مـفـاوضـات الاسـتقلال الناجـز
سبتمبر نت/ ملف/ منصور الغدرة – عمر أحمد
بداية نوفمبر/ تشرين الثاني 1967، كان مقاتلو فصائل الكفاح المسلح وجلهم مؤطرون في الجبهة القومية، قد استولوا على جميع مناطق جنوب اليمن عدا مستعمرة عدن التي اوقفت الجبهة فيها العمليات العسكرية لمدة ثلاثة أيام اعتبارًا من 8 نوفمبر/ تشرين الثاني بغية ارغام سلطات الاحتلال على التفاوض حول الاستقلال- وجدت سلطات الإحتلال البريطاني نفسها في موقف صعب لا يحسد عليه، خاصة بعد إنتهاء مهلة الثلاثة الايام واستئناف العمليات العسكرية والفدائية في مستعمرة عدن يوم 11نوفمبر، بقوة وتكبد على إثرها الاحتلال خسائر فادحة بشريةومادية،وخلال الأشهر11 [كذا ورد!] من عام 1967، التي كان الإنجليز إبانها ما يزالون موجودين في اليمن الجنوبية، قَتلَ الفدائيون، حسب المعطيات الإنجليزية، 44 عسكريًّا بريطانيًّا، و9 مدنيين، وجرحوا 337، و34 شخصًا على التوالي، وقتلت القوات البريطانية بدورها 119 شخصًا، وجرحت 123 من السكان المحليين، وحسب معطيات يعتبرها الإنجليز أنفسهم غير دقيقة، لقيَ مصرعه، خلال هذه الفترة بنتيجة الاقتتال الأهلي بين الجبهتين، ما لا يقل عن 250 شخصًا، وجرح ما لا يقل عن 800 شخص.
وبعد يومين فقط من استئناف الجبهة القومية لعملياتها العسكرية في مستعمرة عدن، أعلنت حكومة الاحتلال البريطاني في 13 نوفمبر، عن موافقتها على بَدء المفاوضات مع الجبهة القومية، وفي اليوم التالي أعلنت القوات البريطانية أنّها ستغادر عدن، لا في 30 نوفمبر، بل في 29 نوفمبر.
حتى ذلك الحين لم يكن لدى الإنجليز اتصالٌ مباشر مع زعماء الجبهة القومية، وأجروا معهم مفاوضات من خلال كبار ضبّاط الجيش الذين كانوا يضطلعون بدور الوسطاء، ويُستفاد من أقوال تريفليان أنّ الإنجليز كانوا يسعون لبَدء مفاوضات بأسرع ما يمكن؛ لذا فقد اقترحوا بأن تبدأ في 16 نوفمبر، ووافق الجيش على هذا الاقتراح، ولكن قادة الجبهة القومية رفضوه على اعتبار أنّهم لن يتمكنوا من القدوم إلى جنيف قبل 20 نوفمبر، وفي النهاية قبلت شروط الجبهة القومية، وبدأت المفاوضات بين الجانبين في 21-29نوفمبر 1967، بالتزامن مع بدء القوات البريطانية عملية الاجلاء والرحيل عن جنوب اليمن في الـ26 من نوفمبر، إلى حد أن، همفري تريفليان، ٱخر مندوب سامي للتاج البريطاني في عدن، وقف يوم 28 نوفمبر- وهو يهم للرحيل عن عدن غير مأسوف عليه- على سُلّم الطائرة التي ستقِلّه إلى إنجلترا، بينما أخذت أوركسترا حاملة الطائرات “إيجل”، تعزف لحن “أنّ الأمور تسير ليس كما في السابق”، وهو لحن غير تقليدي، ولكنّه ملائم تمامًا بالنسبة لهذه اللحظة.. وعند الساعة الـ15 بالتوقيت المحلي من يوم 29 نوفمبر، دخل المقدم داي مورغان الذي شاء حظه أن يكون آخِرَ عسكريّ بريطانيّ في اليمن الجنوبية [على] متن آخِر طائرة بريطانية في خورمسكر، ومنذ هذه اللحظة وحتى منتصف الليل كان الوجود البريطاني في جنوب اليمن، يتمثّل فقط بالسفينة الحربية “البيون” التي كانت لا تزال موجودة في مياهه الإقليمية، وبعد منتصف الليل ارتفع فوق جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية الحديثة العهد، علمُ الاستقلال: الأحمر، والأبيض، والأسود. وفي نفس هذا اليوم، عاد وفد الجبهة القومية إلى عدن على طائرة مستأجَرة خصيصًا؛ لذلك مُنع عليها لاعتبارات أمنية أن تهبط في أيّ مطار من مطارات الشرق الأوسط، ما عدا بيروت وأسمرة.
فكان الاستقلال الوطني الناجز في ال 30 نوفمبر، التي ولدت فيه جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية المستقلة، وفي نفس اليوم، أصدرت القيادة العامة للتنظيم السياسي الجبهة القومية بيانًا أعلنت فيه الجبهة القومية السلطة العليا في الجمهورية الفتية، وأُعلن في البيان عن اتباع الشكل الرئاسي للحكم، وعن تعيين قحطان الشعبي أول رئيس للجمهورية لمدة حُدِّدت بسنتين، وكلف الرئيس قحطان محمد الشعبي بتشكيل أول حكومة وطنية، ضمّت في قوامها (13 وزيرا).
وشعبنا اليمني المكافح الأبي، يحتفل بالذكرى الـ57 للاستقلال الوطني الناجز، الذي انتزعه بعد نضالات طويلة خاضها ضد الكهنوت الإمامي المستبد وحليفه الاستعمار البريطاني البغيض.. تنشر صحيفة «26سبتمبر» وثائق وتفاصيل مفاوضات الاستقلال الوطني الناجز في الـ30من نوفمبر 1967، بداية من قرار تشكيل وفد الجبهة القومية إلى مفاوضات جنيف، وأسماء أعضاء الوفدين والمساعدين لهما، وانتهاء ببيان الاستقلال وتشكيل حكومة الاستقلال.
قرار تشكيل وفد الجبهة
لقومية إلى المفاوضات
تعلن القيادة العامة للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل الممثلة الوحيدة لشعب جنوب اليمن المحتل المسمى بالجنوب العربي عن تعيينها الأشخاص المبينة أسماؤهم أدناه وفداً رسمياً يقوم بمفاوضة الحكومة البريطانية في الأمور المتعلقة بسيادة واستقلال ومستقبل جنوب اليمن المحتل بما في ذلك جزر كمران وميون وكوريا موريا وسقطرى والجزر الأخرى التابعة.
