وزير الأوقاف والإرشاد في حوار مع ” 26 سبتمبر”: المعسكرات الصيفية الحوثية فخ تنصبه المليشيا للزج بالأطفال والشباب في حروبها

img

 

26 سبتمبر/ حوار – جبر صبر

 

أكد وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ محمد عيضة شبيبة أن المعسكرات الصيفية لمليشيا الحوثي الإرهابية، فخ تنصبه المليشيا للشباب وصغار السن لاستقطابهم والزج بهم في حروبها العدوانية ضد الشعب اليمني، مشيراً إلى أن مخرجاتها قتل الآباء والأقارب والجيران من قبل الشباب الملتحقين بها.

 

وكشف في حوار خاص لـ”26 سبتمبر” عن إعداد الوزارة خطة لإقامة مراكز صيفية تصل إلى (550) مركزاً صيفياً نوعياً تستوعب لأكثر من (33) ألفا من شباب وشابات المحافظات المحررة.

 

ووصف وزير الأوقاف ًوالإرشاد السلام مع مليشيا الحوثي الذي يسعى له المجتمع الدولي ضربا من الخيال، أنه بمثابة سراب بقيعة، لافتاً الى ان اليمنيين جربوا مرات عدة، إبرام اتفاقات مع هذه المليشيا منذ أن عرفت بنشأتها الدموية وحروبها المتوالية على الدولة والمجتمع، وفي كل مرة تنكث العهود وتنقلب على الاتفاقات، بل تعاود عدوانها بشكل أكثر ضراوةً من ذي قبل.

 

التفاصيل في الحوار التالي:

 

* بداية معالي الوزير أصدرتم مؤخراً بياناً حذرتم فيه من خطر المراكز الصيفية الحوثية، فما خطورتها على المجتمع اليمني على المستوى القريب أو البعيد؟

– بخصوص النداء الذي أطلقته وزارة الأوقاف والإرشاد لأبناء شعبنا اليمني للتحذير من خطر المعسكرات الصيفية لمليشيا الحوثي الإرهابية، هو جزء من المواجهة الفكرية المطلوبة التي تخوضها الوزارة عبر منابر الوعظ والإرشاد، والبيان في إطار مسؤوليتنا الوطنية والأخلاقيّة تجاهَ شعبنا وأمتنا وجيلنا، للتحذير من “المعسكرات الصّيفية” الحوثية، التي يسمونها “المخيمات الصّيفية”، بينما هي في الحقيقة فخاخ تنصبها المليشيا للشباب وصغار السن لاستقطابهم والزج بهم في حروبها العدوانية ضد الشعب اليمني وجيرانه، ولأنها جماعة منبوذة مجتمعيا، فهي تعمد إلى استغلال الظروف الاقتصادية والمعيشية للمواطنين الناجمة أساسا عن حروب المليشيا ونهب موارد الدولة ومرتبات الموظفين، وتسخيرها لصالحها وإغراء صغار السن للالتحاق بمراكزها.

 

مسخ عقائدي وثقافي

* ما أهم ما حمله البيان من تحذير من هذه المراكز الحوثية؟

– أشرنا في ندائنا لشعبنا اليمني إلى مخرجات هذه المعسكرات الحوثية خلال الأعوام الماضية، حيث رأينا شبابًا يافعين عادوا من هذه المخيمات والدورات، وقتلوا أقاربهم وجيرانهم، لاختلافهم معهم، بعد أن تعرضوا لعملية مسخٍ عقائدي وثقافي، تحولوا بعدها إلى مجرمين وقتلة، أو مجرد عبيد في أحسن الأحوال تسوقهم المليشيا السلالية للدفاع عنها وعن مصالحها غير المشروعة.

 

تجريف الهوية

* بمَ تفسر الاهتمام الكبير من قبل المليشيا للحشد لهذه المراكز؟ والى ما تهدف من ذلك؟

– اهتمام المليشيا بالحشد لهذه المراكز، هو جزء من مشروعها التدميري لتجريف الهوية الوطنية، ومحاولة إحلال هوية مغايرة بمثابة مزيج من الإمامة الكهنوتية والهوية الفارسية الدخيلة على المجتمع اليمني لضمان السيطرة على المجتمع، لأنها جماعة منبوذة مجتمعيا فهي تعمد إلى استقطاب صغار السن من خلال هذه المراكز، وتستغل العطلة الصيفية للطلاب، كما تستغل أي مناسبة للحشد وتوظيف المجتمع لصالحها، وفي المحصلة أيضا كل هذه الأعمال الحوثية بمثابة خطوات استباقية للمليشيا تعتقد أنها تحمي نفسها بذلك من أي ثورة غضب قادمة تجتثها من جذورها بسبب سلوكها الإجرامي ومشروعها العدمي.

