عيبان ينادي وردفان يلبي

img
مقالات 0

علي الربيعي

استمرارا لحلقة النضال الأسطوري لأحرار اليمن لم يقف الحد عند إسقاط الكهنوت في شمال الوطن في الـ26 من سبتمبر بل تواصلت مسيرة الكفاح في أيامها الأولى وعقب ثورة سبتمبر لتشمل اليمن بكامل ترابه وفي الوقت الذي كانت فيه معاقل الكهنوت تتساقط في أيدي الثوار كان الحليف المستبد يعد ساعاته الأخيرة في جنوب الوطن ويستعد لكل السيناريوهات المحتملة والتي كان أبرزها هو مغادرة أرض اليمن إلى ما وراء المحيطات وما هو إلا عام حتى اندلعت شرارة ثورة الـ14 من اكتوبر من العام 1963 ضد المحتل البريطاني انطلاقا من قمم جبال ردفان الأمر الذي بدد احلام فلول الإمامة في شمال الوطن والتي كانت تسعى لاستعادة حكمها الظلامي البائد.

واحدية المصير هي من كانت تتحكم بخط سير الدولة الوليدة القائمة على أنقاض نظام الكهنوت المستبد شمالا والمحتل الهمجي جنوبا حيث كان الثوار يتبادلون المواقف البطولية ويتشاركون كسرة الخبز جنبا إلى جنب إيمانا منهم بان العبور إلى الحرية لا بد ان يصاحبه ارادة صلبة وخطوات ثابتة لا تتحكم بها المصالح الشخصية ولا تقف عند حواجز العثرات والانكسارات التي لا تنجو منها أي ثورة تحررية في الدنيا ،،،

عام من الكفاح والنضال كان لا بد أن يثمر الثمرة الطيبة وأن يحصد الثوار كل تلك النجاحات والانتصارات وان يرسموا مستقبل الوطن المثخن بالجراح والأوجاع والتخلص من آثار قرون من الفضاعات والانتهاكات ولملمة ما يمكن لملمته من الآلام.

اليوم وشعبنا اليمني الكريم يحتفل بأعياد الثورات اليمنية وذكرياتها الغالية ما يجب أن نتذكره هو ان تلك الأحداث لم تكن محض صدفة كما أنها لم تصنع نفسها أو تصطفي رجالها وإنما صنعتها سواعد الرجال وخطوا حروفها بدمائهم الزكية حيث أنه لم يكن لها أن تكون لولا تضحيات الآباء والأجداد كما لا بد أن يعي شعبنا أن مخلفات الإمامة والاحتلال اليوم قد عادت بوجوه جديدة ترتدي عباءة التحرر ما يصعب الامر قليلا في إعادة الامور إلى نصابها والتخلص من كل تلك المخلفات التي فضلت أن تنساق وراء حفنة من الأموال الدنسة وتنفذ أجندات لطالما مقتها شعبنا اليمني شمالا وجنوبا حيث تقوم مليشيات الحوثي الكهنوتية الخاضعة لسلطة ملالي العمامة بالكثير من الانتهاكات التي لم يسلم منها بشر ولا مدر انصياعا للأوامر الصادرة من حوزات قم، ومثلها مليشيات مركبة الغباء في عدن انساقت وراء الأوهام ووضعت نفسها موضع المرتهن الذليل مكتفية بما يقدم لها من دراهم بنوك أبو ظبي فمارست أبشع انواع الانتهاكات من اغتيالات وإعدامات خارج القانون واعتقالات ومداهمات لا اهداف تحكمها ولا مبادئ تنتظم لها ولا أعراف تحترمها لا فرق بينها وبين ما يقوم به الكهنوتيون العائدون من غبار التاريخ في صنعاء وما حولها.

وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية التي يعاني منها اليمن أرضا وشعبا كان لا بد أن ينجب التراب اليمني سبتمبريون جدد وأكتوبريون جدد ليحملوا أمانة الآباء والأجداد وما جيشنا الوطني العظيم وما يسطره إلا واحد من كثير من النماذج التحررية المتعددة المهام على كافة المستويات.

لتبقى جبال عيبان وردفان خير شاهد على ملاحم سطرها الأبطال وتبقى ثورتي الـ26 من سبتمبر والـ14 من اكتوبر هي الأمانة العتيقة التي يجب أن يحفظها الأحفاد وأن ينقلوها إلى من بعدهم من الأحرار كما وصلت اليهم ويبقى اليمن برجاله شامخا عزيزا لا تزعزعه العواصف ولا توهن عزائمه الأحداث.

 

 

مواضيع متعلقة

اترك رداً