بين اختطافات واعتداءات ووفاة جراء التعذيب.. المليشيا الحوثية تلاحق الأكاديميين (رصد)

img

سبتمبر نت/ عارف الواقدي

 

تستمر الانتهاكات والجرائم التي تطال أكاديميين في العديد من الجامعات في مختلف مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة إيرانياً، لعل واقعة اختطاف البروفيسور “الشرجبي” وهو أحد أكاديميي جامعة صنعاء، آخر فوضى تلك الانتهاكات..

 

خلال ست سنوات من الانقلاب الحوثي، الذي تم بمباركة إيرانية في سبتمبر/ أيلول2014‪ م، وطال كل مؤسسات الدولة بما فيها الجامعات، أحالت مليشيا الحوثيين العابثة في تلك الجامعات كل شيء إلى فوضى، ما زالت تتفاقم حتى اليوم.

 

أكاديميون في العديد من الجامعات اليمنية، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المتمردة، أكدوا لـ”سبتمبر نت” أن تلك الفوضى والانتهاكات الحوثية، التي طالت كوادر الجامعات، ابتدأت بملاحقة واختطاف الأكاديميين، ومن ثم بالتعيينات التي جعلوا منها مهمة عبثية، مروراً بفصل من لا يروق لها مع اعتماد سياسة الاستبدال بتابعين لها، وانتهاءً باستهداف كل من يحاول الاعتراض لما يحدث.

 

يبدي العديد من الأكاديميين، سواء في الجامعات الحكومية في مناطق سيطرة المليشيا والبالغة عددها (6) أو في الجامعات الأهلية هناك، تخوفهم من ثمة اختطاف، أو حادثة اعتداء، قد يتعرضون لها من قبل المليشيا المتمردة، التي جعلت من كوادر الجامعات في صدر قائمة أعدائها.

 

تعيش مليشيا الحوثي المتمردة حالة خوف كبيرة من الأكاديميين (كونهم الأكثر تأثيراً على الشباب) تتعاظم حالة الخوف هذه يوماً إثر يوم، ولا تنفك ان تسيطر على خوفها هذا إلا بتنفيذ حملات اختطافات تطالهم، ومن ثم تقوم بوضعهم في المعتقلات.

 

صباح الأربعاء الماضي، التاسع من سبتمبر الجاري، أقدمت المليشيا الحوثية على اختطاف عضو هيئة التدريس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة صنعاء، الدكتور عدنان عبدالقادر الشرجبي، وذلك من أمام بوابة الجامعة بطريقة غير مشروعة، أثناء ما كان في مهمة ذهابه إلى الكلية التي يدرس فيها، وذلك من أجل اختبار طلابه في قسم الماجستير “الاختبار النصفي”.

 

تشير مصادر مقربة من أسرة الأكاديمي الشرجبي إلى أن المليشيا اختطفته إلى أحد معتقلاتها في ما يسمى “جهاز الاستخبارات” غير آبهة لما يعانيه من أمراض القلب، التي يحتاج معها لعناية خاصة دائمة، وترفض الإفراج عنه.. وبحسب بلاغ مقدم من أسرته لما يسمى النائب العام للمليشيا، أنها اقتحمت منزله ونهبت العديد من محتويات المنزل منها أجهزة.

 

يقول بلاغ أسرة الأكاديمي “الشرجبي” والذي حصل “سبتمبر نت” على نسخة منه، إن ستة من أفراد المليشيا هم “مدير أمن الجامعة، ومدير الحرس، ومدير السكن الجامعي، وامرأه وجنديان” اقتحموا المنزل وقاموا بتفتيشه ومن ثم نهب حاسوبه الشخصي “لابتوب” و”فلاش”، دون إذن من النيابة أو أي تصريح.

 

امتداد

ونتيجة لاستمرار الانتهاكات والجرائم الحوثية بحق الأكاديميين وكوادر الجامعات، في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المتمردة، تابع بشكل كثيف ما يتعرض له الأكاديميون هناك، ورصد (12) واقعة لانتهاكات تعرض لها الأكاديميون منذ مطلع العام 201‪9م، منها (6) وقائع منذ مطلع العام الحالي.

 

ومن خلال عملية الرصد التي تابعها “سبتمبر نت” وجد ان الانتهاكات الحوثية بحق الأكاديميين (10) منها طالت العاملين منهم في جامعات، الحديدة، وإب، وصنعاء، (8) منها في الأخيرة، فيما حالتي انتهاك طالت أكاديميين في جامعتين أهليتين، وهما جامعة العلوم والتكنولوجيا، والجامعة الأردنية اليمنية.

 

وتنوعت تلك الانتهاكات بعدد (6) وقائع اختطاف، و(3) اعتداء وتهجم، وحالة واحدة احتجاز تعسفي، وحالة قتل واحدة، وحالة واحدة اختطاف لفترة طويلة، نتج عنها وفاة المختطف بعد أيام قليلة من الإفراج عنه نتيجة للتعذيب الذي تلقاه في معتقل “الأمن القومي” الذي أودع فيه، وهو الأكاديمي “عبدالحكيم القباطي”.

 

وتضاف حصيلة هذه الانتهاكات والجرائم الحوثية، إلى قائمة طويلة من الانتهاكات التي طالت الأكاديميين خلال السنوات الماضية، وبلغت – بحسب مصادر حقوقية وأخرى أكاديمية – حتى نهاية العام  2018م، وقرابة 60 حالة اختطاف لأكاديميين ما يزالون مختطفين في سجون المليشيا.

 

في حين فصلت المليشيا الحوثية أكثر من 100‪أكاديمي من جامعة صنعاء، وحدها وكذا نحو 115 حالة فصل طالت أساتذة في العديد من الجامعات.

 

مهمة “المخبر”

إلى ذلك، تتحدث مصادر أكاديمية في جامعة صنعاء، إن مليشيا الحوثي الانقلابية، وفي إطار تضييق الخناق على الأكاديميين وتتبعهم، عمدت إلى إلغاء كافة التكتلات النقابية والثقافية في الجامعة بما فيها “اتحاد طلاب اليمن” وتم استبدالها بما يُسمى “ملتقى الطالب الجامعي” وبعض الكيانات التابعة للمليشيا الحوثية.

 

وتؤكد أن مهمة هذه الكيانات الحوثية والتي منها ما يسمى “ملتقى الطالب الجامعي” هي “التخابر” ومراقبة الأكاديميين، وتحركاتهم، وما يتحدثون ويقولون أثناء إلقاء المحاضرات، ومن ثم رفع المعلومات عنهم، حيث تقوم المليشيا بعد ذلك بتلفيق تهم كيدية للأكاديميين واختطافهم.

 

وتحاكم المليشيا عدداً من السياسيين والناشطين والأكاديميين منهم الدكتور صالح البواب، وحكمت عليهم في الجزائية المتخصصة غير الشرعية حكماً بالإعدام، اعتبره حقوقيون حكما سياسياً لا أكثر في ظل انقلابها على الدولة وحربها المستمرة على اليمنيين.

مواضيع متعلقة

اترك رداً