عبدالرقيب عبدالوهاب.. بطل السبعين؟!ً الحلقة(3)
سبتمبر نت:
الكاتب – توفيق السامعي
اللجوء للعمري والشعب والثوار الأوائل
لما استشعر أعضاء المجلس الجمهوري إصرار القيادات الشابة على الاستمرار في قتال أعداء البلاد، وكانت بلغت المعارك ذروتها في الشدة، طلبوا –خوفاً من المسؤولية- إلى الفريق حسن العمري، الذي كان موجوداً وقتئذ في القاهرة، الحضور إلى صنعاء لإدارة المعركة، بحكم خبرته السابقة وأقدميته وحنكته العسكرية، فلبى الرجل طلبهم، وعاد إلى صنعاء، حيث عين عضواً بالمجلس الجمهوري، وقائداً عاماً للقوات المسلحة في 18 من ديسمبر سنة 1967.
كان العقيد علي سيف الخولاني رئيساً للأركان قبل عبدالرقيب، تم تعيينه بعد انقلاب 5 نوفمبر، الذي لم يمض عليه طويلاً حتى جاء الحصار، فحينما علم بعدد قوات الجيوش الإمامية المحاصرة وكثرتها وقوتها في مقابل قوات قليلة العدد للجمهورية استقال على الفور، ورفض خوض المعارك دفاعاً عن الجمهورية، ورفض العودة من مصر إلى اليمن للدفاع عن الجمهورية وتحمل المسؤولية التاريخية، وقدم حجته لزميله عبداللطيف ضيف الله أن العمل من الخارج في هذه الظروف أجدى من الداخل، وانسحب عن أداء مهامه، وتهربه من مسؤوليته، رغم محاولات زميله ضيف الله إقناعه بالعودة معه من مصر إلا أنه رفض العودة، ويتفق هذا المصدر تماماً مع ما قاله عنه عبدالغني مطهر، وهنا تم تعيين النقيب عبدالرقيب رئيساً للأركان، ليعود الخولاني بعد الانتصار ناقماً عليه حاسداً له ولانتصاره، يحيك له الدسائس في كل مكان ويتهمه بالطائفية، حتى تم له تصفيته في منزله في نهاية المطاف!
يتفق الرجل المقرب من العمري ورفيقه محمد الشعيبي مع عبدالغني مطهر في هروب “زعماء انقلاب 5 نوفمبر البعثيين، وتخلي كل الزعماء السياسيين والقادة العسكريين الموالين للسلال عن الدفاع عن الوطن، وهربوا من الزحف الملكي على العاصمة صنعاء”، وفي خلال هذه الظروف والمواقف العصيبة فقد تحمل عبدالرقيب عبدالوهاب ثقل المسؤولية دون تردد، في الوقت الذي تهرب منها آخرون.
قاد عبدالرقيب المعارك بكفاءة واقتدار، وأظهر مهارة عالية في الأداء والإدارة والصمود والتضحية والحزم، بحسب بعض من كان بجانبه.
استراتيجية إدارة عبدالرقيب للمعركة
عندما اشتد الحصار على صنعاء قُطعت كل الطرق من كل الجهات، لجأ رئيس الأركان حينذاك إلى تعيين قوة متحركة من كثير من التشكيلات العسكرية والمقاومة الشعبية وقتئذ لصد هجمات العدو والهجوم عليه في مواقع الصباحة وعصر ونقم وظفار وعطان ودار الحيد والنهدين وضهر حمير وتبة الدجاج والمطار الدولي الذي كان مثل شوارع صنعاء القديمة، والمطار الجنوبي [ميدان السبعين اتخذ مطاراً اضطرارياً بديلاً عن مطار صنعاء بسبب الحصار والقصف الإمامي].
كانت هذه الاستراتيجية ناجحة تماماً؛ إذ حول عبدالرقيب وضعية الجيش من الدفاع إلى الهجوم ببسالة أرعبت المحاصِرين، وكان لشرف هذه الخطة أن تم انتزاع جبل عيبان من الإماميين المحاصرين وتحقيق أول نصر عليهم مكّن الجيش الجمهوري الدفاعي إلى توسيع رقعة عملياته الحربية وسهل إمكانية إسقاط بقية المواقع رغم ما تحمله موقع عيبان من مخاطر جمة أهمها أنه واقع تحت رحمة قذائف الإماميين المتمركزين في جبل النبي شعيب، الذي يعد أعلى ارتفاعاً من عيبان ومهيمناً عليه؛ لكن جبل النبي شعيب تعرض بعد ذلك لقصف من قبل القوات المهاجمة من طريق الحديدة بقيادة الشيخ أحمد عبد ربه العواضي، وبإدارة العميد عبداللطيف ضيف الله، ومن جبل عيبان موقع الصاعقة ومن الطيران الحربي للجيش، ووقع بين كل تلك النيران التي أسقطت مواقعه، ومكنت الجيش الجمهوري من السيطرة عليه، وبسقوطه يعتبر أهم موقع على الإطلاق للإماميين سقط حصارهم من جهة الغرب، وتم فتح طريق الحديدة صنعاء، وكان نصراً مؤزراً، وكان ضرب الطيران وصوت القذائف للجبل هو شارة النصر وكلمة السر بين مختلف القوات الجمهورية للتحرك الميداني للمشاة للإطباق على الجبل من جهة صنعاء، وإعلان فك الحصار.
