الخالدون.. الشهيد العميد الركن المهندس أحمد الزيادي

سبتمبر نت
وضع الطير الجمهوري على كتفيه، وحمَل إيمانه بقضية وطنه ودولته في قلبه، وحلّق بعيداً.. بعيداً.. إلى الله في ملكوته.
مع نهاية فبراير عام 2020 توجَّهت عدد من الرصاصات – مُجبرة، متثاقلة الخطى- في طريقها لإطفاء قلب مضيءٍ لقيلٍ يمنيٍ مغوار، قادمٍ من تاريخ طويل صنعه أجداده السبئيون والحميريون. كان في مهمته الأخيرة، مدافعاً عن حائط الدولة الذي يحتمي خلفه كل اليمنيين، قاتل قتال الشجعان حتى آخر لحظات حياته، ليرتقي شهيداً على أطراف مدينة الحزم بمحافظة الجوف.
الشهيد العميد الركن المهندس أحمد الزيادي قائد معسكر اللبنات “سابقاً” بمحافظة الجوف، أحد الخبراء القلائل المختصين في مجال الصواريخ البالستية، والحاصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية، والمتقن للغتين الروسية والانجليزية إلى جانب العربية.
تدرّج الشهيد الزيادي في حياته العلمية والعسكرية منذ أن عاد من بلد الابتعاث في روسيا، ليخدم المؤسسة العسكرية بكل تفان. خاض العديد من الحروب والمعارك فرداً في الجيش منذ التسعينيات وحتى الحرب الأخيرة في مواجهة الحوثيين، كما تدرج في المناصب العسكرية حتى وصل إلى رتبة عميد ركن، وقائد لمعسكر اللبنات التابع للمنطقة العسكرية السادسة في الجوف.
العميد الزيادي المنحدر من مديرية السدّة بمحافظة إب، المديرية الولّادة بالأبطال الجمهوريين، كالشهيد اللواء علي عبدالمغني مؤسس تنظيم الضباط الأحرار وأحد قيادات ثورة الـ26 من سبتمبر. حمل الشهيد الزيادي شعلة الجمهورية من الآباء السبتمبريين المؤسسين لليمن الجمهوري، ليكمل الكفاح بعدهم في مواجهة الورم السرطاني الإمامي المتمثل هذه الفترة بالحوثيين.
ساء العميد الزيادي ما آلت اليه الأوضاع بعد انقلاب 2014 وهو يرى المسلحين الحوثيين يقتحمون المقرات العسكرية، ويدنسون الشرف العسكري ويهدمون المؤسسة العسكرية اليمنية، يفجرون المنازل ويقتلون الأبرياء، ويقصفون المدن الآهلة بالسكان، ويسرقون القوت من أفواه الجوعى، ويحيلون حياة المواطنين إلى جحيم؛ فالتحق مباشرة بالنواة الأولى للجيش، وعمل مع رفاق سلاحه على إعادة تنظيم الصفوف، وقيادة المعركة في مواجهة الاستعلاء الإمامي الحوثي على أبناء وطنه، قاطعاً العهد أن لا يعيش وتعيش الأجيال من بعده إلّا في بلدٍ يؤمن بقيم الجمهورية والعدل والمساواة.
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.