الأخبار الرئيسيةتقارير

في يوم الصحافة اليمنية.. مليشيا الحوثي تواصل قمعها لشهود الحقيقة

سبتمبر نت/ تقرير- قاسم الجبري

واقعا مرعبا يعيشه الصحفيون في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المتمردة حيث  تقوم بملاحقة الصحفيين والناشطين والحقوقيين بشكل مفرط في القسوة والقمع الممنهج وعبر إلحاق تهم الإرهاب بكل من يخالفها الرأي.

بتلك التصرفات الاجرامية بحق الصحفيين جعلت المليشيا الحوثية حرية التعبير تمر بأسوأ مراحلها، حيث يعيش الصحفيون حالة رعب حقيقية وبشكل متزايد على حياتهم ومصدر رزقهم جراء تنامي حالة القمع التي يتعرض لها الوسط الصحفي وكل مساحات الرأي والتعبير في مناطقها.

اغلاق جميع وسائل الاعلام المناهضة

منذ سيطرتها على صنعاء 2014 شرعت إلى اغلاق مقرات الصحف والقنوات الإعلامية والإذاعات المحلية ودور النشر وصادرت معداتها، وتوقفت معظم الصحف اليمنية المناهضة لها عن الصدور في سلوك ينم عن رغبتها في تغييب الحقيقية بقتل شهودها فقد اختطفت العشرات من الصحفيين، ولفقت لهم تهما باطلة مثل التجسس أو الإرهاب وتم الزج بهم في سجونها بصنعاء في ظروف شديدة الخطورة حيث تمارس عليهم ألوانا من التنكيل والتعذيب الوحشي.

حل “يوم الصحافة اليمنية” يوم أمس الـ 9 من يونيو وحرية الصحافة في مناطق سيطرة الحوثيين تزداد سوءا وقتامة تماما كمشروعها الظلامي الكهنوتي تحل الذكرى والعديد من الصحفيين يقبعون خلف القضبان في سجونها، يتعرضون لأصناف شتى من التعذيب الجسدي والنفسي ، ويتم حرمانهم من أبسط الحقوق ورغم المطالبات الدولية بالإفراج عن عنهم إلا أن مليشيا الحوثي الإجرامية ، لا تزال تمارس جرائمها بحقهم وحرمانهم من الدواء والغذاء والملبس.

ضحايا بالعشرات

نقابة الصحفيين في بيان لها بمناسبة “يوم الصحافة اليمنية” قالت: إن 38 صحفياً يمنياً منذ 2014 قتلوا في حين تأتي هذه المناسبة وهناك 16صحافياً يعانون الويلات في السجون، بعضهم صدرت بحقهم أحكام سياسية ظالمة بالإعدام من قبل مليشيا الحوثي بصنعاء.

وأضاف البيان أن صحفيين آخرين “لايزالون معتقلين لدى مليشيا الحوثي رغم صدور أحكام قضائية بالإفراج عنهم ترفض المليشيا الحوثية تنفيذها.

أعتى أزمة

تعيش الصحافة والصحفيون أعتى أزماتهم بعد إغلاق العشرات من وسائل الاعلام الأهلية والمعارضة وفقدان مئات الصحفيين لأعمالهم ومطاردة اصحاب الرأي وترويعهم إذ تعرض الصحفيون في وسائل الإعلام لانتهاكات ممنهجة بدءا بالإقصاء والملاحقات والاختطافات والتهديدات والفصل من العمل وصولا إلى ايقاف الرواتب وحملات التحريض والتخوين على خلفية مهامهم المهنية.

يدرك الحوثيون جيداً خطر الصحافة المستقلة على النظام الذي يقوم على الفساد والتخويف والعنف والظلم، إلا أن المستغرب هو عمق العداوة التي يكنونها تجاه الصحفيين، إذ أظهرت المليشيا استخفافاً متهوراً تجاه حياتهم مراراً وتكراراً.. لعل تلك العداوة تعود إلى تحريض زعيم المليشيا الحوثية في خطاباته أتباعه ضد الصحفيين حين وصفهم بأنهم “أخطر من المقاتلين في الجبهات” وحث مقاتليه على قتلهم.

ذلك التحريض خلّف ضحايا كثر، قنصا وقتلا وموتا تحت التعذيب، ومن أفلت منهم إما مشردا في الخارج أو نازحا في المناطق المحررة أو العيش تحت الرقابة والاقامة الجبرية عاطل عن العمل.