موقع جبل عيبان الذي حرره عبدالرقيب بقوات الصاعقة سيكون لاحقاً نصيراً من الداخل لقوات الشيخ أحمد عبدربه العواضي القادمة من خط الحديدة، في مواجهة فلول الإمامة في جبل النبي شعيب وبني مطر، ما إن يسقط جبل النبي شعيب حتى يكون الحصار قد كسر من الجهة الغربية.
وهذا يعتبر أهم درس يمكن لقوات الشرعية اليوم الاستفادة منه، وهو تحولها من الدفاع إلى الهجوم؛ فغالباً المدافع يكون عرضة للانهيار والانكسار وضيق التحرك وتقيدها، ومحدودية المسافة والحركة، بعكس المهاجم الذي تكون حركته لا محدودة وآفاقه واسعة ومفتوحة، وفوق هذا وذاك تحقيق الانتصارات ورفع الروح المعنوية للمهاجمين وقتل الروح المعنوية للمدافعين.
برزت لعبدالرقيب مقدرة كبيرة على القيادة والتخطيط والتنفيذ معاً؛ فقد كان إلى جانب أنه رئيس للأركان ينبغي أن يتخذ مقراً للقيادة وعدم مبارحة المقر والمكوث لإعداد الخطط وإصدار التوجيهات، إلا أنه كان يتحرك في الجبهات من جبهة إلى أخرى، حاملاً معه جهازه اللاسلكي على ظهره وكذا رشاشه ومحتزماً قنابله على خصره، ويشارك القتال الميداني إلى جانب مقاتليه، وهذا أكسبه خبرة ميدانية من ناحية، ومن ناحية أخرى أكسبه احترام الضباط والأفراد الذين يقاتلون تحت قيادته أن الجميع سواسية ولا يضن القائد بنفسه عن أفراده، مما يعزز من تلاحم صفوف المقاتلين وعدم الشعور بالفوارق التي تؤدي غالباً إلى النزاعات وتفكيك الجبهات. وقد كان لمشاركته المعارك بنفسه العامل الأبرز في انتصار بعض الجبهات كجبهتي عيبان وشعوب ويسلح، وبعد سيطرته على عيبان اتخذ الجبل مقراً دائماً لقوات الصاعقة الذي عرف بمقر اللواء العاشر حتى عام 1994م.
في الجهة الشمالية الشرقية لصنعاء استطاع مقاتلو ومرتزقة الإِمَامَة الوصول إلى قَرية الدجاج الواقعة قرب مصنع الغزل والنسيج في منطقة شُعُوب بعد سيطرتهم على جبل الطويل وبراش وغيرها من المواقع المحيطة بالعاصمة من الشرق والغرب والشمال والجنوب، وقطعوا كل شرايين الحياة للعاصمة.
وبحسب رواية بعض قيادة الناصريين فقد عمل عبدالرقيب على إنقاذ قرية شعوب كونها أقرب نقطة، بل وفي قلب العاصمة، وشهدت منطقة شُعْوب قتالاً مستميتاً بين قوات الصاعقة التي كان يرأسها وكان يستخدمها كجبهة إمداد وإنقاذ وجبهة حسم داعمة لبقية المقاتلين في كل الجبهات، وكانت بقيادته شخصياً، وبين قوات الملكيِّين، بقيادة قاسم منصر، الذي كان يعتبر الرجل العسكري الأول وبطل الإمامة بلا منازع، وتمكنت قوات الصاعقة من دحر قاسم منصر وأسلحته المتطورة المصنوعة خصيصاً للجبال ولمداهمة صنعاء، كما قيل حينها، وتم تحرير قرية الدجاج، وظلت في نفس قاسم منصر إلى أن تم تصفية عبدالرقيب وسحله، وقال قولته المشهورة: “حمي عليكم تقتلون وتسحلون بطل معركة شعوب للجمهورية”!
كانت هذه الرواية من جانب الناصريين التي يتم تداولها إلى اليوم، أما الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر فيقول إن الفضل في تحرير هذه الجبهة يعود إلى الفريق العمري نفسه مع العميد عبدالله دارس، الذي حرر تبة المطلاع، وسميت باسمه إلى اليوم (تبة عبدالله دارس).
