عظماء خالدون.. العميد أحمد بن صالح العقيلي

img
صناع الحرية 0

إعداد/ محمد الحريبي

عرف شيخاً في قبيلته ووجاهة اجتماعية في محافظته وحين احتاجه الوطن ارتدى – بفخر وشجاعة – بذلته العسكرية وقاد على مدى أعوام أشرس المعارك في جبهات مأرب والجوف وصنعاء وشبوة والبيضاء حتى ارتقى شهيدا في جبهة فضحة ببلاد آل عوض في البيضاء.

لا يذكر اسم مارب إلا وبرز اسم الشهيد العميد أحمد بن صالح العقيلي كأحد أبرز رجالات الجمهورية وعظمائها الخالدين، الذين صمدوا حين انكسر الجميع، وثبتوا حين اهتز الكثيرون، إذ سارع العميد العقيلي لحشد أبناء قبيلته والانطلاق إلى جبهات العزة والشرف لدحر الكهنوت الإمامي، فعمل مع ثلة من الابطال على تأسيس اللواء 153 مشاة والذي أسهم بفاعلية في معارك تحرير حريب وبيحان وناطع وفضحة التي استشهد فيها بطلنا بانفجار عبوة ناسفة من مخلفات المليشيا الحوثية.

ومن المشاركة في تأسيس مطارح نخلا والسحيل إلى مقدمة الصفوف في معارك تحرير مديريات حريب وعين وبيحان تعرض الشهيد للإصابة ثلاثة مرات، إلا أنه كان يعود إلى الميدان أشد تمسكاً بمبادئ الجمهورية والدولة، وأكثر إصراراً على قتال المشروع الفارسي ودحر ميلشياته من كامل تراب الوطن، حيث كان يؤكد دوماً على أن القضية الوطنية توجب على الجميع رص الصفوف والالتفاف خلف مشروع الدولة والقوات المسلحة بوصفها الحارس الأمين للجمهورية.

كان الشهيد دوما ما يكرر قوله: “بتكاتف الجهود والإخلاص سيتحرر كل شبر في اليمن من بغي الطغاة والعملاء الخونة”. وهي رسالة من المهم التذكير بها اليوم، ليعي الجميع أن مارب التي أنجبت الشهيد العميد أحمد بن صالح العقيلي وقبله الشهيد الفريق الركن عبد الرب الشدادي وقبلهما الشهيد البطل علي بن ناصر القردعي، قد حددت وجهتها واختارت المضي في درب الجمهورية، وأن أبطال القوات المسلحة سيبقون على العهد وسيحافظون على تضحيات الشهداء الابطال، وسينتصرون لدمائهم، وأن كل المشاريع الصغيرة ستنتهي وستزول وسيبقى الوطن دائما في الحدقات.

خاض بطلنا معاركه متجرداً إلا من انتمائه الصادق للجمهورية ومشروع الدولة الاتحادية العادلة، وهي المعركة التي يواصل ابطال القوات المسلحة اليوم تقديم التضحيات في سبيلها، متمسكين بمبادئ الشهيد ومدافعين عن مشروع الدولة الذي ينتظره الشعب اليمني.

” لسنا في معرض الخوض في الجدل، ولكن نؤكد أن الخطأ الكبير هو التعميم. لسنا ضد أي عائلة أو منطقة، بل ضد الافكار التي تؤسس لفرز المجتمع على أساس مصطفين أخيار وعبيد خلقوا لخدمة النوع الأول، قاعدتنا ومنطلقنا “كلكم لآدم وآدم من تراب”. كانت هذه أبرز رسائل الشهيد، وهي رسالة للجميع، رسالة من شهيدنا ومن ابطال القوات المسلحة، حيث أضاف الشهيد العقيلي في رسالته: ” ارتكب الحوثي جرائم بحق كل أحرار اليمن الشرفاء الرافضين للعبودية والظلم والاستبداد، ولهذا لابد أن نؤسس لدولة تحفظ حق الجميع كمواطن بعيدا عن نسبه او قبيلته او منطقته ولا يتحقق ذلك الا بالمساواة والعدالة، وأن نتحرك قولا وعملا في سبيل تحقيق ذلك”. وقد تحرك في سبيل هذه القضية حتى استشهد وهو يقود معركة تحرير فضحة، وهنا نختتم حديثنا عن الشهيد برسالة أخرى من رسائله التي كتبها أواخر العام 2017م: ” آمل من الجميع الشعور والادراك بالمرحلة الصعبة والمخاطر التي تمر بها بلادنا، ونحترم ونثمن ونقدر قيمة وحجم التضحيات والدماء الزكية دماء الشهداء والجرحى والمليشيا تدمر وتمزق وطن وهدم كيان شعب.. كم من أباء وأمهات فقدوا فلذات اكبادهم وكم أطفال تيتموا ونساء ترملن؟! وكم أسرة هجرت؟! وكم اعراض انتهكت؟! وكم عزيز انهان وذل وانتهكت كرامته وسلبت ممتلكاته؟! وكم مساجد ومدارس ومعاهد وجمعيات خيرية فجرت ودمرت؟! كم وكم لا تحصى ولا تعد الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني أذناب إيران عصابة الانقلاب والتمرد الحوثي وميلشياتها.. جرائم ومآسي فظيعة لم ترتكب على مر تاريخ اليمن، كفى دجل وخداع ومغالطة وتضليل للحقائق وتبرير جرائم القتلة الحوثيين، كفى تشويه واجحاد ونكران لتضحيات الثوار والاحرار الوطنيين.. آمل من الجميع الرقي بوعيهم وبثقافتهم وبتفكيرهم، والشعور بتحمل المسؤولية لتنعمون بالحرية والعدل والمساواة والتقدم والازدهار “.

 

مواضيع متعلقة

اترك رداً