الشهيد منصور الشبواني.. بطل في الجيش لم تثنه إصاباته المتعددة عن “منازلة” المليشيا وحصد حشودها الأخيرة

img

سبتمبر نت/ محمد الواشعي

 

منذ أشعلت المليشيا الحوثية الإرهابية الحرب على محافظات البلاد، ومنها في 2015 وهو يتقدم الصفوف في المعارك البطولية، في ميادين الشرف والبطولة.. أصيب مرات عدة بجروح بالغة في مختلف جبهات العزة والكرامة خلال المواجهات مع المليشيا الحوثية المدعومة من إيران.

 

إنه الشهيد البطل “منصور بن صالح بن جابر الشبواني”، المجاهد الجريح، الذي وهبه الله قوة إيمان وشجاعة نادرة، عزيمة صلبة، وإرادة قوية.

 

الشهيد منصور.. شاب صادق ونبيل، مثّل رحيله خسارة فادحة، ليس على أهله وعلى مأرب فحسب، بل على الوطن بأسره، من يعرفه أو التقى به حتى لمرة واحدة يدرك حجم الخسارة والألم.. سيبقى اسمه محفوراً في وجدان كل من عرفه، ومنقوشاً في جبين الوطن، إنه رمز للإقدام والشجاعة التي يجب أن تروى، وتضحياته العظيمة التي تستحق أن تخلد.

 

كل الإصابات تقريباً التي تعرض لها أدخلته وحدة العناية المركزة، ما يعني إن كلها كانت إصابات بالغة، ولكنه كان ينجو من الموت في كل مرة، ثم يعود الى ميادين المعركة حتى ولو لم يكن قد تماثل للشفاء بعد.

 

إحدى الإصابات كانت في بطنه وهي الأشد خطورة، دخل على إثرها العناية المركزة، ثم تم نقله الى الخارج لتلقي العلاج، وأجريت له عدة عمليات جراحية كبرى، وزرع له الأطباء أجهزة صناعية أنقذت حياته.

 

عاد منصور الى أرض الوطن بعد أن نجأ من الموت من إصابة خطيرة، ثم خضع للإشراف والرقابة الطبية المستمرة، خصوصاً وأن حالته الصحية أصبحت تعتمد على الأجهزة الصناعية التي زرعت له.

 

لقد كان حريصاً على الالتزام بتعليمات الأطباء، لكنه طوال فترة العلاج ما كان يكاد يسمع عن مهمة، أو عن ضغط من العدو على أي من جبهات مأرب، إلا ويتجه إلى الجبهة ويكون في مقدمة الصفوف، رغم جروحه البالغة، يصل الجبهة مصطحباً احتياجاته العلاجية، ومتحدياً كل آلامه وأوجاعه التي زادته قوة وثباتاً، ثقة وإيماناً بالله وبعدالة قضيته.

 

تدهورت حالته الصحية مؤخراً متأثراً بجراحه السابقة، نقل على إثرها إلى المستشفى، ليخضع لعملية جراحية، وبعد أيام من مغادرته المستشفى، كانت مليشيا الحوثي بدأت التصعيد ضد مأرب، فانطلق إلى الجبهة قبل أن يتعافى من آثار العملية الجراحية، ضارباً بذلك أروع الأمثلة في التضحية والفداء، ومقدماً درساً عظيماً في الحمية، والغيرة للذود عن الأرض والعرض ضد المعتدين البغاة مهما كانت العوائق والصعاب.

 

لقد رفض البقاء في المنزل رغم جراحه، لم يستسلم لها ولم يقبل ان ينتظر حتى يتعافى، أبا الا أن يتوجه الى ميادين الجهاد، فكان كالأسد يتقدم صفوف الأبطال في ميادين العزة والشرف.

 

خاض معركته الأخيرة بشجاعته المعهودة، وهو يصول ويجول مسطراً ملاحم بطولية، حتى نال الشهادة مقبلاً غير مدبر، وقد اختاره الله الى جواره وهو يذود بكل بسالة عن الدين والوطن، عن الأرض والعرض، وعن مأرب البطولة والعطاء.

 

يوجد الكثير من أمثال الشهيد منصور ممن يعودوا الى ميادين الشرف رغم إصاباتهم، انهم أصحاب البأس الشديد، المؤمنون بعدالة قضيتهم، فهل سيدرك الحوثي ان مأرب بعيدة عليه، وان كل يمني سيقاتله حتى آخر رمق.

 

خالص عزاؤنا ومواساتنا لأهله وأقاربه وكل محبيه، ورحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. والرحمة لكل الشهداء “وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

مواضيع متعلقة

اترك رداً