أما المعركة الفاصلة التي كانت سبباً لانضمام قاسم منصر للجمهورية، كما يرويها الحوري، فهي معركة جبل نقم، حينما حاول قاسم منصر بكل السبل إسقاطها، وأرسل إلى تلك الجبهة يساومها على التسليم مقابل صفيحتين من الذهب (تنكتين)، وما كان من تلك الجبهة إلا أن أخبرت عبدالرقيب فقبل ظاهرياً، ورسم فخاً لمنصر وقواته، وقام بتلغيم المنطقة كلها، ولما وصلت قوات قاسم منصر إليها تم تفجيرها وسحقت بشكل كبير، وتم الانتصار فيها، وعاد قاسم منصر يحمل الخيبة، وذهب لقيادته الإمامية شارحاً لهم الموقف، إلا أنهم اعتبروه قد خانهم وسرق الذهب والسلاح، وجاءت الأوامر باعتقاله، فدفعه ذلك الأمر بعد ذلك للانضمام إلى الجمهورية، وتم تأمين العاصمة بعدها، وذلك بتاريخ 5/11/1968م.
والجزء الآخر من هذه رواية هذه المعركة يؤكدها الشيخ الأحمر في مذكراته، ولكنه لم يتطرق إلى الجزء الأول منها، فقد أكد أن قاسم منصر تعرض للخذلان وتم سحب البساط التدريجي منه وكان سبباً في انضمامه للجمهورية، وكان لانضمامه للجمهورية منافع كبيرة في إقناع قبائل سنحان وبعض خولان ترك السلاح والانضمام للجمهورية، وكان انضمامه للجمهورية قصم لظهر الإمامة التي عملت بعد ذلك لقتله في بلاده ببني حشيش.
أهمية جبلي النبي شعيب وعيبان
يقول العقيد الحوري، وهو أحد عناصر تلك القوة المتحركة التي شكلها عبدالرقيب: “لقد حاول الشيخ أحمد ناصر الذهب مع قبائله اقتحام عيبان، ولكنه عجز عن احتلاله، فقام رئيس الأركان عبدالرقيب عبدالوهاب مع الجيش المكون من مختلف فئات الشعب وبقيادته بالهجوم، فكانت المفاجأة التي لم يكن يتوقعها العدو؛ إذ تمكنت هذه القوات من احتلال عيبان، وقطعت الطريق على العدو، فوصلت قوافل التموين، وتمركزت قواتنا حول صنعاء، وفتحت الطرق، عندئذ أخذ العدو يشدد ضرباته على مواقع قواتنا المسلحة في نقم وعيبان وبني حشيش وجبل الطويل وكولة همدان وبيت هارون والمطار الجنوبي، ولكن قواتنا المسلحة التي كانت مدافعة حول صنعاء ساهمت بالقيام بعصف عنيف وإضاءة أجواء المعركة ليلاً، وأنزلت ضربات قاضية بالعدو المهاجم على جميع الجهات”.
في الجبهة الجنوبية في حزيز ويسلح التحمت الجحافل المهاجمة بالقوات المدافعة وصولاً إلى الاشتباك بالأيدي والسلاح الأبيض، واختلط الحابل بالنابل، ومثلت أكبر مجزرة حقيقية للطرفين من كل الجبهات الأخرى، قيل إن ضحاياها من الطرفين يفوق ثلاثة آلاف قتيل وجريح، حينما كان المدافعون الجمهوريون يحاولون فتح طريق يسلح، والمهاجمون الإماميون يحاولون الهجوم نحو صنعاء، خاصة بعد أحداث قتالية مؤسفة بين وحدات الصف الجمهوري استغلتها الإمامة للهجوم مجدداً!
سأحيط القارئ الكريم علماً بما كانت تتمتع به تشكيلات الصاعقة والمظلات من سمعة عسكرية، كما علمناها أثناء عملنا العسكري في صنعاء وتدريسنا إياها أثناء التحاقنا بفرق الصاعقة الحديثة.
فقد كانت تمثل القوة الضاربة للجيش الجمهوري المشكل حديثاً بعد الثورة، ليس فقط على المستوى الكمي، بل على المستوى الكيفي والنوعي.
تدربت فرق الصاعقة في اليمن على أعلى مستويات التدريب العسكري الذي مزج بين الجانب المصري والسوفييتي على السواء، وحتى العراقي والسوري، في كيفية اقتحام الجبهات، واقتحام الجبال والمرتفعات، وكيفية التحمل في أسوأ الظروف الجغرافية والجوية أو الشخصية أو الاجتماعية إلى حدود لا يصدقها العقل في اقتحام الصعاب وركوب الأهوال والمخاطر وأقسى الظروف الطبيعية والمعيشية تحملاً كالصمود في أشد أنواع البرد وتساقط الثلوج وحتى الاغتسال بالماء البارد في تلك الظروف، وصولاً إلى أكل لحوم الأفاعي وأشباهها والعيش حتى في بطون الجيف والدخول في الأوحال، وتسلق الجبال الوعرة، وسلوك أوعر الطرق والوسائل من الانزلاق والتسلق على الحبال بين جبل وآخر، وتنفيذ الأوامر العسكرية الصارمة.
