القاضي أحمد عطية في حوار مع “26 سبتمبر”: ميثاق شرف في شبوة سيرى النور قريبا يمنع حدوث أية صدامات داخل المجتمع

img

 

26 سبتمبر/ حوار- جبر صبر

 

كشف عضو الفريق القانوني في هيئة التشاور والمصالحة، وزير الأوقاف السابق، القاضي أحمد محمد عطية، عن ترتيبات تجرى حاليا عن توقيع «ميثاق شرف في محافظة شبوة»، سيرى النور خلال هذه الأيام قبل حلول عيد الاضحى المبارك، يمنع حدوث أية صدامات داخل المجتمع الشبواني في المستقبل، وتحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي داخل محافظة شبوة.

وقال عضو الفريق القانوني لمجلس القيادة، القاضي أحمد عطية، في حوار لـ«٢٦سبتمبر»: إن ميثاق الشرف الذي تم إعداده سيرى النور قبل عيد الأضحى، وأن الميثاق سيمنع حدوث أي صدامات مستقبلا في محافظة شبوة، وأنه سيطلب من رئيس مجلس القيادة تعميم ميثاق شرف السلم الاجتماعي للعمل به على كل محافظات اليمنية لأجل يتم الحفاظ على السلم الأهلي والاجتماعي في عموم البلاد.

وأشاد القاضي عطية، بالتدريب والتأهيل المستمر لمنتسبي الجيش الوطني والأمن، والمعنويات المرتفعة للمقاتلين رغم الظروف المعيشية الصعبة، لا فتا إلى أنه في حالة الحرب تكون الكلمة الفصل للأبطال العسكريين الذين يرابطون في الميدان، وأنه يجب على الساسة أن يأتوا إلى العسكريين في الميدان.

وأكد وزير الأوقاف السابق، أن مليشيا الحوثي الإرهابية نهبت واستولت على أراضي وعقارات الوقف وأصدرت بها صكوك تمليك لاتباعها، وأنها ترفض السلام والحل السياسي، لإدراكها أنهما لا يحققان لها أهدافها في الحصول على كرسي الحكم، وانما بالاستيلاء على الحكم بالدبابة والصاروخ، ومن خلال الحرب، و هذا حال كل الفرق الشيعية في كل البلدان العربية التي استولت فيها على الحكم.
وفي الحوار الموسع تحدث القاضي أحمد عطية، عن خرافات الولاية وادعياء الفرق الشيعية وجماعة الحوثيين منها، نافيا صحة استشهادهم بمقولة النبي (ص) في غدير خم “من كنت مولاه فعلي مولاه” لم يقصد بها حكم الولاية، وإنما جاءت في معرض كلام النبي للتخفيف من هجمة وإساءة الوفد اليمني الموجهة لعلي بن أبي طالب، والرواية التي يستشهد بها الشيعة عن «الولاية» كذبها ابن تيمية ولم يقل بها العلماء لا السابقون ولا اللاحقون..
تفاصيل عن قضايا كثيرة ناقشها الحوار مع عضو الفريق القانوني ووزير الأوقاف السابق، القاضي أحمد عطية، فإلى التفاصيل:
-بدايةً حدثنا عن زيارتك لمحافظة مأرب، وعن طبيعة زياراتك المتكررة للجبهات؟ وكيف وجدت معنويات الابطال في هذه الجبهات؟
– اولا بإعتباري عضو في الفريق القانوني في مجلس القيادة الرئاسي، كُلفنا من فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة، بتمثيله في جنازة الشهيد الشيخ عبدالله الباني في شبوة وحضرنا هذه الجنازة وبعد ذلك بدأنا في تأسيس ما يسمى بميثاق الشرف الذي يمنع حدوث أي صدامات في المستقبل وسيرى النور خلال هذه الايام قبل عيد الأضحى، والذي سيقام في شبوة.. لكننا سوف نطلب من مجلس القيادة الرئاسي ان يعمم هذا الميثاق على كل المحافظات حفاظاً على السلم الأهلي والاجتماعي، بحيث لا تحصل صدامات مستقبلاً فيما يتعلق بالمساجد والمصلات، لأن أخطر ما يمر به اي مجتمع هي الفتنة الطائفية، إذا وقعت في بلد تدمر وتمزق.

