دعا اليمنيين إلى اجتثاث الإماميين الجدد.. المـناضـــل الــزبـــــاع لـ« ٢٦سبتمبر»: الإمامة استعباد فلا تسمحوا بعودة الكهنوت

سبتبر نت/ حوار- محمد الحريبي
يستريح المناضلون فقط حين يرون أجيال اليوم مستمرين في معركة الدفاع عن الجمهورية فتطمئن قلوبهم بأن الجيل الجديد لن يتخلى عن الثورة والجمهورية التي ناضلوا لأجلها، وأنهم بكل تأكيد سيواصلون السير على درب الآباء في بناء ورقي وتقدم اليمن الكبير، الذي خاضوا لأجله قديمًا معارك لا تحصى ونضالات لا يمكن بأي حال الاحتفاء بذكرى الثورة دون الإشادة بها والاهتداء بنورها.
عبر صحيفة “26سبتمبر” سألنا المناضل علي ضيف الله الزباع، عن الثورة اليمنية (26سبتمبر و 14 أكتوبر)، ومعارك حصار السبعين، فكانت اجاباته مشاعل نور للتغلب على الواقع المظلم ورسائل تستحق التمعن فيها لنعرف أن معركة اليوم ضد فلول الإمامة، بما هي عليه من امتداد طبيعي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر، هي معركة الوطن والجمهورية والحفاظ على اهدافها وحماية مكتسباتها هي مسؤولية جماعية لا يمكن التفريط فيها.. فإلى التفاصيل:
* بداية عرفنا عنك من منظور مشاركتك في الدفاع عن الجمهورية؟
– أنا علي ضيف الله الزباع الحميري (77سنة) من أبناء مدينة تعز. يوم قيام ثورة 26 كنت في تعز، لكن قبل قيام الثورة كانت هناك مظاهرات لطلاب المدرسة الأحمدية في تعز، تضامنا مع طلاب المدرسة المتوسطية في صنعاء الذين طردوا من المدرسة ومن السكن الطلابي التابع للمدرسة، حيث شاركت في تلك المظاهرة الطلابية التي سبقت ثورة 26سبتمبر، وعلى اثرها تم اعتقال كثير من الطلاب وبالذات الطلاب من كبار السن الذين تم ترحيلهم الى خارج تعز، صنعاء وحجة.
بينما الطلاب صغار السن استبقوهم هنا في تعز، وانا منهم لكنهم احتجزونا الى حين جاء والدي وخالي النقيب أحمد حسن الحمداني واستلموني منهم وقالوا لوالدي: “شل ابنك”، شارك في إثارة الفوضى الطلابية.
كنت ادرس في المدرسة الاحمدية، ومن زملائي المشاركين في تلك المظاهرات (أمين عاصم وبن عبدالواسع المداح ومحمد حسن الصبري، “عيال’ بيت الذابل “عيال” بيت مغلس وأولاد بيت علي رضا).. هؤلاء من أتذكرهم من أبناء تعز الذين اشتركوا في المظاهرات، بالإضافة إلى كثير من أبناء المناطق الوسطى- إب والضالع- الذين اشتركوا بداية الثورة في المظاهرات منهم (الخراشي والمقالح وإسماعيل الطيب وعلي الطيب ومحمد الطيب ومحمد المقالح وعبد الله الأشول وأحمد الأشول وعبد الله الناشري والدكتور علي حمود الفقيه)، كل هؤلاء كانوا يدرسون في المدرسة الأحمدية وعاصرنا أول الثورة وشفنا الفرحة العظيمة..
حينما اعلن عن قيام الثورة، فرحنا لذلك، والتحق الكبار منا بالحرس الوطني. أما صغار السن، وانا كنت منهم بقينا في تعز فواصلت دراستي مدة سنتين حتى اتممت الابتدائية سنة 64، ورغم أن مدينة تعز كانت يومها تشهد نشاطا دؤوبا في مساندة ودعم وارسال الدعم والمقاتلين بعد تدريبهم الى اسناد الثورتين السبتمبرية والاكتوبرية، التي كانت حينها قد انطلقت شرارتها في الـ14 أكتوبر1963م، بقيادة المناضل غالب راجح لبوزة والتي شكلت مدينة تعز للثورة الاكتوبرية قاعدة ومركز قيادة وتدريب وتأهيل فصائل الكفاح المسلح والفدائيين لاحقا.
وكثير من زملائي التحقوا بالمعسكرات التدريبية المخصصة لتعزيز ثوار اكتوبر وفصائل الكفاح المسلح، ولازدحام معسكرات الاستقبال- في مدينة تعز- المتطوعين للدفاع عن الثورة اليمنية (السبتمبرية والاكتوبرية) بالحشود الكبيرة، حاولت الالتحاق فيها، لكن لم اجد فرصة للالتحاق بمعسكرات تعز، فاضطررت السفر الى صنعاء واحاول هناك، لكنني بداية التحقت للدراسة في المعهد الديني الأزهري، والذي درست فيه سنتين حتى بدأ هجوم قوات الملكيين على العاصمة صنعاء من الجهات الاربع، فارضة عليها حصار السبعين يوما اواخر سنة 1967م.
وهنا وجدتها فرصة للالتحاق بالمقاومة الشعبية والتي انضم اليها كل الناس، واشتركت انا والكثير من اليمنيين في المقاومة للدفاع عن عاصمة الثورة والجمهورية الوليدة وفك حصار السبعين يوما وانتصرت الثورة والجمهورية، واستشهد والدي ضيف الله بن علي الزباع، خلال معارك الدفاع وفك الحصار عن صنعاء.
