مواطنون لـ “26 سبتمبر”: مأرب منها نتنفس عبق الحرية وعلى أسوارها تحطمت أوهام المليشيا

سبتمبر نت/ استطلاع – قاسم الجبري
قبلة الجمهورية ومأوى الأحرار وبلاد الثائرين وأباة الضيم “محافظة مأرب”، لذا منت نفسها المليشيا الحوثية الإيرانية بالسيطرة عليها، غير أن أمانيها ذهبت أدراج الرياح، حيث وجدت أمامها صلابة جيش ومقاومة حالت دون تحقيق ما تريده تلك العصابة المليشاوية الإجرامية.
فاليوم الجيش ومعه رجال مأرب يجددون عظمة هذه الأرض وتاريخها التليد، بهذا الصمود الأسطوري، الذي حطم المليشيا الحوثية، التي قربت نهايتها.. هذا ما يقوله اليمنيون وهم يراقبون المعركة، يعيشون تفاصيلها، يرون مع كل هجمة بربرية حوثية جبانة تعود خائبة تجر أذيال الهزيمة والانتكاسات إلا أنها مع كل عجز تفرغ جام غضبها في قصف المدنيين، وهو ديدن المجرمين.
نعم لم تجن المليشيا الحوثية من هجومها على مأرب سوى هلاك عشرات الآلاف من قطعانها، كما أنها لن تجني سوى مزيد من الصرعى وستظل مأرب شامخة، وقد ألنا لها الحديد، وأتاها اليمنيون من كل فج عميق، ينصرونها ويقفون معها، لأنه منها يتنفس الجميع عبق الحرية، وهذا ما أكده عدد من المواطنين الذين تحدثوا لـ26 سبتمبر، مشيرين إلى أن مأرب ستحطم أوهام المليشيا، وستكون منطلقا لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي.
ستعود خائبة
“فايز بهران” يبدأ حديثه حول مشروع مليشيا الحوثي بأنه مشروع فارسي تنحصر مهامه في زعزعة استقرار المنطقة وتهديد الملاحة الدولية، وبما أن مأرب وقفت في وجه هذه المليشيا منذ الوهلة الأولى تتوهم المليشيا أن السيطرة على مأرب سيتيح لها التمدد جنوبا وإحكام سيطرتها على كامل الوطن.
ويقول: “معلوم أن المليشيا الحوثية ليست سوى ذراع من أذرع إيران بالمنطقة، ومن المعلوم أيضا أن إيران الفارسية تسعى خلف وهم نفوذ الإمبراطورية الفارسية التي تحاول إعادة هيمنتها على المنطقة وانقلاب المليشيا الحوثية على الدولة في 2014 يأتي في هذا الإطار”.
وهمٌ حوثي
وقال: “تحاول تلك المليشيا المرتهنة للمشروع الفارسي -واهمة- السيطرة على مأرب الشموخ والعز لأنها وقفت في وجه المشروع الفارسي من البداية لكنها جوبهت برجال ثابتين ثبوت الجبال الراسيات وعزائمهم تفل الحديد”.. مؤكداً أن على تلك العزائم تتحطم أوهام المليشيا الحوثية وستعود خائبة مدحورة، فمأرب ومن فيها قد شبوا عن الطوق، وأقسموا أنهم سيقضون على المشروع الفارسي في بلادنا، والذي يعتبر مشروعا مزعزعا لأمن واستقرار المنطقة ومهددا للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
أبواب جحيم
بهران أشار إلى أنه وعلى امتداد عامين كاملين ومليشيا الحوثي تدفع بأكبر عدد من العناصر البشرية على تخوم مأرب ابتداءً بصرواح ولم تحقق أي تقدم على الأرض وحاولت من جهة الكسارة وكانت النتيجة أكبر من النتيجة في صرواح، خسر أكبر عدد من أفراده ومعداته العسكرية، وعلى طوال سنة وثمانية أشهر يحشد باتجاه الكسارة ولم يحقق شيئا في الميدان وإنما خسر الآلاف من عناصره، ولم يحقق أي تقدم على الأرض.
وأضاف “باءت محاولات المليشيا بالفشل والخسران فقررت فتح جبهة جديدة من الاتجاه الجنوبي للمحافظة لترضي أسيادها الإيرانيين، وكانت النتيجة في الميدان أنها خسرت الأفراد بأعداد كبيرة جدا لم تكن تتوقعها وخسارتها في المعدات القتالية أكثر من الخسارة في جبهات غرب مأرب.
ويختم حديثه بالقول: لقد شكلت كل تلك الجبهات بابا من أبواب الجحيم لمليشيا الحوثي ووحدهم قادة المليشيا من تدرك حجم الخسائر المهولة ويدركون فداحة تهورهم غير المحسوب فالحصاد في الأرواح والعتاد لن تستطيع تعويضها.