في الحرب الساسة يتبعون العسكر
ثم بعد ذلك انتقلنا إلى هنا في محافظة مأرب التي كلما زرتها مرة بعد اخرى وربما انا من اكثر الوزراء حضوراً في مأرب، وعندما نقول اليمن في مأرب يعني انه لا يوجد محافظة في اليمن إلا ومنها مجموعة تكبر او تصغر في هذه المحافظة.. هاربين من جحيم الحرب، وهذه الزيارة شملت الوحدات العسكرية التي هي جزء لا يتجزأ من التوجيه المعنوي الذي يعمل على رفع معنويات الجيش، فلا إنفكاك ما بين دور العلماء والموجهين والمصلحين عن دور مهمة الجيش الوطني في معركته المصيرية، زرنا المناطق العسكرية السابعة والسادسة والثالثة، كما قمنا بزيارة معسكرات منها” النصر” و”الاستقبال”، كذلك زرنا المنشآت وعددٍ من الدورات التي تقام في الجانب الأمني، والتقينا بقيادة رئاسة هيئة الاركان العامة للجيش، وكل قيادات الوحدات وأركان الوحدات وكل قيادة الصف الأول من الجيش الوطني.

السياسي يستمد موقفه من العسكريين
ونحن نؤكد دائما بأن الساسة يتبعون الجيش ودائماً يقال لا لحكم العسكر، وقد تقال هذه العبارة في غير اليمن، لكن انا قناعتي في هذه المرحلة ربما نحن بحاجة إلى حكم العسكر لأنه لن ينقاد السياسي إلا اذا وجد عسكري في الميدان بالمقابل سيكون السياسي قوي على طاولة الحوار، لأن إذا ضعف العسكري في الميدان ضعف السياسي ايضاً في مفاوضاته مع العدو، ففي زمن الحروب الساسة يتبعون العسكر وليس العكس، وكلما كان السياسي خلفه موقف عسكري في الميدان كان موقفه عللا طاولة الحوار والتفاوض.
وفي زمن الاستقرار ينادي الناس بالدولة المدنية وبأن يكون الرئيس مدني، ويقول الناس يجب علينا أن نأخذ برأي الساسة لا برأي العسكر.. لكن الوضع مختلف تماماً، وهذا في إطار زياراتنا وإيضاً قمنا بأعمال خارج إطار الجيش وهي حضور بعض الفعاليات المتعلقة باختتام المخيمات والمراكز الصيفية في إطار تحصين هذا الجيل والنشء من كثير من الشُبهات التي تطرح من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية وغيرها من التنظيمات الإرهابية.

بحثنا على السلام ولم نجده..!
* في ظل الحديث عن تحشيد حوثي على مأرب، وبالأمس سمعنا عن نقل عدد كبير من مليشياته الى تعز، وخلال زيارتك للجبهات كيف وجدت المعنويات لدى أبطال الجيش الوطني؟
– أولاً قبل الحديث عن المعنويات اريد أن اوصل للقارىء الكريم قناعة تامة أن الحوثي يرفع راية السلام ولكنه يخفي الحرب والفتنة خلف هذه الراية، ونحن ذهبنا بحثاً عن السلام في كل مكان، فقد ذهبنا إلى جنيف وإلى الكويت وإلى استوكهولم، ولم نترك مكاناً إلا ومددنا ايدينا للسلام والحوثي يرفضه، لأن الحوثي يعلم يقيناً أن الحرب لو توقفت توقفاً دائماً سيثور عليه كل يمني يقبع تحت سيطرته، فالمواطن يريد خدمات ويريد مرتبات ويريد تحسين الوضع المعيشي. إما إذا استمرت الحرب سيجعل منها شماعة بأنه يقوم في محاربة ما يسميه العدوان السعودي- الأمريكي، وبالتالي هو المستفيد من الحرب.اما اليمنيون والشرعية بشكلٍ خاص ليست مستفيدة، فاليوم لا يوجد بيت إلا ومنه شهيد او جريح او نازح او مهجر او معاق، فالحرب “عجوز وجهها شمطاءُ، ملعونة الإقبالِ والإدبارِ، ولا يريد الحرب إلا من فقد عقله وضميرهُ.

