انتهاكات وجرائم المليشيا.. إرهاب لا يتوقف
سبتمبر نت/ تقرير – عبدالقادر المشهوري
تواصلا لانتهاكاتها وجرائمها التي لا تنتهي بحق اليمنيين من نهب وقتل وتدمير، واذلال وخطف وترويع، واجبار وتجنيد وتحشيد، ترصد “صحيفة 26 سبتمبر” جديد انتهاكات مليشيا الحوثي الإرهابية بحق المواطنين القاطنين في مناطق سيطرتها، انتهاكات تكاد لا تنتهي الا بنهاية هذه المليشيا الارهابية التي لا تراعي لا دين ولا عرف ولا قوانين انسانية، كل همها هو كيف تتفنن في اذلال اليمنيين وتنهبهم وتقتلهم فقط.
مصادرة أراضي وممتلكات
أقدمت الأحد الماضي عناصر حوثية بصنعاء بالاعتداء على أراضي وممتلكات مواطنين في منطقة سعوان إحدى قرى مديرية بني حشيش، جنوب شرق محافظة صنعاء.
وأوضحت مصادر محلية أن المليشيات الحوثية استقدمت عدة أطقم محملة بالمسلحين، وجرافتين، وقامت بالاعتداء على ملاك الأرض وإشهار السلاح في وجوههم، ومنعهم من التصرف في اراضيهم وممتلكاتهم.
وبحسب المحامي فيصل السامعي أن هذا الاعتداء الحوثي على ممتلكات المواطنين يضاف الى مسلسلها الاجرامي المتواصل في كل المجالات وهذا العمل الإجرامي سيوثق في سجل عمليات النهب والسطو المسلح.
قتل الأبرياء والمختطفين
تواصلاً لجرائمها وانتهاكاتها ضد المواطنين اليمنيين ارتكبت مليشيا الإرهاب الحوثية في مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، جريمة قتل للمواطن ربيع بن حمد شريان وإصابة نجله البالغ من العمر “10” سنوات، وذلك بإطلاق الرصاص المباشر عليهما.
وأفاد شهود عيان بأن المواطن شريان مع طفله تعرضا لوابل من الرصاص من قبل عناصر المليشيا الحوثية المتمركزة في أحد الحواجز الأمنية بالمدينة.
هذا وتأتي الجريمة استمراراً للجرائم التي تمارسها المليشيا الحوثية الإجرامية بحق المدنيين في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
كما توفي أحد أسرى الجيش الوطني الجندي عزالدين صالح الحبجي 28 سنة الذي قضى في أحد سجون الجماعة متأثراً بتعذيب وحشي تعرض له خلال احتجازه، ولفتت المنظمة الحقوقية لشؤون الاسراء إلى وجود علامات تعذيب ظاهرة على جسد “الحبجي” ما يدحض رواية الحوثيين التي تزعم أنه توفي طبيعياً.
من جهته المحامي فيصل السامعي يقول: ان التعذيب حتى الموت.. سلوك مليشيا الحوثي في التعامل مع المختطفين وهو سلوك لا انساني ويرقى الى جرائم الحرب.
فكل اتفاقيات واخلاق الحروب تدعو الى احترام ادمية وحقوق الاسير ومنها اتفاقية جنيف الثالثة التي تنص على أن أسرى الحرب يجب أن يعاملوا معاملة إنسانية، وأن يتم حمايتهم من أي شكل من أشكال الإساءة والتعذيب، وأن يحصلوا على الرعاية الطبية اللازمة، وأن يسمح لأقاربهم بزيارتهم.
ويضيف السامعي الى أن مليشيا الحوثي مثلها مثل الاحتلال الصهيوني في فلسطين من حيث الممارسات، فالطرفان لا يلتزمان بأي من هذه النصوص، ولا بنصوص وأحكام الشريعة، التي قررت حفظ النفس البشرية من كل ما يؤذيها بغير حق، حيث لا تكاد تتوقف أخبار وفاة المحتجزين.
زينبيات الحوثي
استهدفت الجماعة الحوثية اليمنيات من مختلف الأعمار في مناطق متفرقة من محافظة إب لإرغامهن على حضور فعاليات تعبوية ودفع إتاوات مالية وعينية وتقديم الحلي والمجوهرات التي يملكنها بذريعة تجهيز قوافل دعم لتحرير القدس وإنقاذ غزة.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مصادر محلية في محافظة اب عن زيارات ميدانية نفذتها قيادات نسائية حوثية يعملن فيما يسمى «الهيئة النسائية» و«كتائب الزينبيات» تستهدف الأمهات وربات البيوت وغيرهن في محافظة إب بحملة جمع المجوهرات تحت الذريعة نفسها.
استهداف المليشيا للنساء في إب جاء متوازياً مع ارتكاب عشرات الجرائم والانتهاكات المتنوعة ضد حرائر اليمن في المحافظة وبقية مناطق سيطرتها، في ظل تكرار النداءات الإنسانية لوقف هذه الجرائم من قبل منظمات دولية ومحلية.
