القضايا المحسومة
أحمد ردمان
يختلف الكثير من البشر حول الكثير من القضايا بفعل اختلاف القناعات، ويعود الخلاف إلى الأرضية الأيدلوجية أو السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها، ومن هنا نشأت فكرة الحوار لتحقيق التقارب المبني على أرضية التنازل من كل طرف عن البعض من قناعاته للوصول إلى مساحة مشتركة تحقق النفع للأطراف المعنية.
وكشرط للحوار لا بد أن يكون الجميع مهيّأون للتعاطي الإيجابي معه، والتعامل مع كل القضايا على أنها قابلة للنقاش.
أما نحن في اليمن فلنا مع السلالة شأن آخر في القضايا المختلف عليها إذ أن ما نراه –كيمنيين– قابل للنقاش هو لدى السلاليين محسوم سلفا منذ قرون عديدة.
فالقضية السياسية التي هي مدعاة للاختلاف في الكثير من دول العالم ويتم الحوار حول جزئياتها للوصول إلى حلول مرضية لكل الأطراف.. إلا أنها لدى السلالة قد حُسمت بفرية الولاية التي يجددون العهد لها كل عام في مناسبتهم المسماة بعيد الغدير، وما قبولهم للحوار حولها مع اليمنيين إلا تسويق للوهم وكسب للوقت.. وهنا يسقط مفهوم الحوار بمعناه الإيجابي معهم وبما يحتم على الشرعية الانتقال إلى التعامل معه على أسس لا علاقة لها بمضمونه.
إن الغباء عن مسلّمات السلالة مشكلة، والتغابي السلبي مشكلة أكبر يحصد نتائجها المتغابون حين يرون السلالة قد استثمرت الوقت للانقضاض على كل طاولة؛ وأعدت عدتها للقفز على كل حوار.
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.