القوات المسلحة.. حارس الفكرة ورهانها الكاسب

أكرم توفيق القُدمي
تعيش اليمن صراعاً وجودياً بين الدولة والعصابة، المؤسسات والميليشيا، النظام والفوضى، الشرعية والانقلاب.
إن الشرعية الدستورية ليست مجرد نص قانوني، بل فكرة تتجسد في إرادة جماعية، ركيزتها الأمن ورمزيتها الجيش المدافع عن هذه الإرادة وعن كل المكتسبات، ومن هنا تقف القوات المسلحة اليمنية رمزية الدولة وقوتها ومن حولها المقاومة الشعبية بمختلف مشاربها و ألوانها تجسيداً لفكرة الاصطفاف والثبات على المبدأ وحماية مكتسبات ثورتي سبتمبر و أكتوبر في وجه كل العابثين.
وبين الفينة والأخرى تعمد أدوات التخريب جاهدةً لتفكيك المشهد اليمني من منظور اجتماعي و جغرافي، فيتصدى لها أبطال الوطن (حراس الهوية) من تحطمت تحت أقدامهم مخططات التشرذم ، المنجرفون نحو منزلق العدم .
فالميليشيا لا تقوض الدولة فقط، بل عملت على تعزيز امتدادها الطائفي في المنطقة لصالح مشروع إيران التخريبي دون وازع أو ضمير!
إن جيشنا ومقاومتنا بما يمتلكونه من قيمٍ مُثلى يجسدون نظاماً مُحكماً للعقد الاجتماعي الذي يربط المواطنين بمؤسساتهم، فهم الضامن للصمود في وجه مشاريع التفتيت الطائفية والمذهبية.
إن ما يجعل من قواتنا المسلحة اليمنية رهانًا كاسبًا فذلك لكونها تستمد قوتها من شرعية الإرادة الشعبية، في حين أن ميليشيا الحوثي خرجت عن هذا العقد . إذ أنها قد تأسس وجودها على منطق الغلبة وفرض الإرادة بالقوة، متجاوزةً أي مشروعية سياسية أو توافق سياسي !
ومن هنا يتجلى الفارق الجوهري بين الجيش الوطني الذي يحارب دفاعاً عن فكرة الدولة، والميليشيا التي تحارب في سبيل مشروعٍ ضيق يحمل بذور الفوضى والانقسام والاحتراب والفرز الطبقي.
و في كل معركة يخوضها الجيش فهو لا يدافع عن أرض فحسب ، بل عن هوية وطنية مهددة، وعن حلم شعب يسعى إلى دولة مدنية حديثة قوامها العدل و المواطنة المتساوية، ويبقى الرهان على القوات المسلحة اليمنية رهاناً على انتصار الدولة كمفهومٍ سياسي وحضاري في مواجهة مشاريع التمزيق والتشرذم.
إن الشرعية المتجذرة في الإرادة الشعبية والمسنودة بقوة عسكرية مؤمنة بعدالة قضيتها، تظل دائماً هي الرهان الكاسب في كل زمان ومكان.