العميد ركن شعلان لـ”سبتمبر نت”: الشرعية عامل بناء فيما العدو الانقلابي مشروع هدم على مر التاريخ

img

“سبتمبر نت”

وجود أجهزة الاستخبارات العسكرية في الجيش الوطني تعد أحد الشروط الاساسية لضمان الحفاظ على بقاء الدولة وذلك من خلال استخدام عناصر قوة الدولة العسكرية والسياسية.

وبالتركيز على ما اهمية العمليات الاستخباراتية في الجيش الوطني  والجهود المبذولة كان لموقع “سبتمبر نت” هذا الحوار مع مدير شعبة الاستخبارات العسكرية في المنطقة العسكرية الثالثة في محافظة مأرب، العميد ركن مجاهد شعلان.

العميد شعلان أوضح أنه ومنذ استلام العمل في23سبتمبر 2015م، عملت الشعبة في الكثير من القضايا ونجحت في أفشال عديد من محاولات اختراق أجهزة أمن الدولة وجيشها الوطني، منها القبض على عدد من الخلايا النائمة للمليشيا الانقلابية في محافظة مأرب، والتي كانت أخطرها الخلايا التي تقوم بزرع العبوات الناسفة التي القي القبض عليها في بداية العام الماضي وكان من ضمنها الخلية النسائية التي كانت تهدف للقيام بتدمير عدد من مؤسسات الدولة وقياداتها.

وأكد العميد شعلان ان الاستخبارات العسكرية هي جهاز استخباراتي عسكري يمتلك المعلومة يمتلك القرار، والاستخبارات هي الدولة والامثلة على ذلك كثيرة في استقرار معظم الدول. إلى نص الحوار:

حاوره: عارف الواقدي

من المعروف أن الاستخبارات العسكرية على عاتقها العديد من المهام في الجيش، ممكن تحدثنا عن ابرز هذه المهام ؟ وأهميتها؟

  • مهام الاستخبارات العسكرية في إطار الدولة الجديدة المتمثلة في حكومة الشرعية تتمثل بجمع المعلومات في كل المستويات والتشكيلات سواء التعبوية أو الاستراتيجية أو التكتيكية، وبعد ذلك نقوم بدراستها وتحليلها والعمل على معالجتها.

المخابرات أو الاستخبارات هي جهاز أو مؤسسة من مؤسسات الدولة تختص مبدئيًا بجمع المعلومات المختلفة داخل الدولة وتقوم بتحليلها، وتقييمها لترفعها إلى السلطة العليا في البلاد، وعادة ما تبني الحكومة عليها سياساتها.

كما تعنى المخابرات بجمع المعلومات عن ما يحدث في البلاد من تحركات تزعزع أمن الدولة، وتأجج من صراع محتمل، علاوة على ما يحدث في البلدان الأخرى، حيث تتولى العمل على ذلك بشكل سري بطريقة عالية.

كيف كانت البداية ما الذي تحقق حتى الان ؟

  • استلمنا العمل في23سبتمبر 2015، وبفضل الله وجهود قائد المنطقة الثالثة سابقا الشهيد اللواء الركن/ عبد الرب الشدادي رحمه الله، ورئيس هيئة الأركان العامة، ومحافظ محافظة مارب، الذين اهتموا بنجاح الاستخبارات، وبذلوا دعما ساعدنا في عمل تطوير الدائرة من خلال توزيع المهام داخل الجبهات أو في الألوية العسكرية.

أما ثمار العمل والانجازات المحققة جاءت بعد ذلك وبدأت تأتي، فقد قبضنا على عدد من الخلايا النائمة للمليشيا الانقلابية في محافظة مأرب والتي كانت أخطرها الخلايا التي تقوم بزرع العبوات الناسفة التي قبضنا عليها في بداية العام الماضي وكان من ضمنها الخلية النسائية التي كانت تهدف للقيام بتدمير عدد من مؤسسات الدولة وقياداتها.

حدثنا عن الدور الذي تقوم به الاستخبارات في مسار العمليات العسكرية في جبهات القتال وغيرها؟

  • للاستخبارات العسكرية دور كبير في جبهات القتال، حيث قبضت أجهزة الاستخبارات على عدد من العناصر المندسة في عدد من الجبهات منها صرواح وهيلان وغيرها من الجبهات ممن ارسلتها المليشيا لاختراق الجيش الوطني وتدمير أكبر عدد من أفراده.

كما تم في مدينة مارب رصد استخباراتي تم على إثره القبض على عدد من خلايا تنظيم القاعدة التي كانت تعمل لصالح المليشيا، والتي اكتشفنا بعد التحقيق معها أنها كانت تهدف لاغتيال عدد من القادة وأبناء المسؤولين انتقاما من الدور الوطني الذي يؤديه أباءهم.

