عسكريون وأمنيون لـ “26 سبتمبر”: ثورة 26 سبتمبر نقطة تحول كبرى في مسار اليمن الحديث
سبتمبر نت/ استطلاع
يحتفي شعبنا هذه الأيام بثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر المجيدتين في ظل ظروف صعبة يمر بها وطننا جراء عودة الإمامة المتمثلة بمليشيا الحوثي الارهابية البغيضة، بأكثر قتامة واكثر حقدا واوسع ظلما وجبروتا ليعيش اليمنيون منذ انقلابها قبل عقد من الزمن أسوأ أيامه وأكثرها دموية أعادت إلى ذهنه ما سطره الآباء والأجداد من تاريخ عن الحكم الإمامي الكهنوتي قبل 26 سبتمبر 1962م.
ورغم محاولات هذه المليشيا تشويه وطمس الهوية الوطنية وتشويه رموز النضال الوطني الذين دكوا معاقل الإمامة، إلا ان ذكرى ثورة 26 سبتمبر تطل كل عام فتزداد ألقا وأهمية في وجدان شعبنا، وتصبح رمزًا خالدا للحرية والكرامة والدولة المدنية المنتصرة لقيم المواطنة المتساوية التي لا يزال اليمنيون يناضلون من أجل تحقيقها مقدمين اغلى التضحيات في سبيل ديمومة النضال والكفاح ضد هذه السلالة الضالة التي أساءت لليمن أرضا وإنسانا.
في استطلاع خاص، لـ”26سبتمبر” أجرينا لقاءات مع نخبة من العسكريين والأمنيين والمدنيين، الذين أكدوا تمسكهم بثورتهم ومبادئها وأهدافها معلنين بأنها البوصلة التي توجه أبطال القوات المسلحة والأمن وكافة اطياف الشعب لمواجهة المشروع الحوثي الامامي البغيض، وأدان المتحدثون محاولات المليشيا الحوثية طمس معالم الثورة واعتقال من يحتفلون بها في مناطق سيطرتها، مشيرين إلى أن القوات المسلحة والأمن ومعهم كل أحرار اليمن سيواصلون النضال الوطني لحماية مكتسبات الثورة، وترسيخ القيم الوطنية وإقامة دولتهم العادلة مهما كلفهم ذلك من تضحيات.. فإلى أحاديثهم:
- بداية يقول العقيد عبد العزيز الأديمي- شرطة مباحث الأموال العامة مديرية الشمايتين محافظة تعز: “إن الاحتفال بالعيد الوطني الـ62 لثورة 26 سبتمبر هو تجديد للعهد والولاء للوطن ولتضحيات الآباء والأجداد من مناضلي الثورة الأحرار الذين لم يتمكن الخوف من قلوبهم رغم جبروت الإمامة وطغيانها، ولم يبيعوا شعبهم ووطنهم مقابل حفنة من المال، أو مقابل مكانة في السلطة، ولم يستكينوا ويحيطهم اليأس من تغيير الواقع المظلم حينذاك، بل كانوا شعلة لا تنطفئ من النضال الوطني حتى انتصرت ثورتهم الأم يوم 26 سبتمبر 1962 في الشمال، واتصلت نيرانها لتشعل ثورة 14 اكتوبر 1963 ضد الاستعمار في الجنوب، فكان مولد اليمن الجديد وانطلاقة شعب حر نحو أهدافه الوطنية وسط جملة من المؤامرات من بقايا الإمامة، ناهيك عن المؤامرات الخارجية التي خلقت جملة من التناقضات التي أسهمت للأسف في تعطيل الطاقات الخلاقة المنتصرة لقيم الثورة والجمهورية والانتقال الى بناء وطن مزدهر ترجمة لأهداف الثورتين السبتمبرية والاكتوبرية الخالدتين”.
واضاف العقيد الأديمي: “لم تكن ثورة 26 سبتمبر الأم مجرد حدث تاريخي، بل كانت نقطة تحول كبرى في مسار اليمن الحديث، حيث استطاع مناضلو الثورة من ضباط القوات المسلحة والمفكرون والمثقفون والساسة أن يواجهوا بصبر وإرادة طغيان وجبروت الإمامة، ثم حاولوا مواجهة أمواج الردة الإمامية والمؤامرات الخارجية ضد الجمهورية الوليدة، وكان من ثمار ذلك ان خلقوا وعيا وطنيا صادقا لدى الأجيال المتعاقبة والذين نراهم اليوم يذودون عن جمهوريتهم التي تسعى مليشيا الحوثي الامامية الكهنوتية منذ انقلابها على الشرعية اليمنية قبل عشر سنوات أن تجد طريقا لطمس هذه الثورة المجيدة، وتزييف وعي الجماهير بأدبياتها من خلال استبدالها بنكبة 21 سبتمبر المشؤوم، وهو الأمر الذي قوبل برفض عارم من الشعب اليمني الذي عرف ماهية الإمامة ونوازعها الشيطانية وجبروت نظريتها الكهنوتية السلالية التي ترى في غير سلالتها عبيدا ورعاعا لا يستحقون الحياة ولا الكرامة ولا الحرية”.