وتخول لهذا الوفد صلاحيات اتخاذ القرارات النهائية والتوقيع على الوثائق التي تنبثق عن المفاوضات المزمع إجراؤها في جنيف بسويسرا أو أي مكان آخر والتي تبدأ في أو بعد العشرين من نوفمبر عام 1967ميلادية الموافق الثامن عشر من شعبان عام 1387هجرية ويتكون الوفد من:
1 ـ قحطان الشعبي – رئيس الوفد
2ـ عبدالفتاح اسماعيل – عضواً
3ـ فيصل عبداللطيف – عضواً
4 ـ سيف الضالعي – عضواً
5ـ محمد احمد البيشي – عضواً
6ـ خالد محمد عبدالعزيز – عضواً
7ـ العقيد عبدالله صالح عولقي – عضواً
ويرافق الوفد مستشارون في الشؤون الإدارية والاقتصادية والمالية والقانونية والعسكرية
التوقيع: عبدالله الخامري
عن القيادة العامة للجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل.
ما ذا جرى في جنيف؟!
المفاوضات التي دارت في جنيف بين وفد الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل والوفد البريطاني، وذلك من أجل نيل الاستقلال الوطني الناجز، وإنهاء الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، وكذا اسماء اعضاء الوفدين ومساعديهما ومستشاريهما، والفريق القانوني والاقتصادي والعسكري لكلا الوفدين، وما الذي تم الاتفاق عليه، وما لم يتفق عليه؟! وما مدى قدرة الإنسان اليمني في ادارة المفاوضات بكفاءة، خاصة عندما تكون هذه المفاوضات لنيل الاستقلال وإجلاء المحتل الغاصب لوطنك والناهب لخيراته.. مفاوض خبير ومتمرس في التفاوض ، و الاحتلال معا، وجاثم على جزء غال من وطنك لأكثر من 128سنة، واستعمر تقريبا ثلثي الكرة الارضية.
أولا: الترتيبات الإدارية
مكان و زمان الاجتماعات:
1 – ستعقد كافة الاجتماعات في شارع كوي ولسون رقم 37، وسوف يعقد الاجتماع الأول في تمام الساعة الثالثة مساء من يوم الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر 1967م.
الوفود:
2 – تشكل الوفدان البريطاني والجنوبي العربي، كما هو مبين بالقوائم المرفقة بطي هذا، سيمكث الوفد البريطاني في فندق بيو ريفيج، شارع كوى دومونت بلانك رقم 13 «هاتف رقم 80و64و32» وسيمكث الوفد اليمني في فندق الأنتر كوننتال «هاتف 00و00و34».
سكرتير الوفود:
-3المستر ب، ل كروا …. الوفد البريطاني.
أحمد علي مسعد …. وفد الجنوب العربي.
السكرتارية:
4 – سيقوم بإنجاز اعمال الاجتماعات، سكرتارية صغيرة يتكون أهم اعضائها من:
المستر: ام سي، إس، وستون.
سكرتيران مشتركان.
أحمد علي مسعد
الآنسة ب، تي، ميكالف سكرتيرة إدارية.
المستر، اف، جه، سايدويل الضابط المسؤول عن إجراءات أمن المؤتمر.
الانسة/ ملكة عبداللاه أحمد مساعدة.
5 – ترتيبات مكان الاجتماع:
بالإضافة إلى غرفة الاجتماعات في كوى ولسون رقم 37، فقد خصصت غرف كالآتي:
غرفة رقم ألف الوفد البريطاني.
غرفة رقم ب وفد الجنوب العربي.
غرفة المجلس مكتب السكرتارية.
* البرندة
6 – استراحة الوفود
– ستقدم المرطبات في استراحة الوفود خلال جلسات الصبح والظهيرة.
7 – الترجمة:
ستوفر ترجمة متابعة باللغتين العربية والانجليزية، في خلال الاجتماعات كما هو ضروري.
8 – الأمن:
سيقتصر الدخول إلى الغرف المخصصة للاجتماعات على أولئك الذين بحوزتهم بطاقات خاصة لهذا الغرض، ستوزع البطاقات الخاصة بالوفود بواسطة المستر سايدويل.
9 – اتفق على أن يسمح فقط لأولئك الذين لديهم بطاقات والذاهبين إلى المكاتب الأخرى في البناية، بالدخول إلى كوى ولسون رقم 37، عندما تكون الاجتماعات منعقدة.
الصحافة:
10 – يمكن الحصول على غرفة في باليس دوكونجرس والتي لاتبعد عن كوى ولسون رقم 37 لغرض إصدار التصريحات الصحفية إذا طلب ذلك، يجب أن تعنون الطلبات إلى السكرتير الإداري، ستبحث الإجراءات الإعلامية للمؤتمر في الجلسة المفتوحة.
تسجيل النقاشات
11 – ستقوم السكرتارية بإعداد ملخص للاجتماعات، باللغة الإنجليزية لاطلاع أعضاء الوفود، سيوزع في ظرف 24 ساعة من انتهاء موعد كل اجتماع وتعتبر هذه الوثائق لغرض الاطلاع والمراجعة فقط، ولن تعتبر كوثيقة شرعية من وثائق المؤتمر.
سيقوم مكتب السكرتارية بتوزيعها للوفود في مكان الاجتماع، يجب أن تبلغ أية تعديلات للسكرتير العام كتابياً، وفي ظرف 74 ساعة من صدور هذه الأوراق وستسجل التعديلات في المحضر الجديد، ستوزع أية اتفاقيات توصل إليها نتيجة للمحادثات كوثيقة رسمية من وثائق المؤتمر باللغتين العربية والانجليزية.
ستحمل الأوراق المراجع الآتية:
اس، 1، ان،/ الف/ «3،2، الخ» ـ الأوراق الإدارية.
اس، 1، ان،/ الف/ «3،2، الخ» سجلات التلخيص.
اس، 1، ان /دي/ 1 «3،2 الخ» ـ الأوراق والوثائق الاخرى المدرجة في جدول الأعمال.
التلفونات
(12- رقم هاتف كوى ولسون رقم 37 هو 00و31و32 وكل وفد لديه هاتف ممتد من غرفة محول الهاتف الرئيسي كما يلي:
وفد الجنوب العربي ـ خط امتداد رقم 19
الوفد البريطاني ـ خط امتداد رقم 20
يفتتح المحول من الساعة التاسعة وحتى الساعة 00و18 وبعد هذا الوقت يمكن الحصول على الأرقام المباشرة والخارجية على هذه التلفونات بإدارة الرقم «صفر» وإعطاء الرقم المطلوب التحدث معه.
13- ستكون المكالمات المحلية مجانية، عدا المكالمات البعيدة فستكون على حساب الوفد المعني بالأمر.
ب، تي، ميتكالف
السكرتير الإداري
جنيف
بتاريخ 21/ نوفمبر 1967م
أسماء اعضاء وفدي الجبهة القومية ـ الحكومة البريطانية وفد الجنوب العربي
رئيس الوفد:
قحطان الشعبي.
الأعضاء:
سيف أحمد ضالعي.
خالد محمد عبدالعزيز.
عبدالفتاح اسماعيل الجوفي.
العقيد عبدالله صالح عولقي.
فيصل عبداللطيف الشعبي.
محمد أحمد البيشي.