لن تبلغ مرادها
بدوره يشير محمد الأسد إلى أن مليشيا الحوثي ليست سوى امتداد للعهد الكهنوتي البائد، وأنها تسعى جاهدة لإلغاء النظام الجمهوري واستبداله بحكم الرجعية المتخلفة بقوانين وفكر ما قبل الدولة، وأن ما يحول بينها وبين مرادها هي مأرب، لذلك تنتحر على أسوارها، مؤكدا أن مأرب ستظل حارسا أمينا للجمهورية وعليها يعول اليمنيون في تخليصهم من جرائم الكهنوت الحوثي.
يقول: ما من شك أن مليشيا الحوثي هي امتداد للفكر الكهنوتي المتخلف الذي ثار عليه آباؤنا في ثورة خالدة، ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، وبعد مضي ما يقارب الستين عاما على تلك الثورة المباركة تريد مليشيا الحوثي وتتوهم أنها تستطيع إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وتريد حكم اليمنيين بالكهنوت الرجعي، وتنظر المليشيا إلى مأرب كعقبة تحول بينها وبين مرادها، لذلك كثفت هجماتها وتنتحر على أسوار مأرب لكنها لم تجن سوى الخيبة ولن تبلغ مرادها طالما وهناك أبطال يفتدون الجمهورية والوطن والشعب بأرواحهم.
ويؤكد أن المليشيا لن تجني سوى ازدياد قتلاها، فمأرب محروسة بالله ثم بالرجال ولن تسقط وستظل حارس الجمهورية وكانت وماتزال أمل اليمنيين في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي والحفاظ على النظام الجمهوري.
صف واحد
ويؤكد الأسد أنه مع المواجهات الأخيرة وعلى وجه الخصوص في مأرب أن قتلى المليشيا تتضاعف حيث يقدمهم الحوثي قرابين على مذبح إيران، فيتأكد ضعف المليشيا حين تواجه أبطالاً يدافعون عن وطنهم صفا كأنهم بنيان مرصوص لكن الحوثيين الذين يكذبون كما يتنفسون يغامرون بدماء من ينساقون أو يساقون للقتل معهم فيواصلون الزج بهم في معركة خسارة من الناحية الإنسانية قبل العسكرية.
ضعف المليشيا
إلى ذلك يرى محمد داوود اليمني أن ضعف المليشيا ظهر في هجومها الأخير على مأرب، وأن ما جنته هو فتح مقابر جديدة لصرعاها، يقول: الشيء الوحيد الذي جنته المليشيا الحوثية هو تشييد مقابر جديدة لهلكاها وإدخال الأسى والنحيب في كل عزله وقرية وأخذ الأبرياء إلى محارق الموت، بالإضافة إلى ذلك جنت العار لكل منتسبيها في استهداف الأبرياء وقصف البيوت وقتل الأطفال والنساء.
ويضيف “هذه العصابة الإجرامية في هجومها الأخير على مأرب استبان ضعفها وتجلت حقيقتها في أنها ضعيفة وهشة وأنها أوهن من بيت العنكبوت رغم إزباد وارعاد سدنتها وهو ما زاد الثقة في نفوس الشرفاء والأحرار بمواصلة التصدي لها والمضي قدما نحو استعادة الدولة ووأد الإرهاب وبسط الامن والاستقرار في كل ربوع الوطن.
محرقة جماعية
من جانبه يؤكد نبيل الواحدي أن مليشيا الحوثي بدفعها لقطعانها لمهاجمة مأرب تكون قد حكمت عليهم بمحرقة جماعية، فمأرب دونها الأرواح والمهج، وبدا الواحدي واثقا من الانتصار على مليشيا انتهجت العنف والإرهاب سبيلا لتحقيق طموحات إيران التوسعية، وأن ما تحمله من مشروع ظلامي ونزعة إجرامية كفيل بإنهائها، لأن مشروع الحياة الذي ندافع عنه حتما سيتغلب على الكهنوت، ثم إن الأحرار قد قطعوا عهدا على أنفسهم بدحر المليشيا حتى وإن أحرقت الشمس رؤوسهم وأكل البرد من أجسادهم لن يتخلوا أو يتهاونوا عن استئصال هذا السرطان الخبيث، وأن أبطال الجيش الوطني ومعهم المقاومة ورجال القبائل ومن خلفهم الشعب سيقاتلون مليشيا الخراب والإرهاب الحوثية ومن يغرر بهم إلى آخر نفس وإلى آخر قطرة دم.
ويضيف الواحدي.. هي معركة مصيرية وقد حكم الحوثي على من يغرر بهم بالانتحار جماعات وأفراداً على أسوار مأرب، ولله في خلقه شؤون، ولعل الله يريد لبلادنا أن تتخلص من شرورهم.
ويؤكد على عدالة القضية لأن ما نحمله للناس هي المساواة والعدالة، وأن الناس كأسنان المشط أمام القانون، نحن ننشد دولة ديمقراطية وعدالة وحرية عكس الكهنوت الإمامي المتخلف، لذلك نحن واثقون بالنصر بحول الله.