أكدت على عمق علاقة البلدين وتعاونهما العسكري.. زيارة ناجحة لوزير الدفاع لجمهورية السودان الشقيق

img

 

 

26 سبتمبر/ منصور الغدرة

 

عاد مطلع الأسبوع، وزير الدفاع، الفريق الركن محسن علي الداعري، من العاصمة السودانية الخرطوم، بعد زيارة رسمية، استغرقت عشرة أيام، التقى خلالها فخامة الفريق أول، عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الذي سلمه رسالة خطية من أخيه فخامة المشير الركن دكتور رشاد العليمي القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، ثمن من خلالها موقف السودان حكومة وشعبا في دعم اليمن وشعبه في حربه المصيرية ضد المليشيا الحوثية الإرهابية.

 

كما عقد وزير الدفاع، مباحثات ولقاءات مع القيادة العسكرية والمسؤولين السودانيين، تناولت العلاقة الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين وتعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات العسكرية بين الجيشين في البلدين.

 

ومما لا شك فيه ان زيارة وزير الدفاع، الى جمهورية السودان الشقيق، سيكون لها مردود وفائدة كبرى للبلدين والشعبين الشقيقين في تعميق وتوطيد العلاقة التاريخية بينهما، على مختلف الصعد وعلى جيشي البلدين وحربهما المقدسة في التصدي للمشروع الفارسي الإيراني ومليشياته الحوثية الإرهابية، الذي يستهدف بها كيان وهوية الأمة العربية وأمنها القومي.

 

العلاقات بين بلادنا وجمهورية السودان الشقيق، متجذرة خاصة في مجال التعليم العام والتأهيل الأكاديمي العسكري، وتأتي زيارة وزير الدفاع الفريق الركن، لتؤكد متانة هذه العلاقة وتزيد من رسوخها أكثر فاكثر، خاصة في المجال العسكري وتبادل الخبرات العسكرية بين البلدين، فهذه العلاقة الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين، ترجمتها تلك المباحثات والنقاشات واللقاء التي عقدها وزير الدفاع الداعري مع المسؤولين العسكريين السودانيين، عبرت عن مصداقيتها كلمات وأحاديث وفدي البلدين، فاليمن ثمن وقوف السودان الشقيق حكومة وشعبا إلى جانب الشعب اليمني في حربه ضد المليشيا الحوثية الإرهابية، قابله الأشقاء السودانيون وإفصاحهم عن استعدادهم التام بتقديم المزيد من الدعم لليمن حتى ينتصر لقضيته العربية والقضاء على مليشيا إيران ومشروعها الفوضوي في اليمن والمنطقة.

 

فالزيارة لها دلالتها الخاصة كونها تأتي في إطار تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، فضلا عن أنها تجسد الدور العسكري الفعال والكبير لجمهورية السودان الشقيق في التحالف العربي لدعم الشرعية والشعب اليمني  في حربه ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، باعتبار أن دور السودان الشقيق لم يقتصر على الدعم السياسي  للشرعية اليمنية فحسب، وإنما تجاوز إلى أبعد من هذا الأمر بكثير، جسدته القيادة السودانية من خلال مسارين متوازيين، الأول المشاركة العسكرية الفاعلة على  أرض المعركة ضد مليشيا إيران بإرسالها فور تشكل التحالف بقيادة المملكة العربية ٢٠١٥م، الملاك البشري والعتاد العسكري إلى جبهات المعارك في اليمن لتقاتل جنبا إلى جنب مع اخوانهم اليمنيين.

 

وأما المسار الثاني، الذي جسدته القيادة العسكرية السودانية في عملية التأهيل والتدريب للكوادر العسكرية اليمنية، حيث فتحت المدارس والأكاديميات العسكرية السودانية أبوابها لمنتسبي القوات المسلحة اليمنية، في الوقت الذي أحجمت كثير من المدارس العسكرية العربية عن منح العسكريين اليمنيين فرص التأهيل وتلقي العلوم العسكرية، عقب انهيار المؤسسة العسكرية اليمنية بالسيطرة عليها من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.

 

وتصدر مسار التدريب والتأهيل للعسكريين اليمنيين في المدارس والأكاديمية  العسكرية السودانية، برنامج مباحثات وزير الدفاع الداعري، مع المسؤولين العسكريين السودانيين أو في زيارته الميدانية للمدارس والمصانع الحربية والأكاديمية العسكرية السودانية، وهو ما أبدى وزير الدفاع إعجابه بالتطور الذي يشهده السودان في مجال التصنيع الحربي والعسكري، وكذا مناهج العلوم العسكرية التي تقدمها الأكاديميات والكليات العسكرية السودانية، ومنها الكلية الحربية، التي كانت ضمن برنامج زيارته، فاطلع من قائد الكلية  اللواء الركن إبراهيم عثمان الجالي، على الأدوار التي تقوم بها الكلية في تأهيل وتدريب العسكريين ومنهم العشرات من القوات المسلحة اليمنية.

 

وأشاد وزير الدفاع بالجهود الكبيرة والمهنية العالية التي تتميز بها الكلية.. مؤكداً أن الإيفاد الكبير من قبل الدول الشقيقة والصديقة للكليات السودانية عموماً والحربية على وجه الخصوص يشير إلى مدى كفاءتها ورصيدها العلمي والمعرفي، متطلعاً إلى استيعاب المزيد من الطلاب اليمنيين في ظل توقف الكليات العسكرية نتيجة انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية.