ما ينطبق على الصاعقة هو ما ينطبق على المظلات من حيث التدريب مع زيادة التدريب على القفز بالمظلات من الطائرات، وهو ما جمعهما مع بعضهما، واجتمع ذلك الأمر مع عبدالرقيب ورفاقه، وهو يظهر في الصور حاملاً شارة المظلات أيضاً.
وسط هذه الظروف واللمحة الموجزة يمكننا التنبؤ الآن لكيفية خوض رجال الصاعقة والمظلات غمار معارك السبعين والصمود في وجه أعتى حصار على مر التاريخ، وكذلك أبعاد تصفية تلك القوات وقياداتها بعد انتهاء الحصار، وافتعال المشاكل العنصرية الطائفية أو المناطقية لإزاحتها من المشهد، وتدمير قوة اليمن الضاربة التي كانت نواة جيش حقيقي مهني قوي، تحولت بعد ذلك القوات إلى مجرد وظيفة عاطلين وبطالة مُقَنَّعة تنتظر متى يأتي الراتب فقط كحال أصحاب الضمان الاجتماعي.
من يدقق في أحداث الحصار ومعاركه يجد كأنما كان الجيش الجمهوري في اختبار عملي وحقيقي ميداني لمعرفة قوته، فكشفت ورقته الحقيقية القوية في ذلك الحصار، وورقته القوية هو قوات الصاعقة والمظلات والمدفعية والمشاة والمدرعات التي تصدت للحصار وانتصرت عليه، وهذه القوة كانت مسنودة برجال المقاومة من الجيش الشعبي التي جاءت من بعض قبائل البيضاء وحاشد ومن قبائل تعز وإب وريمة التي جندها قادة الثورة الأوائل مدنيين وعسكريين ومشايخ لدعم قوات الصاعقة والمظلات في داخل صنعاء لفك الحصار، ولعب الشيخ الأحمر وقبائله من حاشد في تلك المعارك أهم الأدوار المساندة للجمهورية.
يقول عبدالغني مطهر عن هذا الأمر: لما كان في غياهيب سجون سلطة انقلاب 5 نوفمبر، ونحن نتابع خطوات الحصار ونسمع قذائف الإمامة وهي تدك كل شيء في صنعاء ترجينا تلك السلطات أن تطلقنا للدفاع عن الجمهورية حتى لا تسقط، وبالفعل تم إطلاقنا [تفاصيل مذلة لهذا الإطلاق] اجتمع بنا الفريق العمري بعد خروجنا من السجن وقال: إن هذه الثورة ليست ثورتنا وليست ثورة الإرياني أو محمد علي عثمان الذين لم يكن لهما دور إيجابي فيها.. يا أخ عبدالغني إذهب أنت ومحمد علي الأسودي إلى تعز وعليكما تجنيد أكبر عدد مستطاع من شباب تعز، وعلى الضباط تولي أمر تدريبهم.. وقد أرسل إلي القاضي عبدالرحمن الإرياني من مقره في الحديدة برقية مستعجلة في شهر يناير سنة 1968 يقول فيها بالحرف الواحد: أرجوكم غاية الرجاء أن تعملوا كل ما في وسعكم لإنقاذ صنعاء بالتجنيد. الثورة ثورتكم وشكراً.
إستطعنا تجنيد أربعة آلاف مقاوم من الجنود والمتطوعين في تعز وحدها، وعملنا على تدريبهم ليل نهار، ثم أرسلوا عبر الطائرات ليلاً إلى صنعاء دعماً لرجال الصاعقة والمظلات ورجال المقاومة من قبائل حاشد بقيادة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أسجل إنصافاً للحقيقة والتاريخ أن الفضل في صمود صنعاء خلال حصارها –وهي الفترة التي بدأنا فيها عمليات المتطوعين وتدريبهم في تعز- يرجع إلى الفريق حسن العمري ومن معه من القوات المسلحة وفي مقدمتهم رجال المظلات والصاعقة المتمركزون في عيبان ونقم بقيادة البطلين الرائد عبدالرقيب عبدالوهاب والرائد حمود ناجي، وزايد الوحش، أما عن القبائل فقد كان العمري يردد دائماً القول بأنها “لا يعتمد عليها؛ فهي في النهار معنا وفي الليل مع الجنيه الأحمر”.
…. يتبع
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.