الأخبار الرئيسيةتقارير

الشهيد الذيباني.. قائد ملهم وبطل شجاع

سبتمبر نت/ خاص

“تواجدي في مقدمة الصفوف واجب وليس حبا في البروز” ، “نحن هنا للمشاركة وليس للقيادة” بهاتين العبارتين، جسد الشهيد القائد اللواء ناصر الذيباني، رئيس هيئة العمليات الحربية بوزارة الدفاع، المعنى الحقيقي للقيادة، وأثبتها قولا وفعلاً حتى روى بدمه وروحه تراب الوطن، واستشهد وهو يقود المعارك جنوبي محافظة مأرب.

 

في فيديو مصور للشهيد القائد، كان هو آخر ما قاله واختتم به مسيرة حياته العسكرية قضى عقودا منها في خدمة الوطن، فقد كان جنديا مخلصا وقائدا شجاعاً وأبا رحيما لكل من عرفه وعمل تحت قيادته وإمرته.

 

كان الشهيد القائد يعتبر الوظيفة المكلف بها واجبا وطنياً وليست مجرد وظيفة، بحسب تصريحه قبل استشهاده حيث قال: إن من واجباته الوطنية هي الإشراف على العمل العسكري وعلى كل المهام القتالية التي تندرج ضمن واجبات هيئة العمليات الحربية التي كان يترأسها،

 

كما كان يعتبر حضوره الدائم إلى جانب قادة المناطق وقادة الوحدات العسكرية المقاتلة في الصفوف الأولى، “واجب” و”ليست من باب حب البروز (الظهور)، لكن الواجب هو من يستدعي أن أكون مع كل جندي مقاتل في الصف الأمامي”.

 

قائد لا يعرف ليله من نهاره، لا وقت لديه للنوم والاستراحة، فرغ نفسه وكرس جهده في مقارعة الانقلاب قيادة المعارك وبناء جيش وطني قوي، فمنذ انطلاق الشرارة الأولى لمقاومة الانقلاب كان الشهيد القائد في مقدمة الصفوف ومن النواة الأولى لتأسيس الجيش مع رفاقه بالسلاح والقضية.

 

لم يستشهد القائد الذيباني ليترك الفراغ خلفه، بل صنع مئات الضباط والأفراد من يحملون راية الجمهورية، ويواصلون المعركة الوطنية المتمثلة باستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب والحفاظ على مكتسبات الثورة والجمهورية، من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

 

وعلى مدى سبع سنوات مضت من المواجهات التي يخوضها الأبطال في الجيش والمقاومة في مواجهة فلول الانقلاب الحوثي الفارسي، والشهيد القائد الذيباني يتوسط الأبطال قائدًا بطلاً يلقن المليشيا الإرهابية دروسًا في الوطنية التي خانوها.

 

وعلى امتداد جبهات القتال ضد المليشيا الحوثية الإيرانية كان الشهيد القائد الذيباني في مقدمة الصفوف العسكرية مقاتلاً شرسًا أرهب جحافل المليشيا موضحًا بأن وجوده في الصف الأمامي للقتال وليس للقيادة، بحسب تصريحه، مضيفاً “هنا لا معنى للقيادة إذا سيتراجع الأفراد ويتأثر الجنود، ويسقط المواقع، لذا ما أتينا إلا للمشاركة، ولسنا أغلى ممن يقدم الدم والروح”.

 

وتابع “في مقاييسنا كعسكر، ما أنجزه الأخوة في القوات المسلحة، في الجيش الوطني هو إنجاز كبير، وواسع بجهد مثله رئيس الجمهورية ونائبه والأخ رئيس هيئة الأركان العامة، سابقا وحاليا وزير الدفاع الفريق محمد علي المقدشي”.

 

عمل الشهيد القائد بحزم القائد العسكري في تأهيل أفراده وضباطه، وبشجاعة القائد المغوار في قيادته للمعارك، يتحرك مع الحرب أينما دارت.

 

ويشير إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها القيادة العسكرية والسياسية في إعادة تكوين الجيش الوطني منذُ الوهلة الأولى ويصفها بـ”الجبارة” بداية من إنشاء ألوية ومناطق عسكرية، وإنشاء هيئات ودوائر وزارة الدفاع، وكذا مراكز التدريب وإعداد الجندي المقاتل المحترف.

 

ولفت إلى استمرار القيادة العسكرية في تأهيل وتدريب الضباط والجنود بشكل كبير وعال، يؤكد ذلك، الجهد في الميدان المستمر، والعطاء في الجبهات القتالية.

 

وخلال المقابلة التي أجراها أثناء تواجده في جبهات القتال عبر عن فخره وهو يتواجد مع الوحدات العسكرية التي تمثل أبطال الجيش الوطني، والتي في إطارها ينضوي الأبطال من كل محافظات اليمن، جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً، مؤكدًا الشهيد الذيباني ان الجيش الوطني شُكل ليمثل كل أبناء الجمهورية اليمنية.

 

وأردف “نحن أكثر تفاؤلاً أن اليمن ستعود وأن صنعاء ستعود لأهلها الأصليين، أبناء الجمهورية اليمنية، بشكل عام وليست لطائفة، وأن النصر واستعادة الجمهورية حتماً سيتم”.

زر الذهاب إلى الأعلى