عميد مجاهد دعنا نتوسع بالحديث اكثر حول تأسيس الجيش الوطني في مواجهة مشروع الانقلاب المليشياوي؟ وكيف هو اليوم؟

  • بدأنا بتأسيس جيش وطني من الصفر واليوم أصبح جيش وطني كبير قادر على بناء دولة وحمايتها، لأننا نمشي بخطوات ثابتة وإن كانت بطئية، وأكبر دليل ما حدث ويحدث في مأرب من نهضة عمرانية واقتصادية كبيرة بفضل الأمن والاستقرار الذي هو نتاج للعمل الاستخباراتي الدؤوب داخل المدينة بالتعاون مع الأمن العام والخاص وكل الوحدات الموجودة داخل المحافظة، حيث كان التنسيق بيننا منذ البداية فكانوا يتابعون الجانب المدني ونحن نتابع الجانب العسكري وتحقق من خلال ذلك انجازات عظيمة.

حدثنا كيف يتم ذلك؟

  • مظاهر الدولة تكونت في مارب من خلال وجودها في مختلف الوحدات بتشكيلات جديدة، واليوم نحن على مشارف صنعاء، وأصبحت العاصمة قاب قوسين أو أدنى من التحرير.. خلاصة القول ان هناك تعاون كبير فيما بيننا والأمن فهو مكمل للاستخبارات العسكرية والعكس.

كيف يتم التعاطي مع السلبيات وعمليات القصور في عملكم بحكم دقته؟

  • توجد سلبيات بسبب ضعف الامكانيات في بعض الجبهات وعدم التشكيل المناسب أحيانا، ولكنها تتلاشى بعد النظر فيها ومعالجتها، لأن نجاح القائد هو اساس النجاح، والقائد لن ينجح إلا بوجود الإمكانيات التي من خلالها يستطيع تحقيق النجاح، فجبهة صرواح مثلا فيها شحة امكانات، بالإضافة إلى أزمة الضمير في بعض القادة غير المناسبين في تلك الجبهة نتيجة ضعف الشخصية لديهم.. ولا مجال للعجز في عملنا اطلاقا ولكن نقدر نقول عنه بعض الفتور الذي يتيح للعدو في هذه المرحلة، ومع التشكيلات الجديدة التي يجري الترتيب لها، يحاول استغلال ذلك في القيام بهجمات مباغتة عن طريق بعض الثغرات نتيجة لاتساع رقعة الجبهات.

ونحن نعمل بصمت وبطرق منظمة، ومن هذا المنطلق نستطيع تحقيق كل ما نعمل من أجله، والمرحلة ليست مرحلة المظاهر، لأنها تستدعي منا العمل بجدية وإخلاص.

لا ينقصنا إلا الامكانات فقط، أما بالنسبة للأجهزة فهي مؤهلة التأهيل الكامل وجاهزة لتنفيذ أي مهام وهي تعمل بشكل متواصل، لذا نرجو من قيادتنا السياسية أن تهتم بهؤلاء الرجال الذين يعملون بجهود جبارة  في المجال الاستخباراتي على الدوام.

وللعلم الاستخبارات عملها سري للغاية، والنجاح يكمن في سريتها، ولذا فرجالنا يعملون بسرية تامة ويحققون انجازات عظيمة ناتجة من حسهم الأمني الذي يتمتعون به، ولنا في انقلاب تركيا مثال في ذلك، فقد استطاعت الاستخبارات أن تخمده بساعات، نتيجة للوعي والادراك والحس الامني وجعلت رئيسها يتحدى الانقلاب بكل ثقة.

كما نعمل في دائرة الاستخبارات بشكل نشط ومتسارع واعمالها تتوسع يوما بعد آخر، ونحن الان في اطار عقد العديد من الدورات لتلاشي كل السلبيات التي تحصل أحيانا.

وأتينا إلى هنا وهدفنا وهمنا بناء دولة، ولا نخشى في ذلك أي شيء، وبما ان رجل الاستخبارات معرض للمخاطر لذا يجب توفير امكانات مناسبة وحماية مناسبة له حتى لا تكون حياته عرضة لخطر الاغتيالات.

تقييمكم للعملية الاستخباراتية في مختلف الجبهات؟

  • تتحقق انجازات كبيرة للجيش الوطني في المجال الاستخباراتي في جبهات الجوف وصعدة وحجة يصاحبها تقدمات نوعية والتي في اساسها أي الانتصارات عمل استخباراتي وسأتحدث هنا عن بعض النماذج للتوضيح فقط.

