العميد القامص.. عطاء جمهوري بلا حدود

img
مقالات 0

 

فتح الشعيبي

 

كثيرون هم من يدعون أو يتعقدون أن وطنيتهم في أعلى درجاتها وأن لا شيء أغلى من الوطن وأن كل غال يغدو بخسا في سبيله، ذاك الادعاء لا كاشف له إلا عندما يتعرض الوطن لسيل هجمات ويحاول أعداؤه النيل منه حينها وحينها فقط يتضح المحب حقيقة من المحب ادعاءً.

 

عندما يئن الوطن ينقسم الناس إلى قسمين خاذل وناصر غيور ورغم انحياز الصنف الثاني للوطن تظل ساحة الاثبات والبرهان حكما في صدق الانتماء وكمال البر وحسن الوفاء فليس الجميع على ذات القدر من الولاء والاستعداد للتضحية.

 

مع محاولة مليشيا الحوثي النيل من الوطن واستعباد الشعب وإذلاله تدافع الأحرار للذود عن حماه وكتب جمع غفير من الأبطال ملاحم أسطورية ورسموا أروع لوحات الوفاء ودونوا فصولا من التضحيات حتما ستظل خالدة ومشعل نور ومحطة ملهمة للسائرين والسالكين دروب الحرية والنضال.

 

البطل العتيد والجمهوري العنيد العميد الركن/ هلال القامص في نتائج الاثبات أبان عن عمق ولاء جسده بالفعال قبل الأقوال وخاض معارك الشرف والجمهورية بروح وثابة وعطاء وتضحية بلا حدود باذلا في سبيل ذلك كل ما يمكن بذله في ترجمة واضحة وبرهان صادع عن منزلة الوطن من قلبه.

 

ابن المؤسسة العسكرية انصهر كليا في سبيل الدفاع عن الوطن وأوقف نفسه وأبناءه للوطن والجمهورية والشعب ليكشف عن معدن أصيل وعداً ووفاءً ليكون بجدارة أحد الجمهوريين الخلص الذين تربعوا على عرش المجد ورسموا الأمجاد وكتبوا التاريخ وصنعوا التحول.

 

قبل نحو عامين ودع القائد القامص ولديه محمد وعبد المؤمن بكلمات أعلت من معنوياتهم وشحذت هممهم مضمونها قتال باستبسال ونزال من لايأبه للموت ” عمر الشجاعة ما جابت الموت وعمر الجبن ما جاب الحياة” استوعب البطلان تلك المعاني وانطلقا كليثين هصورين وكان لهما شرف الارتقاء شهيدين ولأن الابتلاء على قدر الإيمان فقد استولى العدو على جثتيهما وزملائهم ليغدو الجرح جرحين.

 

لم يستكن أو يأخذ هول الفاجعة منه أو يفل من عزيمته بل جعل من التضحية بولديه زادا ووقودا وحماسا فكان على العدو أكثر بأسا وأشد إيلاما فأصبح جحيما تصطلي به قطعان المليشيا فأذاقها سموم عذاب.

 

قبل أيام تسلم القائد المغوار جثة ولديه في صفقة تبادل ووجدهما متفحمتين بفعل صب مادة الأسيت عليهم في محاولة بائسة من مليشيا الارهاب والإجرام الحوثية النيل من عزيمته وإحداث ثلمة في صدره غير أن الرد كان مزلزلا وعظمة استثنائية من قائد استثنائي ” والله لو كان لي مائة ولد لدفعتهم جميعا إلى ساحات الشرف والجمهورية فالغاية نبيلة والمقصد عظيم تهون في سبيله التضحيات”.

مواضيع متعلقة

اترك رداً