«الحوثي» آلة موت

img
مقالات 0

 

عبدالملك السامعي

منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة وهي تمارس القمع وشتى الإرهاب بحق اليمنيين، ولم تقتصر تبعاتها على الداخل اليمني فحسب، بل امتدت لتشمل تأثيرات كارثية على استقرار المنطقة بأسرها فحسب، بل قامت بتحويل اليمن إلى ساحة صراع طويل الأمد، تعمقت المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، وأصبحت التوترات الإقليمية في تصاعد مستمر..

إن ذلك الانقلاب المشؤوم والسيطرة بقوة السلاح على العاصمة صنعاء في 2014 كان وما يزال نقطة قاتمة في تاريخ اليمن الحديث.. حيث قادت هذه الجماعة البلاد إلى حروب أهلية مستمرة عملت من خلالها إلى تفكك النسيج المجتمعي الواحد وتفكيك بنية الدولة والسيطرة على مؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية.

لم يكن انقلابا بل زلزالا ضرب المنطقة كيف لا ! وقد اتخذت المليشيا  لنفسها نهجا سلاليا رافعة شعار خامنئي شعارا لبسط نفوذها على اليمن والتوسع في المنطقة.

فمنذ ذلك التاريخ واليمن أرضا وإنسان  يعيش أوضاعا كارثية صعبة تفاقم معاناة الشعب، وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية ونهب الموارد.

من أحد أبرز الممارسات الكارثية التي تبنتها المليشيا قيامها بتعطيل التعليم وتجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك، مستغلة الظروف المعيشية ودعايتها الاعلامية الجهادية ما ادى إلى حرمان “أجيال” كاملة من حقهم في التعليم.

منذ نشأت مليشيا الحوثي وهي تتلقى الدعم من إيران وتأهيل عناصرها هناك متسلحة بالعداء للشعب اليمني لتقوم باستهداف وتدمير الاقتصاد من خلال نهبها للبنك المركزي ورفع الضرائب وفرضها  بشكل غير قانوني على السكان، ونهب ممتلكاتهم، ما أدى إلى انهيار اقتصادي شامل زاد من فقر المجتمع.

لم تشكل مليشيا الحوثي كارثة على اليمن، إنما باتت مصدر تهديد وزعزعة  للأمن الإقليمي والدولي. لقد عمدت للقيام بمهاجمة المملكة العربية السعودية والإمارات متخذة من المنشآت الاقتصادية والنفطية والبنية التحتية في دول الجوار أهدافا لصواريخها وطائراتها المسيرة، ليلحق ذلك ضررا  كبيرا ومباشرا بالاقتصاد العالمي وتهديدا لاستقرار إمدادات الطاقة والملاحة الدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر، ان كل تلك الجرائم وما تلاها من تداعيات تأتي تلبية لرغبات إيرانية.. فالدعم الإيراني الواضح للحوثيين ومدهم بالأسلحة والخبرات العسكرية ما جعل من المليشيا أداة لزعزعة استقرار اليمن والمنطقة .

منذ قيام مليشيا الحوثي الارهابية بالسيطرة على الدولة ومقدراتها واليمن يدعو ويحذر المجتمع الدولي بخطورة مشروع إيران التدميري الذي لا يمت لشعبنا بصلة ولا يخدم اليمن كونه مشروعا إيرانيا تنفذه عصابة إجرامية إرهابية ممثلة بمليشيا الحوثي.

فها هي اليوم تواصل انتهاكها السافر للمواطنين في المحافظات التي تقبع تحت سيطرتها منتهكة للهدنة وتمارس أبش القمع والإذلال لأعيان ومواطنين تلك المناطق.. إن محافظة البيضاء اليوم تتعرض لحرب إبادة جماعية مستخدمة في حربها كل ما لديها من اسلحة ثقيلة وطيرانها المسير وصواريخها على مساكن الآمنين في قرية حنكة آل مسعود ليس لشيء غير تركيعهم ونهب ممتلكاتهم وتشريدهم.

ان استمرار جماعة الحوثيين في سياستها العدوانية يتطلب وقوفا عربيا ودوليا حازما لوضع حد لهذه الكارثة. كما يستوجب على المجتمع الدولي الدعم المباشر للحكومة الشرعية في اليمن، وتعزيز جهود الأمم المتحدة لإنقاذ اليمن والمنطقة في اتخاذ القرار الصائب الذي يُنهي الصراع الدامي في اليمن.

لم يعد الحوثيين فقط كارثة على اليمن وشعبه، بل باتوا يشكلون تهديدا صريحا لاستقرار المنطقة برمتها.. إنهاء نفوذهم لا يُعد خيارا بل ضرورة لتحقيق السلام في اليمن وضمان أمن المنطقة.

مواضيع متعلقة

اترك رداً