الشدادي.. الجمهوري الصلب

img

 

بقلم الفــريـق الركــن/ محمد علي المقدشي *

 

ستظل تضحيات وبطولات الشهيد البطل الفريق الركن عبدالرب الشدادي، سيرة عطرة تتفاخر بها الأجيال، وذكرى خالدة في قلوب اليمنيين الشرفاء، وتجربة رائدة ونادرة يتم تدريسها في المعاهد والأكاديميات والمدارس والكليات العسكرية، وصفحة ناصعة في سجل التاريخ والنضال.

 

عرفناه قائدا شجاعا مقداما، مقاتلا بنفسه وبندقيته في الصفوف الأولى، لا يتخلف عن معركة لا يشق له غبار ولا يتهيب العدو ولا يخشى في الله لائمة، وكان جنديا في المواجهة إلى جوار جنوده قريبا منهم ينافسهم في الاقدام والبسالة.

 

كما كان في مكتبه إداريا استثنائيا بحكمته وحنكته وبساطته، بارعا في رسم الخطط وتنظيم وإدارة العمليات القتالية وتكتيكات الحرب.

 

وفي مجتمعه وقبيلته كان ذلك الانسان الفريد يتلمس هموم الناس وخدمتهم، مجسدا بدهائه قيم القبيلة وأعرافها النبيلة وخبيرا بتوازناتها صاحب الرأي السديد والتقدير السليم.. ملهما لأبناء القبيلة ونجمهم اللامع وقائدهم الصادق المخلص يحوز على ثقتهم، يلبون دعوته ويستجيبون عند ندائه وحضوره.

 

رافقناه في مواقف مختلفة ووقفات خالدة، فكان ذلك الجمهوري الصلب والوطني الصادق، أمينا في موقعه، نظيف اليد واللسان، وهبه الله حب جنوده وحب الناس ونال ثقة وتقدير القيادة، كجندي في القوات المسلحة وقائدا في المناصب التي تقلدها والمهام التي كلف بها حائزا أعلى المراتب والتقديرات.

 

ترك بصمات عظيمة في بناء وتطوير القوات المسلحة منذ التحاقه بها، وظل وفيا بقسمه وشرفه العسكري متحليا بالانضباط والجدية ومتشبعا بالعلوم والمعارف العسكرية.

 

ولقد كان له دور كبير في اعادة بناء المؤسسة العسكرية بعد التمرد الحوثي واجتياح المليشيا للعاصمة صنعاء وسيطرتها على الدولة، وكان له الفضل في اعادة لملمة القوات والحفاظ على الوحدات ومقدراتها ومنع سقوطها بيد الحملات الامامية، ليس ذلك وحسب بل أسهم في تحشيد القوات العسكرية والمقاومة الشعبية لخوض المواجهة مع العدو الغاشم.

 

لقد أفنى حياته في خدمة الوطن والدفاع عن الثورة والجمهورية والحرية والكرامة، وقاتل في مختلف مراحل المعركة الوطنية ضد الامامة والكهنوت منحازا الى مصلحة الشعب ومصلحة الوطن العليا، وصولا إلى مشاركته الباسلة في مواجهة مخلفات الامامة بنسختها الحوثية ومشروعها الفارسي التخريبي، حتى نال شرف الشهادة بشموخ وبسالة.

 

ونحن نتذكر السيرة العطرة للقائد البطل، فأننا لا نستطيع ان نوفيه بعض حقه وسرد جوانب مسيرته النضالية، ولا يتسع المقال والمقام للاحاطة بفصولها.

 

رحم الله الشهيد الرفيق الفريق عبدالرب الشدادي، ورحم الله نجله البطل سيف عبدالرب، وكل أقاربه الذين لحقوا به شهداء أبرارا.. ورحم الله كل الشهداء الأنقياء من الجيش والأمن والمقاومة والقبيلة الذين أفضوا ونالوا وسام الشهادة وسبقونا إلى الحياة الآخرة.

 

سائلين الله العلي القدير أن يكتب النصر العاجل والناجز لجيشنا وشعبنا، ويشافي جرحانا الميامين، ويمن بالحرية لكل الأسرى والمختطفين.

 

* مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن

مواضيع متعلقة

اترك رداً