 

جهود مضاعفة

* هل لديكم في الوزارة خطة لتوعية الحاضنة لدى المليشيا بخطورة هذه المراكز؟

– بالتأكيد، الوزارة تعمل جنبًا إلى جنب مع كل مؤسسات الدولة اليمنية في سياق معركة النضال الوطني والإنساني ضد الجائحة الحوثية وعودة الإمامة بنسختها الحوثية الإيرانية، بما في ذلك العمل الإرشادي وجهود التوعية.

وتطمح الوزارة إلى أن يكون للإعلام دور في إيصال الرسائل الصادرة عن الوزارة إلى عموم أبناء الشعب اليمني.

 

* برأيك هل تنطلي دعوات مليشيا الحوثي للحشد للمراكز على آباء الأطفال؟

– رغم الدعاية المضللة التي تستخدمها مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، وهي كما تعرفون مناطق ذات كثافة سكانية، لكننا نشهد يقظة كبيرة، ومشروع الحوثي يتكشف يوماً بعد يوم وبات الناس يدركون بأنفسهم أكاذيب المليشيا وخطرها على حاضرهم ومستقبلهم، وذلك عمدت هذه المليشيا دون أي وازع من قيم أو أخلاق لتجويع المجتمع وإرهاقه حتى تسهل عليها عملية تطويعه واستقطابه، ولكن حتى برغم الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي فرضتها المليشيا على المجتمع فهناك حالة رفض مكبوتة تتصاعد يوما بعد يوم، وأملنا بالله كبير أن ينتصر لشعبنا من هذه العصابة المجرمة.

 

خطة لبناء شخصية متوازنة

* ماذا عن المراكز الصيفية في المحافظات المحررة؟ وما خطتكم لذلك؟

– بخصوص المحافظات المحررة فقد أعدت وزارة الأوقاف والإرشاد بما يتناسب وإمكانياتها المتاحة الخطة السنوية للمراكز الصيفية الطلابية تشمل عدد (550) مركزاً صيفياً نوعياً تتسع لأكثر من (33,000) من شباب وشابات المحافظات المحررة، نطمح من خلال هذه المراكز إلى بناء الشخصية المتوازنة للطالب (روحياً، اجتماعياً، فكرياً، وثقافياً)، وفق نشاط تربوي صيفي متكامل ليصبح مواطناً نافعاً يخدم دينه ووطنه وأمته، ومتسلحا بالعلم قادرًا على التفريق ببن منهج الإسلام الحنيف وبين الأفكار الهدامة والمتطرفة والمنحرفة.

 

دور محوري

* ما الدور المنوط بالخطباء والوعاظ في التوعية بخطر الفكر الحوثي الطائفي؟

– لا شك أنه دور محوري ومهم ويتكامل مع دور الإعلام بمختلف وسائله وأنواعه، ويتكامل كذلك مع دور القطاع التعليمي بمختلف مراحله ابتداء من الأساسي حتى الجامعي.

ولعل الجميع يشاهد مدى التحريف الذي أدخلته مليشيا الحوثي على المناهج التعليمية في مناطق سيطرتها وهو الأمر الذي لا يمكن مواجهته فقط عبر الخطباء والمرشدين وإنما بجهود كل الشرفاء والأحرار المتمسكين بقيم الإسلام الحنيف ومبادئ النظام الجمهوري.

ونحن في وزارة الأوقاف نحرص في مختلف المناسبات على إصدار تعاميم لمكاتبنا في المحافظات وللخطباء والمرشدين بضرورة التحذير من خطر الأفكار الحوثية وكل الجماعات المتطرفة والإرهابية.