وأشار العقيد الأديمي إلى أنه “سينتصر حتما شعبنا اليمني لثورته، وسيتخلص من هذه النبتة الشيطانية البغيضة، وسيبقي وهج ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كامنا وراسخا في وجدان اليمنيين ما بقت في أجسادهم حياة، وسيواصلون وقواتهم المسلحة والأمن نضالهم للتخلص من هذه الشرذمة الكهنوتية الآتية من سراديب الموت وكهوف الظلام، وسيبقى الوطن اليمني ومكتسبات ثورته 26 سبتمبر و14 أكتوبر طاقة متجددة تنتصر لحياة اليمنيين، وتعيد إليهم ألق ماضيهم العريق مهما كلفهم ذلك من ثمن”.
نبراس للأجيال
- الرائد معاذ المعمري نائب مدير شرطة مديرية الشمايتين محافظة تعز تحدث قائلا: ان الاستعدادات الشعبية والرسمية الكبيرة والواسعة التي سبقت حلول شهر أيلول المجيد ابتهاجا بهذه المناسبة، يؤكد ان هذه المناسبة الوطنية خالدة في وجدان اليمنيين، ولا تستطيع أي قوة أو فعل شيطاني أو مؤامرة دنيئة زعزعتها، لأنها ميلاد حقيقي لأمة أخرجتها هذه الثورة من براثن الجهل والخرافة إلى فضاءات المعرفة والعلم، ومن العبودية والاستبداد إلى حياة الحرية والكرامة والمساواة”.
وقال المعمري: “ولذلك ستبقى هذه الثورة نبراسا تهتدي به الاجيال اليمنية المتعاقبة لبلوغ آمالهم وأمنياتهم، كما سيبقى مناضلوها قدوة لليمنيين الأحرار يهتدون بناضلهم وشجاعتهم واصرارهم على نيل الحرية مهما أحاطت بهم المؤامرات، ولن يقبلوا بغير اجتثاث السلالة الكهنوتية الإمامية الطائفية، وبناء يمن اتحادي عادل تسوده المواطنة المتساوية والحرية والأمن والاستقرار”.
واضاف: “ان النضال ضد بقايا السلالة الكهنوتية يعد اختيارا شعبيا لا تراجع عنه، وإجماعا وطنيا فيه لكل اليمنيين الأحرار الذين تشربوا بقيم الثورة والجمهورية، واشتعلت في نفوسهم قيم التضحية والفداء، وأن زوال المليشيا الحوثية الارهابية السلالية الكهنوتية بات قريبا، وهو ما تؤكده الحقائق والبراهين التي تجسدت برفض واستهجان شعبي واسع لمحاولة تلك المليشيا منع اليمنيين من الاحتفال بثورة 26 سبتمبر في مناطق سيطرتها، والذين لم يتوانوا لحظة ولم ترعبهم سطوتها وجبروتها من اعلان تمسكهم بثورتهم الخالدة وتمسكهم بأهدافها العظيمة، فها نحن اليوم نشاهد أعلام الجمهورية ترفرف في سماء وطننا الحبيب، وها نحن نسمع أناشيد الحب للوطن ولثورته الخالدة تسمو بنا وتصل بنا الى أمجاد وحضارة وفكر ورفعة لم تستطع أي قوة طمسها او إخفات ضوئها الذي يملأ النفوس، ويرسم أمامنا ملامح المستقبل المنشود بوطن اتحادي آمن ومستقر يكفل الحرية والمساواة لكل اليمنيين”.
واكد الرائد معاذ المعمري بأن أبطال القوات المسلحة والأمن وكل الشرفاء من اليمنيين سيمضون في تخليص الوطن من براثن الجهل والتخلف مواصلين نضالات اجدادهم من ثوار 26 سبتمبر و14 أكتوبر.. وقال: “لن نقبل بغير الانتصار الكامل لأهداف الثورتين السبتمبرية والاكتوبرية الخالدتين ليبقى اليمن حرا أبيا شامخا، وستبقى أرضه ينابيع من العنفوان، والصمود والسلام والتطور”.
