قائد جبهة الأقروض العقيد محمد العيد لـ “26 سبتمبر”: تحرير الأقروض كسر حصار مليشيا الحوثي لتعز

سبتمبر نت/ حوار – مختار الصبري
تعد جبهة الأقروض التابعة للواء 35 مدرع جنوبي غرب مدينة تعز، أكثر جبهات تعز سخونة، وضراوة، قدم فيها أبطال الجيش الوطني أروع الملاحم البطولية، في معركة التصدي للمليشيا الحوثية الإرهابية، وفك الحصار عن المدينة.
وشكلت جبهة الأقروض نقطة حاسمة وأهمية استراتيجية في معركة تحرير تعز، ولعبت دوراً بارزاً بإفشال مخطط المليشيا الانقلابية الرامي لتجزئة تعز إلى مناطق مغلقة لا رابط جغرافي بينها.
“صحيفة 26 سبتمبر” التقت العقيد محمد العيد- قائد جبهة الأقروض- قائد الكتيبة (5) في اللواء 35 مدرع في محور تعز، سألته عن الأهمية لجبهة الاقروض الاستراتيجية ودورها في تحرير تعز وكسر الحصار، وخرجت بالحصيلة التالية.. فإلى التفاصيل:
* ممكن تعطينا نبذة عن حياتك العسكرية؟
بداية نشكر “صحيفة 26 سبتمبر” الناطقة باسم القوات المسلحة والأمن، وزياراتها المتواصلة للجبهات بمحور تعز، لتلمسها هموم الأبطال والاطلاع على جاهزيتهم القتالية ومعنوياتهم العالية في الدفاع عن الوطن..
وأما عن حياتي بالسلك العسكري، فقد بدأت منذ التحاقي في الكلية البحرية وتخرجي ضمن الدفعة (19) توزعت على اللواء الثاني مشاة بحري في ميناء بلحاف- بعدها مباشرة التحقت مع ثلة من زملائي الذين شرفهم وقسمهم العسكري والقتال إلى جانب المقاومة بمدينة تعز، وعينت كقائد لإحدى المجاميع بجبهة الضباب ومن ثم قائد ميداني لجبهة الأقروض 2017م- قائداً للكتيبة (5) باللواء (35) مدرع.
وأثناء معارك تحرير جبهة الاقروض، تعرضت لإصابة في الرأس، ولكن بفضل الله وكرمه تماثلت للشفاء، وعدتُ للمشاركة في جبهات مختلفة من (الضباب-جبل هان الصلو – مقبنة- الكدحة الشقب)، وحاليا قائدا لجبهة الاقروض ونؤكد مواصلة درب النضال والتضحية من اجل تحرير تعز خصوصا واليمن عموماً، واستعادة مؤسسات الدولة من براثين جماعة الحوثي الارهابية.
* كيف لعبت جغرافية “الاقروض دوراً رئيسياً في التحرير وكسر الحصار عن المدينة؟
شكلت الجغرافيا دورا مهما في إفشالها عملية الالتفاف التي قامت بها المليشيا الانقلابية في نوفمبر ٢٠١٥ والتي تمتد جبهتها من دمنة خدير مرورا بالأقروض وصولا الى مركز مديرية المسراخ ونجد قسيم، وشكلت بذلك خطورة كبيرة على المدينة بالإطباق عليها من كافة الجهات وقطع الإمداد بين مواقع الجيش والمقاومة داخل المدينة والضباب وبين المواقع في النشمة والتربة وباقي المحافظات المحررة.
أهمية جبهة الأقروض لا تقتصر على دورها البارز في معركة طرد المليشيا الانقلابية من المسراخ ونجد قسيم والأقروض، وحماية مديريات الحجرية من السقوط. إذ لازالت تشكل أهمية كبيرة واستراتيجية في معركة دحر المليشيا من تعز، بالإضافة إلى المضي عبر مناطق الأقروض باتجاه الدمنة والوصول إلى الخط الرئيسي الرابط بين تعز وعدن، ما يشكل ضربة قاصمة للمليشيا إذ يقطع خط الإمداد على مواقعها في حيفان والصلو والمقاطرة والقبيطة مما يجعل مسألة سقوطها سهلة بيد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وكانت بداية معركة تحرير جبهة الأقروض في 2015/11/29، تم ترتيب صفوف المقاومة، وعدنا للمواجهة، بإسناد جوي من طيران التحالف وفي قطع الخط المؤدي إلى (نجد قسيم)، بعد عمل كمائن في القرى عدة قرى وفي الخط الرئيسي، وتمكنا من قطع الخط المؤدي إلى مركز مديرية المسراخ، ونجد قسيم بشكل جزئي، حيث تم تضييق الخناق على المليشيا في مركز المديرية ليتم بعدها السيطرة على مركز مديرية (المسراخ) وإعادة فتح المنفذ الوحيد للمدينة المتمثل بطريق (طالوق) وتأمينه، وفك الحصار عن الجبهة الجنوبية الغربية.