المستشارون:
أحمد علي مسعد «سكرتير»
عبدالله علي عقبة «مترجم»
المقدم محمد أحمد السياري
المقدم حسين بن مسلم المنهلي
الدكتور محمد عمر الحبشي
محمد أحمد عقبة
أبوبكر سالم قطي
محمد سعيد مدحي
عادل خليفة
الآنسة ملكة عبداللاه أحمد
الوفد البريطاني
رئيس الوفد:
المحترم اللورد شاكلتون، أو، بي، أي
الأعضاء:
المستر آر، دبليو جه، هوير: سي، ام، جي، دي، دي، اس، او، دي، اف.
المستر دي، جه مكارثي.
الزعيم، ان، اس، جه، جريبون
المستر، أي، جه، ولتن، سي، ام، جي، ام اس.
المستر، أي، جه، ولتن، سي، ام، جي، ام،اس.
المستر، أي، آر، رشفود، سي، ام، جي.
المستر، أي، كامبيل.
المستر ب ب هال، ام، سي، تي، دي.
المستر، آر، او، مايلز.
المستر ار، جرامز.
المستر جي، سي، لورانس.
الأنسة، جه، دي، كولينجز «موظفة إعلامية».
المستر ب، ال، كروو، «سكرتير خاص للرود شاكلتون»
المترجمون:
المستر تي، سي، في، تود
المستر أنش، في، فورستر.
(29) ورقة العمل ـ الجبهة القومية
محادثات الجنوب العربي
وزعت الوثيقة المرفقة بطي هذا بناء على طلب وفد الجنوب العربي
ام، سي، اس، وستون
أحمد علي مسعد
السكرتارية العامة المشتركة
المؤتمر سري
جدول الاجتماع.. ومراحل انتزاع الاستقلال
محادثات حول استقلال جنوب اليمن المحتل، المعروف في هيئة الأمم المتحدة بعدن والمحميات الشرقية والغربية، بما فيها جزر كوريا موريا، بريم، سقطرى، كمران، والجزر الساحلية الأخرى بين وفد المملكة المتحدة ووفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل، الممثلة الشرعية لشعب المنطقة.
سيادة الدولة:
أ – تسليم سيادة الدولة على كافة أجزاء المنطقة وجزرها كاملة.
ب – الاعتراف بالحكومة الوطنية الجديدة.
ج – دخول الدولة الجديدة في عضوية الأمم المتحدة.
د- تحديد يوم الجلاء.
هـ -الاتفاقيات السابقة.
و- تبادل التمثيل الدبلوماسي.
2 – المسائل المالية والاقتصادية:
- الالتزامات المالية والفنية.
1967م/ 1968م.
- تغطية العجز المالي المتوقع في ميزانية عام 1967م/1968م.
- معاشات التقاعد والتعويضات المالية المدفوعة لبعض الموظفين المغتربين.
- المبالغ المعتمدة لخطط التنمية.
- تقدير المبالغ المخصصة للتعويضات والتقاعد.
- المساعدة المالية التي وعدت بريطانيا بتقديمها للبلد.
- المساعدة الفنية.
- العملة.
- 10القروض لمشاريع التنمية.
- 11التجارة
– 12الوثائق، التقارير، والدراسات، الخ .. والمتعلقة بالبلد.
(30) ورقة العمل ـ الحكومة البريطانية
محادثات الجنوب العربي
وزعت هذه الوثيقة المرفقة بطي هذا بناء على طلب الوفد البريطاني.
ام، اس، سي، وستون
أحمد علي مسعد
السكرتارية العامة المشتركة
المؤتمر/ سري
يوزع ما يلي من قبل سكرتير الوفد البريطاني لمعلومية اعضاء الوفود.
(2في أول اجتماع اللجنة الإدارية المنعقد بتاريخ 21 نوفمبر 1967م اقترح اللورد شاكلتون عقد اتفاقية فيما يتعلق بانتقال السلطة، وتتضمن النقاط الآتية:
أ) تشكيل الحكومة.
ب) استمرارية سريان مفعول القانون.
ج) الوفاء بالالتزامات الدولية.
د) الخدمة العامة.
هـ) تأسيس سفارة.
و) استئناف حقوق والتزامات ومسؤوليات الحكومة السابقة.
ز) خلافة لقب أراضي التاج.
ح) الجنسية.
ط) عضوية الأمم المتحدة.
ي) المساعدة.
(3- وافق قحطان الشعبي على مناقشة هذه المواد، وقد حضر وفد الجبهة القومية ايضاً مسودة محضر، وقد اتفق على ان مسودة المحضر، يكمن قبولها كأساس للنقاش مع النقاط البريطانية المشار إليها أعلاه، وقد وزعت بصورة منفصلة.
المرجع: اس، 1، ان/ اس آر/1
(31) محادثات الجنوب العربي
تسجيل موجز
الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر 1967م الساعة 15/3 مساء
الجلسة التمهيدية الأولى
الحاضرون:
الوفد البريطاني:
رئيس الوفد
اللورد شاكلتون
الأعضاء:
المستر، ار دبليو هوبو
المستر دي، جه مكارثي
الزعيتران، جه، جربيون
المستر أي، جه، ولتن
المستر، أي كامبيل
المستر وب، آر، وشفورد
المستر وب، ب، هال
المستر، آر، جرافز
المستر، أز، أو مايلز
المستر جي، سي، لورانس
المستر ب، ل، كروو
الآنسة جه، دي، كولنجز
المستر ت، سي، تود
المستر اتش، في، موزسنر
المستر ام، سي، اس، وستون
وفد الجنوب العربي:
رئيس الوفد
قحطان الشعبي
الأعضاء:
سيف أحمد ضالعي
خالد محمد عبدالعزيز
العقيد عبدالله صالح عولقي
عبدالفتاح اسماعيل الجوفي
فيصل عبداللطيف الشعبي
محمد أحمد البيشي
المستشارون:
أحمد علي مسعد
المقدم محمد أحمد السياري
المقدم/ حسين بن مسلم المنهلي.
محمد أحمد عقبة.
الدكتور/ محمد عمر الحبشي
أبوبكر سالم قطي
محمد سعيد مدحي
عادل خليفة
المترجمون:
عبدالله علي عقبة
السكرتارية المشتركة
أحمد علي مسعد.
بداية اللقاء
كلمات الافتتاح واستعراض الافكار بين رئيسي الفريقين
أعرب اللورد شاكلتون عن سروره بالاجتماع بالجبهة القومية لأول مرة وبالرغم من أنه لم يكن مختصاً بشؤون الجنوب اليمني لفترة طويلة، فقد أولى قضاياه اهتماماً كبيراً، لقد كان يهدف دائماً إلى العمل من أجل قيام حكومة تمثل الجنوب العربي تمثيلاً حقيقياً، ويعتقد بأن ذلك ممكن الوصول إليه، لقد كانت هذه اللحظة تاريخية بالنسبة للجنوب العربي وكذا لبريطانيا في علاقتها بالجنوب العربي، ويجب على الحاضرين أن يتخذوا الترتيبات اللازمة لانتقال السلطة ووضع الدستور للحكومة المستقلة التي ستنقل إليها هذه السلطة.