ففي تعز مثلا حدثت تقدمات نوعية وصد هجمات كبيرة للمليشيا تكبدت فيها خسائر فادحة في الارواح والعتاد، ومثلها كان حدث في جبهة بيحان التي تحققت فيها انجازات مماثلة تمكن فيها الجيش الوطني من استكمال تحرير محافظة شبوة ومن ثم التقدم نحو محافظة البيضاء بخطوات سريعة ومتلاحقة.

وكذلك الحال بالنسبة لجبهة الساحل الغربي تجري لها الان دراسات جديدة، تعمل على تجهيز العديد من الوحدات التي ستتجه من مديرية حيس في محافظة الحديدة باتجاه محافظة إب للبدء بتحريرها.

وهناك نقطة ذات اهمية يتوجب الاشارة اليها وهي دور الاستخبارات العسكرية في القضاء على الإرهاب ومثال على ذلك ما حدث في حضرموت مؤخرا حيث كانت هناك عدد من الخلايا الارهابية تحت مسميات مختلفة تعمل لخدمة أجندة النظام السابق وعلى علاقة مباشرة به، ولكن بفضل الله ويقظة اجهزتنا الاستخباراتية تم التخلص من شرها، فضلا عن تخلص المليشيا الحوثية من حليفها الانقلابي صالح الذي كان له دور كبير في دعم تلك الخلايا.

من زاوية استخباراتية كيف تنظرون للعدو؟

  • الانقلابيون عامل هدم وهذا ليس بجديد والتاريخ اليمني مليء بالشواهد فعلى مدى قرون عملوا على تدمير كل ما هو جميل في البلاد، وهذا الفرق بيننا وبينهم وما يميزنا عنهم اننا مشروع بناء.

المليشيا الحوثية تشكل الان الخطر والعدو الحقيقي للشعب اليمني والمنطقة وسنقاتلها حتى نخلص الوطن منها ولن نتوانى في ذلك، لأن هذه المليشيا تحمل مشروع مدعوم بأجندات ايرانية ذات منطلق طائفي عقائدي خبيث يستهدف المنطقة برمتها، ونحن نعرفها جيدا أنها مشروع هدم فقط، ولم نر منها أي مشروع بناء على مر التاريخ، فكلما بنينا دولة أنقضت عليها وكلما بنينا مؤسسات تعليمية وثقافية واقتصادية وعسكرية لترسيخ الدولة عملت المليشيا على هدمها، ناهيك عن هدمها للمساجد ودور القرآن والمدارس، وهذا يشير إلى المشروع الخبيث الذي تسعى إيران إلى غرسه في المنطقة وحقدها على كل ما يتعلق بالدين الاسلامي والثقافة العربية.

وللتوضيح اكثر ثمة فروقات كبيرة بين الشرعية والانقلاب الحوثي أخلاقيا وحضاريا وفي عملية بناء الدولة، فالكل يعلم ما تمارسه المليشيا إزاء الاسرى من تعذيب وابتزاز منافي لكل الأخلاق الدينيـة والأعراف، وكذا ما أوصلت المواطنين الذين يقطنون في مناطق سيطرتها من حالة معيشية يرثى لها جراء رفع الأسعار الناتج عن الابتزاز واخذ اتاوات باسم المجهود الحربي، وكذلك اختلاسهم للمواطنين بشتى الطرق.

كيف كان دور التحالف مساندا للجيش الوطني في معركته مع مليشيا الانقلاب؟

  • اولا نشكر اخواننا في التخالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة على مساندتهم لنا في جبهات القتال من خلال المقاتلات التي ساعدت أبطالنا كثيرا في التقدم وتعدي العديد من العوائق في العديد من الجبهات، رغم ما يلاقوه من ضغوطات دولية، لأن اليمن بوابة الجزيرة العربية ودول الخليج، وهذا ما جعل اخواننا في التحالف يقفون معنا منذ بجاية المعركة إلى اليوم.

رسالتكم للجيش الوطني؟

  • رسالتنا لإخواننا في الجيش الوطني أن يكون هدفنا وهمنا واحد وهو إعادة الأمن والاستقرار لهذه البلاد وخروجها من المأزق الذي تعيش فيه، وهذا سيكتب في صفحات التاريخ ويوثق دور كل واحد ساهم في بناء بلادنا وأعاد الحياة إليها.

كلمة أخيرة تودون قولها؟

  • أتمنى أن أعيش وأنا أرى التلميذ يذهب إلى مدرسته والطبيب إلى عيادته بحرية وكرامة وأمن واستقرار، وأن يعيش كل شعبنا بحرية وكرامة وأمن واستقرار، وان نرى العدل والمساواة في كل ربوع وطننا.

مواضيع متعلقة

اترك رداً