 

التنسيق وعمل مشترك

* ما مدى التنسيق بينكم والجهات ذات العلاقة كالإعلام وغيرها في توعية المجتمع وتحصينه من الأفكار الحوثية؟

نسعى جاهدين للتنسيق مع مختلف الجهات الفاعلة لتوعية المجتمع وتحصينه من مخاطر الأفكار الحوثية وسمومها، وهذا التنسيق يأخذ أشكالاً عدة: هناك تنسيق مع الجهات الحكومية لا سيما الإعلام في ما يتعلق بأنشطة وزارة الأوقاف والإرشاد ومواقفها إزاء الأحداث التي تتطلب بيان موقف الأوقاف والإرشاد، ولذلك نحرص على موافاة وكالة الأنباء الرسمية بكل جديد.

وللوزارة أيضاً اهتمام بالنشر عبر موقعها الإلكتروني وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا الفيس بوك.

وأبوابنا مفتوحة لجميع الإخوة والأخوات الإعلاميين والصحافيين للحصول على أي معلومات تتعلق بدور الوزارة وجهودها في هذا السياق.

 

رفض مجتمعي

* برأيك ما مدى الرفض المجتمعي للفكر الحوثي في مناطق سيطرته؟

– المجتمعات التي ترزح تحت حكم المليشيا الحوثية رغم القمع والترهيب تعيش حالة من الرفض الصامت للمليشيا ومشروعها الطائفي والسلالي، وتنتهز أي فرصة للتعبير عن حالة الرفض هذه، سواء من خلال عزوف المصلين عن المساجد التي تفرض المليشيا فيها خطباء من عناصرها أو غير ذلك، وقد شاهد الجميع (على سبيل المثال) انتفاضة الأهالي في مدينة إب ضد المليشيا وهتافاتها خلال تشييع أحد المواطنين الذين ماتوا تحت التعذيب في سجون المليشيا.

 

مساندة الأبطال

* ما الذي قدمته الوزارة في جانب اسناد أبطال الجيش الوطني في معركته الوطنية ضد مليشيا الحوثي؟

– لعلكم تابعتم نشاط الوزارة في الجانب الإرشادي والتوعوي وإصدار العديد من التعاميم والبيانات في كل مناسبة والمساهمة في إسناد أبطال الجيش الوطني في معركة التحرير واستعادة الدولة، والتنسيق مع مختلف الجهات والهيئات العربية والإسلامية ذات الصلة لمساندة الشرعية اليمنية.

ومنذ تسلمنا الوزارة عملنا على إعادة ترتيب وإصلاح الكثير من الاختلالات الإدارية والهيكلية ولا تزال الجهود مستمرة حتى يتسنى لنا القيام بالدور المطلوب قدر الإمكان.

 

تغيير ديمغرافي

* عمليات نهب واستيلاء القيادات الحوثية على أراضي الأوقاف بصنعاء وضواحيها.. كيف تنظرون لتلك الممارسات؟ وما هدفهم في ذلك؟

– عمليات النهب والسطو التي تقوم بها مليشيا الحوثي في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرتها هو جزء من سلوكها الإجرامي في البحث عن الثراء غير المشروع لقياداتها بالمال الحرام، والبحث عن مصادر لتمويل حروبها العدوانية على المجتمع، ومع مرور الوقت بدأت أيضا تتضح أهداف أخرى للمليشيا تتمثل في محاولة خلق واقع ديمغرافي جديد قائم على الفرز  المذهبي والطائفي من خلال السيطرة على أوقاف الدولة في ضواحي صنعاء وتوزيعها على عناصر السلالة القادمين من محافظة صعدة تحديداً، وهو أمر يدعو للأسف لأن يعزز حالة الانقسام الذي كرسته المليشيا وعملت على تمزيق النسيج الاجتماعي وتدمير أسس التعايش السلمي والوئام المجتمعي، يصدق عليهم قول الله عز وجل: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ”.

 

استهداف كوادر الأوقاف

* ماذا عن جرائم المليشيا الحوثية بحق موظفي وكوادر الأوقاف بالعاصمة والمحافظات غير المحررة؟

– كوادر الأوقاف والإرشاد كان لهم نصيب وافر من جرائم الحوثيين منذ اجتياحهم للمدن والسيطرة على موارد البلاد، فقد عمدت المليشيا إلى اغتيال عدد من الخطباء والأئمة، واختطاف العديد والزج بهم في معتقلاتهم وتعرضهم لصنوف التعذيب، واتخاذهم دروعا بشرية.

