موروث استبدادي بثقافة رديئة
بقلم/ د. ياسين سعيد نعمان
يقدم الحوثيون يومياً الدليل تلو الدليل على أنهم جزء من موروث إستبدادي غاشم لا يرى اليمن غير أرض مستباحة . وحينما تتوفر شروط الهيمنة لهذا الموروث فإنه يتصرف كعصابة مسلحة : تقتل وتنهب وتدمر ، ولا تعرف من شأن الدولة سوى الجباية ، وحشد الناس الى مواكب الموت ، واختراع الأسباب لتوليد الانقسام الاجتماعي بدوافع وسلوك لا ينمان إلا عن غياب الارتباط الموضوعي بشروط المواطنة بثقافة وطنية غير تلك التي تبثها جماعة الحوثي هذه الأيام نهاراً جهاراً .
لا يجب مجاراة هذه الثقافة الردئية ، فالذين يتمسكون بمشروع الوطن لا بد أن يحملوا هذا المشروع فوق ألواح ودسر مصنوعة من عراقة هذا الوطن وأصالته ، متجاوزين الغث الذي رمت به صروف الحياة في طريقه ، والذي لن يكون سوى حالة سطحية مؤذية . لا يمكن لهذا الموروث الاستبدادي الرديئ أن ينقلها إلى الأعماق التي تتشكل فيها ، رغماً عن قتامة المشهد ، ملامح جديدة لحياة يستعيد فيه اليمن عراقته وثقافة التعايش التي اعتمرها دهوراً كتعبير عن أصالة لا حدود لها .
مقاومة حجور والحشاء وقبلهما الحقب وعشرات القرى والمناطق التي تقع تحت هيمنة هذه الجماعة، مع كل ما تمارسه من عنف ودمار، إنما يدل بوضوح على أن هذا الموروث الاستبدادي ينحسر بإرادة شعبية ، والارادة الشعبية حينما تنتفض على موروث الاستبداد لا بد أن تفهم بمحتواها الوطني ،وبصيغتها التي يتصدرها مطلب الدولة الذي تتحقق معه المواطنة والعدالة وسيادة القانون .
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.