تحذيرات من محاولات حوثية لتحقيق مكاسب من فتح طرق جولة القصر.. تــعــز تتنـفـس جــزئيــا

سبتمر نت/ تقرير – هشام المحيا
بعد 9 سنوات من المحاولات الفاشلة للوسطاء المحليين والدوليين والمبادرات الحكومية، لإقناعها برفع الحصار عن تعز، أعلنت تنظيم جماعة الحوثي الارهابية الاسبوع الماضي، فتح طريقين شرقي مدينة تعز، احدهما جولة (القصر – الكمب) للمسافرين والنقل الخفيف، وخط (عصيفرة -الستين) للنقل الثقيل، لكن سرعان ما تراجعت عن فتح خط الستين مكتفية بخط جولة القصر.
اعلان جماعة الحوثي الارهابية قابله ترحيب من السلطات المحلية بتعز، والتي اعلنت من جانبها، فتح طريق الكمب جولة القصر، داعية الى فتح جميع الطرقات بالمحافظة وتوجت دعوتها تلك بالإعلان عن فتح طريق الستين، شمالا..
في السياق، دعا محافظ تعز نبيل شمسان، خلال مباحثات عقدها مع المبعوث الاممي الى اليمن هانس غروندبرغ، الى فتح طرق مستدامة مرتبة ومنظمة تشرف عليها الأمم المتحدة” مشيرا الى أن “فتح الطرقات في تعز تأتي في سياق الهدنة المكونة من وقف اطلاق النار فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وطرق تعز”.
إعلان الحوثي هل مبادرة أم نتيجة مفاوضات؟
بحسب مصادر عسكرية تحدثت لـ«26سبتمبر»، فإن إعلان الحوثيين عن فتح خط جولة القصر، لم يأت كمبادرة إنسانية منهم، حيث سبق هذا الاعلان جولات مفاوضات طويلة وغير معلنة بين الجماعة ولجنة فتح الطرقات.
توصل الطرفان، وفق المصادر، الى اتفاق، يقضي بفتح طريقين احدهما طريق (الصرمين – صالة) جنوب شرق وطريق الستين شمالا، لكن الحوثيين اعلنوا فجأة فتح طريق جولة القصر، ورغم ذلك رحب السلطات في تعز بالإعلان وبادرت للتنفيذ.
يوم الخميس الماضي، فتحت الطريق رسميا، وتوافد الآلاف من المواطنين الى جولة القصر، متجهين الى معشوقتهم مدينة تعز، التي حرموا منها طيلة عشر سنوات.
لقطة جوية لحركة المرور، كشف حجم شوق المواطنين لمدينة تعز، حيث تصطف طوابير السيارات في اربعة صفوف طويلة، للدخول بينما هناك خط وحيد غير مزدحم للخروج.
بحسب احصائيات رسمية، استقبلت النقاط الأمنية التابعة لشرطة المحافظة، خلال 12 ساعة، في اليوم الاول من فتح الطرق 1638 سيارة، وذلك بمعدل 136 سيارة تمر في الساعة، ومعدل سيارتين في الدقيقة الواحدة، في حين استقبلت النقاط الحوثية 500 سيارة فقط.
هذه الارقام، تأتي ردا على اتهامات للنقاط الامنية التابعة للسلطات بمحافظة تعز، بتعقيد اجراءات مرور المواطنين من جولة القصر، وتأخير دخولهم.
واكد مدير العلاقات والاعلام بشرطة المحافظة اسامة الشرعبي، ان الاجراءات الامنية تسير بسلاسة وان النقاط الأمنية التابعة لشرطة المحافظة، مضيفا ان الاجراءات تسير بشكل أسرع من الوضع الطبيعي.
وأرجع الشرعبي تأخر الدخول الى كثافة السيارات والتي لا تكفيها طريق واحدة وبخط عبور واحد.
السلطة تعلن فتح طريق الستين
السبت الماضي، وعقب فتح طريق جولة القصر بيومين فقط، أعلنت السلطة المحلية بمحافظة تعز، فتح طريق عصيفرة -الستين لتسهيل مرور الشاحنات ونقل السلع و البضائع إلى المدينة.