كما أقدمت على طرد مئات الخطباء والأئمة من مساجدهم واحتلالها ومصادرة المساكن التابعة للمساجد، وإحلال عناصرها محلهم واضطر آلاف الأئمة والخطباء والمرشدين إلى النزوح فور خروجهم من سجون المليشيا خوفاً من الاعتقال مرة أخرى.

 

جرائم منظمة

* وماذا عن جرائم المليشيا بحق الوزارة بحد ذاتها؟

كما تعلم فإن المليشيا الحوثية، قامت بفصل الأوقاف كهيئة مستقلة عن الوزارة، وسيطرت على جميع مفاصلها، بقيادات تابعة لها، واستبعدت كل الموظفين السابقين، وحرمتهم من وظائفهم، وقطعت عنهم مصدر عيشهم، لاسيما وأن الأوقاف تمويلها ذاتي ودخلها مستمر، وبالتالي استولت على أراضي وعقارات وممتلكات الأوقاف، وجيرته لصالح مشروعها التدميري..

أما الإرشاد فإنها سرحت الكثير من الموظفين، وأتت بآخرين مثخنين بأفكارها الطائفية.

نحن نتحدث عن جرائم فضيعة بحق الأوقاف وحق الموظفين، وبحق المعتقدات والآراء التي تسعى المليشيا من خلال سيطرتها على هذه المؤسسة الدينية وزارة الأوقاف إلى شرعنة جرائمها وتمرير أفكارها الطائفية الإمامية العنصرية..

 

صعدة ترفض الحوثي

* معالي الوزير وأنت تنتمي لصعدة، لو تضع قراءنا الكرام بصورة عن مدى تقبل أبناء المحافظة للفكر الحوثي؟

– لقد كان لأبناء صعدة قصب السبق في مقارعة العصابة الحوثية لسنوات، لأنهم كانوا أوائل الضحايا الذين مسّهم الضر وعانوا الويلات، وكانوا يستنجدون أبناء اليمن ويحذرونهم، وكانت صرخاتهم لا تلقى آذاناً صاغية للأسف، إلا من قلة قليلة من أبناء اليمن في مختلف المحافظات، كانت هذه القلة القليلة تدرك خطر الإمامة، وكانت لهم صولات وجولات، أما معظم القوى السياسية للأسف فقد كانت تتجاهل الخطر أو غير مدركة له، والحقيقة أن هذا الرفض لدى أبناء صعدة لا يزال مستمراً، ولكن بسبب القمع الرهيب وغياب الإعلام لا تظهر الكثير من الأحداث هناك، وفي الحقيقة أبناء صعدة موجودون في مختلف جبهات النضال الوطني ضد مشروع العصابة الحوثية.

 

سلام الحوثي سراب

* في ظل الحديث عن مساعي للوصول لسلام شامل، هل ترى أن المليشيا الحوثية ستلتزم بالاتفاقيات؟

– البحث عن سلام مع مليشيا الحوثي ضرب من الخيال، وهو بمثابة سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.

لقد جرب اليمنيون مرات عدة إبرام اتفاقات مع هذه المليشيا منذ نشأتها الدموية وحروبها المتوالية على الدولة والمجتمع، وفي كل مرة تنكث العهود وتنقلب على الاتفاقات ولا تعدم الذرائع دائماً، بل تعاود عدوانها بشكل أكثر ضراوةً من ذي قبل.

 

ما الذي بمقدور اليمنيين تقديمه لهذه المليشيا أكثر من مؤتمر الحوار الوطني الذي منحهم أكثر مما يستحقون، وكانت النتيجة كل هذا الخراب والدمار.

 

الكليات الخمس

* رسالة أخيرة تود توجيهها؟

رسالتي للشعب اليمني أن “اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” في مواجهة طغيان العصابة الحوثية الإيرانية المجرمة، فإن استمرار رفضها ومقاومتها دفاع عن الكليات الخمس التي جاءت بها الشريعة، وإن الرضوخ لها والاستسلام لأباطيلها وخرافاتها هو عين الضلال المبين. “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.

وأوصي عموم شعبنا اليمني العظيم أن يلتف حول أبطال جيشه والمقاومة الوطنية فهم حماة الأرض والعرض في مواجهة مشروع الإمامة الحوثية بطابعها الفارسي، الرحمة لشهدائنا الأبرار، والشفاء للجرحى والمصابين، والنصر لليمن.. والله ولي التوفيق.

مواضيع متعلقة

اترك رداً