اللواء الذيباني ..سفر التضحية والخلود

img

عميد/ عبدالله علي السقلدي

 

 

بين المصاب الجلل الذي وقع علينا كالصاعقة، وبين معرفتنا أن الشهادة في سبيل دينك ووطنك هي الخاتمة التي كنت تنتظرها وتشتاق إليها، ضلينا طريق الحزن، وقاربتنا السعادة لأنك نلت كل أمنياتك وهو كل ما يتمناه الشجعان من محبي الأوطان.

 

الشهيد القائد الفذ اللواء الركن ناصر الذبياني رئيس هيئة العمليات مذ عرفناك رفيقا في السلاح وقائدا إداريا وفطناً في التخطيط العسكري، وشجاعا مغوارا في الخطوط الأمامية في الجبهات،  وإنسانا عظيما وبسيطا في كل علاقاتك مع زملائك وجنودك.

 

لقد نلت الشهادة مقبلا غير مدبر، شهادة تليق بك وبأمثالك القادة الذين وقفوا بثبات وإرادة لا تلين مدافعين عن وطنهم وعقيدتهم وكرامة وحرية شعبهم، رافضين الذل والخنوع، والبقاء تحت راية عبيد فارس، عبدة الظلام والظلم والكهنوت، أمثال القشيبي والشدادي والوائلي والتويتي والصيادي، كما كنت من ضمن هؤلاء القادة وغيرهم ممن كان لهم شرف تشكيل النواة الأولي للجيش الوطني في مارب، كضرورة وطنية ودينية تستوجب اجتثاث هذا السرطان الخبيث، الذي فطنتم آنذاك وزملائك القادة الشجعان إلى خطورته على حاضر ومستقبل اليمن.

 

فبأي الكلمات يمكننا أن نرثيك ايها الشهيد البطل ونحن نكابد الفقد لرفيق سلاح و إداري فذ، ومهندس للخطط الحربية الحكيمة.. وأيقونة نصر صال وجال في الخطوط الأمامية، في مختلف جبهات مأرب العزة والكرامة، برفقة المقاتلين الأبطال من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التي أسندت إليك مهمة تكوينها، وحيث ماكنت تكون الخسائر كبيرة وفادحة على مليشيا التمرد الحوثية في العدة والعتاد.

 

معاجم اللغة بالفعل عاجزة عن الجود بما يليق بك من معان وعبارات والقاب، لقد صعب الأمر علينا وكيف لا يصعب الأمر ونحن نعرفك حق اليقين.. نعرف بطولاتك وثبات مواقفك الوطنية وجسارتك في المعارك التي خططت لها وأدرتها وشاركت فيها جنبا الى جنب مع  الأبطال دفاعا عن الدين والوطن والكرامة.

 

عزاؤنا الوحيد أنك نلت شرف الشهادة وأنت في مقدمة الصفوف ومن نقطة صفر مع العدو تدافع عن وطنك ودينك وعزة أمتك، وقد أكرمك الله بما يليق بك وبأمنياتك، فقد دافعت بكل ما لديك وكنت شجاعا مقداما لا تهاب الموت وقدمت روحك الطاهرة دفاعاً عن مأرب، آخر قلاع الجمهورية وحصن الأمة العربية والإسلامية وها هو العدو الحوثي يولي الأدبار بتضحياتك، وتضحيات الأبطال وبدمائكم الطاهرة تلك ستنبت الأرض عشرات بل المئات والآلاف من الأبطال الشجعان، والذين لن يرضوا بغير النصر وتطهير اليمن من دنس مليشيا الغدر والخيانة.

 

وإننا إذ نعاهد الله ثم نعاهدكم ونعاهد شعبنا اليمني العظيم أنا على الدرب ماضون لنكمل المشوار الذي سرت عليه لتحرير كل شبر من أرض الوطن من هذه النبتة الشيطانية الخبيثة.

 

أصدق وأخلص التعازي والمواساة أبعثها إلى أسرة الشهيد وأقربائه وقيادة المؤسسة العسكرية وكل الأبطال المقاتلين في كل الجبهات والثغور في هذا المصاب الجلل، وأسأل من الله العلي القدير أن يتغمدك وكل الشهداء بواسع رحمته ويسكنكم جميعا فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون

 

*مدير دائرة الإمداد و التموين

مواضيع متعلقة

اترك رداً