وأكد وكيل أول المحافظة الدكتور عبد القوي المخلافي في مؤتمر صحفي، بحضور أركان حرب محور تعز اللواء عبدالعزيز المجيدي، ووكيلا المحافظة عارف جامل ورشاد الاكحلي، أن السلطة المحلية، باشرت باتخاذ الاجراءات على الارض لإزالة كافة العوائق والاتربة، والاشجار، وتعبيد الطريق، تمهيداً لاستقبال الشاحنات والمواطنين القادمين من الحوبان.
واوضح الوكيل المخلافي، أن طريق الكمب- القصر الجمهوري لا تكفي للغرض وعملت على ازدحام الوافدين إلى المحافظة.. داعياً مليشيات الحوثي الارهابية، إلى فتح هذه الطريق للتخفيف من المعاناة المتراكمة منذُ عشر سنوات.
من جانبه أكد رئيس لجنة التفاوض الحكومية عبدالكريم شيبان، رفض اللجنة لمحاولة تنظيم الحوثي الإرهابي فتح طرق عسكـرية غير الطرق الرئيسية المعروفة ..مشيراً الى أن الطرق من جانب الحكومة مفتوحة بالكامل، ومستعدون لاستقبال احتياجات المواطنين من غذاء ودواء وتسهيل تنقلاتهم بكل يسر وسهولة.
وأكد شيبان، أن افتتاح طريق الكمب- الحوبان واضح بأنها خطوة لذر الرماد على العيون.. مشدداً على ضرورة فتح كافة الطرق في المحافظة نظراً الكثافة السكانية وتخفيف الازدحام.
وباشرت الجرافات التابعة للسلطة المحلية، بإزالة الاتربة وتعبيد الطريق، تمهيداً لاستقبال الشاحنات القادمة من الحوبان في حال استكمال فتح الطريق من قبل المليشيات الحوثية الارهابية.
تحذيرات من أهداف خفية
أول التحذيرات أطلقها عضو مجلس النواب علي المعمري، الذي دعا الى التعاطي بمسؤولية وحذر مع مبادرات فتح الطرقات.
واكد المعمري في تغريدات له على منصة إكس، ضرورة الدفع باتجاه رفع المعاناة عن الناس، «مع التأكيد على التعاطي بمسؤولية وحذر شديد تجاه هذه المبادرات».
واضاف: ان “فتح الطرق حق، وليست منة أو فضل من الحوثي، والسلطات المحلية معنية بالتعاون وتخفيف معاناة الناس”، مشددا على ضرورة اخذ أقصى درجات الحذر واليقظة، عند التعامل مع فتح الطرقات.
من جانبه، قال العقيد عبدالباسط البحر، نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بمحور تعز، ان تنظيم جماعة الحوثي لها اهداف اخطر ومكاسب كبيرة تجنيها من وراء فتح جزئي لبعض المنافذ.
وعن فتح طريق الحوبان، اشار البحر الى ان طريق خط الحوبان بالذات من اصل بقية الخطوط الثمانية كانت الجماعة تعتبر الحديث عنها خطا أحمر.
واعتبر ان طرق تعز وملف السياسي محمد قحطان يعدان من اكثر الملفات الانسانية التي كان يتاجر بها الحوثيون ويرفضون التعامل معها، مضيفا انه حتى في حالة رضوخ الجماعة لمناقشة ملف الطرقات ومصير قحطان او تم الاتفاق بشأنهما فإنها سرعان ما يتنصل عنها، ومن ذلك ملف تعز في اتفاق ستوكهولم ومثله بقية المفاوضات في الاردن والكويت وغيرها.
البحر اكد ان الحوثيين ساوموا بملف طرقات تعز، وحصلوا على مكاسب ومنها فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء خلال الهدنة ورغم ذلك لم تلتزم بفتح الطرقات او الكشف عن مصير قحطان.
واضاف البحر ان طريق جولة القصر هام للغاية لكنه لا ينهي المشكلة ولا يرفع الحصار المفروض على السكان منذ عشر سنوات.
حصار بلا هدف عسكري
ووفق حديث البحر لصحيفة «26 سبتمبر»، فإن الحصار الحوثي على تعز ليس له ميزة او فائدة عسكرية لان طريق الامداد العسكري والطرق العسكرية هي عبر المنفذ الجنوبي الغربي الذي يربط تعز بالساحل الغربي والمحافظات الجنوبية والعالم اجمع.
