تجريف التعليم.. مخطط حوثي لمسخ هوية الأجيال

img

سبتمبر نت/ تقرير

منذ أن عيّنت مليشيا الحوثي المتمردة شقيق زعيمها المدعو يحيى الحوثي مسؤولا عن العملية التعليمية في مناطق سيطرتها، سحبت جميع المناهج المدرسية لكل المراحل، وقامت بطباعة مناهج تعليمية جديدة تتضمن دروسا تمجد رموزها التاريخية، وتنشر أفكاراً تخدم توجهها الطائفي.

وبدت رغبة المليشيا واضحة في تغيير أسماء المدارس ذات البعد الوطني الجمهوري، وإحلال أسماء بديلة تعكس هويتها الطائفية ومشروعها، الذي ينظر إليه على أنه امتداد لنظام الحكم الخميني في إيران فقامت بإعداد لائحة بأسماء عشرات المدارس لتغيير أسمائها.

المليشيا نفذت عملية تطهير واسعة، شملت آلاف الموظفين الحكوميين من سجل الخدمة المدنية، تمهيداً لإحلال عناصرها الطائفيين بدلاً عنهم في خطوة أرادت من خلالها حصر كافة الوظائف القيادية العليا والمتوسطة في العناصر المنتمين إليها تكريساً لأفضليتهم القائمة على فكرة الاصطفاء الإلهي المزعوم لزعيمها وسلالته.

عملية “التطهير” جاءت بناء على توجيهات مهدي المشاط، فقد أمر عناصر مليشياته في الخدمة المدنية، بتسريع عملية التطهير الوظيفي، التي تهدف إلى شطب آلاف الموظفين من سجلات الخدمة، والإبقاء فقط على من يقبل العمل تحت إمرة المليشيا، بعد أخذ بصمتهم البيولوجية.

استبدال المعلمين

وكانت المليشيا الإرهابية تدرك أن تغيير المناهج وحدها لا يحقق هدفها، لذا عمدت بعد تغيير المناهج الدراسية في كل المراحل التعليمية من الأساسي وصولا إلى الجامعة، إلى ممارسة عمليات إقصاء وفصل تعسفي لآلاف المعلمين والمعلمات واستبدالهم بعناصرها الضعيفة ثقافيا وتربويا لتحقيق استراتيجيتها.

المتتبع لاستراتيجية مليشيا الحوثي في تطييف المجتمع يجد أن هنالك مسارين تنتهجهما أولاها المدارس، وثانيهما المراكز الصيفية أو ما بات يعرف حاليا بالدورات الثقافية.

تجنيد المعلمين

حملة تجنيد جديدة تنفذها مليشيا الحوثي تحت مسمى “حشد القطاعات الوظيفية” تسوق من خلالها آلاف الموظفين المدنيين إلى جبهات القتال.

المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي أشار إلى أن القطاع المستهدف من تلك الحملة بشكل رئيس هو قطاع التربية والتعليم، إذ تسعى المليشيا إلى الزج بآلاف المعلمين والعاملين في حقل التربية إلى جبهات القتال ليكونوا وقوداً للحرب التي تخوضها ضد الحكومة الشرعية.

مؤخراً وجه يحيى الحوثي مدراء المكاتب والمؤسسات التعليمية بحشد الموظفين لجبهات القتال، وحسب اليناعي فإن النقابة تلقت بلاغات وشكاوى تؤكد استدعاء مدراء مكاتب التربية في المحافظات لمدراء المدارس ومسؤولي الأقسام والمعلمين وإجبارهم على المشاركة في حملة حشد القطاعات الوظيفية.

ضحايا بالعشرات

نتائج تلك الحملة التي دشنتها المليشيا الحوثية انتهت بمجزرة تعرض لها العشرات من قيادات العمل التربوي في محافظة ريمة، إذ تأكد أن معظم أولئك التربويون تعرضوا للقتل والإصابة بمن فيهم مدير المكتب التوعوي، فيما لا يزال العديد ممن شاركوا في القتال في عداد المفقودين.

يؤكد متابعون أن الانتهاكات التي يتعرض لها قطاع التعليم في مناطق سيطرة الانقلاب تأخذ منحىً خطيراً، باعتبار أن الحوثي لم يقتصر على تجنيد الطلبة وبات في الفترة الأخيرة ينفذ حملات تجنيد في صفوف المعلمين.

سياسة تجريفية

حسب وزير الإعلام معمر الإيراني فإن المعلومات التي تكشف عنها مذكرة المليشيا الحوثية تظهر جانبا من سياسات التجريف التي تمارسها المليشيا بحق الكادر الإداري للدولة في مناطق سيطرتها بمن فيهم العاملون في القطاع التعليمي عبر الزج بهم في محارق الموت، وإحلال عناصرها المؤدلجين بالأفكار الإيرانية المتطرفة والدخيلة بدلاً عنهم.

الوزير الإرياني أكد أن الهدف من هذا المخطط الخبيث هو الاستيلاء على مفاصل العملية التعليمية في المديريات والمحافظات النائية، ومسخ هوية الأجيال القادمة وتحويلهم إلى قطعان مؤدلجة بثقافة الموت والكراهية، والانقياد الكامل لنظام الملالي في إيران.

صراع الهوية

تثبت المليشيا الحوثية يوماً بعد آخر أن خلافها مع اليمنيين أكبر من أن يكون خلافا سياسيا بل أعمق من ذلك، إذ هو مشروع طائفي عنيف يعمد إلى محاولة تسخير كل مقدرات اليمن وإرثه ومكتسباته لخدمة كيان سلالي قائم على مفاهيم عنصرية متخلفة على نقيض المشروع الوطني الجامع لكل اليمنيين.

مقترحات لمواجهة التجريف

عن سبل مواجهة تجريف الحوثيين للهوية اليمنية يرى متابعون أن هناك وسائل وحلولا مجدية في مواجهة خطر التجريف الحوثي للهوية اليمنية، منها أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتشكيل لجنة معنية لمواجهة تطييف التعليم وتجريف الهوية اليمنية، وكذا تشكيل لجنة مشتركة بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام مهمتها تنفيذ أنشطة إعلامية واسعة ودائمة، وكذلك استحداث إدارات عامة جديدة تعمل على سحب خدمة التوثيق من السيطرة الحوثية خاصة التعميد للخارج.

وأهم تلك الحلول هو إلزام المنظمات الدولية المرتبطة بالتعليم بالعمل عبر التنسيق مع الحكومة المعترف بها دولياً، إضافة إلى متابعة أنشطة الحوثيين في الحقل التعليمي، وكشفها في وسائل الإعلام لتعرية أهدافها أمام اليمنيين.

مواضيع متعلقة

اترك رداً