” الدولي”متماهي.. وعلينا ألا نرقد
وفي ظل هذا التماهي الدولي والاعتناء والدلال الذي يلاقيه الحوثي الارهابي من قبل المجتمع الدولي يجب علينا بالمقابل ان لا ننام، فالحوثي عنده هاجس السيطرة وقد قالها بملء فمه أنه يريد السيطرة على اليمن من المهرة إلى صعدة، ويتوهم من يقول ان الحوثي سيتوقف عند مكانٍ ما او عند حدود ما، أو ان الحوثي لا يريد الدخول إلى هذه المحافظة او تلك المنطقة، هذا كله وهم، فالسلام جُرّب من قبل الحوثي والمجرب لا يجرب، وما شاهدناه في هذا الإسبوع بتوجيه الحوثي بالزحف في جبهة رغوان وجبهة البلق يدل على أنهم لا يريدوا سلام، فاليوم رغم أن التحالف قد ابدى حسن نواياه بفتح موانىء الحديدة وفتح مطار صنعاء لنقل المرضى والحجاج وحسن نواياه في مجالات كثيرة.
ونحن لا نعترض على ذلك لأننا ندرك أننا والتحالف في خندق واحد، وهذه الجماعة المسلحة الغوغاوية إذا لم تقف امامها دولة تؤدبها سيكون شرها غداً اكبر من اليوم، والحوثي يعد العدة للحرب ويعد العدة لإقتحام مأرب وتعز، وقد شاهدنا هذه المسيرات التي قادها من مخرجات المراكز “الصيفية” التي يديرها.

معنويات الجيش في مأرب مرتفعة
اما بالنسبة لمعنويات الجيش الوطني في ظل هذا التحشيد، فهو يعتبر الأكثر صبراً في التاريخ اليمني، فإذا لم يتم الإعتناء بهذا الجندي الذي يحرم من راتبه لمدة ثلاثة اشهر بل ان يؤخر الراتب عن الوزير او عن المحافظ والمسؤول ولا ان يؤخر عن الجندي، لأن الجندي هو الحارس لكل هؤلاء وهو من يوفر لنا الأمن الذي نعيشه، صابرا على مشقة الحر والتعب الضنك والشدة، فبالتالي لا بد أن يُعطى الجندي الأولوية، فهو أمانة في اعناقنا، فهم ومن خلال زيارتي لمواقعهم يشكون من قلة الإمكانيات وتأخر الرواتب، وفي المقابل هناك من يعيش في بحبوحة من العيش وهذه ليست عدالة.
ولكن إيمان هذا الجندي بقضيته وبمبادئه يجعله يفكر في هدفه دون الالتفات للكوابح التي تعيق وصوله إلى هدفه، فلو حسبناها حساب مادي انا اعطيك راتب وانت تقاتل انا اجزم بأنه لن يبقى في الجبهات من يقاتل، لكن ان يستمر الجندي شهورا يقاتل في الجبهات دون راتب هذا دليل على قناعته بقضيته، وهي القضية الوطنية التي لا توجد قضية أكبر منها، فهي اكبر من الجماعات والتنظيمات والآراء الشخصية والأفراد، وبالمقابل عند جماعة الحوثي الجندي يقاتل ليصبح عبداً لسيده وليس منهم من يقاتل تحت راية الجمهورية، فنحن نقاتل عن الهوية اليمنية الواحدة، التي خرج من اجلها اجدادنا في ال26 من سبتمبر وقدموا تلك التضحيات فقط من اجل ان لا يركعوا الا لله عز وجل، ولو كان هناك طريق يخرجهم من الاستبداد والعبودية ما قاتلوا.
واليوم هذه المعركة تتصدى لها القوات المسلحة في كل انحاء اليمن شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ويجب اليوم أن لا نعمل على تفتيت هذه القوات المسلحة ولا أن نظل نقدح ونسيء للجيش، وإن لم نسد المكان الذي سدوا فلنصمت، اما ان نتفلسف وننظّر متحدثين من برج عال، ونحن لسنا في الميدان، فأعتقد أن السكوت أولى.