أوامر إعدام

في العاشر من إبريل من الشهر المنصرم أصدرت مليشيا الحوثي أوامر قضت بإدانة أربعة صحفيين وأمرت بإعدامهم وهم توفيق المنصوري وعبدالخالق أحمد عمران وأكرم الوليدي وحارث صالح حميد أوامر، الإعدام تلك لخصت تماما واقع الصحافة في مناطق سيطرة المليشيا على الرغم من أن القضية كانت مغلقة بحكم أن المليشيا كانت قد أخبرت محامي الصحفيين المختطفين أنهم سيخرجون ضمن صفقة تبادل الأسرى.

قتل خارج القانون

يؤكد قانونيون أن مليشيا الحوثي لا تملك أي شرعية قانونية أو دستورية لإدارة المحاكم، ما يعني أن تنفيذ تلك الأحكام يرقى إلى أعمال قتل خارج نطاق القانون.

رابطة أمهات المختطفين كشفت عن تعرض عائلات الصحفيين المختطفين لدى مليشيا الحوثي للابتزاز المالي مقابل وعود كاذبة بإطلاقهم من سجون المليشيا الحوثية.

وقالت الرابطة في بيان لها: إن نافذين في مليشيا الحوثي بصنعاء استخدموا غطاء الضمانة الحضورية، التي طلبتها النيابة الجزائية الخاضعة لسلطتهم، لفرض مبالغ مالية على عائلات الصحفيين الستة الذين تقرر إطلاقهم.

رفض اطلاقهم واشتراط مبادلتهم بأسرى

وأكدت الرابطة إن أسر الصحفيين بعد أن دفعت مبالغ وصلت بعضها إلى أربعمائة ألف ريال، تحت مسمى “ضمانات مالية” تفاجأت أن المليشيا ترفض الإفراج عنهم مشترطة مبادلتهم بأسرى حرب من مقاتليها لدى قوات الحكومة الشرعية.

مآسي الصحفيين وآهاليهم

مآسي وآلام وأوجاع الصحفيين المختطفين تبدو مختلفة تفوق مآسي كل المختطفين الذين تقدر عددهم تقارير حكومية ومنظمات حقوقية أنهم بعشرات الآلاف منذ الانقلاب.

تتكرر المأساة عند الصحفيين المختطفين وأهاليهم، ففي منتصف ديسمبر 2017، توفي صالح حُميد قهرا بسبب منعه من زيارة ابنه حارث بعد خمسة أشهر من المحاولة، وعامين ونصف من اختطاف حارث رحل قبل أن يتمكن من زيارة ولده في سجون المليشيا الحوثية.

لا استجابة

طالبت 150 منظمة محلية وعربية ودولية المنظمات التي تدعم حقوق الإنسان وحرية الصحافة والصحفيين الأمم المتحدة وحلفاء اليمن بالمساعدة في إنقاذ حياة أربعة صحفيين والتي تحاول مليشيا الحوثي تصفيتهم.. واطلاق الصحفيين الخمسة الآخرين في القضية نفسها الذين أُمر بإطلاق سراحهم بعد خمس سنوات من الاحتجاز الذين لم يُفرج إلا عن واحد منهم حتى الآن.. وقالت المنظمات في بيان لها يجب على الحوثيين إلغاء أوامر الإعدام على الفور وإطلاق سراح جميع الصحفيين العشرة.

حملة الكترونية

بمناسبة يوم الصحافة اليمنية أطلق ناشطون وحقوقيون واعلاميون، حملة الكترونية تضامنية للمطالبة بالإفراج عن الصحفيين المختطفين.

يقول القائمون على الحملة إن الحملة تأتي أيضا  في ظل تعنت مليشيا الحوثي ورفضها الافراج عن الصحفيين، ومخاوف أسرهم من اصابتهم بوباء كورونا الذي يتفشى بشكل جنوني في صنعاء وبقية المناطق التي لا زالت تحت سيطرة المليشيا الحوثية وتأتي أيضا لمطالبة المنظمات الدولية الصحفية والحقوقية بالضغط على مليشيا الحوثي لإطلاق سراح المختطفين وانقاذهم من الموت خاصة مع تفشي وباء كورونا.

لم تستجب المليشيا لكل تلك النداءات سواء الانسانية أو غيرها بسبب وضعهم الصحي ومؤخرا بسبب تفشي وباء كوفيد 19، ومخاوف أسرهم من تعرضهم للإصابة بالوباء.

زر الذهاب إلى الأعلى