الحــنيـشـي: الإشتراكي في قلب معركة المواجهة مع الانقلابيين (حوار)

img
حوارات 0

المواجهة مع الانقلابيين خلقت وعيا جماهيرياً باحثاً وفاحصاً عن مواقف كل القوى الوطنية ازاء الانقلاب الهمجي الرجعي الطائفي المتخلّف.. وعياً يطالب برفع مستوى المشاركة في المواجهة بمختلف مستوياتها السياسية والعسكرية الاعلامية بغية الوصول وفي أسرع وقت إلى نقطة الخلاص من أسوأ واقبح انقلاب عرفته اليمن عبر تاريخها الطويل.. وعياً يتساءل إنطلاقاً من همه الوطني عن حضور وغياب الفعاليات السياسية في معترك المواجهة المصيرية المرتكزة على قاعدة إما أن نكون أو لا نكون.
ما يجول في الوعي الجمعي الجماهيري طرحته صحيفة «26سبتمبر» رزنامة أسئلة على سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي في محافظة مارب الاستاذ/ ناجي الحنيشي الذي أجاب بوضوح وشفافية وبلغة السياسي الواثق لا السياسي الدبلوماسي الموارب…
حاوراه / عبدالحكيم الشريحي – عبده النويدي

من الملاحظ خفوت –إن لم نقل غياب– الفعل السياسي للحزب الاشتراكي اليمني عما يدور على الساحة الوطنية.. بما تعلل هذا الغياب عن فعل المواجهة مع الأنقلابيين..؟
– نرحب بكم وعبركم نهنئ وحدات الجيش الوطني المرابطين في الخطوط الأمامية قادة وضباطا وأفراداَ بمناسبةِ عيدِ الفطرِ المباركِ راجين من الله أن يعيده علينا وعليهم وعلى شعبنا وقد تحقق النصر.
بالنسبة لسؤالكم: لا أعرف على ماذا استندت في تقييمَّك لدور الحزب الاشتراكي..؟ مع أن الحزب الاشتراكي اليمني موجود في قلب هذا الفعل السياسي وعلى مختلف الأصعدة، الاشتراكي سياسياً كان حاضراً في مؤتمر الحوار الوطني وفي مؤتمر الرياض، كذلك كان حاضراً في خطوط المواجهة ضد القوى الانقلابية وميليشياتهم حتى اللحظة، قدَم في سبيل استعادة الوطن من الانقلابيين قوافل من الشهداء والجرحى.
قبل سنة من الآن التقينا برئيس الجمهورية وبنائبه ورئيس الوزراء وبقيادات القوى السياسية دون استثناء تقريباً، وكل تلك اللقاءات هدفت إلى تعزيز جبهة قوى مواجهة الانقلاب وتفعيلها عبر إجراءات أكثر مصداقية وفعالية قائمة على الشراكة الحقيقية للقوى السياسية والاجتماعية وبرنامج نضالي محدد لإسقاط الانقلاب وعودة الشرعية ومواصلة تنفيذ المهمات الوطنية التي حال الانقلاب دون تحقيقها.
بيان مؤتمر الرياض رئيس لجنة اعداده نائب الأمين العام، موقع الاشتراكي نت وصحيفة الثوري تم ايقافهما من الانقلابيين ومع ذلك الموقع مكرَس للأعمال الكفاحية ضد الانقلاب، كوادرنا في المحافظات -حيث سلطة الانقلاب– يتعرضون للاعتقالات بسبب مواقفهم تجاه الانقلابيين، في جبهات المواجهة العسكرية يشترك الاشتراكيون مع غيرهم من ابناء الشعب اليمني في المواجهات الحربية سواءً ضمن المقاومة الشعبية أو في اطار الجيش الوطني، كثير من القادة استشهدوا وهم يقودون وحداتهم في الخطوط الامامية، وماذا بعد كل ذلك يمكننا أن نقول لإثبات أننا في قلب الفعل ليس السياسي فحسب بل والعسكري.. إلا إذا كان المقصود العضوية في هيئات ومؤسسات الشرعية.. نعم الاشتراكي غائب أولنقل مغيب غياباً كلياً..!
