الرئيس هادي من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة

img
مقالات 0

بقلم / محمد الشيباني

تطل علينا الذكرى السابعة لانتخاب رئيس الجمهورية المشير الركن/ عبدربه منصور هادي في 21 فبراير 2012م والوطن اليمني يمر بمنعطف خطير… وظروف غاية التعقيد نظراً لما حل به من دسائس الكائدين ومؤامرات الأعداء التربصين.

تلك هي قوى الظلام والرجعية والانقلاب الأرعن، حيث استباحت الأرض والعرض بالانقضاض على مقدرات ومقومات الدولة والشعب تقويضاً لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وكذا ثورة الشباب الشعبية السلمية، في حرب عبثية لا طائل منها سوى التسويق لمشروع الموت والتدمير الممنهج، وفقاً لأجندة خارجية لا تمت للوطنية بصلة، إذ تأتي مراميهم تلك خنجراً مسموماً في خاصرة الوطن والمجتمع برمته.

فوز هادي الكاسح في الانتخابات الرئاسية

خرج الشعب اليمني عن بكرة أبيه يوم 21 فبراير 2012م مبايعاً الرئيس هادي كرئيس توافقي بالإجماع، ليحصد بذلك أعلى نتيجة أصوات في سابقة غير متوقعة تجاوزت نسبة 78% في إطار انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، شهد بها العالم أجمع في عرس ديمقراطي بهيج ومهيب، الأول من نوعه في تاريخ اليمن الحديث.

أهم التحديات في مسيرة هادي الرئاسية

تسلم هادي مقاليد السلطة وزمام الحكم في وضع استثنائي منهار تجسدت ملامحه السياسية والاقتصادية والاجتماعية ببروز أزمات متفاقمة حينها قال كلمته الشهيرة:» لم أستلم من مقدرات الدولة سوى العلم الجمهوري فحسب».

كان الرجل يعاني الأمرين ويعلم جيداً أن الوطن يمر بمنعطف خطير، يغلي على صقيع ساخن في وضع مأسوي آيل للانفجار في أي لحظة جراء ما حدث ويحدث، ويؤثر التريث والهدوء بنظرته الثاقبة للأمور معللاً ذلك بأن كرسي الحكم مغرم لا مغنم.

لكنه قدره المحتوم الذي لا مفر منه البتة، ولطالما خاض غمار التحدي فليواصل المشوار إذاً، ولن يعود عن اتخاذ القرار مهما كلف ذلك خصوصاً بعد أن أقسم اليمين الدستورية، فليستعذب إذاً التضحيات الجسام من أجل الشعب والوطن.

الشعب الذي منحة الثقة المطلقة بان يكون أميناً عليه, فهل يا ترى يفرط بعقد هذه الامانة والمسؤولية الموكلة إليه، كلا وألف كلا، كان هادي بفطرته وسليقته سياسياً محنكاً من الطراز الأول.. رجل لا تلين له قناة لا يوارب ولا يداهن، فوقف أكثر من مرة في وجه التمرد وافتعال الفوضى الأمنية حينذاك بقوله:» سأضرب وسأرمي بسيف السلم إلى حيث يصل» في إشارة صريحة من أنه لم يتهاون أو يتلكأ امام العابثين ممن يفتعلون إقلاق الأمن والسكينة العامة.

كما كان يدرك بحدسه الفذ، ونظرته البعيدة تنبؤات الأحداث قبل حدوثها بقدر ما كان يتوقع فشل نموذج التجربة الإيرانية في اليمن لا محالة، بقدر ما كان يعلنها عالية مدوية: (إن العلم الجمهوري سيرتفع ذات يوم على جبال مران).

وها هو اليوم يصدق حدسه بالفعل، وها هو بيرق النصر يرفرف على تلك القمة الشاهقة مصحوبا بمواكب الزحف والفتح المبين التي تشق درب البطولة إلى عقر دار سيد الكهف الظلامي هناك في جرف سلمان.

وفي هذا السياق أود التذكير بأن الرئيس هادي مر بمحطات غاية الخطورة والصعوبة لمعوقات وقفت في سيره ومسيرته وأهمها أنه وقع أكثر من مرة بين فكي كماشة المخلوع صالح وحليفه الحوثي، وكيف أنه استطاع بكياسته الخلاص شراكهما.

بقدر عمد صالح كعادته التمترس خلف الكواليس مدلساً ومراوغاً مناكفاً ومكائداً بحذلقته الشيطانية المألوفة بهدف إحباط أهداف ثورة شباب التغيير، وكسر شوكة زحفهم، وكذا بتأليب الرأي العام ضد الرئيس هادي الذي يعلن موقفه إزاء ذلك، فتارة يوعز إلى أنصاره وأزلامه بتفجير اعمدة الكهرباء وأنابيب النفط والغاز، وتارة أخرى يؤجج الصراعات بين المناوئين والخصوم بغية نشر الفوضى العارمة.

بيد أن الرئيس هادي كان صبوراً حكيماً، إذ وقف له بالمرصاد، ورفض أن يكون شاهد زور وأداة له، أو بيدق شطرنج يحركه كيف شاء.

كما رفض إملاءات الحوثيين بقائمة طلب التعيينات الوظيفية خارج إطار مشروعية الوظيفة العامة، وبما يتنافى مع النظام والقانون، وهي الذريعة الواهية والقشة التي قصمت ظهر الوطن، ليتم محاصرة الرئيس في منزلة وفرض الاقامة الجبرية عليه إلى أن اهتدى بحكمته من خطة محكمة للنفاذ بجلده من دسيستهم ورهانهم الخاسر، ليمضي إلى عدن ومن قصر معاشيق الرئاسي أعلن من هناك بأن محافظة عدن هي العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية في 21 فبراير 2015م حتى جن جنونهم وذهبوا لملاحقته إلى هناك.. إلخ, آن الأوان للرئيس هادي كرئيس شرعي لحكومته الشرعية مدعومة بقوات تحالف دعم الشرعية، وكل الوطنيين الأحرار والشرفاء بإعادة ألق الدولة، واستعادتها من ايدي الخاطفين والائمة الجدد بالانتقال إلى مرحلة الدولة الاتحادية الجديدة.

وليبدأ (ابو جلال) مشواراً آخر من التحديات والمخاض العسير، لينهض واقفا كالطود، بل ليبدا دورته كالطائر العنقاء من تحت ركام الرماد.

مواضيع متعلقة

اترك رداً