 

إذ أن برنامج الزيارة شمل أيضا، حضور وزير الدفاع مع رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق اول عبدالفتاح البرهان ووزير الدفاع السوداني الفريق الركن ياسين ابراهيم ياسين، حفل تخرج36 مبتعثا يمنيًا من أكاديمية النميري وكلية القيادة والأركان في السودان، وفي ختام الاحتفال، زار الجميع، معرض الخريجين اليمنيين للاطلاع على محتوياته.

 

ويعتبر 36 عسكريا يمنيا يتخرجون دفعة واحدة من الأكاديمية العسكرية السودانية، رقما كبيرا لا يمكن لأية أكاديمية عسكرية عربية أو أجنبية استقبال كل هذا العدد دفعة واحدة، ولا حتى الأكاديمية العسكرية اليمنية نفسها التي كانت لا تستقبل أكثر من عشرة طلاب في أكاديمية الحرب العليا وعشرين طالبا في كلية القيادة والأركان.

 

وما هذا إلا دليل تأكيد بأن العلاقات اليمنية- السودانية متجذرة وضاربة في سبر التاريخ، وأن التعاون العسكري بين البلدين لا حدود له، وأن البلدين مقبلين على معركة مصيرية مع مليشيا إيران في اليمن، وهو ما شدد عليه  وزير الدفاع الداعري أثناء مخاطبته الخريجين العسكريين اليمنيين، بضرورة عودتهم للعمل بكل كفاءة واقتدار في خدمة الوطن وقواته المسلحة، وتنفيذ المهارات القتالية المكتسبة في جبهات العزة والكرامة في مواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية.. وقال: إن القوات المسلحة وجبهات القتال مع مليشيا الحوثي الإرهابية بانتظار خبراتكم وكفاءتكم وتطبيق المعارف المكتسبة لتلافي اخفاقات وسلبيات المرحلة الماضية، مؤكدا على ان يكون العام 2023 عام مراجعة استراتيجية.

 

فالمباحثات واللقاءات التي عقدها وزير الدفاع والوفد المرافق له، مع القيادة العسكرية والمسؤولين السودانيين، يتقدمها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ووزير دفاعه الفريق الركن ياسين إبراهيم ياسين، وغيرهما من القيادة والمسؤولين العسكريين ورؤساء الهيئات والمدارس الأكاديمية العسكرية السودانية، ترجمة فعلية لمتانة العلاقات بين البلدين، خاصة في مجالات التعاون والتنسيق المشترك في جوانب التأهيل والتدريب لمبتعثي القوات المسلحة اليمنية، والدعم اللامحدود للسودان-قيادة وشعبا- لما  يقدمه للشعب اليمني وقواته المسلحة ضمن دعمه ومشاركته الكبيرة في تحالف دعم الشرعية، وهذا بالطبع  يثمنه اليمنيون على مختلف المستويات والأطياف، ولا يمكن لهم تجاهله او تناسيه بالمرة.

 

وهو ما أكده وزير الدفاع خلال تصريحاته، بقوله: “إن الشعب اليمني وقواته المسلحة لن ينسوا تلك الوقفة التاريخية والدعم من الأشقاء العرب في معركة العروبة ضد مشروع إيران الدموي والمتمثل بمليشيا الحوثي الإرهابية”.. مشددًا على أهمية التنسيق وتبادل الخبرات بين وزارة الدفاع والأشقاء في السودان وأكاديمياتها العسكرية التي يدرس فيها العشرات من كوادر القوات المسلحة.

 

إذ ان علاقة بلادنا بجمهورية السودان الشقيق، ليست وليدة اللحظة، وخاصة في المجالين التعليمي والعسكري والتأهيل الأكاديمي العسكري.

 

ولم يكن ما وصل إليه الأشقاء في جمهورية السودان الشقيق من تطور ملحوظ وكبير في مجال التصنيع العسكري السوداني غائبا عن زيارة وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، حيث شملت الزيارة، منظومة الصناعات الدفاعية السودانية في العاصمة الخرطوم، وكذا “مجمع الصافات” لصيانة وتأهيل الطائرات المدنية والعسكرية السودانية، مطلعا من  نائب مدير المنظومة اللواء الركن المعتصم عبدالله الحاج، على مجمل مجالات العمل والإنتاج في منظومة الصناعات الدفاعية ومراحل تطورها وازدهارها، وما قامت به لخدمة القوات المسلحة والشعب السوداني الشقيق، مشيدا بالمستوى المتطور الذي وصل اليه الأشقاء في السودان في مجال الصناعات الحربية، متطلعاً إلى تأهيل عدد من الكوادر العسكرية اليمنية في هذه المجالات.

 

وطاف وزير الدفاع بعدد من المصانع العسكرية التابعة للمنظومة، مطلعاً على طرق وآليات التصنيع العسكري، مبدياً إعجابه بالتطور الملحوظ الذي تشهده الصناعات العسكرية والمدنية في السودان الشقيق، مشيدا بالجهود المبذولة لتأهيل وتدريب الكوادر السودانية وحجم صناعة وتطوير وتحديث الطائرات والمسيرات في المجمع.. مشيدا بإصرار ومضي الأشقاء في جمهورية السودان نحو المستقبل بخطوات ثابتة والعمل والمنافسة في التصنيع الحربي العسكري والمدني خاصة في مجال الطيران المسير.

 

وفي ختام الزيارة منحت قيادة المنظومة، وزير الدفاع درع مجمع اليرموك الصناعي تقديراً لزيارته، وتعبيراً عن العلاقات والتاريخ المشترك والتعاون العسكري بين البلدين الشقيقين.

مواضيع متعلقة

اترك رداً