الجيوسياسية والصراع في البحر الأحمر

img
مقالات 0

 

 

بقلم/ د عبده مدهش – أستاذ الاقتصاد المشارك -جامعة إقليم سبأ

 

الجغرافيا وما يرتبط بها من عوامل النفوذ والسيطرة سواء أكانت على الموارد الاقتصادية أو الطرق التجارية أو الأسواق والاستثمار، فيجعل من تلك الجغرافية مجالا للتنازع والصراع يطلق عليه الصراع الجيوسياسية. واليمن بحكم موقعها تطل على البحر الأحمر والبحر العربي ومضيق باب المندب الذي يربط التجارة بين الشرق والغرب ويمر عبره ربع التجارة العالمية إضافة الى الموارد الاقتصادية, من هنا يأتي أهمية موقع اليمن وسبب الصراع إقليميا ودوليا في المنطقة. خصوصا في ظل ظهور اقطاب عالمية منافسة للقطب الأمريكي وهما روسيا والصين, فتسعى أمريكا لوأد ظهور الأقطاب المنافسة لتبقى تتحكم في مصير العالم. هذا أولا:

ثانيا: إن ظهور الصراع في البحر الأحمر لم يكن ليكون لولا غياب المشروع العربي وعدم تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك لحماية الامن القومي العربي, فترك فراغا صار محلا للأطماع الإقليمية والدولية.

ثالثا: نفهم هذا الصراع بأنه امتداد لتمدد اذرع ايران وفقا للاستراتيجية الأمريكية, والتي كانت معالمها بداية التخلص من الشهيد صدام حسين وما ترتب عن ذلك التمدد في جسم الامة, ومنها انقلاب الحوثي على الدولة اليمنية ومنع عملية التغيير والتحول بعيدا عن النفوذ الأمريكي, لم يقتصر الامر عن الانقلاب الحوثي, وانما تبعه فرض تعدد التوجهات السياسية في اطار الشرعية بقصد تغييب الدولة لدورها في استعادة الجمهورية, واستقلال قرارها السياسي ومن ثم حماية مياهها البحرية.

ووفقا لما سبق نفهم طبيعة الصراع في اليمن بشكل عام والصراع في البحر الأحمر بشكل خاص, إذ أن ايران وعبر اذرعها تريد أن تكون هي المهيمنة على المنطقة تحقيقا لخدمة مشروعها الامبراطوري الفارسي, وقد صرح احد المسؤولين الإيرانيين أن منطقة البحر الأحمر تأتي ضمن اطار الامن القومي الإيراني, كما يلاحظ ذلك فبعد ساعات من اغراق البارجات الامريكية في البحر الأحمر ثلاثة زوارق حوثية وقتل عشرة افراد منهم أرسلت ايران مدمرة بحرية وترافقها سفينة عسكرية للمنطقة ليظهر ان الحوثيين ليسوا الا أداة ضمن الأدوات الإيرانية والصراع على النفوذ في المنطقة.

 

مواضيع متعلقة

اترك رداً