السعار الحوثي

img
مقالات 0

 

سبتمبرنت/ عبدالعزيز العرشاني

 

الطبيب النفسي وينثروب كيلوج قرر في 1930م إجراء تجربة علمية موثقة بالصور لتعايش قردة صغيرة مع طفله ليرى هل سيتحول القرد إلى كائن أقرب للإنسان أم سيصبح الإنسان أقرب إلى القرد؟

 

فجمع ابنه مع القردة ليتعايشا بدءا من الأكل واللعب حتى النوم، في البداية كانت القردة تسبق ابنه في الفهم والتعبير، ثم تغير الحال ليسبق ابنه القردة في النطق وترتيب الكلمات في العبارات وفي التفكير والتعبير عن ما يدور في خلده كأي طفل عادي، وبعد فترة أصبح أبنه يقلد القردة، فعند الغضب يضرب صدره كما تفعل القردة ويطلق كلمات وعبارات مبهمة غير مفهومة، ثم أخذ يقلد تصرفات القردة في المشي ومحاولة التسلق مع الإقلال في الكلام حتى توقف عن الحديث والتعبير، وأصبح يقلد القردة في كل شيء، وهنا أوقف الطبيب النفسي التجربة؛ لأنه وجد أن ابنه توقف نموه اللغوي والعقلي والنفسي وأصبح يتأثر بالقردة، ويتحول من إنسان إلى حيوان.

 

ما أشبه حالنا بالتجربة السابقة، فالحوثي نسخ الأقوال والأفعال والطقوس الإيرانية بحذافيرها ليطبقها على اليمنيين، وهو لا يراهن في التغيير على الشباب وكبار السن، بل يراهن على الأطفال الصغار، وعشر سنوات من الاحتلال لمحافظات يمنية يمثل مرحلة تعليمية أساسية هي مرحلة لتغيير الشباب ومواطني الغد بعقيدة ونهج ورؤية وأهداف وأخلاق وعادات وتقاليد مستمدة من النهج والفكر الحوثي ومخالفة للمجتمع اليمني، أو بالأصح منسلخة كليا عن الشعب اليمني سينتج عنها شباب منسلخ عن دينه وعقيدته وعروبته وعاداته وأخلاقه وهويته كيمني، وهذا ما حدث سابقا في العراق الشقيق فبعد تسليم أمريكا العراق لإيران- رغم ادعاء تحالفها مع العرب فقد كان المفترض تسليمه للعرب- خرج جيل جديد أمي جاهل منسلخ عن العراق والعراقيين، ومن قبل كانت العراق منارة للعلم.

 

أوقفوا الحوثي قبل أن يتفشى داء السعار الحوثي بين أبناء بلد الإيمان والحكمة، ويقلدون تصرفاته الحيوانية فكل ساعة ويوم يمضي على سكان المناطق المحتلة تزداد الهوة، وتتسع الفجوة بينهم وبين اليمنيين، وستصبح الفترة الزمنية لعلو الحوثي سبة وعار تاريخي لن يمحى أبد الدهر.

مواضيع متعلقة

اترك رداً