التآمر لن يدوم

img

افتتاحية صحيفة 26 سبتمبر

من السخافة والبلاهة والانحدار القيمي والسياسي؛ أن ترتكب الإمارات جريمة مشهودة جديدة بحق الجيش الوطني التابع للحكومة الشرعية التي جاء التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة وعضوية دولة الإمارات لمساندتها ضد الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران. بل بلغت تلك السذاجة والانحدار مدى أكبر وأفظع انحطاطاً لدى هذه الدولة العضوة في التحالف بإطلاق تلك المبررات التضليلية الواهية التي ساقتها -خلية إدارة مخططها التآمري في اليمن-  بأنها قصفت جماعة إرهابية، معتقدة أن هذه التبريرات السخيفة يمكن لها أن تمر مرور الكرام، هكذا قبل أن تتحول إلى أضحوكة ومسخرة على كل لسان، خاصة وأن هذه التبريرات غير المنطقية والمنافية للواقع جاءت من دولة تعد نفسها كما أشرنا عضواً أساسياً في تحالف وجد أصلاً لدعم الشرعية لاستعادة مؤسساتها المخطوفة وليس  في تشكيل جماعات و فصائل ومليشيات مسلحة لا تخضع للحكومة المعترف بها، وتستخدم في تقويض سلطات الدولة ومؤسساتها الشرعية في المناطق المحررة.

أخطأت دولة  الإمارات  خطأً فادحاً عندما  انحرفت عن أهداف التحالف ومساراته الواضحة،  واعتقدت بان الجرائم  التي ارتكبتها- تحت غطاء التحالف- ضد الشرعية وجيشها الوطني ستمر دون عقاب وأنها غير مدركة من قبل اليمنيين والرأي العام العربي والدولي. بل ان الجريمة النكراء التي استهدفت أبطال الجيش الوطني في نقطة العلم لتثنيها عن مهمتها الوطنية والدستورية يؤكد  أن كل ضربات الطيران الإماراتي خلال سنوات الحرب  والتي قتلت آلاف اليمنيين- مدنيين وعسكريين-وأدت إلى استشهاد قيادات عسكرية بارزة في صفوف الشرعية والعديد من أفراد الجيش الوطني، وأعاقت وحداته  من التقدم في جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي المتمردة واستكمال عملية التحرير. كانت كلها ضربات مقصودة وقصف متعمد، مخطط له مسبقاً وليس خللاً فنياً أو استهدافا عن طريق الخطأ.

لكن هذا التطاول المستهتر بأرواح اليمنيين زاد هذه المرة عن حده وخرج عن سره إلى العلن، ليقصف بطيرانه قوات الجيش الوطني وهي تؤدي واجبها الدستوري والقانوني في حماية الدولة ومؤسساتها  وتثبيت الأمن والنظام في محافظتي عدن وأبين، ويودي ذلك القصف الجبان والغادر بحياة المئات من المدنيين ومن أفراد قوات الشرعية، متناسية أنها بهذا الجرم الكبير وذاك الصلف والتعدي السافر والمتعمد أنها ارتكبت جريمة فادحة  لا تقل شأنا عن جرائم الحرب، وتعد عدوانا سافرا على السيادة اليمنية مخالفاً للقوانين والأعراف الدولية السائدة، وانحرافا واضحا وضوح الشمس في كبد السماء عن أهداف التحالف العربي المعلنة كداعم للشرعية اليمنية.

ان التخطيط والدعم والتمويل الإماراتي السخي والمستمر والمكشوف للمجلس الانتقالي ومليشياته المتمردة بالمال والسلاح. يوكد أن دولة الإمارات   لاعلاقة لها البتة بإعادة الشرعية وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي الرديفة لمليشيا الانتقالي، والقضاء على مشروع إيران في اليمن والمنطقة. بل إن حجم المؤامرات الكبيرة والخطيرة التي تتعرض له اليمن اليوم تجعل كل ذي عقل وبصيرة يتساءل لمصلحة من كل ذلك؟! وما الذي تريده أبو ظبي من تسليم عدن لمليشيا متمردة على الدولة ومؤسساتها؟ وما الذي تريده أيضاً من  إضعاف جبهات الشرعية العسكرية والسياسية؟ ومن المستفيد الأول من تفتيت وتمزيق اليمن،تارة بتفكيك مكوناتها وقواها السياسية والاجتماعية ووضع العقبات أمام تحركات سلطات الشرعية في المناطق المحررة وتارة أخرى بإيجاد بؤر عنف وكيانات مناطقية هزيلة.

سلوك شاذ كهذا يعتبر تصرف صبياني لا يقبله المنطق. فشعبنا بحسه الحضاري ومجده التليد ونضالاته الطويلة وتضحياته الجسيمة من أجل الحرية والاستقلال والحياة الكريمة يدرك حجم المؤامرة التي تحاك ضده هنا وهناك.

هذا هو شعب اليمن كلما استشعر خطر العدو الخارجي، يصطف من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ويتحول كالسيل  الجارف في مواجهة هذه المؤامرات و التحديات المحدقة بالوطن وثوابته ووحدته.. فلا يمكن لهذا الشعب الأبي أن يركع أو يخضع لمثل هذه المؤمرات القذرة والمخططات التمزيقية والتقزيمية العفنة، والأيام كفيلة بتعرية وإفشال كل من يريد الشر لليمن وشعبه، والنصر صار قريبا ولن يطول انتظاره ما دام ابطال الجيش الوطني ومن حوله  جموع الشعب اليمني الأبي يقفون في خندق واحد لخوض  معركة الوطن المصيرية لإفشال كافة أشكال التمرد والانقلابات وإحباط المشاريع السلالية و الطائفية والمناطقية التدميرية وصولاً إلى بسط نفوذ الدولة والشرعية على كامل التراب الوطني والتفرغ لمشروع المستقبل مشروع اليمن الاتحادي الكبير الذي يتسع لجميع أبنائه.

مواضيع متعلقة

اترك رداً