وقبل النظر في الأمور التفصيلية التي ستناقش في المؤتمر، أوضح اللورد شاكلتون بعض التدابير التي ستسهل سير عمل المؤتمر، الكل متفق على أهمية المحادثات وقد أعرب اللورد شاكلتون عن أمله في أن تسير المحادثات سيراً ودياً، وسيكون مضراً جداً لو عرفت الصحافة والتي لاشك وإنها مهتمة بذلك، ما دار في النقاشات هنا، وعليه فإنه يأمل بأن تأخذ المناقشات، طابع السرية، وحول ماذا يجب أن يقال للصحافة.
لدى الوفد البريطاني، الآنسة كولينجز، كعضو في الوفد والتي كانت تعمل في إدارة الصحافة التابعة لوزارة الخارجية البريطانية، وعليه فقد اقترح اللورد شاكلتون بالإضافة إلى ترتيبات الجبهة القومية لتشكيل مكتب مشترك للصحافة وذلك لتخفيف الضغط الواقع على الوفود من قبل الصحفيين، وللاتفاق ايضاً على اصدار بلاغ مشترك بعد كل اجتماع ويمكن مناقشة هذه النقاط بعد حين، وذلك بعد ان تتوفر الفرصة لوفد الجبهة القومية لدراستها ويستحسن أن يكون ذلك قبل الشروع في الأمور التفصيلية.
أشار اللورد شاكلتون إلى إجراءات المؤتمر، كان المستر ميتشل وستون، العضو البريطاني في السكرتارية، وقد فهم منه بأن السكرتيرين قد اجتمعا معاً وشكلا سكرتارية عامة مشتركة، وقد قبل الوفد البريطاني هذا الترتيب وقد فهم ايضاً بأن السكرتارية قد ناقشت موضوع إعداد تسجيل الاجتماعات واقترح، وهذا عرض للموافقة، بأن يعد ملخصاً للنقاط المهمة التي دارت في المناقشات ويعرض على الأعضاء بعد كل اجتماع بأربع وعشرين ساعة، ولا يعتقد اللورد شاكلتون بأنه من المفيد تقديم سجلات، تحتوي على كل كلمة قيلت ولكنه ما من شك فإن كل وفد يود أن يحتفظ بسجلاته كاملة.
اقترح اللورد شاكلتون بأن يقدم الأعضاء الطلبات لتصحيح السجلات في فترة مدتها أربع وعشرون ساعة بعد توزيعها.
اقترح اللورد شاكلتون بأن تعقد الاجتماعات كل صباح وكل مساء، واقترح أن تكون في العاشرة حتى الثانية عشرة والنصف صباحاً، والثانية والنصف حتى الخامسة والنصف مساء، ستكون هناك استراحة للوفود لتناول المرطبات، وربما تكون هناك مواضيع يستحسن مناقشتها ضمن إطار صغير على أن ترفع نتائج هذه المحادثات للاجتماع الموسع، سيكون هناك متسع من الوقت للوفود للرجوع من اجل الاستشارة الخاصة وقد أعدت الحجرات الخاصة لهذا الغرض.
أثار اللورد شاكلتون أهم موضوع في جدول الاجتماع وذكر بأنه يأمل الا تكون هناك عوائق إدارية، واقترح بأن يوافق قحطان الشعبي على تعيين هيئة إدارية لبحث بعض القضايا، مثل جدول الأعمال مثلاً.
قال اللورد شاكلتون: بأنه يود مناقشة، فيما يبدو له أهم موضوع في المحادثات وهذا يتمثل في وجود الوفد الآخر في جنيف، والذي يضم مسؤولين وقياديين من الجنوب العربي القادة الذين يأملون جميعاً بأن يصبحوا اعضاء في حكومة الجنوب العربي في الأيام القليلة القادمة وعلى ضوء ذلك فإنه يعتقد بأنه يجب عليهم أن يقرروا شكل الوثائق الدستورية الضرورية بالنسبة للوفدين للموافقة على قبول حكومة صاحبة الجلالة بأن تكون الجبهة القومية هي الحكومة الفائزة بالجنوب العربي، وبالرغم من أن الوفد البريطاني كان يرغب في أن يكون ذا فائدة كبرى فإن الوقت كان قصيراً جداً لمناقشة تفاصيل الشكل الدستوري.. الذي يود وفد الجنوب العربي سنه لدولة الجنوب العربي المستقلة، وفي الحقيقة أن هذا الموضوع لا يغرب عن بال الجبهة القومية، وقد توصلت إلى اتفاق فيما بينها.
يضم الوفد البريطاني اثنين من المستشارين القانونيين، ولاشك بأن وفد الجبهة القومية لديه ايضاً قانونيون للاستشارة، وعليه فإن المستشارين القانونيين يرون بأنه يمكن ترتيب وتنظيم الصيغ القانونية بالاتفاق على مذكرة مشتركة تحتوي على أسس اتفاقية لإنهاء الاحتلال.
ستكون هذه الاتفاقية مبسطة جداً، ولكنها ستفي بمتطلبات كلا الجانبين في عدد من النقاط التي يود إثارتها.
إن بعض الأمور مثل الوفاء بالالتزامات الدولية واحترام مبادئ حقوق الإنسان ستساعد على خلق جو من الثقة وهناك ايضاً مواضيع الخدمة العامة البريطانية والجنسية، على الرغم من أن هذه القضايا يمكن النظر فيها في جلسات خاصة إذا كان ذلك ضرورياً، وبالإضافة إلى ذلك فهناك مسألة انضمام إلى عضوية الأمم المتحدة.
إن هذه المواضيع تعتبر ضرورية ولهذا السبب فقد رؤي إدراجها في الوثيقة الرسمية حتى تتاح الفرصة الكافية للجالية الأجنبية، للاشتراك في الجنوب العربي الحديث، وايضاً لدول اخرى الاعتراف بالحكومة الجديدة للجنوب العربي.
أكد اللورد شاكلتون أن الباب مفتوح لأعضاء الوفود للتعبير عن آرائهم حول ما قاله. وخاصة فيما يتعلق بطبيعة جدول الاجتماع والذي لم يحاول وضعه مقدماً، إلا أنه يعتقد بأنه من الضروري وضع جدول الأعمال مقدماً وفي الحقيقة فإن هذا هو السبب الرئيسي لوجود الجبهة القومية، الذي بموجبه يمكنهم النظر في مسألة تمثيلهم لشعب الجنوب العربي، لذلك اقترح بأن الصيغة القانونية لهذه الوثيقة وما يمكن أن يليها، يجب أن تكون القضية الأولى المطروحة للنقاش في المؤتمر دون المساس بالمواضيع الهامة الاخرى وهو يدرك تماماً أن موضوع المساعدة هو الشغل الشاغل لوفد الجبهة القومية، ولا يشك بأن هذا الموضوع سيناقش ايضاً.
قدم اللورد شاكلتون اعتذاره لإطالة ملاحظاته الافتتاحية ولكنه يأمل أن توافق الجبهة القومية على ما طرحه وأشار إلى أن لديه اهتماماً شخصياً مخلصاً وجاداً لمستقبل الجنوب العربي، بغض النظر عن مركزه كعضو في الحكومة البريطانية ولقد كانت مناسبة فأراد أن يغتنمها.