ويقول حقوقيون في مدينة إب اليمنية: إن سلوك الجماعة الحوثية يندرج ضمن عملية الاستغلال المتكرر للقضية الفلسطينية وتحويلها إلى كابوس جديد ينغص حياة اليمنيين الذين يعيش غالبيتهم حالة من البؤس والحرمان بفعل انعدام فرص العمل، فضلاً عن توقف رواتب الموظفين الحكوميين منذ سنوات، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي العام وتوالي الأزمات وغياب أدنى الخدمات الأساسية وارتفاع الأسعار.
حملة تجنيد إجبارية
استغلالا للعدوان الاسرائيلي على غزة تواصل مليشيا الحوثي حملة التجنيد الإجبارية في صفوف ابناء اليمنيين دون استثناء وخصوصا بين صفوف فئة المهمشين في مناطق سيطرتها .
حيث أكد أفراد من فئة المهمشين فروا إلى مدينة تعز أن الحوثيين يستغلون حاجتهم للمال ويحاولون إقناع المجندين بأنهم سيذهبون للقتال في فلسطين ولكن هذا لا يحدث، بحسب ما نقلت صحيفة “الشروق” المصرية.
أن أحد المهمشين الفارين إلى مدينة تعز يقول : هجم علينا واحد من مليشيا الحوثي، وقالوا تجندوا من أجل غزة، ووافق بعض أصحابنا، ولكننا رفضنا وهربنا إلى محافظة تعز، وأصحابنا أخذوهم يقاتلون في الجبهات داخل اليمن وبعضهم أصيب وبعضهم اعتقل وحرموهم من حقوقهم ولم يعطوهم شيئا.
وأفاد آخر، أن مليشيا الحوثي أخذت بعض أولاده بحجة توظيفهم، ما أجبره على النزوح من صنعاء إلى تعز، وفقدان عمله وأعمال أولاده في القطاع الخاص. بدوره قال عبد الغني عقلان الناطق الرسمي للاتحاد الوطني للفئات المهمشة في تعز أن ما تقوم به مليشيا الحوثي من تجنيد للمهمشين من ذوي البشرة السمراء انتهاك لحقوق الإنسان.
وأضاف “ما تقوم به المليشيات الحوثية من استغلال لقضية المهمشين والزج بهم إلى الجبهات تحت مسمى دعم غزة يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان، ونحن كمواطنين سود في اليمن ندين هذا الانتهاكات وندين هذا التصرفات التي تؤدي إلى الإبادة العرقية وإنهاء هذا الفئة”.
وجندت مليشيا الحوثي مئات الأطفال خلال الأسابيع الماضية، بحجة تحرير القدس، قبل أن تدفع بهم إلى جبهات مارب وتعز والضالع والحديدة.
تقرير اللجنة الوطنية للتحقيق
سجّلت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادّعاءات انتهاكات حقوق الإنسان “الحكومية” قيام الحوثيين بارتكاب 18 اعتداءً على أعيان وممتلكات ثقافية وتاريخية والإضرار بها في عدد من المحافظات ومنها الحديدة، خلال الفترة من 1 أغسطس 2022 حتى نهاية يوليو 2023.
وأكدت اللجنة في أحدث تقرير لها أن الاعتداء أو الإضرار بالأعيان الثقافية والتاريخية والدينية يعد جريمة وفقاً للتشريعات الوطنية، كما يعد مخالفة جسيمة للاتفاقيات الدولية، ومنها اتفاقية لاهاي المصادق عليها من قبل الجمهورية اليمنية، فضلاً عن مخالفة ذلك لأحكام المادة (16) من البروتوكول الإضافي الثاني الملحق باتفاقية جنيف والخاص بالنزاع المسلّح غير الدولي، والتي حظرت ارتكاب أي أعمال عدائية ضد الآثار التاريخية والأعمال الفنية التي تشكّل التراث الثقافي والروحي للشعوب.
وأوضح التقرير أن اللجنة قامت بالرصد والتحقيق في حالات الادّعاء بالاعتداء والإضرار بأعيان وممتلكات ثقافية وتاريخية وثبت مسؤولية الحوثيين عن تلك الاعتداءات، وأولت اللجنة اهتماماً كبيراً برصد وتوثيق تلك الانتهاكات التي تطال الآثار التاريخية والممتلكات الثقافية النفيسة التي تشكّل مخزوناً تاريخياً لتراث الشعب اليمني.
كما أشار التقرير إلى واقعة قصف معبد المقة التاريخي في مديرية صرواح بمحافظة مأرب في 14 يناير عام 2016. وأعلنت منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مؤخرّاً إدراج آثار حضارة مملكة سبأ القديمة بمأرب التي تعود إلى القرن 11 قبل الميلاد في قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر.
ولفت التقرير الحكومي إلى واقعة اقتحام بيت الفن وتحويله لمخزن أسلحة بمدينة المحويت في 30 سبتمبر 2019، من قبل راشد مروان (المكنّى بأبو عبد الله) والمعيّن آنذاك من قبل جماعة الحوثي مشرفاً على المربّعات الأمنية بمركز المحافظة (وحالياً مدير عام مديرية المحويت)، ومعه عبد الحميد أبو شمس المعيّن من قبل جماعة الحوثي وكيلاً لمحافظة المحويت ومدير عام مكتب الثقافة بالمحافظة مجاهد شاكر ومعهم عدد من العناصر المسلّحة.
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.