القوات المسلحة.. شريك فاعل ووثيق للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب

سبتمبر نت/ تقرير
تعمل القوات المسلحة اليمنية على مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه وتنظيماته وتجفيف منابعه ومصادره سواء كانت فكرية أم أعمال تدمير منظمة, كتلك التي تقوم بها مليشيا الحوثي, المدعومة إيرانياً وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
وتأتي مكافحة الإرهاب كواجب وطني وفق عقيدة قتالية راسخة تنعكس على سلوك الضباط وقادة المناطق والألوية من خلال عدم التسامح مع الإرهاب والإرهابيين ومجموعات الدمار والقتل، وهذ ما يفسر قدرة القوات المسلحة على تحقيق النجاحات الكبيرة في هذا المضمار برغم تعقيدات المشهد.
وتطارد القوات المسلحة عناصر الإرهاب داخل أوكارها على مستوى كافة المناطق والمحاور من خلال مهام عسكرية ومهام مشتركة بين الجيش والأمن مثلت أدوارا بطولية مهمة في مكافحة الإرهاب.
وواجهت عناصر القاعدة وداعش وجماعات متمردة على القانون وخلايا إرهابية في أبين وحضرموت ولحج وتعز ومأرب والجوف وعدن والبيضاء، ولا يزال منتسبو القوات المسلحة معرضين لتهديد الجماعات الإرهابية والمتمردة في مناطق متعددة نتيجة الموقف الحاسم الذي اتخذه الجيش تجاه تلك الجماعات باعتبارها جماعات مهددة لإرساء السلام وبناء الدولة وحماية المصالح الوطنية والإقليمية والدولية.
وتعدّ الحرب على المليشيا الحوثية المتمردة حرباً على الإرهاب وفقا للعهود والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي بينت الممارسات الإرهابية والتي منها تهديد الملاحة الدولية والأمن والسلم الدوليين واحتجاز الرهائن والإعدام خارج القانون وتجنيد الأطفال، والاعتداء على الطواقم الطبية وطواقم الإغاثة، والاستهداف المباشر للسكان المدنيين وغيرها وكلها ممارسات تقوم بها مليشيا الحوثي المتمردة بشكل منظم ومستمر.
وتتحدث التقارير بأن هناك صلة وثيقة بين المليشيا الحوثية وتنظيمي القاعدة وداعش, وهناك تنسيق بينهم, كشفته الأحداث الأخيرة في مديرية (ولد ربيع) ومحيطها التابعة لمحافظة البيضاء, بعد أن ادعت المليشيا الحوثية أن تلك المناطق تخضع لسيطرة الحكومة الأمر الذي لاقى استهجانا واسعا وردود رسمية.
المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد الركن عبده مجلي نفى ادعاءات مليشيا الحوثي الانقلابية، وقال: إن حديث مليشيات الحوثي الانقلابية عن خوضها معارك في مناطق سيطرتها بمحافظة البيضاء مع تنظيم القاعدة وداعش والادعاء بأن تلك المناطق كانت تحت سيطرة الحكومة الشرعية مسرحية مفضوحة لن يصدقها أحد.
ولفت مجلي إلى إن محاولة مليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً نفي علاقتها مع التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش والقاعدة وتسويق نفسها لدى المجتمع الدولي بأنها تحارب الإرهاب، محاولة يائسة فالشعب اليمني والعالم أجمع يدرك حقيقتها الدموية ومشروعها الإرهابي العابر للحدود.
تكامل أدوار
وتكمن علاقة المليشيا الحوثية مع “داعش والقاعدة” في قتال ونهب القبائل في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وسبق وأن أطلقت العديد من العناصر الإرهابية من السجون التي سيطرت عليها بعد انقلابها على الشرعية، وما المسرحية الأخيرة التي زعمت المليشيا سيطرتها على منطقة يكلا والتيوس واللتين تقعان في إطار سيطرتهم إلا واحدة من أوجه التعاون وتكامل الأدوار بين هذه التنظيمات الإرهابية حسب العميد مجلي.
تنسيق واضح
بدوره اعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي بيان ما يسمى الناطق الرسمي للمليشيا, والذي زعم فيه تحقيق انتصارات بمديرية (ولد ربيع) والمناطق المجاورة لها بالبيضاء، امتدادا لأكاذيب المليشيا الانقلابية التي تمارس التضييق على الشعب اليمني في مناطق سيطرتها في لقمة عيشهم وغذائهم، وتسعى لإلهائهم عن الكوارث والمآسي التي تسببت بها خلال ستة أعوام من الانقلاب.
وأشار إلى وجود تنسيق متكامل بين مليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية وخاصة (القاعدة وداعش) كاشفا عن إطلاق المليشيا عددا من القيادات والعناصر الإرهابية من سجونها خلال المرحلة الماضية.
ولفت إلى أن هذا التنسيق بدأ قبل سنوات، وازدادت وتيرته في الآونة الأخيرة، بعد تضييق الخناق على التنظيمات الإرهابية، وملاحقتها ومقتل العديد من قياداتها، مشيرا إلى أن مليشيا الحوثي تسعى من خلال التحالف مع هذه التنظيمات لإلحاق الأذى باليمن وجيرانه بعد فشلها في تحقيق أي نتائج من الهجمات التي تشنها عبر المسيرات المفخخة والصواريخ البالستية على مدينة مأرب وكذلك على مدن وأهداف مدنية داخل أراضي السعودية.
موقف المجتمع الدولي
وأكد تقرير خبراء مجلس الأمن, الذي صدر مؤخراً تعاون الحوثيين مع تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية اليمن، تمثل في عملية لتبادل الأسرى جرت في نيسان/ أبريل 2020″.
إلى ذلك أشادت تقارير حكومية دولية وتقارير مراكز البحوث الدولية بتجربة الحكومية اليمنية في مكافحة الإرهاب على الرغم من الفترة القصيرة لتلك التجربة في الوقت الذي تحملت فيه الحكومة أعباء ثقيلة وإضافية نتيجة الحرب.
وتبذل الحكومة جهودا كبيرة في سبيل تنفيذ المقررات الوطنية في مكافحة الإرهاب المتضمنة لبنود العهود والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة، سواء ما يتعلق منها بالشق العسكري والأمني أو الشق المدني، منها إجراء محادثات يمنية أمريكية مشتركة بشأن مكافحة الإرهاب عقدت في العاصمة السعودية الرياض، مطلع يناير من العام الجاري 2020م.
وقاد المحادثات من الجانب اليمني نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح ومن الجانب الأمريكي القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن منير جنيد، تطرقت إلى قضايا مكافحة الإرهاب والنجاحات التي تحققت في مجال الحرب على الإرهاب واستهداف قياداته ورموزه وما لهذه النجاحات من نتائج إيجابية ستنعكس على استقرار اليمن والمنطقة.
واتفق الجانبان حينها على مواصلة جهود الحرب على الإرهاب من أجل تحقيق الأمن والسلم المحلي الذي سينعكس بدوره على الأمن والسلم الدوليين.