جبل الطويل.. أولى معاركي
* ما الذي يمكن أن تذكره من معارك كسر حصار السبعين؟
– بدأ هجوم قوات الملكيين على صنعاء مع خروج القوات المصرية من اليمن، وكنا حينها في دار المعلمين وفي دار خيران والذي تم تخريبه.. وللأمانة فالذين صمدوا واستماتوا في الدفاع عن عاصمة الجمهورية صنعاء، من هجوم القوات الملكية وحلفائهم وفك الحصار عنها، هي المقاومة الشعبية وجميع الوية الجمهورية، خاصة الوحدات والالوية العسكرية التي تشكلت عقب الثورة مباشرة، وبإشراف الضباط والقيادة المصرية، وتتولى قياداتها من الضباط ذوي الرتب الصغيرة، كألوية الصاعقة والمظلات والسلام والنصر وافراد الجيش الذين جندوا أول الثورة من الحرس الوطني أصحاب البندق البلغاري. في حين الضباط من ذوي الرتب الكبيرة التي كانت تتولى قيادة الجيش بداية ايام الحصار تركت مسؤوليتها وهربت.
واول جبهة التحقت بها لقتال الملكيين، هي جبهة جبل الطويل- شرق صنعاء قريب من الحتارش وادي سعوان، الذي أرسلنا للمشاركة في الدفاع عنه والتي كانت القوات الملكية تستميت للاستيلاء عليه لأهمية الاستراتيجية كونه يطل على جبل نقم.
وهناك استشهد الكثير من زملائنا واصيب اخرون منهم الأستاذ محمد أحمد حمران والأستاذ والشاعر والمربي القدير محمد محمد الأشول هذا من أبطال الـ70 يوما، فهو شاعر ومبدع صدر له حوالي خمسة أو ستة دواوين شعرية، وكان من الأبطال الذين حاربوا واستبسلوا في قتال قوات الملكيين، مثنى الصباحي وأحمد مصلح الأشول ومحمد محمد الخولاني.
* ما الذي غيرته الجمهورية؟
– جاءت الجمهورية فأحدثت تغييرا جذريا في اليمن وحياة اليمنيين، من الأسوأ الى الاحسن، كما ان الثورة اليمنية (26سبتمبر 1962)، صنعت دولة جمهورية لكل الناس، الغت الطبقات وازاحت الجهل ونشرت التعليم، كما انها فجرت ثورة الـ14من اكتوبر 1963، والتي طردت الاحتلال البريطاني الغاصب لأرض الاحرار.
لا فرق بين الإمامة وفلولها
* اليوم اليمن يعيش معركة جديدة مع فلول الإمامة التي تحاول العودة بأمها، كيف ترى دلك؟
– الحوثي يحاول اعادة الامامة وبؤسها، ويدعي أن له حق الهي في حكم اليمن ويريد ان يستعبد اليمنيين، والعودة بهم إلى شركيات الجاهلية والديانة المجوسية لفارس..
والحوثي خارج عن الجارودية الامامية وعن الإثنى عشرية أيضًا، إذاً فالمعركة اليوم مع تنظيم الحوثي الإرهابي، هي المعركة نفسها بين الجمهورية والإمامة مع فارق أن اليوم نخوضها بتطور في الأسلحة والأدوات لا غير.
صور من ذاكرة الثورة
* أبرز الصور التي تتذكرها عن مرحلة ما بعد الثورة؟
– عندما قامت الثورة كلنا أصحاب تعز شاركنا في الاحتفالات الشعبية ولبسنا ملابس جديدة وكأنه عيد الفطر، وامتلأ منزلنا بالكتب بعد سنوات الظلام، فالعلم هو أبرز إنجازات الثورة وما في شك ولا ريب في ذلك الآن تجد كافة أبناء الشعب اليمني قادرين على الحصول على التعليم بسهولة ويسر، والان الحوثيون يحاولون تدمير المدارس والجامعات والمعاهد، فهم يستهدفون التعليم لأنهم يدركون انه بوجود التعليم والمدارس والجامعات، لا حكم لهم ولا مجال لهم للحياة، فهم يعلمون أن الجهل هو الذي سيساعدهم على خداع الناس وتضليلهم.
* الإمامة البائدة عملت على تجويع اليمنيين والآن يعيد الحوثي هذا السلوك التجويعي، كيف تعلق على ذلك؟
– إن كانت الامامة بمآسيها ودرجة الاستعباد والعبودية التي تفرضها على الناس، فهي كفر وشرك، فإن الحوثي تجاوز الإمامة في هذا الجانب، جبايات ونهب وسلب وكل ما تعمله هو البحث عن طرق للحصول على أموال الناس بالقوة ونهبهم والاستحواذ على ممتلكاتهم.
رسالة لليمنيين
* ما هي رسالتك للشعب اليمني وهو يخوض معركة الدفاع عن الثورة ونظامها الجمهوري من همجية كهنة الإماميين الجدد؟
– أقول لهم: هذا يمن الايمان، هذا وطن، والشاعر يقول:
وطني لو شغلت بالخلد نازعتني إليه في الخلد نفسي
لا تفرطوا في وطنكم، ولا تقصروا في الدفاع عنه، قاوموا أذيال الإمامة وفلولها، ولا تسمحوا بعودتهم مهما كان ثمن التضحيات.
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.