انقلاب الحوثي ديمغرافي
* لو انتقلنا للمراكز الصيفية الحوثية برأيك ما خطرها على المجتمع اليمني او حتى انتقال ذلك الخطر لدول الجوار؟.
– بهذا الجانب دعني اوضح أمر، وهو ان الانقلاب الذي حصل في اليمن انقلاباً مختلفاً عن باقي الانقلابات في العالم، فقد يحصل الانقلاب على رأس الدولة أو على الحكومة بشكلٍ عام للإطاحة ىالنظام فيأتي نظاماً جديداً، وقد تبقى القوات المسلحة والجيش متماسك.
لا يوجد مذهب زيدي
اما الحاصل في اليمن هو انقلاب مركب، انقلاب على السياسة والدين والاقتصاد والثقافة العامة والعادات والتقاليد وحتى على الوضع الاجتماعي، فهو انقلاب مختلف تماماً لم يبق حتى خطوط حمراء، نحن مجتمع قبلي عندما نتقاتل وتحصل بيننا حرب قبلية المرأة والطفل عندنا لا يقتل، المساجد مهجر ودور العلم مهجرة والأسواق مهجرة في العرف القبلي، اما الانقلاب الحوثي تجاوز ذلك لأن أصل هذه الجماعة هي جماعة مؤدلجة دينياً، وعندما تتعامل مع هذه الجماعة هي تريد تغيير ديموغرافي يشمل كل ما توافق عليه اليمنيون، فأنا من شبوة من منطقة شافعية وعشت في صنعاء ما يقارب العشرين عاماً، لم اشعر يوماً ما انني شافعي وجيراني زيود، فكان الشافعي يصلي خلف الزيدي والزيدي يصلي خلف الشافعي، ولم نشعر بأي تفرقة.. لكن عندما جاء الحوثي اراد تغيير كل تلك الصورة الجميلة التي كانت تحمل الإنسجام المذهبي والتعايش الفكري والطائفي، فالآن لا يوجد هناك مذهب زيدي بعد أن تحرّف ولُبّس باللباس الإيراني الاثنى عشر ويوجد الآن جغرافيا زيدية، اما كأوادم وبشر لم يعودوا موجودين، حتى أن اخر مرجعية من مراجع الزيود وهو عباس المؤيد كان يقول في آخر لحظات حياته قبل موته ” تمسكوا بهذا الولد فإن فيه نجاحكم وفلاحكم” ويقصد بذلك عبدالملك الحوثي، فلم يعد هناك شيء اصلاً نتكلم عنه عندما نتحدث ان الزيدية قريبة مننا لم تعد موجودة وتحولت كفكر سياسي اثنا عشري منحرف.
محدثات الحوثي
ونحن نقول للعالم اجمع قتالنا مع الحوثي لأنه انقلب على الشرعية، ولو بقي في صعدة على مذهبه وعقيدته وفكره الأعوج ما قاتلناه، لكن قاتلناه لانقلابه على الشرعية مستخدماً الدين لتغيير الإيدلوجية اليمنية، فأنا وانت لم نكن نعرف ما يسمى بالخمُس ولا الولاية ولا يوم الغدير ولا الصرخة التي يرددها اليوم ولا كل هذه الخرافات والمحدثات التي جابها الحوثي.
هجمة الوفد اليمني على “علي”
* على ذكر الولاية لو توضح لنا ما قصتها، وكيف تحاول مليشيا الحوثي أن تزرعها في عقول أبناء المجتمع اليمني؟.
– هم اخذوا موضوع الولاية من يوم الغدير، والغدير هي منطقة تقع بين مكة والمدينة، بعد أن انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، وهو في عودته – مع أن ابن تيمية كذب هذه الرواية- ان النبي قال “من كنت مولاه فعلي مولاه” لم يقصد بهذا الحكم ولم يقل بهذا العلماء لا السابقين ولا اللاحقين، وإنما كان هذا في معرض الهجمة والإساءة لعلي امام النبي، فأراد أن يخفف الهجمة التي جاءت من الوفد اليمني، عندما كان يتكلم على علي قال هذه العبارة، ولو أراد بها النبي الحكم لما أوكلها لأبي بكرٍ من بعده، ولو اراد بها النبي الحكم لفهمها ابي بكر الصديق وما اعطى الحكم لعمر، ولما اعطى عمر الحكم لعثمان، ما كان ليحصل هذا التسلسل في الحكم، وحتى علي لم يقل إن هذا عهدٌ لي من رسول الله بولاية الحكم.