وتوالت بعد ذلك الانتصارات وبدأت معركة تحرير منطقة الاقروض في 2016/2/8، رغم ارتقاء عدد من الشهداء، الا ان العدو مني بخسارة كبيرة”، ونؤكد بأن جبهة الاقروض لها أهمية كبيرة في كسر الحصار عن مدينة تعز الى الآن.
* ماذا عن دور الحاضنة الشعبية المساند؟
أبناء الأقروض يعدون شركاء ومساهمين بشكل كبير في الانتصارات والصمود لقوات الجيش والمقاومة في جبهة الأقروض في مختلف المواجهات، سواء بحمل السلاح أو بتقديم الغذاء وتوفير الحماية الأمنية من الاختراقات وتسلل عناصر المليشيا.
* ما سر تصعيد الحوثي المتواصل على تعز؟
تصر المليشيا على التصعيد لأنها ترى في تعز “هدفًا استراتيجيًا”، وتدرك كذلك أن الخسارة في تعز يعني خسارة ذات بعد عسكري وسياسي باعتبارها رافدا لجميع جبهات الوطن، وصاحبة المشروع الوطني، بالإضافة الى وقوفها الرافض لمشروعها الطائفي وفكرها السلالي.
ويقابل ذلك إصرار الابطال لإيمانهم بقضيتهم العادلة واهدافهم الراسخة، وتضحياتهم الجسيمة ونضجهم العسكري الذي اصبح عنوانًا للردع، بالإضافة إلى الحاضنة الشعبية المساندة لهم.
* ما الجديد على صعيد ” التسللات” الحوثية؟
تشهد الجبهات تصعيدًا في محاولة التسلل والقنص الذي تقوم به مليشيا الحوثي تجاه المدنيين لكي تحقق أي نصر على أرض المعركة، لكن أمام أبطال القوات المسلحة تعود خائبة مكسورة تجر اذيال الهزيمة وراءها.
* كيف واجه الجيش الوطني المشروع السلالي بتعز؟
جرائم المليشيا الدموية بحق ابناء هذه المدينة ولدت روح المقاومة والصمود، وكشفت الوجه الحقيقي القبيح للمليشيا المعروف عنها عالميا جماعة إرهابية يتوجب اجتثاثها.
شكل الموقف الوطني الثابت في نضال ابناء تعز وتمسكهم بالمشروع الوطني وإيمانهم بعادلة قضيتهم الوطنية رفضهم لمشروع المليشيا الطائفي، أبرز الأسباب حقد المليشيا على أبنائها.
* هل وحدة الصف وتوحيد الجهود الضمان الوحيد لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة؟
يعد وحدة الصف وتوحيد الجهود والمواقف وتكاتف كل القوى السياسية، مع تعزيز كافة التلاحم الشعبي والعمل تحت قيادة موحدة، الركيزة الأساسية لنجاح وانتصار الوطن، واستعادة مؤسسات الدولة واستقرارها، وكل تلك العوامل مهمة، تؤدي في النهاية لتحرير الوطن من قبضة المليشيا الحوثية.
– ألا ترى أن خيار الحسم العسكري هو الأنسب للتعامل مع هذه الجماعة؟
نعرف أن مليشيا الحوثي معرفة حقيقية من خلال كل الحروب السابقة معها، لا تؤمن بأبجديات السلام ولا تعشق الا الحرب و” الدمار- النهب – السلب – البطش، ويستدعي رفضها الدائم للسلام، كخيار للحسم العسكري بقوة لاستعادة مؤسسات الدولة من بطش وعبث هذه المليشيا ونطوي صفحة الحرب.
* رسالتك للقيادة والحكومة والسلطة المحلية والمرابطين بالجبهات؟
نقول للجميع: إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في أتم الجاهزية القتالية وننتظر بفارغ الصبر الأوامر لخوض معركة الخلاص واستعادة الوطن، ورسالتي إلى المرابطين في الجبهات: مزيد من الصمود، مزيد من الصبر، مزيد من الثبات، فمعركة الخلاص قادمة لا محالة، فإخوانكم وأبناؤكم وآباؤكم القابعين في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا ينظرون إليكم بأنكم أملهم الوحيد بعد الله عزوجل لتخليصهم من جحيم المليشيا، ولن نخيب آمالهم بإذن الله.