أبطال الجيش الوطني في جبهة نهــم لـ«26 سبتمبر»: ننتظر القرار السياسي والعسكري لحسم المعركة

سبتمبر نت/ استطلاع – رفيق السامعي
في الوقت الذي يسطر فيه أبطال الجيش الوطني أروع الأمثلة والمعاني والقيم النبيلة، في كيفية حب الوطن والتضحية من أجله بالغالي والنفيس، وهم يجودون بدمائهم الزكية والطاهرة في مختلف جبهات العزة والكرامة، من أجل استعادة مؤسسات الدولة ونظامها الجمهوري من بين أنياب ومخالب مليشيا الموت والدمار والاجرام الحوثية.
من أبرز تلك التضحيات والبطولات العظيمة التي يجترحها منتسبو الجيش الوطني المرابطين في قمم نهم وجبالها السامقة شرق العاصمة صنعاء، طيلة الأعوام الماضية، وهم ينشدون القيادة السياسية والعسكرية إلى اتخاذ القرار السياسي في عملية الحسم العسكري والتوجه صوب العاصمة صنعاء وبقية المحافظات والمناطق لتحريرها من قبضة المليشيا الانقلابية.
إلا أن ما يعيق عملية الحسم العسكري وتوجيه الأوامر الصارمة، والتوجيهات العسكرية الحاسمة لمنتسبي الجيش الوطني من أجل التحرك بكل ثقة واقتدار في ذات الوقت، ما ظهر جليا إلى السطح من تآمر قذر أصبح باينا للعيان من ما يسمى بضربات جوية خاطئة كانت تستهدف دوما تقدم أبطال الجيش في هذه الجبهة ذات الأهمية الاستراتيجية والتي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة التي زعمت كذباً وزيفا أنها أتت من أجل استعادة الشرعية اليمنية، وهي تمارس- في حقها- خلال السنوات الخمس الماضية أبشع الجرائم وأفظعها، والاستغلال المشين بحق الشعب اليمني ومكتسباته الوطنية في الشمال والجنوب.
«26سبتمبر» استطلعت آراء القيادات العسكرية الميدانية المرابطة في المواقع الأمامية عن الأسباب الحقيقية، والمعوقات الرئيسية التي أدت إلى توقف تقدم الجيش الوطني على تخوم مديرية أرحب، وعدم السماح لهم بالتقدم نحو العاصمة صنعاء، إضافة إلى الضربات الجوية التي سميت بالخاطئة التي تستهدف قوات الجيش الوطني في كل عملية عسكرية تحاول التقدم فيها وأكثر من مناسبة.
ضربات جوية
البداية كانت مع العقيد عادل القطوي أركان حرب اللواء الثالث حرس حدود في المنطقة العسكرية الخامسة وأحد القيادات العسكرية والميدانية التي شاركت في جبهتي صرواح غرب محافظة مأرب، وجبهة فرضة نهم شرق العاصمة صنعاء تحدث عن تلك الضربات الجوية التي كانت تسمى على الدوام بالخاطئة، وهي تستهدف تقدم الجيش الوطني في جبهة نهم قائلا: كنا نتقدم بشكل متواصل في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب قبل مشاركتنا في جبهة نهم، ونحرز انتصارات متتالية وكبيرة، على المليشيا الانقلابية ونكبدهم الخسائر المادية والبشرية والمعنوية في عتادهم وعدتهم، ومعظم الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي تزرعها تلك المليشيا الكهنوتية كنا نتخطاها ونتغلب عليها بعزيمتنا واصرارنا الكبير، والقضية العادلة التي نحملها دوما في حنايانا وبين حدقات أعيننا».
ويضيف العقيد القطوي: «رغم تقدمنا وأحرازنا للانتصارات الكبيرة كنا نتفاجأ بضربات جوية تستهدف زملاءنا في بعض المواقع العسكرية التي تحررها من أيدي المليشيا، وتخلف العديد من الشهداء والجرحى، وعندما نتساءل عن سبب تلك الضربات كانت كل الإجابات التي نسمعها أنها ضربات خاطئة، الأمر الذي أدى إلى إصابتنا بالإحباط الجم من قساوة وعبث نتيجة تلك التصرفات الهمجية التي حيكت وتحاك ضد الجيش الوطني بشكل ممنهج وقذر».
ويؤكد القطوي «رغم تلك التصرفات الهمجية التي تحاول النيل من أبطال الجيش الوطني، ومحاولة زرع اليأس والخوف في قلوبهم من تلك الضربات الجوية التي سميت بالخاطئة لن تزيدنا إلا عزيمة وإصرارا وثباتا في مواصلة خوض المعركة من أجل ديننا وقضيتنا العادلة التي سنبذل في سبيلها حياتنا وأرواحنا وكل أوقاتنا».