وقال: ان الطريق الجنوبي الغربي الذي يمر عبر مدينة التربة فتح بسواعد الرجال ويحمى بسواعدهم، ويحاول الحوثي مرارا وتكرارا الاقتراب من هذا الطريق فوائد اقتصادية.
بحسب البحر، ومراقبين اقتصاديين، فإن الحوثي يجني فوائد اقتصادية من خلال الحصار، ومن ذلك ان المناطق القليلة التي تقع تحت سيطرته، هي مناطق اقتصادية، لها مردود اقتصادي غير عادي.
نسبة السكان في مناطق سيطرة الجماعة لا تتجاوز 29% من اجمالي سكان تعز، لكن مواردها تصل الى اكثر من 73% من اجمالي موارد تعز.
تقع المدن الصناعية لمجموعة هائل سعيد انعم في منطقة الحوبان ومناطق صناعية اخرى كمصانع الشيباني في الربيعي ومصانع اخرى كبيرة في عذران والبرح. هناك شركات عملاقة، ويأخذ منها الحوثيون الرسوم والضرائب والاتاوات المختلفة القانونية وغير القانونية. لكن كل هذه الايرادات لا يقابلها اي التزام لخدمة المواطنين او صرف مرتباتهم.
استفاد الحوثيون ايضا من حصار تعز، عبر فرض منافذ جمركية كمنفذ الراهدة ويفرضون مبالغ باهظة على البضائع، بالتوازي مع شن حرب على العملة المحلية.
وكما هناك مكاسب من الحصار، سيحاول الحوثيون الاستفادة من فتح الطريق، حيث سيعملون على سحب العملة الصعبة من المناطق المحررة الامر الذي سيؤدي الى انهيار العملة، وسيسمح لهم بشن حملة تحريض ضد الشرعية.
محاولات لإرباك المشهد
يعتقد العقيد البحر ان تنظيم جماعة الحوثي الارهابية ستسعى من خلال فتح الطرق لتحقيق اهداف امنية من خلال الاختراقات وادخال خلايا لإرباك المشهد واحداث انشقاقات من خلال ناشطي الطابور الخامس، مؤكدا ان كل مخططات الجماعة مصيرها الفشل.
وقال البحر: ان القوات المسلحة والأمن مستعدة للتعامل مع أي طارئ، مؤكدا انه تم الاخذ بكل الاحتياطات وانه لن يسمح بإحداث اي اختراق.
واشار الى نشاط الطابور الخامس، موضحا ان بعض الناشطين وهم قلة يعملون لصالح الحوثي يمهدون للجماعة من خلال الاشتغال على بعض الجزيئات واحداث وتغذية انقسامات داخل بعض مكونات الشرعية ، كما انهم يبررون كل جريمة يرتكبها الحوثيون ويثيرون البلبلة مع كل حدث، ويهاجمون الجيش والمقاومة ويلمعون الجماعة الحوثية الارهابية.
الحصار في أرقام
قبل تسعة أعوام وقع أول اتفاق لإنهاء حصار تعز، تحديدًا في الرابع عشر من ابريل 2016م، غير أن أكثر 71 ألف ساعة مرت ولم يفتح الحوثيون طريقًا واحدًا للمدنيين، رغم تعدد جولات التفاوض.
مكتب شؤون الحصار بتعز، لخص اهم تداعيات الحصار على سكان مدينة تعز من الجوانب الإنسانية والاقتصادية والصحية، وذلك خلال الإحاطة التي حضرها عشرات الصحفيين والناشطين وممثلين عن الجهات الرسمية في السلطة المحلية والجيش والأمن.
واوضح ان الحصار تسبب في منع دخـــول الادويـــة والمســـتلزمات الطبية وإغلاق عدد كبير مـــن المراكـــز الصحيـــة مـــا جعـــل كثـــر من فئات المجتمع تفقد الحق في الرعاية الصحية.
وقال: إن “حصار تعز تسبب بأزمة مياه تصل الى 75% من احتياج السكان وتدمير 50% من شبكة الطرق وارتفاع تكلفة السفر طول المسافة 1000% ونقل البضائع وارتفاع الاسعار 35% عن المناطق المحررة بالإضافة إلى حرمان المدينة من مشروع محطة أوكسجين بقدرة 300 أسطوانة في اليوم ومشروع بناء مركزين للأطراف الصناعية”.
