اللواء دكتور عبدالله الحاضري.. بطلٌ في مواجهة مشروع الإمامة وشهيدٌ في معركة اليمن الجمهوري

img

سبتمبر نت/ فؤاد مسعد

 

تكشف الأحداث الكبيرة عن الشخصيات الكبيرة، وفي المواقف الكبرى تظهر معادن الرجال، وكما كشفت الثورة الشعبية اليمنية في العام 2011 عن كوكبة من أبناء اليمن الذين آثروا الانحياز إلى صف الوطن والشعب والثورة، ها هي الحرب الراهنة تفعل الشيء نفسه، لتتجلى الحقائق واضحة وناصعة، لا يتسرب إليها الشك ولا يطالها التضليل.

 

ومن بين أولئك الأفذاذ الذين اختاروا طريق المشروع الوطني ضد مشروع الإمامة، اللواء الدكتور عبدالله الحاضري، مدير دائرة القضاء العسكري، الذي ارتقى قبل يومين شهيداً وهو في مواجهة جحافل الغزو الحوثي السلالي في إحدى جبهات مأرب.

 

وباستشهاده ختم اللواء الحاضري الفصل الأخير من حياته، بعدما جعله شطرين، شطر لمنازلة المشروع الإمامي في ساحات المحاكم، وشطر في مواجهة المشروع نفسه لكن في جبهات القتال وميادين الكرامة، دافع عن اليمن الجمهوري بصفته رجل قانون، وحاكم قادة الانقلاب الحوثي الإمامي معدداً جرائمهم ومفنداً دعاواهم، ومع ذلك لم يعف نفسه من شرف مباشرة القتال وخوض غمار المعركة الفاصلة والمصيرية، معركة اليمنيين مع مليشيات رهنت قرارها بيد الحرس الثوري الإيراني، وجعلت من نفسها اداة رخيصة، مهمتها القتل والتدمير والخراب.

وينطبق على الشهيد الحاضري قول الشاعر:

وما مات حتى مات مضرب سيفه

من الضرب واعتلت عليه القنا السمر

 

وكما يفعل الأبطال دوما، استشهد الدكتور عبدالله الحاضري في ساحات الوغى معززا حضوره الجلي في ركب الشهداء الميامين، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

 

لقد حاكم الانقلاب الحوثي وقياداته وداعميه وأدواته، وأثبت من موقعه على رأس القضاء العسكري تهافت منطق الانقلاب وتفاهة مشروعه المتخلف، ومع أهمية منازلة أعداء الحياة واليمن في معركة القضاء بسلاح القانون والوعي الوطني، فإنه لا مناص من المنازلة المباشرة مع تلك المليشيات التي لا تفهم إلا لغة القوة ومنطق السلاح.

 

حاربت قطعان الموت جميع اليمنيين بكل ما أوتيت من قوة ودعم، فكان لا بد من استنفار الجهود جميعها وتوحيد الصفوف كلها في الطرف المقابل لكبح جماح البغي الحوثي بمشروعه السلالي، وهذا ما أدركه الشهيد الحاضري، وهو يخوض المعركة في أكثر من جبهة، وعلى أكثر من صعيد، حتى فاز بالمجد وظفر بالشهادة.

 

رحمة الله تغشى الشهيد عبدالله الحاضري، والسلام عليه يوم اختار طريق اليمن الجمهوري، ويوم جعل المواجهة مع مشروع الإمامة همه ومهمته، والسلام عليه يوم استشهد، ويوم يبعث حيا.

مواضيع متعلقة

اترك رداً