مبددو الأوهــام
أحمـد ردمـان
في مستنقعات الحياة تنمو البعض من الطفيليات، ويتزايد أثرها السلبي على البيئة المحيطة، فيرى قصيرو النظر أن البيئة قد أصبحت عصية على النظافة فيفقدون الأمل في وجود حياة بلا طفيليات.
وفي اليمن كان انتشار طفيليات الإمامة مُلفتاً، نظراً لحجم تلك الانتفاشة، التي تسببت في نفخها بعض العوامل الداخلية والخارجية، والتي كان أهمها الغفلة عن مخاطر تلك البذرة حال انتشارها وسيطرتها على الواقع اليمني.
وفي زحمة نشاط المحللين السياسيين وأساتذة علم الاجتماع ومفكري التربية بشأن القراءات المتعددة لنشوء الظاهرة الحوثية وأسباب انتشارها وعوامل سيطرتها، كان هناك صنف آخر من اليمنيين لم ينشغلوا بالتحليلات ولم يضيعوا الوقت بالاختلافات النظرية، إذ سلكوا طريق الحل الأمثل الذي يتناسب مع مسار المسيرة الإمامية، فكان التسابق إلى ميادين الفداء هو مسلكهم ، والتنافس على صناعة المجد هو دربهم، فكانت المقاومة هي عنوان الحل برأيهم السديد، وحينها تشكلت تلك القوى في إطار الجيش الوطني الذي صدر الملاحم في كل ساح وميدان من ربوع الوطن المكلوم .
ونظراً لبعض العوامل التي نتجت عن سوء تقديرٍ سياسي متعدد المستويات عادت للإماميين انتفاشة غطت على أعين الذين لا يدركون الحقائق، ولا يقرأون المآلات، فكان لا بدّ للجيش الوطني من موقف يزيل الغبش ويبدد الأوهام التي كادت أن تسيطر على عقول البعض من الغافلين، فكانت معركة البيضاء كفيلة بتحقيق المرام.
إن الأحداث المتغيرة في السنوات السبع الماضية قد أثبتت صوابية نهج الجيش الوطني بشأن الحل الأسلم لتحقيق السلام، وأثبتت أيضاً أن المواقف التي أقنعت البعض من الضعفاء بقوة العدو الإمامي، ما هي إلا أوهام غذّتها الحسابات الخاطئة التي قيدت الجيش الوطني عن مواصلة التحرير، وهاهو الواقع يثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الجيش الوطني وبمساندة المقاومة الشعبية يمتلك القدرة على التحكم في الميدان، والسير بخطى واثقة نحو أهدافه التي يرسمها قادته تحت مختلف الظروف.
ولقد أثبت الجيش الوطني أن الإمامة أضعف من أن تصمد ناهيك عن أن تزحف، ذلك أن غثاء السيل لا يمكن أن يجرف الأحجار، والزبد أعجز عن أن يوقف المسار.
إن تعنّت الإماميين بشأن الوساطات الإقليمية والدولية كان ناشئاً عن أوهام خُيّلت لهم فلم يكن أمام الجيش الوطني بُـدّ من أن يبدد تلك الأوهام بطريقته التي تتناسب مع تشخيصه للمشكلة ومعرفته بحلولها التي يرسمها بدماء أعدائه في جبهات البيضاء حاليا وفي كل الجبهات في قادم الأيام.
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.