وأفاد أن الطرق الوعرة والبديلة التي اتخذها السكان للتنقل مع استمرار الحصار تسببت بنحو 481 حادث مروري نتج عنها 374 حالة وفاة وإصابة 966 حالة وخسائر قدرت ب 475 مليون دولار.
وأشار إلى أن الحصار تسبب بتضرر 180 مدرسة وإغلاق 31 مدرسة وتضرر 32 ألف طالب وطالبة، بينما بلغ عدد الطلاب المتضررين من عدم القدرة للوصول للجامعات 8000 طالب وطالبة.
أوضح أن الحصار تسبب أيضًا بتوقف الشركات والمؤسسات التجارية وانعدام المشتقات النفطية في حين بلغت الخسائر المالية في الإيرادات 228 مليون دولار في العام الواحد وتضرر 9000 عامل. لافتًا إلى عدد ضحايا الألغام 1700 قتيل وجريح، كما تضرر 258 منزلاً و40 منشأة تجارية وتم اختطاف 718 من المدنيين.
بدوره، تطرق الصحفي أشرف المنش في ورقة عمل عن الاتفاقات والهدن التي نكثتها مليشيات الحوثي مع الحكومة اليمنية والقبائل والأمم المتحدة.
وقال: إن إجمالي تلك الاتفاقات تجاوزت 108 اتفاقات وهدن جرت خلال ثلاث مراحل، ابتدأت أولها خلال الحروب الست خلال 2004 وحتى 2010 مرورًا بفترة تمددهم من صعدة إلى صنعاء وانقلابهم على الشرعية.
وذكر أن المرحلة الثالثة من تلك الاتفاقات كانت خلال الفترة 2015-2024، موضحًا طريقة تعامل مليشيات الحوثي مع اتفاق الحديدة والملفات الإنسانية (ملف الطرقات، فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء، اتفاق الأسرى، دفع المرتبات).
في السياق، تحدث الباحث أحمد شوقي عن النوايا الحقيقية للحوثيين وراء إعلانهم فتح طريق الكمب جولة القصر. موضحًا أن “هذا الطريق الذي اختار الحوثي فتحها هي أخطر الطرق من الناحية العسكرية والأمنية، ولن تنهي الحصار”.
وشدد على ضرورة فتح الطرقات الثلاث الرئيسية الأخرى شرق وشمال المدينة، وهي “طريق حوض الأشرف- فرزة صنعاء. طريق كلابة- فرزة صنعاء. طريق عصيفرة- الحوجلة”.
ولفت إلى أن قرار الحوثي فتح طريق الحوبان يراد بها تحقيق أهداف عسكرية وأمنية واقتصادية وإعلامية.
وقال: إن “المليشيات تريد من خطوة فتح الطريق إنشاء سوق سوداء للتحويلات المالية وسحب العملة الصعبة من مناطق الشرعية، فضلًا عن مساعيها لتسهيل دخول عناصرها الاستخباراتية إلى مناطق الشرعية بهويات مزورة أو حقيقية بهدف رصد الأوضاع داخل المدينة، من الناحية الأمنية والعسكرية وتنفيذ الاغتيالات والتفجيرات الممنهجة، لإشعال الفوضى والصراعات السياسية والاجتماعية في تعز”.
وأضاف: أن “مليشيات الحوثي تسعى لتحقيق أهداف العسكرية من فتح الطريق، وهذا ما بدا واضحًا من خلال حشد قواتها وزيادة ميزانيتها العسكرية لقواتها المتمركزة في الطرف الآخر من الطريق وحفر العديد من الأنفاق على جوانب الطريق التي أعلن عن فتحها”.
وأشار إلى أنه “في حال استمرار إجراءات البنك المركزي، ونجاحه في تجفيف المنابع المالية لتمويل المليشيات، فقد تلجأ المليشيات للخيار العسكري، وللتقدم في مناطق تابعة للشرعية وإسقاطها في قبضتها إما للحصول على عوائد اقتصادية، أو من أجل الدخول في مفاوضات للمقايضة”.
في السياق، تطرق الصحفي والناشط عبدالسلام القيسي إلى الآثار المترتبة عن الحصار والحرب التي قادتها مليشيات الحوثي على سكان محافظة تعز والانتهاكات التي مارستها بحق المواطنين.
