أحشاء “غالب” وجسد “ليان” المحترق.. إرهاب “حوثي” دون “رتوش”

سبتمبر نت/ عمار زعبل
حصيلة حزيران الـ “أسود”: استشهاد 34 مدنياً بينهم طفلان، وإصابة 40 جريحاً بينهم 3 أطفال وامرأة
في آخر جريمة.. استشهاد وإصابة 13 مدنياً بينهم 4 أطفال ببالستيين حوثيين والعالم يتفرج
عبداللطيف الفجير: ما ترتكبه المليشيا جرائم حرب ضد الإنسانية والطفولة ولا يمكن أن تمر مرور الكرام
أحمد ربيع: استهداف الأطفال دلالة على نفسية مهزومة للمليشيا ولا قيمة بشرية سوية لها
عبدالحكيم القيسي: هذه الجرائم تستوجب الوقوف ضد هذه المليشيا بكل الوسائل القانونية والحقوقية
لم تتوقف آلة الإجرام الحوثية، بحق المدنيين والنازحين خصوصاً الأطفال، في محافظة مأرب، والتي تستهدفهم بشكل ممنهج ومتواصل، ففي الشهر المنصرم، يوينو/ حزيران، اختتمته مليشيا الحوثي الإرهابية، في الثلاثاء، الـ 29 منه بمجزرة نالت من 13 مدنياً، وذلك استشهد فيها مدنيان وطفل، وأصيب عشرة آخرون، بينهم أطفال أيضاً، إثر قصفها بصاروخين باليستيين، حياً سكنياً في المدينة.
19 يوماً تفصل بين استشهاد الطفلة “ليان”، التي احترق جسدها، وجسد والدها، في قصف شنته المليشيا على محطة وقود، شمال المدينة، في الخامس من يونيو، واستشهاد الطفل (غالب عبدالحق الصالحي)، الذي خرجت أحشاؤه، في جريمة وحشية أخرى، وكأنها تحاكم العالم على صمته وبشاعته في الوقت نفسه.
أحشاء “غالب” وجسد “ليان” المحترق، شواهد أخرى في مسيرة القتل الحوثية، التي نالت منهما ومن أطفال كثر بعمر الزهور، جسدياً، حيث تتناثر الشظايا على أجسادهم الغضة، وتتلقفهم القذائف، ناهيك عن الإصابات النفسية التي تعرض ويتعرض لها آلاف الأطفال في محافظة مأرب، جراء الاستهداف المتواصل، بالصواريخ، والطائرات المسيرة.
وهي الجرائم التي ترتكبها المليشيا وتتزامن مع إدراج الأمم المتحدة لها ولقياداتها، في اللائحة السوداء لمنتهكي الأمم المتحدة، إلا أنها لا تكفي حتى يتم الضغط عليها دولياً لإيقاف جرائمها، ومحاكمتها، كونها ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية، ضد الطفولة، ضد الإنسان اليمني، ترتكبها منذ سنوات سبع وتزيد قليلاً.
تقول آخر حصيلة: إن آلة الموت الحوثية، والمتمثلة بخمسة صواريخ باليستية وثلاث طائرات مسيرة، حصدت منذ 5 وحتى 29 يونيو 34 شهيداً بينهم طفلان، و40 جريحاً بينهم 3 أطفال وامرأة.
ومع كل ذلك تقول مليشيا الحوثي الإرهابية: إنها ماضية في استهدافاتها للأطفال والنساء، في مأرب، ترسل عليهم حمم موتها، بينما تستمر في مغالطاتها، وهي تحاول التغطية على جرائمها، التي ترتكبها بوضوح، والعالم كله يشاهدها، ويشاهد آثار إجرامها، المتمثلة في أجساد أطفال أبرياء، مغطاة بالدماء ومتناثرة الأشلاء، كما يسمع أنات وصرخات من أصيب منهم، أو بكاء ذويهم.
ويرى وكيل وزارة الإدارة المحلية “عبداللطيف الفجير”، بأن ما تقوم به مليشيا الإرهاب الحوثي، في حق المدنيين، في محافظة مأرب، جرائم حرب ضد الإنسانية، كما أنها جرائم تسجل ضد الطفولة، ولا يمكن أن تمر مرور الكرام.
وعن جريمة “الثلاثاء” الـ 29 من يونيو، والتي استشهد فيها الطفل (غالب الصالحي) يقول وكيل وزارة الإدارة المحلية: بأنها “جريمة حرب بامتياز، في ظل صمت المجتمع الدولي، ولم نر أي تحرك من قبل منظمات حقوق الإنسان، أو حتى العاملة في حقوق الأطفال، مما يتيح الفرصة أكثر للمليشيا في الاستمرار في جرائمها.
ويرجع الفجير في إطار حديثه لـ “26 سبتمبر”، هذه الاستهدافات للمليشيا، كونها فشلت “عسكرياً، بالتقدم اتجاه مأرب، فلجأت إلى القصف للأطفال والنساء، مشيراً إلى أن المليشيا تظن أن استمرار انتهاكاتها يكسبها أوراقاً في طاولة أي تفاوض.
