حقوقيون : تسبب مليشيا الحوثي في استهداف المختطفين بكلية مجتمع ذمار جريمة جديدة تضاف إلى جرائمها

img
تقارير 0

سبتمبر نت/  تقرير : توفيق الحاج

ليست الجريمة الأولى في حق المختطفين والأسرى ولكنها الثانية في ذمار حيث سبقتها مجزرة هران التي راح ضحيتها عشرات الأسرى والمختطفين تلاها مجزرة الشرطة العسكرية .. إلا إن مجزرة كلية المجتمع ذمار تعد الأكبر وجريمة مروعة، حضّرت لها مليشيا الحوثي بعد ان اختطفت مئات اليمنيين صحفيين وخطباء وعلماء وأكاديميين واتخذتهم دروعا بشرية وكدستهم في سجون سرية وبداريم طوال خمس سنوات دون مراعاة لأي معايير إنسانية وأخلاقية، بعض من خرج منها قال لنا أن القاعة الواحدة للكلية سابقا يضعون فيها عشرات المختطفين في اكتظاظ خانق.

إن مجزرة كلية المجتمع  التي تسببت فيها مليشيا الحوثي المتمردة وسقط فيها أكثر من50 قتيلا و100 جريح بحسب المتحدث باسم مليشيا الحوثي محمد عبدالسلام ..وهي معلومات تفيد المصادر أنها ناقصة فالمليشيا الحوثية جمعت المختطفين من تعز واب والضالع وذمار وريمة والبيضاء إلى ذلك السجن وحولتها إلى معسكر كبير.

هذه المجزرة تعيد إلى الأذهان، المجزرة المروعة التي راح ضحيتها 25 قتيلاً من المعتقلين لدى الحوثيين، بينهم الصحفيان عبدالله قابل، ويوسف العيزري، وعشرات الجرحى، فيما عُرف حينها بـ “مجزرة هران”، والتي وقعت في 21 مايو/أيار 2015، عندما استهدف طيران التحالف مبنى حكومي يستخدمه الحوثيون معتقلاً في ذات المدينة، واتهمت الحكومة اليمنية حينها الحوثيين باستخدام المعتقلين دروعاً بشرية كما تعيد الى الأذهان مجزرة الشرطة العسكرية .

جريمة ذمار وصفها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بـ “المأساة” ودعا غريفيث، في بيان مشترك مع منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، ونشره على موقعه، إلى إجراء تحقيق في قصف المعتقل الذي كان يضم نحو 170 سجيناً.

وقال غريفيث: «إن مأساة اليوم تذكرنا بأن اليمن لا يستطيع الانتظار، وأن الطريقة الوحيدة لإنهاء القتل والبؤس في اليمن هي إنهاء النزاع».

وأعرب عن أمله أن يبدأ التحالف في التحقيق في هذا الحادث، ومؤكداً على ضرورة أن تسود المساءلة.

أما منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، فوصفت الحادث بـ “المروع”. وقالت غراندي إن حجم الخسائر “مذهل”، مشيرة أن إلى أن الشركاء في المجال الإنساني يسارعون بالإمدادات الجراحية والطبية، إلى مستشفى ذمار العام ومستشفى معبر”.

اما التحالف العربي فقال إن لديه أدلة تثبت أن الموقع الذي قصفه في ذمار ليل السبت/الأحد “هدف عسكري” وليس سجنا.

وأوضح في بيان، الأحد، أن الموقع المستهدف هدف مشروع، مشدداً على أن التحالف اتخذ كافة الإجراءات لتحييد المدنيين أثناء استهداف الموقع المذكور و أن الهدف الذي تم استهدافه يبعد حوالي 10 كيلومترات عن ذمار.

وقال المتحدث أنه قام بتدمير موقع عسكري للمليشيا الحوثية بذمار جنوب صنعاء، وهو عبارة عن مخازن للطائرات بدون طيار وصواريخ دفاع جوي معادية.

وأضاف أن عملية الاستهداف تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وأنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين.

أما مليشيا الحوثي والتي تتخذ الأسرى والمختطفين دروعاً بشرية فظهرت بعد القصف بثوب الطهر والبراءة حيث دانت الاستهداف وحمّلت التحالف وعلى رأسه السعودية والامارات المسؤولية الكاملة إزاء هذا الاستهداف وما سينتج عنه.

في حين أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها وقالت أن أكثر من 100 شخص قتلوا في غارة شنها التحالف العسكري بقيادة السعودية على مركز اعتقال تابع للمتمردين الحوثيين في ذمار جنوب العاصمة صنعاء.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن فرانز راوخنشتاين الذي توجه إلى ذمار بعد الغارة “نقدر أن أكثر من 100 شخص قتلوا” في الغارات وأكد أن فرص العثور على ناجين “ضئيلة للغاية”.

اما رابطة أمهات المختطفين فاستنكرت بأشد العبارات استهداف طيران التحالف العربي لسجن كلية المجتمع بمحافظة ذمار التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من المختطفين والمخفيين قسراً بعدد من الغارات.

واستهجنت الرابطة الحقوقية الموقف السلبي للصليب الأحمر بمعرفته مكان السجن واحتوائه على مختطفين ومخفيين قسراً تم تجميعهم من قبل مليشيا الحوثي المسلحة من عدد من محافظات الجمهورية دون رادع قانوني أو إنساني.

وحملت في بيانها التحالف العربي والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومليشيا الحوثي ما حدث للمختطفين من قتل مباشر ومتعمد .

وأضاف البيان أن المتابعون لمجزرة ذمار قالوا :إن هناك تباطؤا من قبل مليشيا الحوثي في إنقاذ ضحايا القصف، يشبه ما فعلت في ‎مذبحة هران ومعسكر الشرطة العسكرية، حيث كانت تستثمر الجريمة إعلاميا وحقوقيا، وتتعمد إهمال الضحايا بل والإجهاز على بعضهم كما فعلت في صنعاء حين أطلقت النار على بعض الناجين من قصف سجن الشرطة العسكرية.

من جانبهم حمل ناشطون التحالف والصليب الأحمر الذي لم يقدم إي إدانة او تبرير حتى اللحظة  المسؤولية الكاملة وأشاروا الى وجود تنسيق كبير وواضح بين مليشيا الحوثي والصليب الأحمر في حوادث استهداف المقرات والمعسكرات التي يتم وضع المختطفين فيها ففي معسكر الشرطة في صنعاء قامت لجنة الصليب الأحمر بزيارة للمختطفين وتوزيع فرش لهم قبل قصفه بوقت قصير، ولم تقم بزيارة سجون أخرى في العاصمة!!

ورغم كل هذه الضبابية حول استهداف الأسرى والمختطفين فان المنظمات الدولية والمحلية مسؤولية عن البحث عن حيثيات الجريمة  وذلك من خلال النزول الى المكان المستهدف ومعاينته عن كثب.

مواضيع متعلقة

اترك رداً