التغيير الحوثي في المناهج الدراسية.. الآثار والتداعيات

img
مقالات 0

محمد الشيباني

 بات من الواضح أن معاناة اليمنيين كافة، في عموم البلاد تزداد رقعتها اتساعاً وأشد قتامة جراء هذه الحرب الحوثية الظالمة والحصار الخانق كفرض أمر واقع لا فكاك منه، الأمر الذي أفرز تداعيات وآثاراً اقتصادية واجتماعية وثقافية مدمرة أدى أخيراً إلى زيادة بؤس البسطاء من الناس، إذ جعلتهم الأزمة لا يفكرون سوى بقوت يومهم فحسب ليس إلا.. هروباً من قدرهم المأساوية المحتوم، دون الخوض بمدى خطورة ما آلت إليه الأوضاع البائسة إزاء الانقلاب والتمرد المقيتين.

لكننا اليوم أمام انقلاب آخر أشد ضراوة تمثل ذلك في غربلة وتغيير المناهج الدراسية عمداً وعدوانا في سابقة خطيرة لم يسبق لها مثيل، وفي غفلة من التاريخ ليتسنى لها دس السم في العسل والعبث بمحتويات التعليم العام كأفكار مؤدلجة تطغى عليها ملازم السيد المزعوم.. كل ذلك بهدف تفخيخ عقول النشء من الأجيال وغسل أدمغتهم الواقعة تحت التأثير المذهبي والمد الصفوي- الاثنى عشري- وهو بالتأكيد ما ينذر بشرخ اجتماعي وكارثة وشيكة تؤسس لقيام صراع مذهبي، جهوي طائفي عنصري لا ينتهي وفقاً للمشروع الإمامي السلالي الكهنوتي والذي عفا عليه الزمن، وبما ينسجم مع نزواتها اللاهوتية القائمة على مبدأ الاصطفاء والحق الإلهي المزعوم، الإسطوانة الممجوجة التي مل الناس سماعها.. حتى جاءت ثورة 26سبتمبر لتمحي وتزيل تلك المفاهيم والأفكار الرجعية الظلامية وإلى الأبد، بغية تحرير أذهان ووعي الشعب اليمني من ربقة الخزعبلات والشعوذة والخرافة والجور القائم، وحتى لا تنطلي عليهم خرافة القطرنة، وأسطورة أحمد يا جناه.. ليرتفع صوت الشعب الثائر مجلجلا ومدوياً.

اشهدي أيتها الدنيا أشهدي

لا أنا زيدي ولا أنا شافعي

تلك هي طابع وسمة الثورية المائزة لتلغي الفوارق الطبقية والمذهبية في تحقيق العدالة والمساواة المجتمعية على غرار الثورات الكبرى، كالثورة الصناعية والثورة الفرنسية إحدى النماذج الماثلة والتي نقلت الإنسان إلى عصر جديد من التطور والمنهاجية العلمية بوتيرة حضارية أسرع تتماشى مع ثورة سبتمبر وأهداف الثورات الأخرى في عملية التغيير والتحرر، ذلك هو التاريخ الإنساني الذي لا يرحم ولا يعود إلى الوراء، بطبيعة الحال، ومهما حاول الإماميون الجدد العبث بمحتويات المنهج الدراسي، إلا أن مبادئ الثورة ستمضي إلى الأمام عصية على المرجفين والمغربلين بما يخدم عجلة التنمية وجودة التعليم، ويواكب تطلعات العصر والمستقبل، وبما يعزز نظرية البقاء للأفضل، وإن كانت كلفة ذلك ستكون باهظة الثمن ولو بعد حين، وبعد فوات الأوان.

بيد أن الجدير ذكره في هذا السياق هو سعي التوجه الحوثي الحثيث والخبيث واليد الطولى في حشو وتفخيخ عقول الطلبة من الأجيال هو تمزيق النسيج الاجتماعي بهدف إلغاء الهوية الوطنية والثقافية للشعب اليمني وفقاً للأجندة الإيرانية تبعاً لملالي طهران المتمثل ايضاً في إحداث غربلة سكانية (ديموجرافيا) تهدف إلى الفت في عضد المجتمع اليمني، وكذا طمس معالم هويته وتقاليده المتوارثة في العاصمة صنعاء، وغيرها من المحافظات وتحديداً في صنعاء القديمة ذلك هو اللافت والأنكى في كل ما تقدم، هو التمادي الحوثي الفظيع في إعادة رسم الخارطة السكانية.. بما يمليه عليه مزاجه السياسي الإيديولوجي الحاقد، والذي من خلاله ستلوح آثار وتداعياته المدمرة بعد حين.

 

مواضيع متعلقة

اترك رداً