صراع الحلفاء .. من الخطاب الحاد إلى التهديد والتحشيد وانتظار القادم

img

 

احمد الشامي “سبتمبر نت”

تشهد العاصمة صنعاء توتراً غير مسبوق في ظل أجواء مشحونة تنذر بتصاعد الأزمة بين طرفي الإنقلاب مع اقتراب موعد الفعالية التي يحضر لها أنصار صالح الخميس القادم للإحتفال بتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام.

وارتفعت نبرة الخطاب الإعلامي بين شريكي الإنقلاب (الحوثي صالح)، وسط انتشار وتحشيد ميداني لنقاط تابعة للطرفين في العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم.

وظهرت الأزمة بين طرفي الإنقلاب مطلع هذا الأسبوع إلى الواجهة عندما زعيم مليشيا الحوثي في خطاب متلفز هاجم فيه بقوة حليفه المؤتمر الشعبي العام الموالي للمخلوع وكال له عشرات الإتهامات ومنها الخيانة والفساد والخداع.

 

إتهامات متبادلة 

وفي المقابل يتهم المخلوع صالح حليفه الحوثي بالفساد المالي والإداري والاخلال بالإتفاقات الموقعة والتعسف بقواعده وقياداته والوزراء المشاركين في حكومة  الانقلاب.

ووجه عبدالملك الحوثي إتهامات مباشرة لحليفه الإنقلابي – صالح وأنصاره – بممارسة الفساد والتستر على الفاسدين  قائلاً “هناك أموال طائلة خصوصاً في وزارة النفط التي لاتورد إلى مؤسسات الدولة فنحن نسأل أين ذهبت ؟”.

وقال” المؤتمر يسألنا أين المرتبات وكذلك نحن نقول للمؤتمر أين هي المرتبات؟.

ولم يطول غياب رد صالح على خطاب الحوثي، فبعد يوم واحد من خطاب التصعيد الحوثي خرج المخلوع أمام أنصاره ليرد على عبدالملك الحوثي بالقول: “كنا قد اتفقنا على أن تورد كافة الإيرادات المالية إلى البنك المركزي لكنهم لم يفعلوا ذلك حتى اللحظة .”

إعلام المؤتمر سرب وثائق تثبت تورط الحوثيين بالفساد المالي والإداري في جميع مؤسسات الدولة، ومن ضمن الوثائق التي نشرها المتعلقة بميناء رأس عيسى بالصليف حيث وصل حجم الفساد الذي مارسته المليشيا أكثر من 20مليار  ريال يمني إلى جانب الفساد المالي في وزارة الاتصالات، والذي قُدر  ب 16مليار ريال، كما جاء في منشور لوزير الاتصالات في حكومة الانقلاب  جليدان جليدان الى جانب ملفات أخرى من الفساد المالي في جميع مؤسسات الدولة.

ويقول زعيم مليشيا الحوثي إن أنصاره لايسيطرون سوى على 1% من مؤسسات الدولة بينما المؤتمر هو من يسيطر بشكل كلي على المرافق والمؤسسات.

بدورها قامت مليشيا الحوثي بنشر ملفات لشريكها في حكومة الانقلاب المؤتمر  الشعبي العام كشفت فيها عن فساد مماثل في موارد الدولة منذ سقوط صنعاء والانقلاب على شرعية الرئيس هادي.

 

لأول مرة

ولأول مرة منذ انقلاب المليشيا أفصح المؤتمر الشعبي العام مؤخراً وبشكل رسمي عن انتهاكات طالت العديد من قياداته وقواعده ومنها الإعتداء على وزرائه وفرض مشرفين عليهم، بحسب ماجاء خطاب المخلوع الأخير والذي قال فيه “نقوم بتعيين وزير والحوثي يعين فوقه مشرف “. مضيفاً: “قام انصار الله الحوثيين بتشطيط الصور فقلنا مش مشكلة يشططوها أهم شي الحفاظ على الصف”.

وكشف الأمين العام لحزب “المؤتمر الشعبي عارف الزوكا عن بعض أسباب   الأزمة بين حزبه وجماعة الحوثي في كلمة له عقب خطاب المخلوع بقوله  أن “الخلاف بدأ مع رفض جماعة الحوثي إنعقاد مجلس النواب لقبول استقالة الرئيس هادي”.

