سبتمبر.. فجر الحرية ويوم الخلاص
بقلم الفريق الركن/ محسن الداعـري- وزير الدفاع
تقتضي اللحظة الراهنة بما فيها من اعتمالات وتطورات تتعلق بقضيتنا الوطنية أن نؤكد أن ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة، لم تكن مجرد ثورة كغيرها من الثورات التحررية، بل كانت ميلادا جديدا، وفجرا صادقا، وضحى مشرقا بعد قرون طويلة من العزلة، وعهود من القيود والرجعية والعبودية والإذلال.
إنه يوم تعاظمت فيه ارادة الحرية وجسامة التضحية والفداء مشكلا في التاريخ الوطني يوما فارقا ومفصليا في حياة اليمنيين، فهو يوم بدهر، صنع اليمنيون شمسه، ونسفوا فيه عصورا سحيقة من التخلف و الجهل والاستبداد إلى الأبد وإلى غير رجعة.
وفي خضم الفعاليات الاحتفائية التي نعيشها بمناسبة العيد الـ62 للثورة المجيدة ، نؤكد ونحن على يقين تام، بأن مصير الدجى المتسلل خلسة للنيل من ضحى وطن صنع اشعته الثوار بدمائهم الزكية لن يكون سوى الهزيمة والدفن بأيدي بواسل جيشنا، وأحرار شعبنا، وأن أحفاد الأباة الشم لن ينحنوا أو يقبلوا بكهنوتي دعي بعد ميلاد هذا اليوم السبتمبري الخالد العصي على الانكسار والطمس حتى يرث الله الارض ومن عليها.
إننا نحتفل اليوم بالمفخرة والمعجزة التي صنعها الثوار والمناضلون الأحرار، ونتذكر الدور المحوري والمشهود لأبطال القوات المسلحة بالأمس الذين خططوا لتفجير شرارة الثورة، وأعلنوا قيام الجمهورية، وذادوا عن حياضها ومكتسباتها، وهو ذات الدور والموقف المشرف الذي يضطلع به أبناء قواتنا المسلحة اليوم، ويبذلون في سبيله كل غال ونفيس.
ونحتفي في الان نفسه بهذه المناسبة العزيزة واليوم المشهود، في مختلف الميادين والساحات احتفاء غير مسبوق، وكأننا على عتبات العام الأول للثورة، في مقابل ذعر يحاصر الإماميين الجدد ويكتم أنفاسهم، وهم يتلقون صدمات الرفض وصفعات المقاومة لظلامهم الذي مهما أرعد وأزبد، فلن يكون سوى سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
إن عظمة هذا اليوم المجيد مستمدة من عظمة أهدافه الوطنية الملبية لتطلعات شعبنا المشروعة، وفي صدارتها بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها، وهو ما نحن بصدده اليوم، ونعمل من أجله على ذات الدرب الذي خطه أولئك المناضلون، لبناء مؤسسة دفاعية نوعية بدعم من أشقائنا وحلفائنا، بما يحقق لليمن، وجواره ومحيطه الأمن والأمان والاستقرار والتعاون المشترك وحسن الجوار.
وبهذه المناسبة نجدد العهد والوعد لقيادتنا السياسية الحكيمة ولشعبنا الحر الأبي، بأننا سنبقى الدرع الحامي للوطن ومكتسباته، وأن نكون دوما جنودا مخلصين وبارين بقسمنا وشرفنا العسكري، وعلى أهبة الاستعداد للبذل والتضحية في كل مواطن الفداء ، ملبين داعي الوطن والواجب في كل وقت وحين.
الرحمة لشهدائنا الأبرار
الشفاء للجرحى
النصر لأبطال قواتنا المسلحة الميامين
وكل عام ووطننا وشعبنا بألف خير
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.