الحزب الاشتراكي متهم بانضمام بعض قياداته للانقلاب كيف يمكن لك أن تدرأ هذه التهمة..؟
لا يهمنا الاتهام، فالاتهامات لا حدود لها، لكن الواقع يدحضها باستمرار.. من التحق بالحوثيين يعبر عن نفسه وليس عن الحزب، قرار الحزب واضح في هذا الشأن وضوحاً لا لبس فيه، ومن المعروف أن الحزب عبر هيئاته اتخذ قرارات وعقوبات بحق تلك العناصر فمنهم من فصل ومنهم من جمدت عضويته، ولجنة الرقابة العليا هي الهيئة القانونية التي اتخذت تلك العقوبات.. ثم لا ننسى أن بعض من ألتحق بالحوثيين كانت له دوافع ليست سياسية بل دوافع شخصية بُنيت على معاناة شخصية لحقت بهذا أو ذاك من الناس في الماضي ورأى أن الفرصة مواتية للتخلص من ظلم لحق به هنا أو هناك.. لكن إجمالاً نحن في الاشتراكي على قناعة أن من دمر مشروع نهضة اليمن ووحدته ومستقبله هو صالح وسلطته وهو كذلك من دمر روح الألفة والمحبة بين اليمنيين وقناعاتنا هذه هي ما يجعلنا قبل غيرنا نقف أمام صلفه وصلف الانقلاب.
لوحظ حضورٌ فاعل للحزب في اطار المقاومة الشعبية في تعز في مختلف الجبهات.. أين هو الحزب من جبهة صرواح ونهم وباقي جبهات المواجهة؟
اين ما وليت وجهك ستجد الاشتراكي بغض النظر عن كل شيء، في مارب كان الاشتراكيون في قلب معركة المواجهة مع الانقلابيين سواء في اطار المقاومة الشعبية أو وحدات الجيش الوطني، نحن المنظمة التي اتخذت قرار المواجهة باكراً مع جميع الماربيين وقواهم السياسية والاجتماعية، و في هذه المعركة سقط العديد من الشهداء والجرحى من اعضاء الحزب، ورغم ذلك فإننا لا نضع لوحات تعريفية لكل اشتراكي مقاوم، نحن في المجرى العام للمقاومة، شهداؤنا بالمئات والجرحى كذلك، لكننا لا نستعمل مكبرات الصوت ونقول هؤلاء هم شهداؤنا، ليس لدينا قنوات اعلامية وليس لدينا دعمٌ خاص وليس لنا هدف خاص من كل ذلك.. هدفنا عام وتضحياتًنا عامة من أجل الوطن والشعب شأننا في ذلك شأن غيرنا من القوى السياسية والاجتماعية، بالمناسبة استشهد من الاشتراكيين هنا في مارب والجوف ونهم من بينهم 11 عميداً وعقيداً استشهدوا وهم يقودون وحداتهم في مواجهة الانقلابيين، آخرهم العميد عبدالله عايض الرشيدي، كثير من اعضاء منظمتنا استشهدوا ومن المحافظات الأخرى.
نحن مظلومون ماضياً وحاضراً وكثير من اولئك الابطال استشهدوا وأوضاعهم العسكرية لم ترتب منذ 1990م، اقصوا حينذاك واليوم وهم في المعركة لازالوا كما كانوا ومع هذا تراهم في الخطوط الاولى غير هيابين وغير مبالين رغم ما عانوه ويعانوه حتى اللحظة..
يكاد يتشكل اجماع على أن المجلس الانتقالي الذي أعلنه الحراك في بعض محافظات الجنوب يمثل تعزيزاً للانقلابيين ومسماراً في خاصرة الشرعية.. باعتبارك عضواً قيادياً في الحزب الاشتراكي ما موقف الحزب من هذا المجلس..؟
الحكم على النتائج دون معرفة مقدماتها يبقى على الدوام حكماً انفعالياً لا يتمتع بأي قدر من الاستمرارية.