كالقاعدة وداعش
ودعا الوكيل الفجير المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى إدانة هذه الأعمال الإجرامية، مضيفاً “مليشيا الحوثي، لا تختلف عن تنظيمي “داعش والقاعدة” في انتهاكاتها، سواء على الأطفال أو غيرهم، فهي تستهدف الأحياء السكنية، والمخيمات بصواريخها وطائراتها المفخخة، تستهدف أماكن لا يوجد فيها مواقع عسكرية، والتي لا يوجد فيها أي تحرك عسكري.
القانون الدولي
وقال: “استهداف المدن والأحياء السكنية ومخيمات النازحين، جريمة محرمة، ويعاقب عليها القانون الدولي، وقصف هذه الأحياء المكتظة بالسكان جريمة بحد ذاتها، وعلى الجميع إدانة هذه الجرائم، وعلى منظمات المجتمع المدني، والمعنية بحقوق الإنسان، الضغط على المليشيا، وإرضاخها بجرائمها، إضافة إلى إعداد هذه الملفات وتقديمها إلى كل المحافل الدولية، من أجل حشر هذه المليشيا في الزاوية، ومعاقبتها على كل ما ارتكبته بحق الشعب اليمني.
عمل جبان
بدوره وكيل وزارة الإعلام لشؤون الصحافة، “أحمد ربيع”، يصف استهداف مليشيا الحوثي للأطفال، بأنه عمل غادر وجبان، ويدل على نفسية مهزومة، وأن المليشيا انسلخت من إنسانيتها، وأصبحت لا تملك أي قيمة بشرية سوية، فهي استبدلتها بالعنف والدمار والتخريب والعبث بكل شيء تصل إليه.
وقال ربيع لـ “26 سبتمبر”: جريمة أخرى وبهذه البشاعة التي شاهدها العالم كله، أتت بعد أيام قليلة من استشهاد الطفلة “ليان” بصواريخ مليشيا الحوثي، ليستشهد بالأمس “الطفل غالب عبدالحق الصالحي” ذو الـ (12) عاماً، ومعه عدد من المدنيين شهداء وجرحى بينهم أطفال في حي سكني بمدينة مأرب المكتظة بالسكان الآمنين.
جرائم ممنهجة
ويؤكد وكيل وزارة الإعلام، بأن هذه الجريمة تأتي ضمن جرائم ممنهجة ضد المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء، وفي ظل استمرار الصمت الدولي المخزي، عن واحدة من أكبر جرائم الحرب ضد الإنسانية، التي ترتكبها المليشيا الحوثية، بحق مدينة مليئة بالسكان، وتحتضن ما لا يقل عن أكثر من مليوني نازح، شردتهم المليشيا نفسها، وهجرتهم قسرياً من بيوتهم ومناطقهم.
رسالة للمجتمع الدولي
واعتبر جريمة استشهاد الطفل “غالب” بأنها رسالة للمجتمع الدولي، الذي يؤمل بأن هذه المليشيا، قد تجنح للسلام يوماً ما، أو أن تجلس على طاولات السياسة.. مضيفاً “هم لا يدركون أنها مليشيات ولدت من فوهة البندقية، ولا يمكن أن تؤمن بسلام”.
لا تسقط بالتقادم
مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بمحافظة مأرب، “عبدالحكيم” القيسي، أكد هو الآخر بأن ما تتعرض له المدينة، وأحياؤها السكنية، هي جرائم ترتكبها مليشيا الحوثي، وهي وحدها المسؤولة ومن تتحمل تبعاتها، وأن حقوق الضحايا لا تسقط بالتقادم.
وأضاف القيسي، ضمن حديثه لـ “26 سبتمبر” بأن الاستهداف الحوثي للمدينة، والمتكرر جريمة حرب مكتملة الأركان، تستنكرها كل الشرائع والقوانين، مشيراً إلى أن هذه الجرائم تستوجب على الجميع الوقوف ضد هذه المليشيا، وبكل الوسائل القانونية والحقوقية.
ودعا مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل، جميع المنظمات العاملة في حقوق الإنسان التحرك الجاد، لكي يعرف المجتمع الدولي، ولكي تعرف الإدارة الأمريكية وغيرها ممن تعاملت مع إرهاب الحوثي ببساطة، وأخرجته من قوائم الإرهاب الدولي، فرفعها اعتبرته المليشيا ما يشبه الضوء الأخضر، لتستمر في قصف المدنيين، بالصواريخ الباليستية، المحرمة دولياً.
وقال: “كما ندين ونستنكر هذه الجرائم ندعو كل المنظمات الدولية والمحلية، إلى أن تدين، وتعمل على تقديم كل ما يدين المليشيا، لتنال جزاءها العاجل عن هذه الجرائم”.