وأكد أن الحوثيين مارسوا ضغوطات على المؤتمر، وفرضوا عليه تقديم 40 ألف مقاتل، إلا أن صالح قدم حتى اليوم 3 آلاف مقاتل فيما رفضت جماعة الحوثي ضمهم للجبهات”.

وعن الفساد المالي قال الزوكا: إن “الحوثيين نهبوا أربعة مليارات دولار من خزينة الدولة ولم يأتوا للمشاركة في الحكومة الا وهي فارغة”.

وفي سياق كلمته أشار إلى جانب التعسفات والاعتقالات خارج القانون في صفوف حزبه تمارسها مليشيا الحوثي حيث استشهد بوزير التعليم العالي حسين حازب والذي كان يقف بجواره بعدم السماح له بدخول الوزارة من قبل مليشيا الحوثي.

يُشار إلى أن عدداً من وزراء المؤتمر في حكومة الانقلاب تعرضوا للإهانة والطرد من قبل مليشيا الحوثي ومنعهم من ممارسة أعمالهم.

وسبق لناطق الحوثيين محمد عبدالسلام أن اتهم المؤتمر بعدم جديته في مواجهة العدوان، وأنهم يسعون إلى تقديم جماعته كبش فداء، فيما قال: عبدالملك الحوثي إن جماعته تلقت طعنات من الظهر من شركاءها يقصد المؤتمر الشعبي العام.

وبعد دعوة المخلوع صالح أنصاره في المؤتمر الشعبي العام للاحتشاد يوم الخميس القادم 24 أغسطس في العاصمة صنعاء لإحياء  فعالية ذكرى تأسيس المؤتمر بعد مرور 35 عاما من تأسيسه، دعت من جهتها مليشيا الحوثي أنصارها لاحتشاد مضاد تحت شعار التصعيد بالتصعيد حسب الوسم الموجود على قناة المسيرة الفضائية التابعة لها.

من جانب آخر قامت المليشيا بخطوة استباقية باحتلال مداخل العاصمة صنعاء ومداخل ميدان السبعين قبل وصول أنصار المخلوع صالح.

 

صالح يصر

ويصر صالح على إقامة فعاليته وتمريرها وإنجاحها لإيصال رسالته للعالم بأنه الأقوى على الساحة لوضع المجتمع الدولي والاقليمي أمام الامر الواقع حيث قام بإرسال شخصيات قبلية موالية له إلى جماعة الحوثي لنزع فتيل الخلاف بينهما.

ومن أبرز الشخصيات التي أرسلها  للتفاوض مع مليشيا الحوثي لتهدئة الوضع هو علي حميد جليدان، في ظل أحاديث عن فشل مساعي التوسط والتهدئة بسبب شروط يطلبها الحوثيون لم يشكف عنها مقابل السماح للمخلوع بإقامة فعاليته الخميس القادم.

وقام صالح باستقبال أنصاره من مختلف المحافظات إلى العاصمة، ونشر حشود عسكرية في شوارع وأحياء صنعاء يرتدون زي الحرس الجمهوري مزودين بعربات عسكرية وأطقم تحمل شعارات المؤتمر وصور المخلوع صالح.

وقام المخلوع باخراج عدد من المدرعات والآليات العسكرية من منطقة ريمة حُميد بسنحان وتوزيعها على عدد من أحياء العاصمة، فيما قام الحوثيون بحشد عناصرهم من مختلف المناطق إلى جانب وقيامها باستعدادات عسكرية مماثلة.

وقامت مليشيا الحوثي صباح اليوم الثلاثاء بتحريك عدد من الدبابات التي تم نهبها من مقر اللواء 310 مدرع بمحافظة عمران ومواقع الجميمة والمرحة وجبل ضين ونقلها باتجاه العاصمة صنعاء.

ويرى مراقبون قيام مليشيا الحوثي بالسيطرة على الحزام الأمني للعاصمة مؤشرا خطيرا ينبئ عن مواجهات محتملة في حين ظلت الأجواء مشحونة بالتوتر وإخفاق لجان الوساطة بين الطرفين.

وتظل التحليلات والتكهنات تتراوح بين التحقق والإخفاق في ظل التطورات المستمرة في الخلافات الدائرة والمستعرة بين الانقلابيين، الا أن يوم الخميس القادم سيفصح عن مدى حجم الخلاف بين الطرفين.

* الصورة مدمجة – متابعات

مواضيع متعلقة

اترك رداً