كيف أصبح دعم “طهران” يشكل خطراً على أمن بلادنا والمنطقة..؟

img

سبتمبر نت/ أمين الجرادي

 

كتب موقع “وار أون ذا روكس” الاستخباراتي الأمريكي، مؤخراً تقريراً كشف فيه خطورة الدعم الإيراني لميليشيا الحوثي الإرهابية، في اليمن، حيث باتت تشكل خطراً حقيقياً على أمن المنطقة والإقليم.

 

وتحدث التقرير أنه منذ عام 2015، عمقت ميليشيا الحوثي الإرهابية علاقاتها مع إيران وازدادت قوة على الأرض، ونتيجة لذلك، فقد ازداد الشعور بتأثير الشراكة الإيرانية الحوثية خارج حدود اليمن، ولا يمكن بأية حال نفي أي ارتباط أو تعاون بين الميليشيا ونظام إيران.

 

ووضح التقرير خطأ الإعلام العالمي في السنوات الأخيرة، حين قدم ميليشيا الحوثي بعبارات مبسطة في تغطيته للأخبار، على أنها مجرد وكيل إيراني داخل اليمن، مع أن الواقع يكشف ما هو أكثر تعقيداً من الشراكة التي ترعاها الوكالة، ومازالت تنطوي على مخاطر حقيقية على الأمن الإقليمي.

 

شراكة متبادلة

 

وعن الشراكة ذات الفائدة المتبادلة بين ميليشيا الحوثي وإيران، يقول التقرير أن بروز الحوثيين كميليشيا متمردة في شمال غرب اليمن بدأ في الثمانينيات والتسعينيات، إلا أنها بدأت على الأرجح في تلقي الدعم الإيراني حوالي عام 2009، ومع ذلك، كان هذا الدعم الأولي هامشياً، حيث كان اليمن في ذلك الوقت بعيدا عن أن يكون أولوية مهمة بالنسبة لإيران.

 

وبحسب التقرير، فقد تصاعدت علاقات الشراكة بين الميليشيا وإيران بعد عام 2011 حيث وسعوا من نطاق سيطرتهم واستولوا في نهاية المطاف على العاصمة صنعاء في عام 2014.

 

وأكد أن الدعم الإيراني ساهم كثيراً في هذا الجانب، مع ما نهبته الميليشيا من أسلحة وعتاد عسكري من معسكرات الجيش اليمني منذ الحرب الأولى وإعلان تمردها لأول مرة على الحكومة اليمنية، إضافة إلى أن أجزاء كبيرة من ترسانتها العسكرية أتت من السيطرة على مخزونات الجيش اليمني عقب الانقلاب مباشرة، ومن إقامة تحالفات مع مسلحين قبليين، وإجراء عمليات شراء في السوق السوداء.

 

ومع ذلك، لعب الدعم الإيراني المتزايد بالتأكيد الدور الأهم في مساعدة مليشيا الحوثي على الانتشار، وتوسيع النطاق، حيث قامت إيران بتزويد الميليشيا بعدد متزايد من الأسلحة المختلفة، كما قامت أيضا بتسليم الميليشيا أسلحة أكثر تقدماً وفتكاً.

 

وفي كثير من الحالات، تستخدم إيران شبكات معقدة للتهريب والمشتريات لتوفير أجزاء أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية يجمعها الحوثيون بعد ذلك مع أجزاء أخرى تم الحصول عليها أو إنتاجها محليا.

 

وبحسب التقرير تقوم الميليشيا بجمع هذه الأجزاء في أسلحة عاملة بمساعدة تقنية من مستشاري حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وقد سمح هذا النهج للحوثيين الآن بإيفاد طائرات بدون طيار قصيرة وطويلة المدى تمكنها من شن هجمات على ناقلات النفط في البحر الأحمر.

 

خطورة

 

وعن زيادة خطورة النمو في الشراكة الإيرانية الحوثية على أمن المنطقة والإقليم يقول التقرير: حتى وقت قريب، كانت علاقات إيران مع شبكة الميليشيات الفاعلة المسلحة غير الحكومية التي تدعمها تتبع نموذجاً محورياً ومتحدثا مع إيران في المركز، مع ذلك، تتطور هذه الديناميكية: فإيران لا تزال في مركز هذه المجموعة من الجهات الفاعلة، ولكن حزب الله والحوثيين ومختلف الميليشيات السورية والعراقية يطورون بشكل متزايد العلاقات مباشرة مع بعضهم البعض، فهم لا يتجاوزون طهران، لكنهم يطورون علاقاتهم الخارجية، وهذا اتجاه، وهو أمر مهم، تشجعه طهران بنشاط.

 

ويشير التقرير على أن هذا التطور في العلاقة ليس علامة على ضعف نفوذ إيران، بل على العكس من ذلك، فهو يشير إلى التعاون المتزايد لميليشيات إيران المسلحة، وكان حزب الله في طليعة هذا التطور، مع دور متزايد في سوريا والعراق واليمن الآن.

 

وقد تنامى دور ميليشيا الحوثي في هذه الشبكة من الجهات الفاعلة غير الحكومية المدعومة من إيران، فمثلاً أصبحت العلاقة بين ميليشيا الحوثي وحزب الله بارزة بشكل خاص، حيث يتعاون الجانبان بشكل متزايد في مجالات تتراوح بين التدريب وتهريب الأسلحة. ووفقا لبعض التقارير، يُستخدم اليمن بشكل متزايد كمنصة لإيران لإرسال أسلحة إلى جماعات مسلحة أخرى تدعمها إيران.

 

وهناك أيضا أدلة على أن إيران والجماعات المدعومة من إيران تنسق بشكل متزايد عملياتها الإعلامية، على سبيل المثال في أعقاب الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار الأخيرة ضد المملكة العربية السعودية.

 

وخلص التقرير إلى أن ميليشيا الحوثي أصبحت تشكل خطراً إقليمياً واضحاً، متزايداً مع شراكتها ضمن كوكبة من الجهات أو الميليشيات المسلحة التي تقودها إيران والتي تحيط بالمملكة العربية السعودية، كما أنها توفر لإيران خيارات جديدة لاستهداف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.

 

مواضيع متعلقة

اترك رداً