بدأ قحطان الشعبي رده بالتعبير عن سروره كرئيس لوفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل، ومدعو لبحث موضوع استقلال بلاده، إن وفد الجبهة القومية مسرور جداً، لوجوده في جنيف لتحقيق استقلال الجنوب العربي، الذي ظل يرزح تحت نير الاحتلال البريطاني لمدة 128 عاماًن وقال إن وفده ليست لديه المهارة والخبرة في مثل هذا النوع من المفاوضات الذي يتوفر، بدون شك لأعضاء الوفد البريطاني نتيجة للممارسة الطويلة في مثل هذه الأمور ولكنه يأمل بأن يتوفر التفاهم المشترك حتى يمكن تحقيق مطالب شعبه، وبناء عليه فإنه يعتقد بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق بأقرب وقت ممكن، ولا حاجة لإضاعة الوقت في مسائل يمكن حلها بصورة سريعة.
وبالرغم من قصر الوقت بالنسبة للطرفين فإن قحطان الشعبي يأمل بأن يتوصل إلى اتفاق يمنح الاستقلال لشعبه، الاستقلال الذي ظل الشعب يناضل من اجل تحقيقه طيلة حكم الاحتلال، وبرغم حقيقة وقوع الشعب، تحت الاحتلال لفترة طويلة ووصول الجنوبيين إلى مرحلة الكفاح المسلح فإنه يأمل، بل يعتقد بأن من الممكن البدء في مرحلة جديدة من التعاون والصداقة فيما بين شعبي الجنوب العربي وبريطانيا.
وحيث أن البريطانيين سيتحدثون بكل ود فإنه يتحتم عليه القول، على الرغم من فترة الاحتلال الطويلة، بأن الحكومة البريطانية قد عملت القليل جداً لصالح الجنوب العربي، ويعتقد قحطان الشعبي بأن اللورد شاكلتون، وكذا معظم اعضاء وفده، يرون بأن الجنوب العربي ظل بلداً متخلفاً، بل وأكثر تخلفاً من أي بلد آخر في العالم، وهكذا فإن على الشعب أن يطور نفسه بنفسه وذلك برفع مستوى معيشته، وعمل ما فقده في الماضي، لذلك فإنه سيكون بحاجة لكافة المساعدات الممكن الحصول عليها، سواء أكانت من حكومة صاحبة الجلالة أو من الحكومات الاخرى المهتمة بتقدم شعوب العالم، ومع ذلك فإنه من الضروري أن لا تدخل هذه المساعدات في موضوع الاستقلال والسيادة.
قال قحطان الشعبي: إن الجبهة القومية تأمل في صداقة بين الجنوب العربي وبريطانيا، كدولتين مستقلتين، تحترم كل منهما الاخرى، واعتبر بريطانيا مسؤولة أدبياً واخلاقياً بتقديم المساعدة لبلاده، حيث أنها ظلت تحتل البلد لفترة طويلة وأن الجبهة القومية لا تتحمل أية مسؤولية وهي تريد أن ترى البلد متقدماً.
وبالنسبة للإجراءات والسرية في العمل، فقد وافق وفد الجبهة القومية على وجهات النظر البريطانية، يجب أن تكون الإجراءات سرية جداً ولكن الجبهة القومية تحتفظ بحقها في شرح قضية البلد للعالم الخارجي، دون المساس بالمحادثات وبمولد الدولة الجديدة من الاستفادة من العلاقات العادية مع العالم، وكرر القول بأن على الجانبين أن يوافقا على السرية في العمل حتى يضمنا نتيجة ممتازة.
وفيما يتعلق بسجلات المحادثات، فقد أشار إلى أن الخطوات الأولية قد اتخذت وستدرس هذه الترتيبات في اجتماع يعقد بين ممثلين من كل وفد، وقد وافق ايضاً على أوقات المحادثات المقترحة، والتي اضاف بأن تمد الجلسات التي ستعقد في المساء “من الساعة الثانية والنصف وحتى الخامسة مساء” إذا كان ذلك ضرورياً.
وافقت الجبهة القومية على تشكيل لجان فرعية، حيثما كان ذلك ضرورياً وقد قبل اقتراح تشكيل الهيئة الإدارية المكونة من رئيس كل وفد مع ممثلين آخرين، ووافق على أن ذلك سيساعد في تسهيل المحادثات، ويمكن لهذه الهيئة أن تبحث في بعض المسائل الخاصة وبما أن الجبهة القومية تعتبر نفسها ممثلة لحكومة منفردة، فستكون المحادثات في المستقبل بين الوفدين كما هي بين ممثلين لحكومات منفردة.
وبالنسبة لاتفاقيات إنهاء الاحتلال فيجب أن يتفق عليها في المؤتمر، ومع ذلك فإن الدستور هو مدار اهتمام الحكومة الجديدة، إن بعض مواد اتفاقية إنهاء الاحتلال، مثل العلاقات الدولية، حقوق الإنسان، الخدمة المدنية العامة، الجنسية والانضمام لعضوية الأمم المتحدة، تحتاج للنقاش.
ذكر قحطان الشعبي بأنه لأمر هام أن تنال الدولة الجديدة ثقة الدول الاخرى في العالم.
وفي الختام طالب بأن يعطى لوفد الجبهة القومية نسخة من خطاب اللورد شاكلتون، لأنه يحتوي على بعض قضايا هامة تحتاج للدراسة.
واعتذر عن عدم تمكنه من كتابة وتحضير خطابه ولكنه، وكما يعرف اللورد شاكلتون فإن الوفد كان منشغلاً ببعض الأمور وكرر القول بأن الوفد ليست لديه الخبرة في التفاوض لكنه قوي بعدالة قضية شعبه.
وبالنسبة لاقتراح اللورد شاكلتون بأن تكون وثيقة الاستقلال أول موضوع في جدول الأعمال، فقد رؤي بأن يناقش ذلك في الهيئة الإدارية. وان يقدم وفد الجبهة القومية مقترحات اخرى حول ماهية المواضيع التي يجب أن تبحث أولاً.
وقد عقب اللورد شاكلتون على ذلك قائلاً بأنه على الرغم من أن قحطان الشعبي، ادعى بأن اعضاء وفده ليسوا مفاوضين مهرة، إلا أن ملاحظاته المرتبة والمنظمة تثبت عكس ذلك، لدى البريطانيين سبب قوي في التأكد من كفاءة الجبهة القومية، وواضح من أن ذلك قد امتد إلى المفاوضات وقد شجعته الملاحظات المنظمة التي وضعتها الجبهة القومية، وموافقة قحطان الشعبي على مقترحاته بخصوص الإجراءات التي استهدفت تسيير عمل المؤتمر.
وافق اللورد شاكلتون على إعطاء نسخة من خطابه الافتتاحي، بناء على طلب قحطان الشعبي ولكنه أضاف بأنه لم يتابع ملخصه تماماً، وهو متأكد من أن السكرتارية ستتخذ الإجراء اللازم لتعديل ملاحظاته كما هو مناسب.