وقال: إن “تعز كلها محاصرة وأن المديريات السبع الواقعة تحت نير الطغيان الحوثي هي أشد الأماكن في تعز معاناة وأن معركتنا الممتدة من الجبل الى الساحل هي لأجل رفع المعاناة الكاملة عن تعز المحتلة”.
مضيفاً أن «فتح معبر إنساني لا يلغي معركة التحرير والكرامة».
أنفاق عسكرية
تقوم الجماعة الحوثية الارهابية ببناء انفاق عسكرية، منها نفق مسلح في مدخل طريق جولة القصر- الكمب شرق مدينة تعز.
أشارت بيانات الاقمار الصناعية التي استعرضها مكتب شؤون الحصار الى أن النفق بدأ فعليا تشييده في يناير الماضي ٢٠٢٤ من ورشة بالخلف من مستشفى ابن سيناء والدكتور علي علوي للعيون.
ووفقا للبيانات فقد مضت المليشيا بسرية في بناء النفق والتمويه عليه تدريجيا مستغلة كثافة الأشجار التي نمت في المنطقة ووفرت الغطاء المناسب حتى وصلت إلى قرابة 300 متر أسفل سور القصر الجمهوري ومازالت مستمرة.
وبحسب أدوات التدقيق والأقمار الصناعية أن “قياس المسافة بين النفق وأول تجمع سكني مقابل تبين أن نحو700 متر فقط هي ما يفصل الحوثيين على استكمال النفق ليتمكنوا لاحقا من التسلل إلى المدينة دون أن يشعر بهم أحد إذ ان المنازل المجاورة هي منازل نزح سكانها بسبب الحرب والقنص الحوثي المستمر”.
وأضاف أنه “تم فتح الطريق بفضل نضالات تعز وجيشها ومقاومتها” لافتا إلى أنه تحدث مع المبعوث الأممي وطرح عليه مسألة ضخ المياه والوصول الى مقلب النفايات.
وقال: بيان صادر عن شباب تعز، إن «تعز اليوم وهي تحقق نصرًا جزئيًا على المليشيا الحوثية التي استسلمت أمام صمود هذه المدينة وابنائها الأبطال، المدينة التي بذلت الأرواح والدماء لكي تبقى الجمهورية وتصمد الدولة تقف اليوم مجددًا لتؤكد أن جرائم الحرب لن تسقط بالتقادم، وأن مليشيا الحوثي ستنال عقابها طال الزمن أو قصر».
وأضاف أنه «قبل تسعة أعوام وقع أول اتفاق لإنهاء حصار تعز، تحديدًا في الرابع عشر من ابريل 2016م، غير أن أكثر 71 ألف ساعة مرت ولم يفتح الحوثيون طريقًا واحدًا للمدنيين، رغم تعدد جولات التفاوض، وها هي المليشيا الحوثية، تقبل اليوم على مضض بفتح طريق واحدة لن تنهي الحصار، لكننا نؤمن أن التسهيل وتخفيف معاناة أبناء تعز أهم الآن وأعلنت السلطات جاهزيتها لتأمين مرور المواطنين من الطريق التي لم يغلقها إلا الحوثي وحده».
وأشار إلى أن “المادة 13/ 1 من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على أن “لكل فرد حق في حرِّية التنقل، وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة”، وهو حق سلبته المليشيا الحوثية من 4 ملايين مدني طوال قرابة 10 سنوات، كما أن المادة 14 من البروتوكول الثاني الاضافي لاتفاقيات جنيف تحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال، وهو ما يضيف تأكيدًا جديدًا على أن الجرائم الحوثية بحق تعز لن تسقط بالتقادم”.
وأكد البيان أن “إنهاء الحصار لا يكون إلا بإنهاء كل آثاره ونزع كافة الألغام وضخ المياه والسماح بإخراج القمامة والقبول بالتعامل بالعملة القانونية في مناطق سيطرتها، وصولًا إلى انسحاب المليشيا الحوثية إلى خارج الحدود الجغرافية للمحافظة”.
ولفت إلى أن المرحلة تتطلب من الجميع إدراك حجم التحدي، والاستمرار في النضال لتعرية التضليل الحوثي والجاهزية كل يوم لصناعة الخلاص المنتظر.
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.