لن تعيقنا التهديدات
أما العميد أحمد القاضي أحد ضباط قيادة اللواء 314 المرابط في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء قال: «قوات الجيش الوطني تقف اليوم على مشارف العاصمة صنعاء ومديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران ومحافظة صعدة التي يتخذ منها الحوثيون مقرا لهم».
وأوضح العميد القاضي: «رغم كل المعوقات والصعوبات التي تواجه وتحاك ضد الجيش الوطني لمحاولة تركيعه وحرف مساره عن الهدف الأساسي المتمثل بتحرير ما تبقى من تراب الوطن إلا أن مستوى الجاهزية القتالية للوحدات العسكرية المختلفة المرابطة في جبهة نهم عالية ومتماشية كما يخطط لها، وأن رفع درجة الاستعداد القتالي في جميع الوحدات والقطاعات العسكرية يمضي على قدم وساق».
أضاف: «أبطال الجيش الوطني المرابطون في الخطوط والمواقع الأمامية في جبهة نهم على قدر عال من المسؤولية الملقاة على عاتقهم لأنهم صناع المجد وشعلة الانتصار القادم».
تأخير الحسم العسكري
وتحدث العميد هايل الحادثي رئيس عمليات محور البقع، عن الموضوع بقوله: «أن تلك الضربات الجوية شكلت واحدة من أهم عوامل بطء التقدم العسكري واختلال الثقة بين التحالف وبعض وحدات الجيش الوطني».
وأضاف الحادثي: «تعرض الجيش الوطني أكثر من مرة لغارات خاطئة من قبل طيران التحالف وأحيانا المدفعية من الخلف، ويعود ذلك لِعدة أسباب أهمها انعدام وجود مراكز قيادة وسيطرة لكل جبهة منفردة لتنسيق تحرك القوات البرية بالتزامن مع الغارات».
وعزا الحادثي: «تأخر حسم معركة جبهة نهم المساحة الجغرافية الكبيرة، والتضاريس الجبلية الوعرة التي تحتاج لمقاتلين كثر إلى جانب الضربات الجوية التي كانت تسمى دائماً بالخاطئة».
وأوضح العميد الحادثي أن «حسم معركة جبهة نهم عسكريا سيشجع الجبهات الأخرى للتحرك ميدانيا، وسيعجل من سقوط وزوال المليشيا الكهنوتية».
مبينا بأن «إطالة أمد الحرب ستحمل التحالف والشرعية أعباء سياسية وإنسانية لها تداعيات حتى بعد انتهاء العمليات القتالية والعسكرية».
ضربات جوية متعمدة
ويرى العقيد جمال العسل أركان حرب اللواء الثالث دفاع ساحلي في المنطقة العسكرية الثالثة وأحد الضباط الذين شاركوا في أكثر من جبهة أن الغارات التي قصفت فيها مواقع الجيش الوطني في أكثر من جبهة كانت مقصودة من قبل طرف مشارك في تحالف دعم الشرعية حيث تبعد تلك الضربات الجوية عن العدو عشرات الكيلو مترات وبعيدة عن خط المواجهات المباشرة، وليس هناك مبرر مقنع للطرف المشارك في التحالف العربي أن يقول إنها ضربات خاطئة.
الإمارات حاضرة
ويقول العقيد مسلي: « دولة الإمارات ضالعة في تلك الضربات الجوية التي كانت تسمى بالخاطئة، مشيراً إلى أن ضربات طيران التحالف التي استهدفت قوات الجيش الوطني بأكثر من جبهة كانت بشكل متعمد لأن الجيش الوطني يمثل نواة المؤسسة الدفاعية والعسكرية وليس على مستوى جبهة نهم فحسب، بل على مسرح العمليات القتالية لليمن، لافتاً إلى أن الإمارات تريد أن تفرض هيمنتها بالقوة وبتلك العمليات تريد خلط الأوراق».
إن الغارات الخاطئة التي تستهدف الجيش الوطني ليست إلا أجندة من ضمن الأجندات التي ترتب لها الإمارات لعرقلة عملية الحسم العسكري.
مؤمنون بعدالة قضيتنا
من جانبه قال المقدم والشاعر علي سليمان: «نحن على أهبة الاستعداد لمواجهة العدو ومليشياته بمعنويات تناطح السحاب وبعزيمة لا تخور وبإيمان صادق وإرادة صلبة ذلك لأننا مؤمنون بعدالة قضيتنا، وأن كفاحنا وصمودنا وثباتنا في وجه عدونا ليس له نهاية إلا أن يرفرف علم الجمهورية خفاقا في جبال مران».
