البناء‭ ‬النوعي‭ ‬للقوات

img

افتتاحية 26 سبتمبر 

كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬لا‭ ‬يتصور‭ ‬أن‭ ‬تبنى‭ ‬وتتطور‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬ركائز‭ ‬هي : ‬رؤية‭ ‬سليمة‭ ‬منطلقة‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬الموجود،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬المنشود،‭ ‬ومهنية‭ ‬محترفة‭ ‬تحقق‭ ‬حشداً‭ ‬للقدرات،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الكفاءات‭ ‬وليس‭ ‬الولاءات،‭ ‬ورقابة‭ ‬حقيقية؛‭ ‬تحفظ‭ ‬المسير‭ ‬من‭ ‬الانحرافات‭ ‬والتجاوزات،‭ ‬أو‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬الأهداف‭ ‬والسياقات،‭ ‬مرتكزات‭ ‬ثلاث‭ ‬بنى‭ ‬عليها‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬محسن‭ ‬محمد‭ ‬الداعري‭ ‬ومن‭ ‬خلفه‭ ‬مجلس‭ ‬القيادة‭ ‬الرئاسي‭ ‬استراتيجية‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬كليات‭ ‬واكاديميات‭ ‬ومراكز‭ ‬تأهيل‭ ‬وتدريب‭ ‬بهدف‭ ‬بناء‭ ‬القوات‭ ‬بناء‭ ‬يتواكب‭ ‬مع‭ ‬جسامة‭ ‬المهام‭ ‬وسمو‭ ‬الأهداف‭ ‬والتي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬طليعتها‭ ‬تحرير‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬تنظيم‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬الإرهابية‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يتحقق‭ ‬معه‭ ‬سلام‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بغير‭ ‬الحسم‭ ‬العسكري‭.‬

الاحتفال‭ ‬البهيج‭ ‬الذي‭ ‬جرت‭ ‬مراسيمه‭ ‬بمقر‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬بمناسبة‭ ‬تخرج‭ ‬دفعات‭ ‬من‭ ‬الاكاديمية‭ ‬العسكرية‭ ‬العليا‭ ‬الدورة‭ ‬السابعة‭ ‬حرب‭ ‬عليا‭ ‬والدورة‭ ‬السادسة‭ ‬دفاع‭ ‬وطني‭ ‬والدورة‭ ‬السادسة‭ ‬عشرة‭ ‬قيادة‭ ‬وأركان‭ ‬والدورة‭ ‬الـ‮٦٧‬‭ ‬من‭ ‬الدارسين‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬السودان‭ ‬الشقيقة‭ ‬والذي‭ ‬حضره‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬القيادة‭ ‬الرئاسي‭ ‬اللواء‭ ‬عيدروس‭ ‬الزبيدي،‭ ‬شكل‭ ‬أصداء‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬بمستقبل‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬سوى‭ ‬وحدة‭ ‬صف‭ ‬وهدف‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬الخريجين‭ ‬جاءوا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬صنوف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ومناطقها‭ ‬ومحاورها‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬طول‭ ‬البلاد‭ ‬وعرضها‭.‬

هذا‭ ‬التناغم‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الخريجين‭ ‬بعث‭ ‬برسائل‭ ‬عدة‭ ‬أهمها‭: ‬أن‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬صارت‭ ‬هي‭ ‬السمة‭ ‬الأبرز‭ ‬لمجلس‭ ‬القيادة‭ ‬الرئاسي‭ ‬الذي‭ ‬يدرك‭ ‬بكل‭ ‬أعضائه‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬للمشكل‭ ‬الوطني‭ ‬إلا‭ ‬بوحدة‭ ‬الصف‭ ‬والهدف‭ ‬كون‭ ‬المخاطر‭ ‬المحدقة‭ ‬بالوطن‭ ‬تتغذى‭ ‬على‭ ‬الخلافات‭ ‬البينية‭ ‬لمعسكر‭ ‬الشرعية‭ ‬وهو‭ ‬مالم‭ ‬يعد‭ ‬له‭ ‬وجود‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬فلقد‭ ‬حصحص‭ ‬الحق‭ ‬واتضحت‭ ‬ملامح‭ ‬الخبائث‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يزجيها‭ ‬تنظيم‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬اليمنيين‭ ‬الذين‭ ‬باحتفال‭ ‬تخرج‭ ‬الدفعات‭ ‬من‭ ‬الاكاديمية‭ ‬العسكرية‭ ‬العليا‭ ‬عاد‭ ‬لهم‭ ‬أمل‭ ‬الخلاص‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬أثخن‭ ‬جراحات‭ ‬اليمنيين‭ ‬وانتهب‭ ‬خيراتهم‭ ‬وسفك‭ ‬دماءهم‭ ‬لا‭ ‬لشيء‭ ‬سوى‭ ‬لاعتقاده‭ ‬بحقه‭ ‬الإلهي‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬دون‭ ‬شريك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقبله‭ ‬اليمنيون‭ ‬ولن‭ ‬يقبلوه‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬جسامة‭ ‬التضحيات،‭ ‬وهي‭ ‬تضحيات‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬بذلها‭ ‬كلمات‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬القيادة‭ ‬الرئاسي‭ ‬اللواء‭ ‬الركن‭ ‬عيدروس‭ ‬الزبيدي‭ ‬وكلمة‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬محسن‭ ‬محمد‭ ‬الداعري‭ ‬وكلمة‭ ‬الخريجين‭ ‬الذين‭ ‬سيجدون‭ ‬أنفسهم‭ ‬غدا‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬العملي‭ ‬الذي‭ ‬سيفرز‭ ‬مقاتلين‭ ‬اشداء‭ ‬يتمتعون‭ ‬بقدرات‭ ‬قتالية‭ ‬عالية‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬تخطيط‭ ‬وتنظيم‭ ‬وإيمان‭ ‬بقضية‭ ‬وطن‭ ‬وخلاص‭ ‬أمة‭.‬

مواضيع متعلقة

اترك رداً