلطان العرادة وكذلك الاخ وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان العامة قائد العمليات المشتركة، ورئيس هيئة اللوجستي، ومدير الخدمات الطبية، نطالبهم جميعا بتوفير جهاز “أشعة مقطعية” وجهاز “رنين مغناطيسي” وجهاز “الهرمونات” وجهاز ” أيكو”،  وجهاز “منظار جراحي علاجي” وجهاز “منظار مسالك بولية”، كما تحتاج المستشفى الى جهاز فحص كيمياء أو ماثيل (كوباس وش ( Hoointy  plas) الى جانب جهاز تخدير(3) سيارات اسعاف عناية وسيارة اسعاف طقم عادي وسيارة خدمات وباص لنقل الموظفين سعة 20 راكبا إلى جانب ورشة صيانة معدات وورشة صيانة أجهزة طبية وماطور كهرباء ديزل 500 وات.

كما نتمنى فتح وحدة اسنان مع كرسي اسنان، وكذلك توفير محروقات والزيوت للمولدات الكهربائية، وهذه الاجهزة الطبية والتشخيصية هي ضرورية لأي مستشفى خاصة اذا ما كانت خدماتها كبيرة وتستقبل مئات الزوار يوميا وتخدم شريحة عظيمة تبذل روحها رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن وكرامة مواطنيه ضد العدو الحوثصهيوني الارهابي.

نأمل التعاون

وفي نهاية الحوار قال مدير المستشفى العسكري العميد أحمد دهمس للصحيفة: نشكر صحيفة “26 سبتمبر” على زيارتكم وتفقدكم لهذا الصرح الطبي المهم في محافظة مارب، وعبركم نؤكد لقيادتنا السياسية والعسكرية أننا ماضون في تطوير خدمات المستشفى بمختلف اقسامها، ونحن نتحمل مسؤولية وطنية وإنسانية ونشعر بواجبنا ونحن بتعاون السلطة المحلية في المحافظة ودعم ورعاية القيادة السياسية والعسكرية استطعنا احياء هذه المستشفى بعد ان دمرها تنظيم الحوثي الإرهابي في 2015 وحملنا ارواحنا على اكفنا وبذلنا كل جهودنا لننفخ فيها الحياة وفعلا نجحنا ولله الحمد، ولازلنا نأمل المزيد من النجاحات لخدمة المجتمع بكل فئاته خاصة في مثل هذه الظروف المعيشية الصعبة التي خلفتها جماعة تنظيم الحوثي الإرهابية.

مواضيع متعلقة

اترك رداً