في الجنوب قضية واضحة، لها تداعيات لا حصر لها ليس على الواقع الاجتماعي فحسب بل وعلى الوعي والسلوك اليومي للناس، وهذا ما يجب النظر إليه بعيون الاطباء وليس الغرماء.
حينما حررت المحافظات الجنوبية كان بإمكان قيادة الشرعية أن تركز جهودها على حل مشكلات الناس الملحة وفي المقدمة الخدمات العامة، لكنها تمادت وعوضاً عن ذلك استمرت في صرف الوعود بينما معاناة الناس تتفاقم يوماً بعد يوم وهو ما ولّد شعوراً لدى الناس بعدم وجود الجديد الذي يمكن له أن يشكل حالة جديدة تختلف عن الماضي.
حراك اليوم ليس اشتراكياً بل إنه حراك جنوبي، قبل اليوم تقدم الحزب الاشتراكي بما عرف بمبادرة اصلاح مسار الوحدة ولم يسمع له أحد وتالياً قدم رؤية لقائمة من الاجراءات التي تزيل الاحتقان في الشارع الجنوبي وتؤسس لمرحلة من الشراكة الوطنية الجديدة كذلك لم يهتم بها أحد.
رأيي بأنه يجدر بالشرعية رئاسة وحكومة عدم قطع شعرة التواصل بل وعليها فتح المجال للحوار والتفاهم مع الحراك واعطاء نفس يسمح بخلق تفاهمات ايجابية، لا مصلحة لأحد في توتير المناخات، وخلق صراعات جديدة، فهناك دائماً حلول وسط يمكن الوصول إليها مهما كانت الظروف والمعطيات.
التقسيم الاداري للوطن إلى ستة أقاليم أحد مخرجات الحوار الوطني الذي شكل الحراك نسبة كبيرة في عضويته ماهي رؤيتكم وموقفكم من هذا التقسيم..؟
لا أعرف بالضبط إن كان الحراك مسيطر على المشهد جنوباً مشاركاً في مؤتمر الحوار أم لا، لكن الحزب الاشتراكي قدم رؤية في مؤتمر الحوار الوطني لدولة اتحادية من اقليمين ومع ذلك تم اقرار الستة الاقاليم.
نحن في الاشتراكي نتعاطى بإيجابية وندرك صعوبات الواقع وهو الأمر الذي طرحناه أمام فخامة الرئيس العام الماضي.
اليوم المهمة الرئيسية تكمن في كيفية اسقاط الانقلاب ومن ثم العودة إلى مخرجات الحوار وهو الأمر الذي يجب أن تتوحد من أجله قوى المواجهة وفق صيغة جديدة عمادها الشراكة الفعلية لجميع القوى السياسية والمجتمعية,
كيف تقيّمون موقف القوى السياسية في محافظة مارب تجاه ما يدور على الساحة الوطنية.. ؟
تفردت القوى السياسية في مارب بموقفها الموحد من الانقلاب ومواجهته. مع قيادة المحافظة المدنية والعسكرية عملت كل ما من شأنه تعزيز وحدة ابناء المحافظة واستطاعت أن تقود عملية المواجهة مع الانقلابيين بجدارة مكنت من دحر الانقلابيين وهيأت الظروف لجعل مارب مركز انطلاق للجيش الوطني والمقاومة نحو التحرير.
مارب وقواها اليوم حاضرون في المشهد السياسي والعسكري الوطني، حضور بعد أن قدمت مارب بمختلف قواها تضحيات جسيمة في مقارعة الانقلابيين ولعلّكم اليوم على معرفة بقدر كافٍ يمكنكم من قراءة تجربة القوى السياسية في مارب حينذاك ونتائجها.
يغيب المبعوث الدولي عن المشهد اليمني الراهن كثيراً ولا يظهر إلا حين يحقق الجيش الوطني تقدماً مهماً على الأرض.. كيف تفسر ظاهرتي الغياب والحضور للمبعوث الاممي ولد الشيخ..؟
دون الخوض في صحة هذه الفرضية من عدمها نحن نعرف صعوبة مهمة المبعوث الدوليوهي صعوبة ناتجة عن صعوبة المشكلة اليمنية بذاتها من جهة وفي جدلية علاقاتها اقليمياً ودولياً من جهة أخرى.