ثم قال: ان لديه نقطتين يود توضيحهما: فيما يتعلق بملاحظات قحطان الشعبي أقر اللورد شاكلتون بأنه على الرغم من أن الجنوب العربي دولة صغيرة وفقيرة إلا أنها اصبحت ذات سيادة وبناء عليه فقد قيل بأن موضوع المساعدة التي ستقدم من بريطانيا والدول الاخرى والمنظمات الدولية ستكون ذات أهمية كبرى للجنوب العربي، ومع ذلك فإنه يشعر بأن المعونة التي استلمت من قبل الجنوب العربي كانت أكثر من المعونة التي استلمتها أية دولة اخرى من بريطانيا.
أفاد اللورد شاكلتون بأنه متردد في الدفاع عن سجل الاحتلال البريطاني لكونه مواطناً ايرلندياً، ولكنه شدد على أن بريطانيا قد أخذت القليل من الجنوب العربي، ومع ذلك فإنه متأكد من أن قحطان الشعبي لا يود البحث عن الماضي كنقطة، وذلك اسوة بما يأملونه من فتح صفحة جديدة في العلاقات المبنية على التفاهم والصداقة، ومع ذلك فإن الحكومة البريطانية ستساعد الحكومة الجديدة في تطوير البلد وفي الحصول على الاعتراف الدولي.
سأل اللورد شاكلتون قحطان الشعبي، فيما إذا يرغب بمتابعة المحادثات عقب الاستراحة المخصصة لتناول الشاي ضمن اجتماع الهيئة الإدارية أو مواصلة نقاشات الجلسات الافتتاحية.
وقد عقب قحطان الشعبي على النقطتين اللتين أثارهما اللورد شاكلتون وقال: بأنه على الرغم من أن المعونة التي اعطيت للجنوب العربي قد تكون كبيرة مقارنة مع ما اعطي للدول الاخرى، إلا أن الشعب لم يستفد من ذلك استفادة كاملة، وهناك سبب واحد لذلك، وهو التخلف الرهيب للمنطقة، حيث أن أية معونة اعطيت لم تكن إلا عبارة عن نقطة واحدة في محيط .. أن التقدم الحقيقي يحتاج لمعونة أكثر من ذلك.
وتعقيباً على النقطة بأن بريطانيا قد اخذت القليل من الجنوب العربي قال قحطان الشعبي: بأنه لايخفى على اللورد شاكلتون وكذا اعضاء الوفد البريطاني من أن الجنوب العربي قد ظل تحت الاحتلال لمدة 128 عاماً، وفي أثناء هذه المدة جنت بريطانيا فوائد جمة من الناحيتين الاقتصادية والاستراتيجية، وبالإضافة إلى الميناء الدولي، فقد كانت قاعدة عدن ذات فائدة كبرى لبريطانيا في أهم مراحل التاريخ العالمي، كما أن الجنوب العربي ظل سوقاً مفتوحاً للمنتجات البريطانية لفترة طويلة، وهناك ايضاً فوائد اخرى غير ظاهرة.
ذكر قحطان الشعبي بأنه لم يشدد على هذه النقاط تعبيراً عن شعور معاد، ولكنه ليوضح مسؤولية بريطانيا الأدبية والمعنوية لتقديم المعونة لتطوير الجنوب العربي، ومع ذلك فإنه يوافق على اقتراح اللورد شاكلتون بأن تشكل الهيئة الإدارية بعد استراحة تناول الشاي للبحث عن جدول الاعمال.
اقترح اللورد شاكلتون بأن تتكون الهيئة المشار إليها أعلاه من رؤساء الوفدين بالإضافة إلى واحد أو اثنين من المستشارين وقد قبل قحطان الشعبي ذلك.
وبعد استئناف المحادثات على اثر استراحة تناول الشاي، اقترح اللورد شاكلتون أن تجتمع الهيئة الإدارية قريباً، كما اقترح ايضاً بأن يتفق الطرفان على شكل البلاغ الصحفي الذي سيصدر اثر انتهاء الاجتماع التمهيدي، واقترح بأن يذكر بأن المحادثات كانت ودية، وعلى الأقل، من الممكن القول بأن الاجتماع كان مفيداً كما أن برنامج عمل قد وضع. وكان رأي قحطان الشعبي بأن يكون البلاغ الصحفي مختصراً ويجب أن يشير إلى تاريخ وموعد الاجتماع بأنه كان مشجعاً، وقد وافق اللورد شاكلتون على ذلك، وسـأل فيما إذا كان وفد الجبهة القومية يرغب بالحاق أحد اعضائه بالآنسة كولينجز في مكتب الصحافة لأنه مفيد جداً أن يتحدث ممثلا الطرفين للصحافة.
اقترح قحطان الشعبي بأن تعد مسودة البلاغ الصحفي من قبل الشخص المعين من قبل الجانب البريطاني وآخر من جانب الجبهة القومية ويجب أن يقدم إلى رؤساء الوفدين قبل إعلانه، أوضح اللورد شاكلتون بأنه أعد مسودة بلاغ صحفي، واقترح بأن يطبع بعد المصادقة عليه وقد قبل هذا الاقتراح.
اقترح اللورد شاكلتون بأن تجتمع الهيئة الإدارية وعلى المستر مكارثي والمستر مايلز، اللذين سبق لهما ان عملا في إدارة المندوب السامي البريطاني بعدن، وقد عين قحطان الشعبي شقيقه فيصل عبداللطيف الشعبي، وسيف الضالعي واقترح بأن يضاف إلى ذلك ايضاً ترجمان عبدالله عقبة.
تقرر عدم حفظ سجلات الهيئة الإدارية، وعلى أن يعقد المؤتمر في جلسة موسعة في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي.. وقد اجلت الجلسة بعد ذلك، بينما دعيت الهيئة الإدارية للاجتماع.
(32) بلاغ صادر اثر الاجتماع الأول21 نوفمبر 1967م
عقد مؤتمر جنيف بين وفد المملكة المتحدة برئاسة اللورد شاكلتون ووفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل برئاسة قحطان الشعبي أولى جلساته في تمام الساعة الثالثة مساء يوم 21 نوفمبر 1967م.
وقد ساد الاجتماع جو مشجع، سيعقد اجتماع تمهيدي آخر صباح الغد.
مـحـضــر:
اتفق الوفدان على متابعة المحادثات، حول موضوع المساعدة بعد الاستقلال، وقد وافق الوفد البريطاني، حتى مجيء هذه المحادثات على أن تستمر المساعدة المالية الحالية للأغراض المدنية والعسكرية، وتبلغ هذه المساعدات مبلغاً وقدره 12 مليون جنيه استرليني، ستعطي لمدة ستة أشهر تبدأ من أول ديسمبر 1967م، وقد طلب وفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل ان يدفع هذا المبلغ مرة واحدة بأقرب فرصة ممكنة وقد أوضح أنه سيحتوي على عناصر رئيسية في الجانبين العسكري والمدني كما أنه لن يشابه الدفعات المتكررة.