قيم راسخة
- الرائد نشوان الصنوي فقد أشار في بداية حديثه إلى أن ثورة 26 سبتمبر المجيدة التي أزاحت الحكم الامامي الكهنوتي البغيض ستظل تنبض في قلوب اليمنيين الشرفاء من أبناء الشعب الأحرار الذين تشربوا بقيم الثورة والجمهورية، وارتوا بقيم الحرية والعدالة والمساواة، وخفقت راية الجمهورية في قلوبهم وحملت أهدافها آمالهم وطموحاتهم في مستقبل آمن ومستقر”.
واضاف الرائد الصنوي: “ان دماء شهداء معركة الأمس ضد الامامة السلالية الكهنوتية ومعركة اليوم ضد احفادهم من مليشيا الحوثي الارهابية لن تذهب هدرا، ولن نسمح وشعبنا اليمني بالعودة أو البقاء تحت نير العبودية والتسلط والامتهان، فنحن شعب لا نرضى بغير الحق ولا نقبل الذل والخنوع مهما تكالب علينا الاعداء، وستظل هاماتنا في عنان السماء، وسنمضي مستنيرين بمواقف أبطال ثورة 26سبتمبر أمثال القردعي والزبيري والنعمان وعبد المغني وغيرهم من الأجداد الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل القضاء على الإمامة التي طغت وبغت وجعلت من العبودية والظلم والطغيان سبيلا لها في تركيع اليمنيين، فكان عاقبتها الزوال فجر يوم ثورة 26 سبتمبر من عام 1962م، وها هو اليوم شعبنا يكتوي مرة أخرى بويلات هذه السلالة الطائفية الاجرامية التي عادت من بوابة الكذب والتدليس والخيانة، وها هم أحفاد مناضلي ثورة 26سبتمبر من أبطال القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية يرسمون لوحة النضال الوطني ضد هذا الوباء المتجدد، والذي وجد للأسف الشديد واقع ومتغيرات دولية أسهمت في إطالة عمره، ولكن مهما طالت ظلمة لياليه فإن فجر الحرية والانعتاق من قبضته سيشرق لامحالة، وستظل الجمهورية هي المظلة الوحيدة التي يستظل بها شعبنا اليمني”.
وختم حديثه بالقول: “إننا وكل زملائنا في القوات المسلحة والأمن ومعنا كل الشرفاء نؤكد أن محاولات المليشيا الحوثية السلالية لطمس ثورة 26 سبتمبر مصيرها الفشل، لأن روح الثورة أقوى من أي محاولات أو تزييف، وستؤول مليشيا السفه والدجل والإجرام لامحالة الى حيث آل اجدادهم من السلالة الكهنوتية الطائفية، وسننتصر لدماء شهداء الأمس واليوم، وستبقى راية الجمهورية خفاقة في سماء الوطن”.
ثــورة متجددة
- من جهته قال الرائد محمد التميمي: “ستبقى ثورة 26 سبتمبر خالدة في نفوس الأجيال، خاصة بعد ان عرف اليمنيون جرائم الإمامة ورأوها رأي العين، واكتوى بنارها غالبيتهم إن لم يكن جلهم، وعلموا يقينيا حجم الكراهية والحقد التي تحملها هذه النبتة السلالية لليمنيين”.
واشار التميمي الى ان هذه المناسبة الوطنية لن تنطفئ جذوتها، ولن تمحى من الذاكرة الوطنية مهما حاول اعداء الحياة طمس معالمها ومسح تاريخ ابطالها.. وقال: “هناك ابطال يولدون يوميا وعلى السنتهم وقلوبهم النشيد الوطني ومفاهيم الحرية والكرامة وفي عقولهم تاريخ ثوري مليء بصور واحداث جسام سطرها عشرات المناضلين الأحرار من ثوار 26 سبتمبر، مازالت الذاكرة اليمنية عبقة بتضحياتهم الجسام ضد الحكم الكهنوتي الأسري العنصري الذي بدأ بدخول يحي الرسي إلى اليمن وصولا الى احفادهم مليشيا الحوثي الارهابية الايرانية”.