يلهثون وراء كرسي الحكم
* اذاً ما هدفهم من الولاية اذا كانت رواية مكذوبة؟.
– اليوم يريدوا أن يسوقوا هذه الفكرة دينياً من اجل الحصول على الكرسي.. يعني يريدون الحكم والسلطة، وليس لأجل شيء، فكل هدفهم الحكم وكل فرق الشيعة التي تملكت في كثير من البلدان في لبنان وسوريا واليمن، كانوا وما يزالون يستخدمون الدين غطاء للوصول إلى الحكم، ولو أنهم لم يسعوا الى السلطة فسنرى أنه لم يصل شيعي إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع، بل وصلوا من خلال الانقلابات المسلحة تغلفها بالموروثات العقائدية المأخوذة من الديانة اليهودية المنحرفة والموروث المجوسي المليء بالخرفات، لأنهم يدركوا أنهم لو عرضوا منهجيتهم فلن يقبلها أحد.
تغيير هوية الناس صعب
فالحوثي عندما دخل صنعاء، لو لم يفجر المساجد ودور القرآن وقال للناس هذا منهجي وهذا مشروعي تعالوا إليه، هو يدرك انه لن يقبله أحد، فلهذا لازم أن يمرر هذا المشروع مع الدبابات والصواريخ، لكن بالرضا وطواعيةً لن يقبله الشعب اليمني.
هل سيقبل الشعب اليمني بعد 1400سنة أن يصعد خطيب إلى المنبر ويلعن ابا بكرٍ وعمر؟! هل سيقبل الشعب اليمني أن يأتي من يقول أن هناك قرآنا غير هذا القرآن هو لفاطمة بنت محمد يتكون من 90 جزءاً؟! هل سيقبل الشعب اليمني أن يأتي شخص ويقول زوجتي الشريفة فلانة بنت فلان وأنا زوجتي ليست الشريفة؟!، او يقول انا سيد وانت عبد؟! قطعاً لن يقبل ذلك.
الاصطفاء الإلهي مرفوض حتى في امريكا
* من اجل ذلك نجد الحوثيين يتهربون من السلام الذي سيفضي الى انضوائهم تحت العمل السياسي والاحتكام لصناديق الانتخاب؟.
– نعم هو يرفض ويتهرب من الانتخابات لأنه لا يوجد فيها أصحاب البطنين او الظهرين، اما نحن نرضا بالحكم حتى من عبدٍ رأسه زبيبة صعد إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع، ولكن ان تأتي بالقوة وتحكمني باسم السماء وتقول انا اختارني الله عليك، فكيف تتعامل مع هذا، والله لو أن هذا الفكر اليوم ظهر في امريكا او بريطانيا او ايطاليا لقامت الدنيا ولم تقعد أن تطلع فئة من الناس امريكية او بريطانية وتقول نحن عنصرنا غير عنصركم ودمنا غير دمكم، ونحن الأصفياء لحكم هذا البلد ستقوم الدنيا ولن تقعد، فقد حكم اوباما وهو من اصول افريقية ولم يقدحوا في بشرته او شكله لكن ينظروا بهذا التمييز العنصري عندنا نحن العرب، المجتمع الدولي يجاملون ويداهنون لكنهم لن يقبلوه في بلدانهم.
قصة السلال وناصر
* بعد أكثر من ثمان سنوات من الانقلاب الحوثي، ومساعيه لغسل عقول الطلاب والجيل، لكن رأينا بارقة أمل في إب عند تشييع الشهيد المكحل كيف خرج الطلاب وصغار السن مرددين ارحل يا حوثي، برأيك هل استطاعت مليشيا الحوثي أن تؤثر في المجتمع أو في الحاضنة لديها؟
– انا اتذكر ان القاضي الإرياني ذكر في مذكراته بأن عبدالله السلال سافر في 64 إلى مصر وحضر اجتماعا لعبدالناصر وعبدالحكيم عامر وشمس بدران رئيس المخابرات المصرية، فقال عبدالناصر” كم عدد الملكيين في اليمن؟.. قال ” ٨ ملايين، وقال” والجمهوريين كم؟، قال” ٨ ملايين، وقال” كم عدد الناصريين..؟، قال” ٨ ملايين، والإسلاميين كم؟، قال ٨ ملايين، وقال” اذن كم عدد الشعب اليمني؟.. قال” ٨ ملايين.. سأله كيف يكون ذلك.. قال” تشتيهم ناصريين تشتيهم جمهوريين تشتيهم اسلاميين تشتيهم ملكيين”.. لأن تلك الايام كان في جهل تستطيع ان تجيش الشعب اليمني كما تريد.
ما كنت أتمناه
كنت اتمنى ان يكون السلال موجودا اليوم ليرى الإمامة الجديدة التي تريد ان تحيي هذا الفكر من جديد وان الذين تبعوها عدد قليل من الجهلة، وأن غالبية الشعب اليمني قام وانتفض عليهم، فهناك من انتفض بقلمه وآخر بصوته وهذا من المنبر وذاك بسلاحه.. الجميع قاموا وانتفضوا، واكبر دليل على ذلك ما يقارب ٥ ملايين في مأرب الذين جاءوا من مناطق الحوثي وقد كان باستطاعتهم الترحيب بحكم المليشيا.. لكن لأن هناك وعي وصحوة لدى الناس وانه لا يمكن بعد 60عاماً أن نقبل بعودة الإمامة من جديد.