وقد التزم الوفد البريطاني ببحث إمكانية جعل الدفعات الحالية مرة واحدة في كل أربع مرات مقدماً، على الرغم من أن الاجراءات المالية المتعلقة بالمملكة المتحدة، وقدوم السنوات المالية، قد تسبب بعض العراقيل.
وافق وفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل على إبقاء الاجراءات الإدارية المتعلقة بالحسابات المالية وفحص الحسابات، خلال فترة استمرار هذه المساعدة.
ذكر الوفد البريطاني ان الاتفاق المذكور اعلاه قد اتفق عليه بضوء مواصلة حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تنفيذ بعض الالتزامات المالية الراهنة والتي طرحت في المباحثات.
نقاط الاتفاق والاعتراف بالاستقلال
(33) مذكرة تحوي النقاط المتفق عليها ـ لاستقلال جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية
النقاط التي تم الاتفاق عليها في اجتماع جنيف بين وفدي المملكة المتحدة والتنظيم السياسي للجبهة القومية حول الاستقلال كما هو موضح أدناه:
1 – يستلم الجنوب اليمني الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، وهذا اليوم سيعرف بيوم الاستقلال.
2 – سيتم تعريف جميع الولايات المنتهي احتلالها يوم الاستقلال بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.. وسيوطد هذا اليوم بقرار رسمي من قبل التنظيم السياسي الجبهة القومية، الجبهة الممثلة لشعب وأراضي الجمهورية الجديدة وسوف تقوم بتشكيل الحكومة.
3 – ستقوم صاحبة الجلالة بخطواتها في الجلاء وإنهاء احتلالها مع سحب جميع قواتها منذ يوم الاستقلال في كل مناطق الجمهورية.
4 – سوف تعطي الحكومة البريطانية اعترافها الكامل بجمهورية اليمن الديمقراطية الجنوبية الشعبية من يوم استقلالها، وستقوم علاقة دبلوماسية كاملة بينها وبين جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية منذ يوم الاستقلال مباشرة .. وعلى ضوء ذلك تقوم الحكومتان بتعيين سفرائهما في كل من الدولتين مع تحديد كل ما تشمله هذه العلاقة الدبلوماسية من يوم الاستقلال، هذا وتلتزم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بالعرف الدبلوماسي والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين طبقاً للقانون الدولي المعمول به عالمياً والمقر في مؤتمر فينا ـ عام 1961م.
ومن الآن وصاعداً فالعلاقات الدبلوماسية ستتقيد عرفا وموضوعياً بالقواعد والأسس المعمول بها والمتبادلة بين الدولتين، وذلك في حالة بروز أي تغيرات أو تعكرت العلاقات بين الطرفين.
5 – يحق لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية التقدم بطلب الانضمام إلى المنظمة الدولية لهيئة الأمم المتحدة لتصبح عضواً رسمياً فيها.. وهنا تتقدم حكومة صاحبة الجلالة برغبتها في أن تكون الضامنة والكفيلة لهذا الطلب في الانضمام إلى هيئة الأمم إذا رغبت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في ذلك.
6 – من الآن وصاعداً لاستقلال جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لن تكون المملكة المتحدة مسؤولة عن المسؤوليات العالمية الخاصة بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وبالأخص أراضيها وحدودها .. وسوف تتحمل الجمهورية الجديدة كامل مسؤولياتها العالمية الخاصة بحدودها وحقوقها، عالمياً.
7 – سوف تقوم الجمهورية الجديدة بتغطية كل الاتفاقيات، الأمور، الالتزامات العالمية وذلك بإصدار إعلان يحدد ذلك من قبلها .. وهذا الإعلان أو القرار يجب أن يعنون ايضاً إلى هيئة الأمم المتحدة وكل مصادرها مع تقديم طلب الانضمام للدولة الجديدة للمنظمة مع أي طلبات حول أي التزامات عالمية بالجمهورية.
8 – سوف تقلص منذ اليوم للاستقلال أي معاهدات اتفاقيات، حق ممنوح، تنازلات أو أي ترتيبات اخرى قائمة ومستمرة حتى يوم الاستقلال بين حكومة التاج وممثليها، أو مع أي دولة اخرى أو أي احكام أو أي جهات اخرى مسؤولة في مختلف اراضي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
9 – ستتحمل جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية مسؤوليتها الكاملة من يوم الاستقلال بكل ما يتعلق بحقوق اراضيها، أو ما يخص أي مطالب قد تطرح من قبل حكومة التاج، أو ممثليها، أو أي احكام، دول، أو جهات اخرى مسؤولة بما يختص واجزاء الجمهورية قبل يوم الاستقلال أو أي منطقة من مناطق الجمهورية، فهذا سيكون من ضمن مسؤوليات الجمهورية الجديدة.
10 – أن النصوص القانونية في أوامر القوة المنصوصة في اراضي الجمهورية أو في أي جزء من اجزائها قبل يوم الاستقلال سيستمر مفعولها بعد الاستقلال، وسوف تطبق إذا رأت الحكومة الجديدة أن ذلك لن يخالف أو يناقض نشوئها واحداثها الجديدة بعد الاستقلال .. مع مراعاة أي نصوص قانونية قد لا تكون قادرة على مواكبة النظام الجديد للجمهورية.
11 – ستقوم الحكومة البريطانية باتخاذ خطواتها الخاصة بفسخ هذه القوانين قبل يوم الاستقلال، وذلك عبر المجلس التشريعي لسن هذه القوانين المتواجدة في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أو في أي جزء من أجزائها، وحتى تتأكد بعد ذلك الحكومة البريطانية من سلامة الآثار الباقية من هذا القانون وعدم اتلافه.
12 – أن جميع المسؤوليات، الالتزامات، التعهدات، والحقوق التي مورست في اراضي الجمهورية قبل يوم الاستقلال من قبل الحكومة البريطانية وممثليها، أو حول كل ما يتعلق والأمور أعلاه التي مورست مع دول اخرى ستصبح مباشرة تابعة ومن ضمن اختصاص الجمهورية الجديدة ومسؤولياتها، وعدم التعرض للجمهورية في طريقة تسييرها دفة هذه الأمور، أو في أي تغير أو شك يطرأ لدى الجمهورية حول هذه القوانين أو أي نقد أو فحص أو معاينة تقوم بها الجمهورية الجديدة وقد تتخذ قرارات جديدة وخطوات جديدة في كل ما قد تراه غير صالح للمرحلة التي تمر فيها.
13 – حول كل ما يتعلق بالمصالح الخاصة بالأراضي، الممتلكات، أي موجودات اخرى في نطاق اراضي الجمهورية، جمهورية اليمن الجنوبية، وكانت تابعة لحكومة صاحبة الجلالة قبل يوم الاستقلال تستعمل لأغراض حكومية واغراض أخرى خاصة بها، هذه الممتلكات مع الأرض سوف تكون من ضمن اراضي الجمهورية الجديدة، ايضاً أي اراضي اجزاء كانت تابعة لحكومة صاحبة الجلالة قبل يوم الاستقلال واستعملتها لأغراضها العسكرية وقواتها التي كانت متواجدة، فمن يوم الاستقلال مباشرة سوف ترتبط هذه الاراضي بالجمهورية لتكون من ضمن الحقوق والالتزامات والتعهدات الاخرى التي سوف لن يتم التعرض لها، ماعدا تلك الاراضي التي تم الاتفاق عليها لاستعمالها كقنصلية أو هيئة سياسية أو لأي اغراض اخرى.