واضاف: “تعد ثورة 26 سبتمبر من اعظم الثورات ليس فقط على مستوى العالم العربي بل والعالم، لأنها أنقذت شعبا وأحيت أمة بعد أن دخل اليمن في عزلة وغيبوبة قسرية لأكثر من ألف سنة منذ وطئ هذه الارض طاغية بعمامة رجل دين اسمه يحيى بن الحسين القاسم الرسي، والذي يعتنق المذهب الاثني عشري الطائفي العدائي لكل من يخالف نهجه الحامل للغة القتل والدمار، ومن ذلك المجرم توالدت سلالة الاجرام واحتفظت طيلة اكثر من الف سنة بحكم اليمن، وأحكمت قبضتها على مناطق شمال الشمال الى ان جاءت الامامة الكهنوتية من خلال المجرم الإمام يحيى الذي حكم حتى أواخر النصف الأول من القرن العشرين، وقتل الآلاف من الشعب اليمني، واستعبد وجهل وجوع الملايين منهم الى ان جاءت ثورة 26 سبتمبر ١٩٦٢ المجيدة التي طوت صفحة من الف سنة سوداء من الحكم الكهنوتي”.
لن تنطفئ جذوة الثورة
النقيب خالد محمد أكد بدوره على اهمية الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، كونها تمثل ينبوعا نضاليا تتشرب منه الأجيال اليمنية المتعاقبة، فتستمد منه القوة دفاعا عن وجودها وحاضرها ومستقبلها وأمنها واستقرارها، وقال: “ها نحن نرى احفاد السلالة الكهنوتية الإمامية الطائفية تعيش حالة من الهلع والتخبط والخوف كلما ابتهج اليمنيون بأيلول الثورة والجمهورية رغم محاولاتها طمس هذا التاريخ واطفاء وهجه بغسل أدمغة النشء واقامة الندوات والدورات الفكرية الطائفية ومحاولتهم استبدال يوم انقلابهم المشؤوم على الدولة ومؤسساتها في نكبة 21 من سبتمبر المشؤوم كبديل للسادس والعشرين المجيد، إلا ان شعبنا اليمني العظيم بات يدرك أن ثورة 26 سبتمبر هي ركيزة وجودية للجمهورية اليمنية، ولن يسمح لأي طرف او جهة إطفاء جذوتها”.
ووجه النقيب خالد رسالة للشعب اليمني قائلا: «على شعبنا العظيم أن يظل متمسكا بالقيم والمبادئ التي جاءت بها ثورة 26 سبتمبر، فهي ثورة الشعب ضد الظلم والعبودية، وسننتصر للثورة والجمهورية ولدماء المناضلين الاحرار الذين اطاحوا بالحكم الإمامي في الأمس وابطال اليوم الذين لا يزالون يسطرون اروع الملاحم البطولية ضد المليشيا الحوثية الارهابية السلالية».
حـصـن الأمــــة
- أما الملازم معاذ السامعي فيقول بهذه المناسبة: “لا يختلف اثنان ان أبطال القوات المسلحة والأمن والشعب تشرّبوا منذ نشأتهم بقيم ثورة 26 سبتمبر التي قامت على أسس متينة قوامها الدفاع عن الحرية والكرامة والمساواة.. وهذه القيم هي جزء لا يتجزأ من تكوين القوات المسلحة والأمن، وهي التي تدفع جنودنا وضباطنا إلى بذل أرواحهم في الدفاع عن مكتسبات الثورة، والوقوف في وجه كل من يحاول النيل منها”.
واضاف الملازم السامعي: “نحن في القوات المسلحة والأمن نعتبر أنفسنا الحراس الأوفياء لهذه القيم، ونعمل على ترسيخها في نفوس أفرادنا، فهدفنا هو حماية الثورة والجمهورية، وضمان استمرار مسيرة الحرية والديمقراطية التي بدأها أبطال الثورة اليمنية المباركة، وها نحن اليوم نخوض معركة وجودية للحفاظ على مكتسبات ثورة 26 سبتمبر والدفاع عن الجمهورية ضد مليشيا الحوثي الكهنوتية التي تحاول بكل الطرق إعادة اليمن إلى عصور الظلام والاستبداد، لكننا نقف وسنقف ضد تلك المحاولات بكل صلابة وايمانا بعدالة قضيتنا، فالقوات المسلحة والأمن ليست مجرد قوة عسكرية، بل هي حصن الأمة وحامي مكتسباتها، ونحن مستمرون في الدفاع عن الجمهورية مهما كانت التضحيات، لأننا نؤمن بأن ثورة 26 سبتمبر ليست مجرد ذكرى، بل هي قضية حية نعيشها كل يوم”.
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.