أربعة أسلحة إمامية فتاكة (من وحي ثورة الفقيه سعيد)
فهد سلطان
لمن أراد أن يكتب رواية، أو سيناريو فيلم أو مسلسلاً وعملاً دراميا، مهم أن يعرف بعض السلوكيات في حياة الإمامة نجملها في أربعة أسلحة فتاكة، استخدمتها في تاريخها بشكل كثيف تجاه حركة اليمنيين الرافضة لمشروعها العنصري.
الأول: تشويه الخصم، بحيث لو أمسكت به لا ترحمه ولا تترك للرحمة من طريق، ولنعد إلى قصة الفقيه سعيد في (القرن التاسع عشر) الجميع عرف الفقيه سعيد كرجل دين وصلاح وصاحب خلق وكرم وتواضع ومتصوف، وعندما خرج على الإمامة ورفض حكمهم بسبب الظلم والقهر والنهب، أطلقت عليه اسم “سعيد اليهودي”، وكان هذا السلاح الأول الذي واجهت به حركته الفتية، ونجحت في إقناع الناس في ذلك بشكل كبير لعدة أسباب ليس هذا وقت سردها، ومن الأشياء التي تدعو للانتباه أن أتباعها صغيرهم وكبيرهم – قديمًا وحديثًا – يلتقون حول تشويه الخصم على قلب رجل واحد، فيفجرون في الخصومة بشكل لن تجده عند غيرهم، ولا يتورعون من ذكره ومساوئه بحق وباطل في المساجد والمدارس ووسائل الإعلام من أكبرهم إلى أصغرهم، ولا يتورع أحد عن ردها وعدم التعاطي معها، إن تشويه الخصم والافتراء عليه وخاصة عند الشعور بخطره يصبح حقيقة ماثلة للعيان، يتعاطاها الجميع بحماس لا يعرف الفتور.
ثم يأتي السلاح الثاني: “الشائعة”، وتستعمله الإمامة بشكل مركز، بل تعرف كيف تطلقها وتسوقها نحو الخصم وتسددها باحتراف، وهنا أشاعت بين الناس أن “الفقيه سعيد” يهودي مندس يمارس السحر والشعوذة، وأنه يدعي أنه المهدي المنتظر، وجندت في ذلك الفتاوى والمساجد والمشايخ، حتى اقتنع اليمنيون بهذه الشائعة، وهذه الفرية، ودونت في كتبهم ولا يزال البعض لا يعرف الفقيه سعيد إلا بسعيد اليهودي.
والسلاح الثالث: هندسة الخيانات، وهذا السلاح وصلت عبره إلى كثير من أهدافها، ولم تستطيع أي فرقة أو جماعة أن تضاهيها فيه ولن تستطيع، ففي قضية الفقيه سعيد لم تستطع أن تواجهه بالقوة رغم أنها أكثر منه عددًا وعدة، وقد هُزمت جيوشها أمامه لمرات بسبب شجاعته واستبسال أتباعه وهم قلة، وكانت ثورته ملهمة لكل اليمنيين شرقًا وغربًا، وهنا جاء السلاح الفتاك، وهو سلاح الخيانة، بحيث دخل جماعة من المشايخ وانضموا لحركة الفقيه سعيد، ومن داخل المعسكر انتفضوا نحو خيمته في اللحظة المناسبة، وقتلوا خيرة رجاله وهم آمنون، وفر من بينهم بأعجوبة، ولكن تم الإمساك به وتسليمه لهم.
أما السلاح الرابع والأخير من سلاح الإمامة فهو سلاح الغدر، وهنا تم الإمساك بالفقيه سعيد وهو كبير في السن، وقد أعطي الأمان له وللقبائل بعد تفرق معسكره وللأسرى الذين كانوا معه، وذبحوا كما تذبح الخراف، ثم ذهب به إلى الباب الكبير بمدينة إب، وجمع الناس، وتم حز رأسه بالسكين، وعلق فوق الأعواد وبقي مشنوقًا لأيام.
إن الغدر سلاح استعملته الإمامة كثيرًا، إنه يعطيك الأمان بتودد حتى تقتنع، ثم ينقلب عليك ويحز السكين في رقبتك بكل عنف وبأبشع صورة يمكن أن تتخيلها، وإلى جانب ذلك لا يشعر بأي تمعر أو انقباض داخلي من أفعاله، بل تكون نشوة الانتصار سيدة الموقف، ويكفي أن نعود إلى المرأة اليمنية التي استهدف الحوثيون ولدها قبل شهور – أُذيعت هذه القصة في تسجيل منشور على وسائط التواصل – ولم يستطع أحد أن يصل إلى ولدها إلا بعد أن قدم أحد القيادات الحوثية وأعطاها الأمان ووعدها بالشرف و”شخط وجه” أنه لن يخذلها ولن يخونها ولن يغدر بها، وبمجرد أن وصل إلى ولدها غدربها وضرب الولد وكسر ساعده وساعد أمه، وفعل بالأسرة الأفاعيل، وهكذا فعل بالكثير، وهي قصص بالعشرات، ومنهم الفقيه سعيد رحمه الله، وعلى ضوء هذه الأربعة الأسلحة لكم أن تستحضروا عشرات القصص والأمثلة، والأدلة على هذه الحقائق كثيرة من واقعنا المعيش.
اترك رداً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.