حشد الحوثي بثلاثة اوجه
*.. لكن في ذات الوقت الحوثي في مناطق سيطرته يحشد الكثير ممن ليسوا من اتباعه؟.
– الحشد الحوثي هو طبيعي وهو على ثلاث اجزاء، جزء يجيشهم باسم جغرافية المذهب بأنكم زيود ولابد أن تقاتلوا لأجل الزيدي يحكم، والجزء الثاني بالقوة وهو اما ان يخرج للقتال او يخرج اولاده او نقتلهم، اما الجزء الثالث بالمال بسبب الحاجة والفقر يجعل الناس يقاتلون، تخيل هل يوجد شخص بعقله يقول انا مقدم اربعة من اولادي وباقي واحد تعالوا خذوه..ايش من عقل هذا، وعلى ايش تقاتل؟!.. فنحن ليس عندنا دواعش او تكفيريين، حتى يسوق اليمنيين ليقاتلوا بعضهم البعض هذه جريمة، وقد اثار هذه الفتنة التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء غير المعاقين والجرحى.. كل هذه الجرائم السبب فيها هذا الفكر السيء لجماعة الحوثي الإرهابية.
ملفات نهب املاك الأوقاف
* وانت وزير الأوقاف السابق ومطلع على ملف الأوقاف لو تحدثنا حول مساعي المليشيا في التغيير الديموغرافي من خلال استيلائها على أراضي وممتلكات الأوقاف؟
– نحن جمعنا ملفا متكاملا حول اراضي الأوقاف التي تم مصادرتها من قبل الحوثي، وطبعاً اراضي الأوقاف تتركز في المناطق الشمالية وتحديداً الهضبة في صنعاء اولاً، تأتي بعدها عمران ثم ذمار، فالأمانة والمحافظة صنعاء تتركز فيها اوقاف كبيرة جداً .
صكوك حوثية لتمليك الوقف
فمن اجل السيطرة عليها بدأوا بعزل قطاع الأوقاف عن الوزارة واستحدثوا هيئة مستقلة واتوا بواحد من الأسرة الحوثية، وهذا دليل الاستحواذ.
ثم بعد ذلك عملوا صكوك تمليك رغم ان الوقف لايجوز اطلاقاً شرعا وقانونا تمليكه او تحريره الا من قبل الواقف، كما انهم سيطروا على الأوقاف ورفعوا الإيجارات التي كانت رمزية وبعضها ملكوها بصكوك تمليك وهذا إجراء غير دستوري او قانوني وحتى شرعي لأنه لم يكن بموافقة الواقف فكل وقف له ناظر في اوقاف ناظريها الدولة الممثلة بالوزارة وهناك اوقاف ناظريها اهلها، اما اليوم فالحوثي صادر الكثير من اموال الأوقاف وباعها لناس.
قرارات منع التصرف بالوقف
* هل اتخذت أي اجراءات ازاء ذلك عندما كنت وزيراً للاوقاف؟.
– نعم اتخذت ثلاثة قرارات تحذيرية لانه سيأتي يوم من الأيام وتقوم دولة وستحاسب كل من اشترى من الحوثي او باع او تملك وهي أرض وقف، سيلاحق في المحاكم إذا وجدت هناك دولة قوية.
وقبل هذا وذاك هي ذنوب عند الله عز وجل.. إذ انك تجد هذا الوقف الذي اوقفه صاحبه بقصد أن يبقى يدر عليه حسنات وأجر إلى يوم القيامة ويأتي الحوثي ليأخذه ويتحكم فيه وقد استخدمه في المجهود الحربي وسيطر عليها وما زال إلى الآن.
الحوثي استولى على الوقف شمالا وجنوبا
* ما نسبة اراضي وممتلكات الأوقاف التي سيطرت عليها المليشيا حتى الان؟.
– مساحة اراضي الأوقاف التي سيطروا عليها تقدر ب75% في الشمال، و25% في الجنوب، وما زالت بايديهم حتى اللحظة.
طلعوا لنا فتاوى جديدة
* هل ترى انهم يهدفون بذلك البيع من اجل المال ام من اجل التغيير الديمغرافي وتوطين اتباعهم فيها؟.
– حالياً طلعوا لنا فتاوى قديمة بعضها يقولون انها من ايام عبدالله بن الحمزة، وبعضها من ايام يحيى حميد الدين، ويفتون بأن كثيرا من الأوقاف أوقف جزء منها لآل البيت في “منطقة عصر” بالعاصمة و”حدة” والعديد من المناطق.
ٱل البيت هم الاتباع..!
*في موضوع ما يسمى بـ آل البيت.. ما مدى خداعهم للناس بهذا الانتساب؟.