14 – ستكون هناك مشاورات ومداولة بين الحكومتين حول كل الأمور التي قد تبرز بعد الاستقلال خاصة حول اولئك الذين يحملون الجنسيات البريطانية وهذه المداولة ستتم قبل أن تتخذ حكومة صاحبة الجلالة خطواتها بتجريد أو حرمان أي من رعاياها هنا أو رعايا مستعمراتها، والذين يحوزون على تلك النصب الخاصة «أي الجوازات والجنسيات البريطانية» والتي تثبت علاقتهم بالجمهورية ولكن كرعايا تابعين للمملكة المتحدة ومستعمراتها.
15 – ستقوم الحكومة البريطانية بتسليم جمهورية اليمن أي وثائق أو تقارير، دراسات تتعلق بالأراضي والحدود للجمهورية الجديدة، وذلك بقدر استطاعتها توفير ذلك، كذلك سوف يتم التداول والمشاورة حول إيجاد السبل المناسبة لتحقيق أهداف هذا الغرض وذلك بتوفير الإمكانيات الفنية.
كما ستقوم الحكومة البريطانية بتموين جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بكل ما بحوزتها من مواد متوفرة لم يتم تسليمها للجمهورية.
16 – نظراً لقصر وقت المحادثات بين الوفدين .. فيما يتعلق والأمور المرتبطة بالخدمة العامة، والمعاشات سيتم مناقشة ذلك في أقرب فرصة بعد الاستقلال مع الدولة الجديدة.
17 – ونظراً ايضاً، لقصر الوقت .. فكل ما يتعلق بالتعهد الخاص بتقديم القرض من قبل الحكومة البريطانية .. كذا الدين العام حول استعمال اراضي الجمهورية سيؤجل هذا الموضوع ليوضع تحت الاعتبار والمداولة في أقرب وقت بعد الاستقلال.
التوقيع عن حكومة المملكة المتحدة
اللورد شاكلتون ـ الوزير بدون وزارة وهارولد بيلي
التوقيع عن الجبهة القومية
قحطان محمد الشعبي
المذكرة المالية والالتزام بالدعم واصلاح ما خلفه الاستعمار
تم الاتفاق على استمرار المحادثات بما يتعلق وتقديم المساعدات لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بعد الاستقلال.. هذا وقد وافق الوفد البريطاني على أنه في خلال فترة المداولة هذه بين الحكومتين تستمر المساعدات المالية لكل من القوات المسلحة والاغراض المدنية.. وهذه المساعدات ستكون في حدود 12 مليوناً تقدم في فترة ستة أشهر من أول شهر ديسمبر 1967م، هذا وقد طلب وفد الجبهة القومية لتحرير اليمن المحتل أن يتم دفع هذا المبلغ كدفعة واحدة بأسرع وقت ممكن، وقد وضح أن المبلغ هذا سيغطي أموراً رئيسية وجوهرية في كل من الخدمة العامة والقوات المسلحة والتي قد تمتصها فقط عملية دفع الماهيات.
1 – لقد اخذ الوفد البريطاني الموضوع بعين الاعتبار والبحث في السبل والوسائل الممكنة لاستمرار الماهيات .. وذلك بتقديم قرض كدفعة واحدة ولفترة طويلة المدى، ولكن نظراً إلى الوضعية المالية وازمتها التي تمر بها الحكومة البريطانية حالياً كذا قدوم السنة المالية فهذه العوائق والعراقيل هي من أهم الاسباب التي تعيق تحقيق ذلك.
2 – لقد وافق وفد الجبهة القومية لتحرير اليمن المحتل على استمرار تقديم هذه المساعدات إلا إذا وجد أنه من خلال التجارب والفحص في الأمور المالية أن السير بها غير ممكن، فالطلب مازال قائماً وتتمسك الجبهة به.
3 – أبدى الوفد البريطاني تفهمه للافتراض المطروح اعلاه، وعلى جمهورية اليمن الجنوبية الاستمرار في طرح الأمور المالية وعدم اغلاق السبيل في ذلك من خلال المداولات.
التوقيع عن الوفد البريطاني
اللورد شاكلتن هارولد بيلي
التوقيع عن الجبهة القومية
قحطان محمد الشعبي
29 نوفمبر 1967م
نقاط ختامية تحدد شكل الدولة
في ختام المشاورات تم صياغة بلاغ ختامي مشترك صادر بتاريخ 29 نوفمبر 1967م تضمن النقاط الاتية:
1 – اجتمع في جنيف كل من وفدي المملكة المتحدة برئاسة اللورد شاكلتون، أوبي، أي الوزير بلا وزارة، والجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل برئاسة قحطان الشعبي في الفترة من 21 إلى 29 نوفمبر 1967م.
2 – ناقش الوفدان انتقال السلطة وإنهاء حماية حكومة صاحبة الجلالة الملكة على المنطقة التي ستعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية واتفقا على أن كافة السلطات والحقوق، التي كان يتمتع بها التاج، قبيل الاستقلال، ستقلد للدولة الجديدة اعتباراً من ثلاثين نوفمبر 1967م تاريخ استقلالها.
3 – اتفق الوفدان على إقامة علاقات دبلوماسية بين بلديهما وتبادل السفراء.
4 – احيط الوفد البريطاني علماً بالتصريحات العامة الصادرة عن الجبهة القومية من أن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، ستضمن سلامة أفراد الجاليات الأجنبية التي تعيش في المنطقة.
5 – بحث الوفدان بعض المواضيع المهمة للجانبين بما فيها موضوع المساعدات وقد أكد وفد الجبهة القومية على ضرورة استمرار المساعدة المالية البريطانية لمواجهة متطلبات المؤسسات المدنية والعسكرية وتطوير البلد وتسليح قوات الدفاع. أن الوفد البريطاني وهو يرى أن الوقت، قبيل الاستقلال قصير جداً، لاستكمال المحادثات حول موضوع المساعدة المالية الحالية للأغراض المدنية والعسكرية، لفترة ستة أشهر اعتباراً من ديسمبر 1967م.
قام اللورد شاكلتون بإبلاغ وفد الجبهة القومية تمنيات الحكومة البريطانية والشعب من اجل مستقبل أفضل لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وأكد رغبتهم في المساعدة من اجل ازدهارها وأمنها على أسس من الاحترام المتبادل والمساواة.
بعد الانتهاء من المشاورات قدم تقرير تضمن سير المشاورات والنقاط المتفق عليها لاستقلال الجنوب العربي.. (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) مع مذكرة خاصة بالأمور المالية وآخر ما اتفق عليه) جنيف 26 نوفمبر 1967م الى البرلمان البريطاني بواسطة الوزير للشؤون الخارجية باسم صاحبة الجلالة في يناير 1968م.
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.