إذا كانت أسس أي تسوية سياسية واضحة وجلية لكل ذي شأن –أقصد المرجعيات الثلاث لأي تسوية سياسية- فبرأيي الشخصي أن الظروف الموضوعية والذاتية للوصول إلى تسوية من هذا القبيل قائمة على تلك المرجعيات لم تنضج بعد وهو ما يفرض على قيادة الشرعية تقييم الأعمال وما تم إنجازه خلال الفترة الماضية لتحديد أين اصبنا وأين اخطأنا لتجاوز السلبيات وتعزيز الايجابيات.. علينا عدم الخوف من نقد الاخطاء بل علينا الخوف من بقاء الاخطاء دون اصلاح ومعالجة.
ما يتعلق بالأزمة الخليجية.. هل أنتم في الحزب الاشتراكي اليمني مع الموقف الرسمي للجمهورية اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي أم لكم بعض الملاحظات على هذا الموقف..؟
قلناه ونكرره اليوم بأن قوى الشرعية بكاملها ليس أمامها أي خيار آخر إلا الخيار الذي اتخذ من قبل رئيس الجمهورية.
نحن أمام قضية وطنية عظمى ومعنا حلفاء وشركاء وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، هؤلاء الحلفاء الأوفياء قدموا ولا يزالوا يقدمون الغالي والنفيس في سبيل دحر الانقلاب واستعادة الشرعية وهو ما يعني بالضرورة أن يكون موقف الحكومة اليمنية معبراً عن قوى المواجهة بكاملها.
قضيتنا واضحة وصاحبنا من لقيناه وقت الصدق وجاد بما لم يجد به غيره.
الأمريكان يطالبون قطر بالتخلي عن دعم الارهاب وفي الوقت نفسه يشتركون بقوات في مناورة عسكرية أجرتها قطر مؤخراً.. كيف تقرأون هذا الازدواج في الموقف الأمريكي…؟
الأمر يعود إلى المصالح.. فلصراع اليوم كله قائم على المصالح، كل الدول بما في ذلك أمريكا سياساتها قائمة على مصالحها وتحقيقها بغض النظر عن الضرر وفاتورته، هنا أو هناك.
المنطقة العربية مجال حيوي للمصالح والأطماع لذلك تتسابق المشاريع القادمة من خارج جغرافيا هذا المجال باحثة عن مكاسب تتحقق بهذه الطريقة أو تلك، وفي أغلبها على حساب شعوب هذه المنطقة.
في نهاية هذا اللقاء.. هل لكم كلمة تودون قولها..؟
الرسالة الأولى: نتمنى تقييم اداء وحدات الجيش الوطني والمقاومة بناءً على تجربة عامين في الميدان، تقييماً يؤدي إلى تجاوز السلبيات وتعزيز الايجابيات، ولا يفوتنا هنا أن نثمن دور رئيس هيئة الاركان العامة وجهوده التي بذلها خلال الفترة الماضية ونتمنى أن يولي موضوع التقييم اهتمامه الخاص كذلك لابد من الأخذ بعين الاعتبار البعد الوطني في تعيين القيادات العليا لوحدات الجيش الوطني.
الرسالة الثانية: وهي لقيادة الشرعية العليا مؤسستي الرئاسة والحكومة نرى أن تجربة الفترة الماضية تحتم عليهما العمل بإيجابية أكثر والاهتمام بالقضايا الكبرى التي تسرع بإسقاط الانقلاب وعودة الشرعية، كذلك لابد أن تعملا كل ما من شأنه أن يظهرهما معبرتين حقيقيتين عن كل قوى المواجهة دون استثناء.
الرسالة الثالثة: لقيادة التحالف العربي، نشكرهم على ما قدموه ولا يزالون وفي المقدمة المملكة العربية السعودية والأمارات العربية المتحدة.

مواضيع متعلقة

اترك رداً