– هذا منطق عجيب جداً، مسألة آل البيت هي مسألة خلافية، وانا قناعتي اليوم وقلتها امام قيادات الجيش أن آل البيت هم مليار ونصف المليار اي كل المسلمين، وهذا مذهب نشوان الحميري الذي قال:( آل النبي هم أتباع ملته.. من الأعاجم والسودان والعربِ.
لو لم يكن آله إلا قرابته.. صلى المصلي على الطاغي أبي لهبِ).
فتحة آل البيت وسعوها
ولو كان المقصود بالآل هي القرابة لصلينا على ابو جهل وابو لهب، وايضاً الله عز وجل يقول ( ادخلوا آل فرعون أشدِ العذاب) يعني أتباعه والذين ساروا بعده، فالآل يأتي بهذا المعنى وإذا اردنا أن نحصر الآل في القرابة فهم في أربعة نفر هم اصحاب الكساء وقد إنقرضوا.
والذين يدعوا انهم من آل البيت، ما الذي يثبت على أن هؤلاء هم من نسل الحسن والحسين؟!
عندما نجد اليوم واحد اعجمي الايرانيين مثلا وغيرهم ويقول انه من نسلهم، نسأل هل الحسين كان اعجمي ام عربي؟! وكذلك الحسن، فهذا الشخص المدعي الايراني الذي لا يعرف اللغة العربية ولا يقرأ القرآن بطريقة صحيحة ويقول انه ولد الحسن والحسين، هذا منطق غريب لا نتقبله، ومن “حنب” قال انا من آل البيت.
ايضا الآن استحدثوا عيال بلال الحبشي، كل ذلك من اجل التجيير لصالحهم وحشدهم، حتى اسر الآن دخلوها وقالوا لهم انتم من آل البيت عشان يحشدوا للجبهات ويقاتلوا معهم.
فكلما قل المقاتلين معهم فتحوا دائرة آل البيت، “لما وسعو هذا البيت وقد اصبح سبعة وسبعون غرفة”. يضحك.
من يدعون التمييز ليسوا هواشم
* البعض للأسف يعترف بهم بطريقة غير مباشرة عندما ينادونهم بالهاشميين، والأصل ان الحوثيين سلالة فارسية، نريد منك توضيحاً بحقيقة هذه السلالة الفارسية؟
– نحن نتكلم على من يدعي التمييز حتى نكون دقيقين في الوصف، نحن لا نتكلم على الهاشميين كلهم، فهناك هاشميون نتعامل معهم كما نتعامل مع القبائل، اذا قال انا هاشمي مثله مثل بقية الألقاب نتعامل معه بشكل طبيعي، لكن أن يقول انا هاشمي اذاً انا خيرٌ منك انا خلقني الله خلق وانت خلقك الله خلقٌ آخر، هنا هو الخلاف، اما من يقول انا نسبي هاشمي مثله كالقبيلي عادي، لكن المشكلة هنا هي التمييز وقوله انا خير منك، حتى لو قالها قبيلي حينها يعتبر عنصريا، فهذا هو التمييز الطبقي الذي يجب أن يحارب في كل مكان، اما ذكر الاسم بدون ادعاء الافضلية فنحن منه وهو منا، ذكرت هذه النقطة على اساس ان لا نعمم.
الحوثي هو من كرس العنصرية
* كيف يمكن القضاء على هذه التمييزات والطبقية في المجتمع؟.
– الحوثي هو الذي كرس هذا الخلاف وحتى المقاتلين الذين معه يتم تصنيفهم كيفما يشاء مدعياً ان هذا قنديل وهذا زنبيل وهذا قبيلي والآخر سيد، وتلاحظ في خطاباتهم من التمجيد والتعظيم لكثير من الشخصيات ما يجعل الإنسان يتقزز من هذه العبارات التي لا يقبلها عاقل في القرن الواحد والعشرين.
اليوم العالم توسع في علوم التكنولوجيا وعلوم الاجنة والطب والاقتصاد توسع في مجالات العلوم التطبيقية وبكل الجوانب، ونحن ما زلنا عند لون البول ولون الدم والشكل والجنس.
لا تفرقة في التناكح
* هناك مسألة خطيرة ما تزال عالقة في المجتمع وهي الالغام الثقافية التي زرعها الكهنوتيون منذ فترة منها المصاهرة واحتقار المهن؟.
