ذكـــــــرى الـــــجــــلاء ومتطلبات الراهن
افتتاحية 26 سبتمبر
منعطف تاريخي أنجز فيه شعبنا تحولا ثوريا غير مسارات الحياة بكل تنوعاتها نحو الحرية والكرامة والاستقلال التام من ربقة الاستعمار البغيض، إنه الـ٣٠ من نوفمبر ٦٧ التتويج العملي لنضالات اليمنيين التي امتدت عقداً من الزمن لتتكلل تلك التضحيات بقيام الثورة اليمنية لتنطلق شرارتها في الـ14 من أكتوبر من علا جبال ردفان الشماء، ولتنفجر بعدها كل جبال ووديان وسهول الوطن براكين غضب زلزلت الأرض تحت أقدام المستعمر وأجبرته على الرحيل في هذا اليوم المجيد ذليلا يجر أذيال الخزي والعار..
حري بنا- ونحن نحتفل اليوم بهذه الذكرى العظيمة وفي هذا المنعطف الخطير الذي يمر به شعبنا- أن نستلهم من أولئك العظماء دروس النضال الوطني العنيد ومعاني التضحية بسخاء في سبيل تخليص وطننا وشعبنا من أحقر وأخبث مليشيا إجرامية وقعا في براثنها بفعل مؤامرات ومكائد حيكت على حين غفلة وعي وغياب إدراك لدى النخب وركون الى رسوخ ثوري نخرته سرا سوس الطبقية وفئران العمالة والارتزاق..
في هذا اليوم المجيد من تاريخ شعبنا النضالي والذي يتواكب مع حراك سياسي نشط تخوضه مكونات سياسية ووساطات اقليمية ودولية لإنجاز خارطة سلام، نؤكد أننا في القوات المسلحة لن نكون إلا مع سلام تام وغير منقوص مرتكز على المرجعيات الثلاث، المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار الأممي ٢٢١٦ والتي بدونها لا سلام إلا ما يحققه الحسم العسكري وليس سواه..
إن الـ٣٠ من نوفمبر ٦٧ وكل نضالات الثورة اليمنية كتاريخ حافل بالمآثر البطولية والتضحيات الجسام، علمنا كيف نحقق إنجازات وطنية وبذل للحياة رخيصة في سبيل وطن كامل السيادة وشعب حر وكريم هو حاضنتنا التي يمدنا بالدماء الجديدة التي تبعث فينا ديمومة الفداء واستمرارية الثبات في متارس الدفاع عن الحرية والكرامة والسيادة الوطنية..
إنه الـ٣٠ من نوفمبر الذي علمنا أيضا كيف تكون الوحدة الوطنية والاصطفاف الوطني الصلب في مواجهة كل المؤامرات الرخيصة التي تستهدف وطننا وشعبنا العصي عبر تاريخه على كل المحاولات التي تتغيا كسره وتمزيقه، وهو اصطفاف لا شك أن اللحظة الراهنة تتطلبه أكثر من أي وقت مضى للقضاء على مليشيا الكهنوت الإمامي المتخلف التي أدخلت الوطن في أتون حرب طاحنة خدمة لأجندات أسيادها في إيران، والتي تبتغي إعادة الامبراطورية الفارسية على أنقاض دول المنطقة، وهو مالا يمكن له أن يتحقق أبدا بفعل يقظة شعبنا الباسل وشعوب المنطقة المستهدفة وفي مقدمتها شعب المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، واللذين يعملان إلى جانب شعبنا للخلاص من هذا السرطان الخبيث الذي تغذيه إيران بكل عوامل الانتشار، وأنى لها ذلك ما دمنا على قيد الحياة..
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.