وأردف: «أصابعنا على الزناد في كل لحظة وثانية لقد مزجنا حبنا وتعلقنا ببنادقنا مع شدة البرد القارس، فغلبنا الحب لتراب هذا الوطن وللبندقية على شدة البرد وحرارة الشمس، ووعورة الجبال، فقد أصبح صوت المدافع وأزيز الرصاص هو نشيدنا وزخات المطر على رؤوس التباب هو عطرنا ودماء جرحانا مدفئة وتجديدا لمعنوياتنا».
وأضاف: لن نسمح بأي حال من الأحوال لبعض أمراض النفوس من مروجي الوشايات والشائعات والتصريحات المغرضة التي تزعزع الثقة فيما بيننا وتمس السيادة الوطنية للجمهورية اليمنية وتشويه صورة الجيش الوطني، الذي قدم خيرة رجالاته في سبيل أمن الوطن والمنطقة العربية».
ووجه الرائد سليمان رسالة لمن لا يزالون في مناطق سيطرة المليشيا الانقلابية للانتفاض في وجه المشروع الإيراني ومساندة قوات الجيش الوطني للقضاء على ذلك المشروع الخبيث بقوله: «ثوروا كما ثار الأحرار في إيران وفي العراق ولبنان من اكتووا بنار الطائفية والكهنوت وخرجوا ضد الظلم في كل مكان فلا تنتظروا الظلم حتى تتجذر عروقه في أعماق وطننا الحبيب، فالجيش الوطني وأبطاله الأشاوس في مقدمة الصفوف».
اقتراب ساعة الحسم
من جهته قال المقدم/ نجيب عبدالله إن أبطال الجيش الوطني المرابطين في جبهة نهم رغم العراقيل التي وضعت من هذا الطرف أو ذاك أمام تقدمهم؛ يشعرون بواجب وأهمية الرباط ومقاتلة المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، معتبرا أن معنويات أبطال الجيش عالية، وأنهم في انتظار أوامر القيادة السياسية والعسكرية بالتحرك نحو العاصمة صنعاء لتحريرها ودحر الانقلاب الإيراني وإنهاء سيطرته على عاصمة اليمنيين.
قضيتنا مفتاح النصر
أما النقيب/ أحمد الصليحي أحد أبطال الجيش الوطني المرابطين في جبهة نهم بدوره تحدث قائلاً: «كنا نتقدم في أكثر من مرة ونتفاجأ بالضربات الجوية التي كانت تسمى في أكثر الأحيان بالخاطئة، وهي تحصد أرواح زملائنا، الأمر الذي كان يصيبنا بالذهول والاستغراب مما يحدث».
وأضاف الصليحي: «نحن نستمد معنوياتنا من إيماننا بعدالة قضيتنا ودفاعا عن دولتنا ومبادئها الديمقراطية والجمهورية الوحدوية القائمة على العدالة والمساواة».
وطالب الصليحي قيادة الجيش الوطني ممثلة بوزارة الدفاع الاهتمام برواتب المرابطين في الجبهات، والاهتمام بعلاج جرحى الجيش الوطني، وصرف مرتبات الشهداء الذين دفعوا أرواحهم رخيصة من أجل الوطن والشرعية والجمهورية والثوابت الوطنية.
واستطرد قائلاً: «لن يثنينا تجاهل الدولة في توفير رواتب المقاتلين، ولن يثنينا كل ما قد يصرفنا عن جبهاتنا، وسنظل قابضين على الجمر، وثابتين على الحق ومرابطين في الثغور والهضاب دفاعا عن الدين والعقيدة والوطن».
يذكر أن قوات الجيش الوطني رغم الصعوبات والمعوقات التي تحاك ضدها من هذا الطرف أو ذاك قد حققت انتصارات كبيرة وعظيمة على المليشيا الانقلابية في جبهة نهم ذات الطبيعة والتضاريس الجغرافية الصعبة، ومازالت كل يوم تحرز تقدمات ميدانية في أكثر من جبهة، وتكبد مليشيا التمرد والانقلاب الإمامية خسائر فادحة في العتاد والأرواح وأن أبطال الجيش عيونهم وأفئدتهم على صنعاء.. مصممون وعازمون على تحريرها مهما كلفهم ذلك من ثمن، وأنهم ينتظرون بفارغ الصبر ساعة الأمر بالتقدم نحو العاصمة صنعاء؛ لتحريرها من قبضة تلك المليشيا الكهنوتية.