– اولاً هذه التفرقة هي ساقطة من بداية الإسلام إلى هذه اللحظة من الناحية الشرعية، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( يا بني بياضة انكحوا ابا هند وانكحوا منه) وكان حجّاماً، وتزوج بلال الحبشي وهو عبد يباع فيه ويشترى اخت عبدالرحمن ابن عوف القرشي، وتزوج اسامة ابن زيد فاطمة بنت قيس الفهرية القرشية، وتزوج زيد ابن حارثة زينب بنت جحش القرشية التي فيما بعد تزوجها الرسول، فهذه كانت احداث تحصل امام النبي وعلى سمعه وبصره ويحضر هذه الأعراس كلها، ولم يكن هناك لا عبد ولا قرشي وهذه التفرقة إنتهت في الإسلام، وفي يومٍ من الايام جاء بلال وقد اختلف مع ابو ذر، فيقول له ابو ذر يابن السوداء، فيغضب النبي ويتغير وجهه ويقول له : إنك امرءٌ فيك جاهلية، فيقول ابو ذر فوضعت خدي على الأرض وطلبت من بلال ان يدوس على خدي، تأسفاً وإعتذار، وهذا يعني ان هذه الافكار ماتت مع الجاهلية وماهي الا من اعمال الجاهلية.
متبع ومعتنقو التمييز جاهلي
* كيف تنظر لمثل تلك الظواهر الخاطئة، وما الواجب على المجتمع للتخلص منها؟.
– اليوم من يعمل بها هو يعتبر جاهلي مثله مثل ابو جهل وابو لهب والفراعنة الأوائل، والا ما الذي يفضل احدٌ على احد، اما نحن الاصل من الطين والماء والمصدر آدم، فحتى الكافر نحن وهو سواء لا يوجد فرق من حيث اصل الخلق ومن حيث الدستور والقانون انا واليهودي والنصراني سواء، وامام الله عز وجل العمل الصالح فأنت لا تفوقني الا بقربك من الله، اما غير ذلك فكل التمييز ساقط ومدعوس ومنتهي لا قيمة له لا شرعاً ولا قانوناً.. ويجب اليوم على الشباب المثقف الواعي أن لا ينساق على تاريخ الآباء والاجداد الذي كان يطفو عليه الجهل ويتبع ذلك.
لا سياسة في الحج..!
* قبل ان نختم حوارنا..بما أثير مؤخراً حول حج القيادات العسكرية الحوثية من بينها المدعو “الرزامي”، هناك من شكك بحقيقة حج هؤلاء، بأن قد يستغله التقاء حجاج المحور الشيعي لافتعال المشاكل والاضطرابات خلال موسم الحج،خاصة وأن حجيج ايران ما يفتعلون سنويا المشاكل بمفردهم،فكيف سيكون الحال وهم مجتمعون؟
– طبعا لن يدخل حاج الى المملكة إلا برضى من السلطات السعودية، وبالتالي هذا السؤال يوجه لهم، كيف سُمح للحجاج الحوثيين بأن يدخلوا يحجوا، فالسعودية تقدم خدمات جليلة للحرمين الشريفين تشكر عليها وترفع شعار بأنه لا سياسة في الحج، فربما من هذا المنطلق فتحت المملكة للحوثيين ان يحجوا تحت هذا الأمر ان السياسة والخلاف شأن، والحج شأن آخر، مثلما هي الآن تسمح لخمسة وثمانين الف حاج من ايران سنوياً، ومعروف الخلاف مع ايران عقائدياً، فأعتقد انه من هذه الناحية.. واذا في ملابسات اخرى لا اعلمها انا ربما يوجه هذا السؤال للمختصين في هذا الشأن.
رسالة عاجلة لمجلس القيادة والحكومة
* رسالة أخيرة تود قولها سواء للمجتمع او للقيادة السياسية في مجلس القيادة والحكومة من خلال زيارتك لمأرب واطلاعك على مختلف القضايا؟
– اوجه رسالتي لفخامة الرئيس والذي اثق بأنه سيصغي لمثل هذه الدعوات، ان وضع الناس المعيشي لا يسر، ظروف الناس صعبة جدا، وانهيار العملة الوطنية بشكل لا يمكن لأحد ان يتصوره، فقد اصبح 1000 السعودي تجاوز 360 الف ريال يمني، والقيمة الشرائية صفر.. اليوم ونحن قادمون على عيد الأضحى، وقيمة الأضحية الف ريال سعودي، من اين يأتي بها مثلا العسكري الذي يحصل على ستون الف شهريا فقط؟!.
ومجلس القيادة الرئاسي باستطاعته أن ينقذ هذا البلد وان يعمل إجراءات عاجلة لإنقاذ الاقتصاد والعملة والمواطن، فالشعب يموت من الجوع، والدولة بدون شعب ليست دولة، وظروف الناس سيئة للغاية فنتمنى ان يلتفتوا الى هذا الامر، ويكون هناك اداء استراتيجي لدى الحكومة.

وختاماً اشكر صحيفة”٢٦ سبتمبر” التي تحيي في نفوسنا ذكرى الثورة العظيمة وتجددها فينا كل أسبوع، وكل لحظة.

مواضيع متعلقة

اترك رداً